مشتتت جدا ماذا أفعل ؟
أنا في الصف الثاني الثانوي... مشكلتي أني من مُحْبَط من اللي حواليا وأقرب الناس ليَّا... وأنا بجد نفسي أرفع من معنويَّاتهم نفسي أخلِّيهم فخورين بيَّا جدًّا، بس الإحباط اللي حواليَّا مخلِّيني مش عارف أعمل أي حاجة خالص في حياتي لدرجة إنِّي بقيت مُشتَّت، مع إنِّي عندي الإصرار إنِّي أنجح وأتفوَّق، بس الإحباط ده هيجنِّني بجد.
07/3/2021
رد المستشار
أهلًا بك "محمد".
كَوْنُك تشعر بالإحباط نتيجة أن لديك هدفًا، وكونك تشعر بذاتك وتشعر بالآخرين، ولديك دافع للنجاح ودافع لإسعاد من حولك بهذا النجاح فهذا يعني أنَّك على قيد الحياة، وروحك تَسْمُو نحو شيءٍ تريد تحقيقه.
هذه المشاعر التي تمتاز بها لها فوائدها، فالمشاعر التي تغْمُرُنا ونحن نسعى لأهدافنا هي ما تجعلنا نتحَمَّس ونُثابِر ونستكمل جهودنا، وعندما نشعر بتوقُّعات الآخرين فينا فهذا يجعلنا نَصْمُد أكثر.... هذه المشاعر أيضًا لها ضريبة عليك أن تكون واعِيًا بها، فَمِن السهل أن تنجرح فيها، ومن السهل أن تجعلك تحت ضغط بسببها.... ربما تتعرَّض لانتقادات، وربما تجد المُقَرَّبين منك لا يتفهَّمون طموحك وأهدافك، ولا يرون ما تراه بدقة..... هذا من الوارد أن نتعرَّض له في الحياة، ومِمَّن حولنا.
لماذا يحدث عدم الانسجام والتَّوَافُق في الرؤية بينك وبين المحيطين بك؟
هذا السؤال من المهم أن تفكر فيه وتُعَدِّد الأسباب، فربما لأننا مختلفون جميعًا عن بعض، وربما أنك من جيل ومن لا يتفَهَّمك من جيل آخر له رؤيته في الحياة، وربما تكون أنت تفكر بطريقة مثالية غير عملية، وربما تفكر في أفكار جيدة لكنك لم تحاول أن تُجَرِّبها أو تسأل أحدًا من ذوي الخبرة فيما تريد، وربما أفكارك جديدة وليس من السهل على من حولك تصوُّرُها وتفَهُّمُها.
حاول أن تبحث عن أسباب وتفسيرات لتعَرُّضُك للإحباط ممن حولك، وحاول كما تفكر من وجهة نظرك، أيضًا أن تفكر من وجهة نظرالآخرين، فمثلًا إن افترضنا أن والدك يُحْبِطُك بوجهة نظره فحاول أن تذكر وجهة نظره وتُقَدِّم الأدِلَّة التي يتَبَنَّاها أو أسبابه في موقفه مِنْكَ بشكل موضوعي.
لاحظت في رسالتك أن أحد دوافعك أنك تريد تحقيق شيء جيد من أجل الآخرين، أليس من الأَنْسَب أن تُحقِّق هذا الشيء من أجل نفسك أولًا؟
اجعل دافعك للنجاح هو تحقيق ذاتك وليس فقط إسعاد الآخرين، الهدف عندما يكون مُرتَبِطًا بك ستسعى له بجُهْد أكثر، وإن ارتبط بالآخرين فربما تتعَرَّض لإحباط فيجعلك تتوقف عن هدفك.
أحيانًا عندما نتعرض لإحباطات من الآخرين يمكن أن نعمل شيئًا لطيفًا، نسمع بأُذُنٍ واحدة لكلماتهم ونفكر فيها هل هي صحيحة أم لا؟ هل فيها جزء صحيح وجزء خاطئ؟ هل هي وجهة نظر صحيحة لكني مُنْزَعِج من طريقتهم؟... أمَّا الأُذُن الثانية فيمكن أن نضع بها سُدَادَة إن كانت انتقاداتهم مستمرة ومُعَطِّلَة.
أخيرًا يا "محمد"، لأن رسالتك فيها اختصار شديد، فربما عليك أن تحاول أن تستشير ذوي الخبرة من حولك، وابحث فيمن حولك عمَّن يُحْسِن الإنصات والنصح وتحدث معه، ستجد الأمور أَيْسَر عليك.