الخائف أن يكون شاذًّا: طغيان الاكتئاب م
أرجوكم ساعدوني
كنت قد تقدَّمت لحضراتكم في وقتٍ مُبَكِّر من هذا اليوم بطلب استشارة، وأريد أن أُضيفَ بعض الإضافات هنا لكي أحصل على التشخيص الصحيح لما أَمُرُّ به أملًا في الله ثم فيكم أن يعود لي عقلي وأعرف من أنا من جديد لأني لا أُحِسُّ بأني أعرف نفسي بعد الآن.
أولًا: أريد أن أُضِيفَ عن ملامح شخصيتي وتطورُّها منذ الطفولة، فمنذ الصِّغَر وأنا شخصٌ خجولٌ خاصةً في المرحلة الابتدائية، فلم أكُن أُحِبُّ التكلُّم في العديد من المناسبات وكنت قليل الكلام، وأعتقد أنَّ سبب ذلك يرجع لأنِّي كنت لا أخرج من البيت إلَّا للذهاب للمدرسة أو الدروس الخصوصية... كنت (ومازلت) متفوقًا في دراستي _بفضل الله_ وذكي، وجميع من في فصلي يشهدون أنِّي أذكى طالب في الفصل.
في هذه الفترة من حياتي كان أصدقائي المُقَرَّبِين مَعْدُودِين، فكان الطالبان اللذان يجلسان جانبي في الفصل هُما أقرب أصدقائي... كنت أحس بأنِي ضعيف الشخصية بسبب هذه الوحدة التي أشعر بها، وبسبب عدم خروجي لِلَّعِب في الشارع مع الأولاد كما يفعل أي طفل، ورغم تشجيع أبوايَ المستمر لذلك إلَّا أنِّي لم أرغب بذلك، فقط كنت أُحِبُّ الجلوس في البيت واللَّعِب هناك بمُفْرِدِي واستعمال خيالي دائمًا.
أنا أتذَكَّر أنِّي كنت أستمني (أو أحاول الاستمناء) منذ سن السادسة أو السابعة، ولكن لم يَكُن ينزل مِنِّي شيء لأنِّي لم أكن بلغت بعد، فقط شعور بالشهوة، ولم أكن أعرف ما الذي أفعله أصلًا لقد كنت صغيرًا ولا أعرف شيئًا عن الجنس، فقط أعرف أن هناك انجذاب سَوِي وطبيعي للمرأة، وأعرف أنِّي أحب النساء بشِدَّة.
وأريد إخباركم أيضًا بأنَّ في المرحلة الابتدائية كان فصلي كله أولاد، فَلَم تكن مدرستنا كباقي المدارس مُختَلَطَة، لهذا لا أكاد أذكر تحدُّثِي مع فتاة ولو فى أمور عادية ليست بغرض الرومانسية أو ما شابه ذلك، فطوال حياتي إلى هذه اللحظة ليس عندي صداقات مع فتيات ولو حتى صداقة بريئة ليس فيها علاقة حب أو أي شيء مُحَرَّم (سِوَى مؤخَّرًا في عمل كنت أعمله في فترة الإجازة الصيفية حيث كانت هناك زميلة لي في الشغل، وأعتقد أن هذه أول مرة تكون لي علاقة مع أي فتاة).
نعود لموضوعنا من جديد، أتذكَّر خلال الابتدائية أني بَلَغْتُ مُبَكِّرًا عن باقي أصدقائي، فقد بلغت في سن التاسعة أو العاشرة إن لم تَخُنِّي الذاكرة، ولا أعلم هل بسبب محاولتي الدائمة للاستمناء أم ماذا، فأنا أتذكَّر أني كنت أقوم بهذا يوميًّا إلى أن نزل مِنِّي قطرات مَنِي اعتقدت عندها لِصِغَرِي أنها بول.
ثُمَّ مَضَت الأيام ودخلت المرحلة الاعدادية، وهنا بدأ خَجَلي يزول، وبدأت دائرة أصدقائي تَكْبُر، فأذكر أنه كان لديَّ صديقٌ عزيز، وعندها كُنَّا نلعب الألعاب على الإنترنت مع بعضنا البعض، ونخرج في خروجات قليلة بعد الدروس لِلَّعِب... وفي هذه المرحلة من العمر اشترى لي أبواي حاسوبًا لأوَّل مرة، وصار عندي اتصال بالإنترنت، وبعد فترة بالطبع وبسبب فضولي الجنسي دخلت على المواقع الإباحية لأول مرة، ارتعبت رعبًا كبيرًا عند رؤيتي لهذه المواقع لأوَّل مرة (وأنا أعلم أن هذا الرُّعب يحدث مع كل من يشاهد الإباحية لأوَّل مرة فهو رد فعل عادي للدماغ بسبب إفراز الدوبامين بكميات كثيفة لأول مرة)، طبعًا كنت مُدْمِنًا على الاستمناء، وسُرْعَان ما أصبحت مُدْمِنًا على الإباحية أيضًا وصارت عادتي اليومية، ومن هنا بدأت رحلة تدمير حياتي إلى أن وصلت إلى ما أنا فيه الآن، فَصِرْتُ مُقَصِّرًا في دراستي، ودرجاتي تَدَهْوَرَت، وبعد أن كنت الأول على صَفِّي صِرْتُ أَحُلُّ في المركز الثالث وأحيانًا الخامس.
