كارثتي
مرحبا بكم.. أنا مُستاءة مِمَّا فعلته بنفسي، وسأَرَوْي كارثتي.
أنا فتاة كنت في علاقة حب قديمة طفولِيَّة، علاقه إنترنت فقط استمرَّت لأشهر، ولأنَّهاأول علاقة لي طَالَت مُدَّة شفائي منها، وعانيت سنتين، وخلال السنتين قُمْتُ بعمل حساب وَهْمِي وكانت هذه في بدايات الـ ٢٠١٤، وبدأت أراقب به هذا الشخص، وقمت بإضافة أصدقاء لا أعرفهم للحساب لكي يكون طبيعيًّا.
وخلال هذه الفترة كلَّمَني شاب، ولم أَكْتَرِث له، وكلَّمْتُه أنا أيضًا، تبادلنا الحديث العادي لأيَّام، وأنا أختفي لاعود لحياتي الطبيعية، فكلامي معه مُقْتَصِر على وقت فَتْحِي للحساب الوَهْمِي لكي أراقب به الرجل الأول الذي ارتبطت به، وبما أنَّه حساب وهمي فطبيعي أن أُعْطِي اسمًا وَهْمِيًّا للَّذي يكلمني به ومعلومات غير صحيحة، فأعطيت للشاب الذي كَلَّمَني اسمًا وهمِيًّا ومعلومات لا تَمْتُّ بِصِلَة لي تمامًا، وكنت كُلَّما أحسست بالفراغ والحزن أفتح الحساب وأُكَلِّم الشاب، فطلب مني أن يراني، ولأنِّي غير مُكْتَرِثَة له بعتث له صورة فتاة عربية من غير دولة، صورتين فقط لإِسْكَاتِه وحتَّى يستمر بالحديث معي.
بعد مُدَّة اختفيت أنا، وشُفِيتُ من علاقتي القديمة، وانشغلت بدراستي فأنا شاطرة جدًّا ومستواي العلمي ممتاز وشهادتي عالية... اختفيت سنة وعُدْتُ لِفَتْح الحساب، وكالعادة مَسِجَات الشاب موجودة وبَاعِث لي الكثير يسأل بها عني، فأجبته وتحجَّجْت بالانشغالات، وطلب مِنِّي ألَّا أختفي، وكالعادة غلقت الحساب وعُدْتُ لحياتي واختفيت سنتين تمامًا، وبعدها عُدْتُ وفتحت الحساب في وقت فراغي، وكلَّمَنِي أيضًا وما زال موجودًا، وبدأنا بالحديث كثيرًا وبالمُزَاح، وهو مَرِح جدًّا ويحاول إِضْحَاكي كثيرًا، بدأت أفكر به، وأُعْجِبُت به، ولكن تذكرت أنه لا يمكنني ذلك لأن اسمي لا يعلمه ولا صورتي فكيف لي أن أُصَارِحَه بِكَذِبِي.
أغلقت الحساب وابتعدت، ومن حظِّي القبيح كان لديَّ صديق شاب على حسابي الحقيقي والأصلي يُدْعَى "ص"، واعترف لي بِحُبِّه، وارتبطنا معًا، وتطوَّرت علاقتنا لشيء لا أحب ذكره وطلبت من الله غفرانه، ولكن لم نُفْلِح بالزواج فافترقنا، وبالصدفة وجدت الشاب الذي يُكَلِّمني هو صديق مقرب لـ "ص" الذي ارتبطت معه، ولكني لم أَمْتَنِع عن الحديث مع الشاب، وبَقِيتُ أكلمه من حسابي الوهمي، واستمريت كثيرًا أختفي وأعود وأُلْقِي عليه قصصًا كاذبة جدًّا، لدرجة وَصَلَت في كذبي إلى أني قلت له أن والدي تُوُفِّيَ وأمي تزوَّجَت وأنا وحيدة وأعيش مع خالتي، وفي الحقيقة حياتي جدًّا عادية ومُتَّزِنَة وعائلتي حولي... أظن أنِّي فعلت ذلك لِيَأْسي من أنِّي سوف أُعْلِن عن نفسي في يوم من الأيام له لأنَّه صديق للرجل "ص" وسوف أَنْفَضِح أن عَرَّفت عن نفسي.
هل انتهت الحكاية إلى هنا؟
لا لم تنتهي، فأنا استمريَّت بالكلام معه، والمشكلة العُظْمَى أنه تعلَّق بي كثيرًا كثيرًا، ويهتَمُّ بي إلى أبعد الحدود، ويقوم كل يوم بشراء هدايا لي ويحفظها في بيته علة أمل لقائي به يومًا ما... كنت أتحجَّج بعدم لقائي بأن خالتي لا تسمح لي.
