وسواس الوقوع في الردة الرعب من الكفر! م
فشل في التجاهل والاسترسال
السلام عليكم... شكرًا للدكتورة رفيف الصبَّاغ لإجابتها على الاستشارتين الخاصتين بي، أنا طبَّقْتُ البرنامج الذي أَحَلْتُمُوني إليه، وقلتي لي "أرْسِلِي لنا إن واجهتك مشاكل" فأنا عند تطبيق التجاهل أعجز عن ذلك، فأسترسل مع هذا الوسواس وأرد عليه وأُثْبِتُ عكسه، وأعرف أنَّ هذا خطأ كبير، لكن عند تجاهل الفكرة تُلِحُّ بشكل قوي إلى أن أردَّ عليها وأقول عكسها أو أقول الكلمة، لكني لن أتجرَّأ أن أنطق بكلمة كفر، فماذا أفعل؟.. أنا ينقُصُنِي فقط التجاهل، يعني إن تجاهلت هذه الأفكار بدون أن أرُدُّ سأستريح، ولكني أفشل بذلك.
وبدأت أيضًا أَنْزَعِج من أهلي، لماذا لا يعرضوني على طبيب نفسي!، لكن هذا من سابع المستحيلات لأنني عندي جَنَف (أي التواء في الظهر خفيف)، وكنت أذهب إلى طبيب علاج طبيعي، ومَلَّ أبي من أن يُوصِلَنِي إلى المستشفى فأوقف العلاج!، مع أنَّ الدكتور قال له أنَّ العلاج الطبيعي يُقَلِّل من احتمالات تَضَاعُف درجة الانحناء، وأنا اقتصرت على مقاطع في اليوتيوب من التمارين التي تُعَالِجُه، فما بالُكَ أن يُوصِلَنِي إلى مستشفى لكي يعالجني من الوسواس وهو غير مُقتَنِع أنه مرض نفسي، أو بمعنى أصَحّ يعتقد أن وسواس النظافة هو فقط نوع الوسواس الوحيد، لأنِّي عندما أطلب العلاج يقول لي أبي "انظر إلى غرفتك غير مُرَتَّبَة وتَدَّعِي الإصابة بالوسواس"، ويُهَدِّدُني أنَّه إن لم أتوقَّف عن التمثيل سيجعلني أتوقف بطريقته.
هذا حالي مع الوسواس، ورمضان قريب، وأريد الصيام بدون هذه الأفكار، أريد العلاج قبل رمضان، وليست المشكلة في رمضان فقط، بل إنَّ الثانوية السنة المُقْبِلَة ويجب أن أُرَكِّز، ومع الوسواس لا أستطيع... أريد دليل شرعي يثبت قولكم بأن الموسوس بالكفر لا يكفر، وإن ظنَّ أنه أراد أو نطق بالكفر ليس بكافر طالما توسوس بالكفر، لأن المواقع الدينية تقول يَكْفُر المُوَسْوِس ما دام كان باختياره النطق ولم يَكُن تحت تأثير الوسواس، وكيف أُفَرِّق بين إن كنت واعيًا أو تحت تأثير الوسواس؟ وهل سيؤثر عدم تَلَقّي العلاج على مستقبلي؟.. أكيد سيؤثِّر في دراستي إن لم أَجِد حلًّا، وبالتالي سيؤثر في مِهْنَتِي المستقبلية لأنني يمكن ألَّا أستطيع تحقيق المجموع المطلوب.
أنا أعيش في جحيم، أسأل نفسي كل يوم لماذا أنا هكذا وكل الناس في سني هَمُّهُم الأكل واللَّعِب، أمَّا أنا فهَمِّي ألَّا اكفر، ونسيت كل الهموم التافهة الأخرى... ماذا أفعل؟ هل سأظَلُّ مريضًا إلى أن أتخَرَّج وأذهب لتَطْبِيب نفسي على حسابي الخاص (وذلك بعد 10 سنوات)؟
وآسف على الإطالة.