في المرحلة الإعدادية كان لايزال بي أيضا ضعف شخصية، وكان هنالك فئة معينة من الطلبة في فصلي يرون أني (الطالب الدَّحِّيح) وأنِّي ضعيف الشخصية و"هفأ"... وأعتقد أيضًا أن الإباحية أثَّرَت عليَّ اجتماعيًّا، فلم تتركني لأُطَوِّر شخصيتي وأُقَوِّيهَا كما يفعل الأولاد بهذه السن، ولكن ظَلَلْتُ كما أنا ضعيفًا، بل ربما اتَّجَهْتُ إلى الأسوء... في هذه المرحلة أيضًا كنت قد تعرَّفت على صديقي الذي أخبرتكم عنه، فأرجو منكم سِعَةَ الصَّدر، وأنا أعلم أنِّي أُطِيلُ عليكم، ولكن سأحكي علاقة صداقتي به وما أتذكَّره منها لعل هذا يساعد في تشخيص حالتي.
من أول يومٍ رأيته فيه وأنا وجدت أن مَظْهَرَه وتصرفاته أنثوية قليلًا عن أغلَبِنَا أو كما يدعوه البعض "مِنَسْوِن"... بعد بداية الصف الأول الإعدادي جلست أنا وهو في "تختة" واحدة ومعنا صديق ثالث لنا، أتذكر في ذلك الوقت البعض من كلامي معه، ففي يوم من الأيام كنا نتحدث عن الجنس والنساء فأخبرته عن حُبِّي للاستمناء والنساء، ففي تلك الفترة كنت أَفْخَر بهذا وكم كنت غبيًّا!، وقال لي بأن هذا مُضِرٌّ لصحَّتِي وحالتي البدنية، وقال لي أنه يمارسها يوم واحد في الأسبوع... أتذكر ذكريات لي معه، وأنِّي وكنت مُسْتَاءً منه وتشاجرت معه كذا مرة كما يتشاجر الأصدقاء بسبب خلافات عادية، ورغم أني ذكرت أني كنت أشعر بأنه أنثوي في معظم الأحيان كما كان يشعر أغلب الفصل، ولكن أتذكر بأنِّي تشاجرت معه في يوم وقام بضربي، بالطبع قاومت ولكني ضعيف البُنْيَة دائمًا (وأعتقد أن هذا من عوامل ضعف الشخصية والثقة بالنفس عندي)... وأتذكَّر موقفًا أيضًا كان فيه المُدَرِّس يتحدث عن الدين وعن أن بعض الناس كانوا وما زالوا يعبدون أشياءً لحُبِّهِم لها فقط كالقمر والشمس والبقر وغيرها، فردَّ صديقى هذا مازحًا أنه يَعْبُدُنِي (بمعنى أنه يُحِبُّنِي)، فأخبرت صديقنا الذي كان يجلس بجوارنا بيني وبينه هذا اليوم وقلت له عمَّا حدث وما قاله لي، وقلت له أن تصرُّفاته غريبة وأنثوية، فقال لي أنه يمزح، هذا على حسب ما أتذكره فهذه الأحداث حدثت منذ خمس سنوات وأحاول تذكرها جَاهِدًا لتفسير ما الذي يحدث لي.
هنالك العديد من الذكريات الأخرى التي كُلَّما دَقَّقْتُ فيها أشعر بالاكتئاب، وطُوَالَ تذكري لأيِّ ذِكْرَى مع صديقي هذا يأتيني شعور بأنِّي انجذبت له في أيٍّ كانت الذكرى التي أتذكرها له، فكنت أذكر ذكرى أخرى لي وأنا جالس بجواره وأعتقد أنى أفكر بأنِّي مُنْجَذِبٌ له وأشعر بانجذاب عاطفي تجاهه، ولكن تُصِيبُنِي مثل هذه الذكريات دائمًا باكتئاب شديد وقلق رهيب، وأشعر بأنِّي سأخْتَنِق من القَرَف، وبعد أيام لو دَقَّقْتُ في هذه الذكريات مُجَدَّدًا بدون وساوس أو اكتئاب لا أهتمُّ لمُحْتَوَاها وأشعر بأنها لم تحدُث أصلًا وأنِّي لم أنجذب له، فكما قُلْتُ ذكرياتي كلها مُشَوَّشَة (وأعتقد أن اكتئابي والوساوس تسبَّبَا في إضافة بعض التفاصيل الخاطئة لكل هذه الذكريات التي أحاول تَذَكُّرَها بِيَأْسٍ).