ساء الحال بأنِّي تعلَّقْتُ به أيضًا!، وبدأت أشعر نحوه بشيء جميل جدًّا، وقلت له أني أُحِبَّه، وهو جُنَّ جنونه، وعَزَمَ على أن ينتظر مني كلمة "تعالى واخطبني" ليأتي فورًا، وقال "جرِّبِيني، إن قلتي اليوم تخطب انتظري إلى العصر وأهلي سيكونون عندكم، فقط قولي"، قلت له "هل تخطب فتاةً لم تَرَها ولو بلقاء؟"، قال "لا أحتاج له بعد أنا تعبت بانتظارك سنوات، وأنت صعبة جدًّا واكتفيت بصورتين طوال تلك السنوات، لا أستطيع أن أنتظرك، أريد فورًا لقاءُك في بيت أهلك"، قلت له "تعالى في كذا يوم" ولم أكن أعلم أنه صادق، وطلب منِّي عنوان بيتنا، وقلت له "قبل يوم مَوْعِد مَجِيئُك سوف أقول لك"، وتفاجأت بجِدِّيَّتِه وأنَّه خرج واشترى بَدْلَة خطوبة لِيَلْبِسَها ويكلمني عن التَّحْضِيرات، فشعرت نفسي إنسانة قبيحة إلى أبعد حدٍّ، وألغيت مَوْعِدَه، وتحجَّجْت بمشكلة لدينا، واستمريَّت بالحُجَج بأنِّي لديَّ مشاكل كبيرة ولا أستطيع الزواج، ورويت له أحداثًا وهمية، وهو يحاول حلَّها ومُتْعَبٌ نفسيًّا منها.
بدأت أعجز لأني أحببته كثيرًا، ولا أستطيع أن أقول له كل الحقيقة لأنه سوف يحْتَقِرُني، فهو يراني ملاكًا بريئًا، كيف لي أن أفضح نفسي بقولي أني لست الفتاة التي أَحَّبها، وأنِّي كنت مرتبطةً بصديقه المُقَرَّب؟!.. من المستحيل أن أفضح نفسي، وأيضًا خبر وفاة والدي الكاذب أو زواج أمي، أو إِخْبَارِه بأنِّي وحيدة وأنا في الحقيقة لست كذلك!.
سوف تقولون "ابتعدي عنه"، لكني فعلت ذلك مرارًا وتكرارًا، إلى أن قلت له أنه تَمّ عَقْدُ قِرَانِي على أحد أقاربي بالغَصْبِ، ولكني لم أستطع أن أتركه حيث كنت أشتاق له كثيرًا كثيرًا وأتَّصِل به لأبكي وأبكي من فِعْلِي المُقْرِف وكَذِبي وحُبَي له، وكنت أقول له أني أبكي لأني لا أريد الزواج من قريبي وأريده هو...... وهو عازِمٌ أن يُنْقِذَني ويَفْسًخ عَقْدِي ويُوَاجِه أهلي، ولكني أمنعه باستمرار... الرجل تعلَّق بي كثيرًا، وحبَّنِي كثيرًا، ومؤدَّب معي جدًّا فهز لا يطلب مني أي صورة أو أن نخرج، ولا يضغط عليَّ بشيءٍ أبدًا، فهو يقول لي "أحبك هكذا، وأنتظر موعد خطوبتنا"، وأنا أحببته بصدق هذه المرة لدرجة أنه أَصْبَح معي في كل لحظة، وإلى الآن نتحدّث، ولا أعرف كيف أُخْرِج نفسي من وَرْطَتِي،
فأنا حزينة لأنِّي وجدت شخصًا مناسبًا جدًّا لي ولكني لا أستطيع الحصول عليه...
ما الحل؟
8/3/2021
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن لم تكن سطورك مزيدا من الحكايات الوهمية التي تتسلين بها مع من ذكرت لا طريق أمامك سوى مصارحته بالحقيقة. لكل قرار في الحياة تبعاته، ومهما حاول الناس التملص من مسؤولية قراراتهم لابد لهم من تحملها، هذه واحدة من سنن الحياة شئنا أم أبينا فاحفظيها للقادم من حياتك.
إن كنت صادقة في مشاعرك نحو هذا الشخص وحريصة على نيل فرصة في الحياة معه أوقفي التلاعب به وبمشاعره فكلما طالت المدة قلت فرصك في أن يتجاوز عنك. لقد أخذت قرارا بالاستمرار في التلاعب به ومن حقه أن يأخذ هو أيضا قراره بالاستمرار معك أو بالتخلي عنك، تذكري الوقت ليس في مصلحتك ليس فقط لأنه قد يزيد من غضبه ولكن لأنه أيضا يزيد من معاناتك وتعلقك به.
وكما تعلمت من خبرتك السابقة أن الحياة تستمر وينتهي الحزن في وقت ما، ومواجهة الاختيار وتحمل نتيجة القرار أهون من الهروب المستمر. إن كنت صادقة في مشاعرك أشجعك على مصارحته بالحقيقة ولديك من المبرارات صغر سنك وتحرجك من مصارحته ومحاولاتك قطع العلاقة معه أكثر من مرة. لا تشغلي بالك بعلاقتك السابقة مع صديقه فالرجال لا يتبادلون الحديث عن حياتهم العاطفية بتفاصيل كما تفعل الفتيات، وبالتالي لا تتبرعي أنت باخباره بما كان في الماضي فأمره قد انتهى.
استمرارك في الكذب يعني استمرار معاناتك واستغلالك لطيبة الشخص ولكن مصارحتك له تبقى أمامك فرصة أن يكون صادقا في مشاعره ومن يحب يسامح.