18/3/2021
وأضاف في رسالة أخرى بعد حوالي 3 أسابيع يقول:
تكملة
أرسلت لكم رسالة منذ حوالي شهر إلا بضعة أيام لكن أخشى أن لم أكن وضحت بعض الأشياء بشكل واضح
أولا أنا لا أفهم معنى غلبة الوسواس يعني أبغي أمثلة أعرف من خلالها متى أكون بوعيي ومتى يسيطر علي الوسواس لأني قليلا ما أشعر أني على غير وعيي
أيضا هل يمكن الكفر بالتخيلات مهما كانت يعني الحين لمن واحد يتخيل الله بشكل لا يليق قاصد وهو ما بموسوس وطبيعي لكن لا يقصد الإهانة كذا يكفر ؟ ولا لا التخيل كله يعتبر حديث نفس؟
الحين لو واحد موسوس ترددت في باله كلمة كفر كثير فقاله كي يستريح وقاله قاصدا لكنه ليس راضيا فكذا مكره ولا لا أنا ما محيرني أنكم تقولون الموسوس مادام يوسوس في الكفر لا يكفر وفي مواقع دينية تقول لا يكفر فقط إن لم يكن باختياره وأصلا الموسوس على حسب قول الأطباء يشعر الموسوس أنه قاصد ومتعمد وباختياره طيب الحين كيف يعرف الشعور ذا كاذب ولا من جد كان باختياره يعني المواقع التي تقول لا يكفر ما لم يكن باختياره كيف والموسوس أصلا دائما يشعر أنه باختياره
ملاحظة...هم يتكلمون في الفتوة عن الموسوسين ..
يا دكتور أو دكتورة بالله عليك تشرح لي الموضوع شرح ممل أفهم منه كل شيء وشكرا جدا
13/4/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلًا بك وسهلًا يا "محمد" مرة أخرى وكل عام وأنت بخير، أسأله تعالى ألا يأتي رمضان المقبل إلا وقد أنعم الله عليك بالشفاء التام، إنه على كل شيء قدير
هذه الدنيا دار ابتلاء، وأغلب الأهالي لا يعلمون شيئًا عن الصحة النفسية وعن كيفية التعامل مع أولادهم عندما يمرون بحالة غير طبيعية، وهذا طبعًا في أحسن الأحوال، لأنك تجد الكثير الكثير من الآباء الذين يجهلون التربية أصلًا ويتسببون هم بالأمراض النفسية لأبنائهم!
أصلح الله الأحوال، لكن قصدي من هذا الكلام، أن لا تيأس، فأغلب الناس يعيشون في ظروف غير مثالية بالمرة، ويجاهدون لبلوغ أهدافهم، ويتفوقون، وقد لا يعرفون أن ما يعانونه حالة مرضية أصلًا!!! فعليك بالدعاء لأنه الباب الوحيد الذي لا يغلق في وجه أحد.
أنت تريد الدليل الشرعي على قول الأطباء: إن الموسوس لا يكفر ولو قصد الكفر. مع أن الفتاوى أنه إن قصد يكفر!
إنك لن تجد آية أو حديثًا صريحًا في ذلك، ولكن الدليل هو التالي:
الحكم في أصله أن الموسوس يكفر إذا قصد. والقصد هو أن يقرر أن يخرج من الإسلام ويصبح كافرًا دون أن يخاف من ذلك، ودون أن تهتز فيه شعرة واحدة. هذا هو القصد.
سنذهب إلى أهل الاختصاص من الأطباء ونسألهم: هل يمكن للموسوس أن يقصد الكفر بالشكل الذي شرحته لك الآن؟ سيقولون: لا يمكن هذا! لأن الموسوس يعيش أيامه خائفًا من الكفر، ولا يريد أن يكفر في الحقيقة، وحتى لو نطق بكلمة الكفر فإنه يكون غير مرتاح وغير راضٍ عن ذلك. وأما من يقصد القصد الشرعي المكفر، أي يرضى ويذهب عنه تأنيب الضمير فهذا لم يعد موسوسًا في الكفر. قد يكون موسوسًا في أمر آخر، فنقول إنه موسوس، ولكنه ليس موسوسًا بالكفر في هذه الحالة.