لكن ما أعلم أنَّه حدث هو أنِّي قُمْتُ بالاستمناء على صورته التي على إيميله، ولا أتذكر تمامًا هل استمنيت على إباحية قبلها أم لا، فجميع تفاصيل الحدث أغلبها مُشَوَّشة، ولكن ما أنا شِبْه متأكد منه هو أني قمت بالاستمناء أو على الأقل محاولة الاستمناء على صورته بدون إنزال، وأَجْهَلُ نِيَّتِي هل كانت للتَّجْرِيب والفضول الجنسي أم فقط للإنزال والإشباع الجنسي أم بسبب تَصْعِيد لأشياء جديدة وأكثر إثارة بسبب الإباحية... المهم أن بعد فِعْلِي هذا لا أعرف كيف نسيته تمامًا هكذا ولم أُبَالِي به، أعتقد لأنِّي لم أتصوَّر أنِّي شاذ وأَحْمِلُ أيَّ مشاعر شاذة، فلم أشك في نفسي قط حتى الآن، ففي هذه الفترة كنت وَاقِعًا في حب فتاة، ولكن لم أتحدَّث معها أبدًا بالطبع لخَجَلِي وخوفي من أن ترفضني وتُخبر أهلها أو أحدًا عنِّي فيُسَبِّب لي المشاكل، هذا رغم عِلْمِي بأنَّها كانت تُبَادِلُني نفس الشعور، وكنت أعلم قطعًا أنها مُعجبة بي، ويا لها من أيام!، فقد كانت هذه بكل تأكيد افضل أيام حياتي، وبها أفضل المشاعر التي شعرت بها يومًا... وبعد هذا الحدث، وطوال فترة الإعدادية أكملت حياتى بطريقة عادية، حتى أنه في الصف الثالث الإعدادي غادر صديقي هذا من المدرسة إلى مدرسة أخرى، ولم أَنْتَبِه حتى لاختفائه إلَّا بعد فترة ونسيته تمامًا، ولا أعلم هل أَنْسَانِي الله إيَّاه لكي أعيش بدون هذا العذاب الذي أعيشه الآن أم ماذا.
ثم أتت المرحلة الثانوية، وهنا تعرَّضت في أول سنة لي في المرحلة الثانوية لِتَنَمُّر شديد من فصلي كله، وحتى أصدقائي المُقَرَّبِين ابتعدوا عنِّي وقاموا بالتنمر عليَّ أيضًا، بل إنهم هم من بَدَؤُوا التَّنَمُّر أصلًا... في هذه الفترة بدأت مرحلة الاكتئاب الجَسِيم في حياتى وكم هي مرحلة صعبة، وفي هذه السنة أذكر أيضًا أنِّي شاهدت الفتى الآخر الذي أخبرتكم عنه في الدرس الخصوصي، والذي أتذكر أنِّي ظللت أنظر إليه بجنون وأحس أنِّي مُنْجَذِبٌ له، وأتذكر أنِّي شعرت شعورًا ما فِي صدري وكأني مُنْجَذِبٌ له وظللت أُحَدِّقُ فيه (أعتقد أن هذا أَشْبَهُ بما أفعله الآن من وسوسة ومحاولة معرفة هل أنا منجذب للذكور أم لا عن طريق التَّحْدِيق بهم)، هذا الشعور لا أعتقد بأنه انجذاب لأنه يُسَبِّب لي قلقًا رهيبًا بينما الانجذاب إلى شخصٍ ما يُسَبِّب شعورًا طيبًا وشعورًا بالراحة كما هو الحال في الأيام التي أحببت فيها الفتاة التي كانت معي في الدرس، وكما هي مشاعري بوجه عام تجاه النساء، وأتذكر أنِّي عند ذهابي للمنزل حاولت أن أُجَرِّب الاستمناء عليه بهدف فقط أن أرى هل سأشعر بانجذاب له أم لا لأتأكَّد من مشاعري تجاهه هل حقيقِيَّة أم لا، ولا شيء حدث على الإطلاق (لا انتصاب، ولا أي شيء)، وبالطبع شعرت براحة شديدة.
