أخي هو مشكلتي
مشكلتي مع أخي، فأنا أظن أن حياتي دُمِّرَت منذ ظهور أخي، فقد تدهورت حالت أمي الصحية، كما أني لا أرى ابتسامتها إلَّا قليلًا، وأنا أصبح مستوايَ التعليمي يَقِلُّ وينقص، وأنا الآن لا أستطيع مجاراة أصدقائي، وأرى أيضًا أن والدَايَ منحازان له لأن لديه كهرباء في المخ... ماذا أفعل؟
28/2/2021
رد المستشار
أهلا بك وسهلا على موقع مجانين يا "أحمد".....، ونعتذر منك عن التأخير
أحيّي فيك حس المسؤولية الذي تحلّيتَ بها وحرصك على صحة أمّك وأجواء أسرتك الصغيرة، هذه صفات جيدة، لكن يجب أن تعرف أنّ أمّك شخص ناضج ويعرف جيدا أن الأمر تغيّر فعلا بعد ولادة أخيك الصغير المريض بالصّرع épilepsie (على ما فهمت من كهرباء الدماغ) وكون أمّك فقدت ابتسامتها وتدهورت صحّتها هذا تأقلم طبيعي في وضعها نابع من خوفها وقلقها على صغيرها، فهي إن كانت كذلك لكنها لن تكون مستعدّة نهائيا للتخلص من ذلك القلق أو أن تبتسم وتضحك قبل أن تفهم حالة ابنها وتطمئن عليه وتتأقلم مع وضعه الصحي الخاص.... لذلك اعطِ لأمّك وأسرتك ونفسك الوقت للتأقلم مع الوضع الجديد، وحاول ألا تتأثر بحال أمك، فتتأثر بالتالي وتضعف في الدراسة والعطاء. أليس إن تراجعتَ في دراستك ستزيد على أمّك مصدرا آخر من القلق مضافا إلى أخيك الصغير؟ أليس من المنطقي أن تبيّن لهم أنّك رغم صغيرك متماسك وتقوم بواجباتك حتى يطمئنوا عليك، وأن تترك لهم تدبير وتسيير وضعيتهم ووضعية أخيك؟
إذا فهمت أنّ والديك يقومان بردة فعل طبيعية وأنهم سيتأقلمان ومن حقهما أن يفزعا ويقلقا وأن يفقدا الابتسامة مؤقتا.... فتستطيع شيئا ما أن تتماسك وألا تفزع أنت لحالهما وأن تكون سندا لهما.... وسندك ليس أن تفعل أشياء خارقة وأن ترجع الضحكة والابتسامة بالقوة لهما.... بل هو أبسط من ذلك، ستساعدهما بأن لا تكون مصدر قلق آخر لهما، وأن تتركهم مركزين مع أخيك.
وهنا نأتي لنقطة "التحيّز للأخ الصغير" هو في وضعية خاصة ويحتاج عناية خاصة، أنت في نفس سنه تحيّز والداك لك من دون الناس ومن دون مشاغلهم وهواياتهم، لما بدأت تستقل شيئا فشيئا نسيت هذا لكنّك ستراه إن مرضت بمرض لا قدّر الله. فأنت لست في الدرجة الثانية بل لأنك لست اعتماديا ولا تحتاج للرعاية المكثفة مثل أخيك الصغير، فهو صغير زائد أنه مريض بالصرع، ونوبات الصرع قد تكون خطيرة: سقطات مؤذية، عدم الانتباه لما حولنا من مواد خطرة أو مياه ساخنة.... إلخ.
فانظر للجانب الإيجابي من الأمر، فأنت مستقل عن والديك نوعا ما، أنت قائم على نفسك تستطيع أن تتدبر شؤونك وهذا دليل على أنّ والديك لم يفرّطا في تربيتك وعلّماك أن تكون مستقلا وقادرا، وحان الآن دور أخيك الصغير وربما دورك أنت أيضا فيما بعد بأن تهتم بأخيك بحنان أو على الأقل ألا تعيق وظيفة من يهتم به ويرعى شؤونه.
هوّن عليك وخذ وقتك لفهم الوضع والتأقلم معه وقدم ذلك الوقت لوالديك أيضا، وفاتحهم في موضوعه التحيز وقل لهما أنّ تشتاق لهما وأنهما أهملاك قليلا بشيء من الحب والشوق وليس اللوم وانظر كيف سيجيبونك، لعلّ إجابتهم لك ستوضح لك بعض الأمور وأتمنى أن تكون إجابتهم كما أتوقعها
بالتوفيق يا "أحمد" وأعانكم الله في هذه المحنة وأتمنى أن تكون عابرة