هل هي صدمة؟ أم حب الظُّهور والاهتمام؟ أم مرض جسدي؟
السلام عليكم ورحمة الله... فكَّرت كثيرًا قبل كتابة الاستشارة، ولكن قطعت فِينِي سُبُل تهذيب النفس من دون الاستعانة بأحد خبير.
ستكون قصتي طويلة... مع الأسف أمارس العادة السرية منذ عمر 19 سنة، ومَضَى أربعة سنوات لا أستطيع التوقف عنها كُلِّيًا، رغم مرور فترات أنقطع عنها لشهور، لكن بالآونة الأخيرة أصبحت إدمانًا لدرجة أني لا أستطيع إمساك نفسي أكثر من يومين.
والحالة بدأت معي بعد انفصالي عن خطيبي الذي لم يجمع بيننا شيء غير الحب، بالرغم من بعض التَّلْمِيحات من طَرَفِه إلَّا أنني كنت أَصُدُّه بشكل صارِم، فأنا فعلًا لم أَكْن أُطِيق الكلام بأمور كهذه حتى مع صديقاتي بداعي المزاح.
بعد الانفصال عنه وقعت بصدمة، و قرَّرت عدم الارتباط بأحد رغم أنني كنت صاحبة القرار... ووقعت بالفراغ العاطفي الذي أدَّى بي إلى إدمان التكلُّم مع ناس غرباء، رغم أنه لم يكن جنسيًّا بالبداية، ثم بدأت بالانجراف إلى الكلام الجنسي بشكل كبير، ومع الجميع، وجميع الأنواع (السادي والمازوخي) لمعرفة ما هي طريقة تفكيرهم، وليس فقط لمعرفة ميولي، وفي النهاية اكتشتفت أني سادِيّة إل حَدٍّ ما.
كل مرة كنت أتكلم فيها مع أحد عن الجنس كنت أحب التكلم عن شخصيته، ومن هو، والتعرف على الشخص أكثر، رغم أنَّني لا أُعَاوِد الكلام معه، ولأن طريقتي في الكلام مُلْفِتَة دائمًا ما كانو يترَجُّوني أن يتكلموا معي مجددًا، ويُعطوني أسماءهم الحقيقية بمواقع التواصل، وهذا كان يعطيني الشعور بالرضا، رغم الندم على العادة السرية لأنني أتكلم فقط برسائل (كان لديَّ حدود نوعًا ما).
حاولت الابتعاد مرارًا، وكنت أبتعد لمدة لا تَكْثُر عن يومين، فرغم انشغالاتي الكثيرة وتفوُّقِي بدراستي وعَمِلي إلَّا أنِّني لا أستطيع الابتعاد عن موقع الشات الجنسي.
تعرَّفت على شاب جيِّد، ننتكلَّم بشكل دائم، وهذا جَعَلَني أبتعد عن الشات الجنسي، لكن رغبتي الجنسية لا تَخْفُت، وبحثت عن أعشاب لتخفيفها ولكني أخاف أن تَضُرَّني.
أصبحت الآن مدمنة، يمكن أن أفعل العادة السرية يوميًّا، وممكن أكثر من مرة باليوم... أعاني من نوبات بكاء بلا سبب، وبعد نَوْبَة البكاء أفعل العادة السرية.
أعلم أنَّ أفكاري كثيرة ومتداخلة، لكن أريد معرفة ما بي لأبدأ العلاج.
8/3/2021
رد المستشار
شكرًا على مراسلتك الموقع.
أولًا: لا بُدَّ من تمييز المشاكل التي تعانين منها، فهناك ممارسة العادة السرية، ارتفاع الرغبة الجنسية، التواصل الجنسي عبر الإنترنت، وأخيرًا عدم الشعور بالسعادة... كل ذلك حدث بعد انفصالك عن خطيبك.
العادة السرية بحد ذاتها ليست مرضًا نفسانيًّا، ولا حتى يمكن القول بأن ممارستها في حالتك يُمَثِّل سُلُوكًا قهريًّا.
لا يمكن القول بأن رغبتك الجنسية عالية، ولا يوجد عقار يُثَبِّط الغريزة الجنسية... يتعامل الإنسان مع غريزته الجنسية استنادًا إلى طاقَم تفكيره وسلوكه الاجتماعي، ويتم تَرْوِيضُها بصورة أو بأخرى.
التواصل الجنسي عبر الإنترنت سلوك لا خير فيه، والصراحة يتم وضعه على بُوصْلَة ثقافية اجتماعية، ويمارسه العديد، ولا يتم وضعه في إطار غير طبيعي هذه الأيام إلَّا ما ندر... مع عدم وجود علاقة عاطفية تَسُدُّ احتياجات الإنسان يحدث التوجه نحو عالم الفضاء، والذي بدوره فاشل في سد الاحتياجات العاطفية والجنسية... فشل تلبية الاحتياجات الغَرِيزِيَّة يدفع الإنسان نحو الانحراف والفضول في البحث عن عالم خيالي في الحياة الجنسية، بعبارة أخرى عالم الفضاء فَشَل في سدِّ احتياجاتك الجنسية، ولن ينجح يومًا ما في هذه المهمة.
وأخيرًا: أنت آنسة غير سعيدة، ولم تتحدَّثِي عن ظروفك البيئية بصورة مُفَصَّلَة تساعد الموقع أو أي مُعَالِج نفساني على مساعدتك لتَحْوِير السلوك وتجاوُز عُقَدك النفسية وطاقتها التي تدفعك نحو سلوك تشعرين بعدم الرِّضا منه وعدم تطابُقِه مع صورتك الذاتية.
لا توجد حلول سحرية لمشكلتك، ولكن الغالبية العظمى من البشر يتوَقَّفُون عن زيارة المواقع القَذِرَة بعد إدراكهم لعدم سعادتهم وفشل الإنترنت في سَدِّ احتياجاتهم الجنسية والعاطفية... يفعلون ذلك ولا يحتاجون إلى طبيب نفساني أو معالج نفساني، إلَّا إذا كان هناك اضطراب طبنفسي أو عُقَد نفسية لم يتم تجاوزها... وقد يدفع الفراغ والفضول الإنسان نحو زيارة هذه المواقع ثانية، ولكن ذلك التَّوْقُ يتم تجاوزه خلال ثلاثة أسابيع.
احرصي على إيقاع يومي منتظم، واحرصي على الدخول في شبكة اجتماعية صحية... العلاقة العاطفية الجديدة تساعدك مع مرور الأيام على تجاوز أعلاه، ولكن إذا كان الشعور بالذنب وعدم السعادة يسيطر على حياتك الآن فَمِنَ الأفضل زيارة طبيب نفساني للتَّحَرِّي عن الاكتئاب وعلاجه.
وفقك الله.