متلازمة الشاشة الإلكترونية

رد المستشار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عزيزتي أهنئك أولا على حرصك على أخيك ومحاولة مساعدته ولو أنك عبرتِ عنه بأنه يقودك للغضب ولكن الأكيد ما بداخل هذا الغضب هو حرص وقلق على أخيك.
 
 أما بعد فما قمت بذكره مختصر جداً، فقط أنه يصدر الكثير من الأصوات المزعجة ولم تذكري إن كانت إرادية بقصد استفزاز من حوله أو هي لا إرادية ولا يعي ما يقوم به، ولم تذكري إذا كانت لديه سلوكيات أخرى ولا عن تأثر حياته الاجتماعية والأسرية ودراسته من عدمه، فهذه معلومات جداً مهمة للوصول إلى تشخيص أو حل يساعده.
 
 على كل حال، ما ذكرته من أن أخيك يداوم على لعب ألعاب الفيديو وعلى ما يبدو بكثافة منذ سنتين فإن هذه المعلومة تجعلني أرجح أنه قد يكون لديه ما يسمى بمتلازمة الشاشة الإلكترونية.
 
 متلازمة الشاشة الإلكترونية هي حالة يصبح فيها الجهاز العصبي مفرطًا في التحفيز بسبب قضاء وقت طويل أمام الشاشة. إنها في الأساس متلازمة خلل في التنظيم، حيث تبدأ آليات الدماغ المختلفة في التعطل بسبب المستويات العالية المزمنة من الإثارة، أو ما نسميه فرط الإثارة.
 يطلق مصطلح متلازمة الشاشة الإلكترونية على الأشخاص (أطفال أو بالغين) ممن يستخدمون أجهزة الكترونية بكثرة ويعانون من بعض أو جميع الأعراض التالية:
 =607; تغير المزاج
 =607; نوبة غضب مفرطة
 =607; ضعف ضبط النفس
 =607; تشوش السلوك
 =607; اضطرابات النوم
 =607; صعوبات التعلم
 =607; كآبة وانعزال
 =607; تشمل المزاج العصبي
 =607; ضعف التركيز
 =607; السلوك غير المنظم أو المتحدي.
 =607; يصاب الأطفال المصابون بـمتلازمة الشاشة الإلكترونية بالبكاء أو الإحباط أو الغضب بسهولة شديدة
 =607; ويميلون إلى الانهيار بسبب الحوادث البسيطة.
 =607; غالبًا ما يعانون في المدرسة لأنهم لا يستطيعون إنجاز عملهم، ويظهرون سلوكًا غير ناضج وغير مكتمل للأقران، أو يتجادلون طوال الوقت.
 =607; فيما يتعلق بالأنشطة الترفيهية، ربما فقدوا الاهتمام بأي شيء غير إلكتروني ،
 =607; لا يظهرون سوى القليل من اللعب التخيلي أو التعبير الإبداعي.
 الأطفال الذين هم في خطر أكثر:
 غالبًا ما يصف المعلمون وأولياء الأمور الطفل المصاب بمتلازمة الشاشة الإلكترونية بأنه "مرهق" و"محب التكنولوجيا". كقاعدة عامة ، ينجذب هؤلاء الأطفال إلى شاشاتهم ويصعب سحبهم بعيدًا. هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض:
 =607; الجنس من الذكور
 =607; أصغر سنا
 =607; اضطرابات السلوك (على سبيل المثال التوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه)
 =607; ميول الإدمان
 =607; الضغوطات النفسية والاجتماعية
 =607; ربو
 =607; حساسية الطعام
 =607; ضعف حسي
 
 إذن عزيزتي لأوضح لك أكثر، طول وقت الطفل أمام الشاشة يحدث مستويات عالية بشكل غير طبيعي من التحفيز والتهيج، و الدماغ يفسر كل الأنشطة القائمة على الشاشة على أنها شكل من أشكال التوتر ومع كل تفاعل ، ينتقل الجهاز العصبي بأكمله إلى درجات متفاوتة من حالة التأهب للخطر وإنذار جهاز الكر والفر.
 
 أدمغتنا وأجسادنا مهيئة للتعامل مع بعض التوتر، ولكن الكثير من الضغط كثيرًا ما يربك قدرتنا على التكيف وبالتالي لا يمكن إعادة مستويات الإجهاد العصبي المرتفعة إلى طبيعتها إلا إذا كان التوتر مصحوبًا بتفريغ مناسب للطاقة – مثل القتال أو الفرار أو في حال الأطفال نشاط جسدي مناسب، ولكن عادة ما يكون الضغط الناتج عن قضاء الوقت في اللعب بالألعاب الإلكترونية أمام الشاشات مصحوبًا ليس بنشاط بدني مكثف، ولكن بالكثير من الجلوس! إذن ماذا يحدث؟ العقل والجسم في حالة تأهب قصوى ولكن على أرض الواقع لا شيء فالذي يحدث أن هذه الطاقة يتم إطلاقها في نوبات غضب أو بطريقة أخرى مختلة غير طبيعية وفي حالة أخيك إطلاق هذه الأصوات المزعجة.
 
 العلاج في مثل هذه الحالات هو ما يطلق عليه بالصيام الإلكتروني لمدة لا تقل عن 3 أسابيع، لأن أساليب التقليل من الاستخدام لن تجدي نفعا في تخفيض مستويات الإجهاد العصبي فحتى فترة قصيرة قد تعطي نفس النتيجة.
 
 فحتى يعود لطبيعته يعامل كحالة إدمان، يبعد تماما عن أي شاشات ويتم إشراكه في نشاطات بديلة في الهواء الطلق أو مع مجموعات أو العائلة.
 
 لن يكون الموضوع سهلا ولكنه ضروري لسلامة أخيك ويتطلب تعاون جميع أفراد الأسرة.
 وفقكم الله

المستشار: د. آمنة الشامسي