وسواس قهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أنا متابعة الموقع، وساعدني الحمد لله... أوَدُّ فقَط إخفاء معلوماتي الشخصيَّة (أنا اسمي الحقيقي اللِّي في الإيميل).
أنا عندي وسواس من إعدادي، وتعالجت بالأدوية لغاية 3 ثانوي بدون علاج معرفي سلوكي مُنَظَّم، فقط كان الطبيب يقولِّي إزاي أتجاهل الأفكار، ولكن بدون استجابة مِنِّي... كنت باخد "إبيبركس، فافرين، مودابكس، بروزاك، دوجامتيل، أسيتا، أنافرنيل (شريط واحد بس، وآثاره الجانبية كانت شديدة عليَّا)"، طبعًا كل الأدوية مش في وقت واحد، بس كنت بوصل لأعلى جرعة "3 فافرين، ٣ مودابكس" مع دواء آخر بيبقى "أبلبيكس أو إريبيركس" كنت باخد نص أو واحدة.
أنا تعالجت علاج معرفي سلوكي من أولى جامعة، أنا حاليًا فى ثالثة، وبقيت كويسة جدًّا جدًّا جدًّا بطريقة غير معقولة، وبدأت أقرأ في كتب العلاج المعرفي السلوكي، وتطورت بجانب إرشادات المعالجة في وقت قصير من كتر قراءاتي في الكتب.
وقلت أنا كنت مُقَصِّرَة في الصلاة في ثانوي ومكنتش بصَلِّي أصلًا لأن فيه فكرة بتقولِّي "لو قُمْتِي صلِّيتي هتضَيَّعِي وقت" لأن 24 كان مذاكرة، وكانت الأفكار جايالي في المذاكرة وخوف رهيب من الامتحانات، ومكنتش بعرف أذاكر بسهولة بالرغم إن نسبة ذكائي عالي (125)، كان كل اللِّي في بالي إنِّي هسقط أو إنِّي هنسى أول لمَّا أذاكر الحاجة، وكانت فكرة ملازماني أربعة وعشرين ساعة بجانب الأفكار الأخرى، كان فيه حاجة ماسكة جسمي عن المذاكرة أو حاجة ماسكة ظهري، وكان يبقى عليَّ الامتحان ساعة ومش عارفة أمسك المادة من الفكرة دي... والحمد لله بالرغم من تَعَبِي تفوَّقت في الثانوية تفوُّق ساحِق ودخلت الكلية اللِّي بحلم بيها، والقسم كمان.
وبدأت أتعالج معرفي سلوكي، وكان الضغط خفّ شويَّة، وعالجت فكرة الصلاة وبقيت أَصَلِّي وأحفظ قرآن... جيت في الكورونا عندي وقت كبير، قلت لازم أتعَلِّم علم شرعي، ودخلت كمية جروبات على الواتس رهيبة جدًّا، وكنت بسمع بالساعات يوميًّا، لدرجة وأنا بنظَّف الشقَّة، وأنا قاعدة على الفيس أكون مِشَغَّلَة درس، وبدأت مرحلة كل حاجة حرام، وبقى عندي لَوْم ذات لو عملت أي ذنب لدرجة كنت بحس إن حد بيضربني جُوَّايا.
المهم اشتركت في معهد أونلاين، وبدأنا ندرس عقيدة وأنا معرفش أي حاجة في العلم الشرعي، وبدأوا يذكروا الخلافات بين الفِرَق، وأنا تَشَتَّت ومبقتش عارفة إيه الصح وإيه الغلط وأسمع لمين، وده يحذَّر من ده، والشيخ ده يقول على الشيخ ده مُبْتَدِع، وأنا لا حول ولا قوه مش عارفة أي حاجة، ودخلت في حالة وسواس شديدة لدرجة جالي فُتور من الدروس وكرهت الشيوخ ولغيت كل الجروبات وخرجت من المعهد الأونلاين... بقى عندي خوف رهيب من المستقبل، وبقى يجيلي هاجس "إنك هتِلْحِدي" بالرغم إنِّي مؤمنة الحمد لله رب العالمين وقرَّبْت أختم القرآن، بس دخلت على الموقع هنا ولقيت إن الخوف من الإلحاد ده في حد ذاته وسواس.
أنا نسيت أقول إنِّي قطعت الدوا من سنة بأمر الدكتور... والحمد لله دلوقتي مفيش مقاومة للعلاج، يعني اللِّي بسمعه على الموقع بستجيب له بسهولة، قبل كدا كان الدكتور يقعد يتكلم بالساعة وأرجع البيت زي ما أنا.