إذن ما الذي يجري على أرض الواقع: الذي يجري أن الموسوس يكون مقتنعًا بأنه كفر عمدًا، لكنه في الحقيقة ليس قاصدًا ولا متعمدًا لا بالمعنى الشرعي ولا في المفهوم الطبي!
وحيث إن الموسوس لا يمكنه التفريق بين العمد والوسوسة، فلا فائدة بالنسبة له شخصيًا أن نقول: إنك لا تكفر إلا إذا تعمدت وقصدت الكفر. هذا الكلام يكون مفيدًا لغير الموسوس وخاصة المعالج الذي يتعامل مع المريض مستنيرًا بالفتاوى.
المعالج يأخذ هذه الفتوى ويعبر عنها بأسلوب يفهمه الموسوس، ويفيده في الشفاء، فيقول له: (إن الموسوس بالكفر لا يكفر وإن تعمد الكفر)!!
العمد = الوسوسة عند الموسوس. فإذا قلنا له: إنك لا تكفر ما دامت أفكارك مجرد وسوسة، فإن هذا يساوي تمامًا قولنا له: إنك لا تكفر حتى لو كنت متعمدًا!! هكذا هو يفهم....، هو لا يفهم ما يقال في الفتاوى: (لا تكفر إلا إن كنت عامدًا قاصدًا)
الطبيب لا يخرج عن الفتوى، ولكنه يترجمها إلى لغة الموسوس كي يفهمها ويطبقها، فإذا طبقها شفي.
أنت إذا علمت أن شعورك بالقصد لا يجعلك تكفر، فإنك لن تخاف من الفكرة الوسواسية بأي شكل هجمت عليك، لأنك مهما فعلت لن تكفر! وإذا لم تخف منها أصبح من السهل عليك تجاهلها، وإذا تجاهلتها ذهبت ورحلت.
لا أدري إن وصلت فكرتي وشرحت لك على النحو الذي تريده، ولكن أعيد فألخص: الموسوس يستحيل أن يكون قاصدًا للكفر بالمعنى الشرعي للقصد. وإنما يقصد حسب اعتقاده وفهمه هو. لهذا يترجم الطبيب كلام الفقهاء له بلغة الوسوسة ويقول: الحكم أنك لا تكفر وإن تعمدت ذلك.
وإنك لتسمع هذا الكلام من المشايخ الذين يفقهون في الوسوسة، حيث يترجمون الحكم أيضًا إلى لغة الموسوس. وأحدهم قال لموسوسة في خروج شيء منها ناقض للوضوء، قال لها: إن وضوءك لا ينتقض حتى لو لمست النجاسة بيدك!!! من لا يفهم طبيعة الوسوسة يقول إن هذا الشيخ إما مجنون وإما فاسق يخترع في الدين، بل يمكن أن يخرجه عن الدين كله. لكن هذا الشيخ يعلم أن الموسوسة لا يخرج منها شيء في الواقع، وإذا قال لها: إنه لا يخرج منك شيء إنما هو وسواس فلن تقتنع وسيبقى الوسواس يلح، وستبقى قلقة. أما إذا علمت أن وضوءها لا ينتقض حتى لو خرج الغائط منها، فستكف عن التفكير بكل حركة تحس بها، وسيمكنها التجاهل وبالتالي الشفاء!
هل اتضح الأمر لديك الآن؟ إذن فلتكن موقنًا أنك لن تكفر حتى لو تعمدت ذلك، فلا تخف شيئًا، أنت لن تكفر.... حكم الكفر متوقف في حقك فافرح، قد خفف الله عنك
تمنياتي لك بالشفاء، وتابع محاولات التجاهل على ضوء هذا الكلام