دلوقتى جايلي حالة من عدم التفريق بين الأفكار اللي جايالي حقيقية ولا وسواسية... وفيه نقطة إن بلاقي ناس مش معترفة بمرض اسمه الوسواس، ويقعدوا يقولولي ده شيطان، فأنا بقلق، فبطَمِّن نفسي إنِّي أبيِّن لهم إنه مرض ومش عارفه إيه، وأقعد أجادل كتير، وأبقى عنيفة، وأقعد في الصلاة يجيلي اجترار وأقعد أفتكر الموقف وأبدأ أزَوِّد عليه وأتخانق جوايا، ده غير إنِّي عنيفة جدًّا مع أي حد بيخالف رأيي أو يحسِّسنِي بعدم الأمان، كمان أنا لمَّا بيكون حاجة كنت مقتنعة بها وغيرت رأيي عنها لأن تفكيري توَسَّع وفهمت أكتر وألاقي حد بيعملها ببقى مش طايقة، مش عارفة علشان أنا مش متصالحة مع حاجات جوايا ولَّا إيه!، يعنى دلوقتى لما بلاقي حد مهتم بالجروبات الدينية اللِّي على الواتس ويبعتلي ومش عارفه إيه ببقى متضايقة ومش طايقة لأنِّي كنت بدخل في جروبات كتير.
أنا جُوَّايا كلام كتير، وفيه جوانب كتير في المشكلة... أنا حاليًا حياتي عادية، وعلاقتي مع أهلي وأصحابي كويسة جدًّا، وقراءاتي في علم النفس حسِّنِتْنِي كتير الحمد لله، بس جوايا فيه حاجات متصلَّحِتْش.
مفيش حد حاسس بها لأنِّي باينة طبيعية جدًّا ومِمَشِّيَّة حياتي كويسة جدًّا،
ولمًّا بقعد مع الناس شخصية جميلة ومتفوقة وحكيمة وحنونة، بس لمَّا بقعد مع نفسي بتبدأ دوَّامة الأفكار جُوَّايا.
20/3/2021
وأرسلت مرة أخرى تقول:
وسواس قهري
أنا نسيت أقول إن فيه ولد في العائلة عنده اضطراب وجداني ثنائي القطب عن والده،
فالعامل الوراثي موجود، والدكاترة فهِّمِتْنِي إنُّه حتَّى لو مش نفس المرض فهو عندك استعداد.
20/3/2021
رد المستشار
شكرًا على رسالتك.
يَسْعَدُ الموقع بأنَّكِ تجاوزت مِحْنَتَكِ وصراعك مع الاضطراب النفسي... كذلك لكِ كل الحق في انتقاد استعمال مصطلح الوسواس، وهو مصطلح لا يساعد على أقل تقدير، والاضطراب بحد ذاته هو حصار الأفكار المتكررة للإنسان وتأثيرها على سلوكه بصورة أو بأخرى... وقد أشار الموقع سابقًا إلى ضرورة استعمال مصطلح الحِصَار المعرفي الذي هو بالضبط ما يعنيه اضطراب الوسواس القهري.
الوسواس القهري أو الأَدَقِّ الحصار المعرفي خاصةً في الإناث يتحسَّن تدريجيًّا، ويبدو أنك شُفِيتي منه بجهودك، لكن الإنسان الذي له تاريخ طبنفسي سابق مع الحصار المعرفي أو القلق أو الاكتئاب تُدَاهِمُه الأفكار الحِصَارية والقلق بين الحين والآخر، وكذلك الأمر مع الإنسان الذي ليس له تاريخ طبنفسي سابق.
الخَوْض في أمور الشريعة بصورة مُفَصَّلة طالما يؤدي إلى تحميل معرفي زائد يُرْهِق الإنسان معنويًّا ونفسيًّا، ونصيحتي لك أن تتركي مثل هذه الأمور وتتعاملي مع الحياة ببساطتها، واحرصي على إرضاء ضميرك بدلًا من الحصول على أصوات رجال الدين وغيرهم... الحياة ليست معركة انتخابية، ولا يحتاج الإنسان إلى الحصول على أصوات الاخرين، بل هو الذي يُصَوِّت ويُعْطِي رأيه بكل حرية... ما يجب أن تفعليه هو التوقُّف عن الدخول في مجموعات دينية، فهي بلا شك لم تساعدك بصورة أو بأخرى.
ما هو المُشَجِّع في رسالتك هو ارتفاع درجة التنظيم الذاتي في تعاملك مع الآخرين وثقتك بنفسك... الأفكار الحصارية (أو أفكار قلق طبيعية) تُدَاهِمُك حين تكون بمفردك... هذا يُوحِي رُبَّما بأنك لا تعانين من اضطراب نفسي جسيم، وعليك القبول بأن الإنسان لا يتوقف عن التفكير، وتداهمه أفكار مختلفة كل يوم، ولكن ما يجب أن يضعه نُصْبَ عينيه بأنَّ هذه مجرد أفكار لا يجب أن تتحكَّم به، وهو الوحيد الذي يتحكَّم بنفسه.
احرصي على إيقاع يومي منتظم ورعاية لياقتك البدنية... لم أقرأ في رسالتك ما يدفعني إلى نصيحتك بزيارة طبيب نفساني في هذه المرحلة.
وفقك الله.
ويتبع>>>> : حصار معرفي أو وسواس قهري أنا تعبت ! م