بالطبع في هذه الفترة كانت ناسيًا تمامًا الموقف الذي حدث لي مع صديقي القديم، وكنت أعيش حياتي بتَصَوُّر أنِّي غيري، ولو قال لي أحد أنِّي سأَصِلُ إلى حالة الشك هذه الآن لَكُنْتُ استغربت جدًّا ولم أُصَدِّقْهُ، فَبِبَساطة طوال فترة حياتي لم أنجذب إلى أي رجل، لم أنجذب لأجساد الرجال قط، لم يأتِنِي حِلْم جنسي عنهم قط، لم أتصوَّر أن أنجذب إلى رجل عاطفيًّا قط، ووجدتها فكرة لا تحتاج إلى إِمْعَان نظر أبدًا لأنِّي متأكد من نفسي ومن طبيعتي (على الأقل إلى أيامنا هذه التي أصابني فيها الشك)، فتَصَرُّفِي الوحيد تجاه أي رجل كان هذه الحادثة الذي استمنيت فيها على صورة صديقي، ورغم ذلك أعتقد أنها كانت بسبب أنه كان أنثويًّا، فَرُبَّما كان عندي فضول لأَرَى هل سيحدث لي انتصاب ونشوة جنسية أم لا، ولكن غير هذه الحادثة _والله_ لم أنجذب لِرَجُلٍ قط لا عاطفيًّا ولا جنسيًّا أبدًا... أمَّا بالنسبة لمَشَاهد المُتَحَوِّلِين جنسيًّا فذكرتها قبل ذلك وسوف أذكر المزيد عنها بعد قليل.
في بداية فترة الثانوية كنت كأيِّ شابٍّ أشاهد الأفلام الأجنبية بكثرة، وبالتأكيد أنتم تَعْرِفُون كَمْ أن المِثْلِيَّة الجنسية انتشرت في الغرب وصاروا يَرُون أنها شيئًا طبيعيًّا ويُظْهِرُونَها في الأفلام والمسلسلات على أنها شيء طبيعي وأنهم أُنَاسٌ طَبِيعِيُّون، وطبعًا كانت رَدَّة فِعْلِي هي القرف من كل هذا كأ شخص طبيعي، وكنت دَائِمَ السَّبِّ والشَّتْمِ لِمِثْلِ هذه الشخصيات، وكنت أكرهُهُم وأكره هذا الفعل البَشِع الذي يقومون به، ودائمًا ما كنت أُقَابِلُ الأفلام الإباحية المِثْلِيَّة على النت أيضًا وأتقَزَّز وأقرف منها، ودائمًا ما كنت أُبْعِدُ نَظَرِي عنها بسرعة وأذهب للنَّظَرِ إلى النساء وجَمَالِهِنَّ.
كنت في هذه الفترة من حياتي دائم الاكتئاب بسبب التنمر الذي كنت أتعرَّض له، وكنت أَظَلُّ أبكي بمُفْرَدِي في غرفتي قبل النوم وفي كل وقت من اليوم تقريبًا، وكنت أشعر بالخِزْيِ والعار من ضعف شخصيتي، فَزَاد تَعَلُّقِي بالإباحية أكثر فَهِي صديقي الوحيد الآن، وكنت في أوقات الاكتئاب هذه عندما أرى أي شخصية مِثْلِيَّة في الأفلام الأجنبية العادية _وقد وَاجَهَنِي هذا الأمر بشكل مُتَوَاصِل_ أَكْتَئِب أكثر بسبب مثل هذا القرف وحالتهم المُقْرِفَة هذه، ورغم أنِّي ليس لي شأن بأَمْرِهِم لكن كان الأمر يزيد اكتئابي، وأعتقد أنه ربما يكون من هنا بداية الوسوسة ورغبتي في أن أُثْبِتَ أنِّي لست شاذاًّ وأبحث عن دليل على ذلك، ولكن ما زالت الفكرة غبية فى ذلك الوقت من مَنْظُورِي.
في الصف الثاني الثانوي (في شهر أغسطس من عام 2018) كان إدماني للأفلام الإباحية بَلَغَ ذُرْوَتَه حيث كنت أَظَلُّ إلى فترة طويلة تصل إلى الثمان ساعات وأحيانًا أكثر من ذلك وأنا أستَمْنِي عليها، إلى أن كنت قد جَرَّبت كل شيء وسَئِمْت من كل شيء، فقابلني بالصدفة مقطع لامراة بعضو ذكري، لم أفهم ما هذا في البداية ولكن لم أَحْتَج لذلك، لم أحتج أن أرى إن كان هذا رجلًا أم امراة فسرعان ما صدمني هذا الأمر وشعرت بإثارة كبيرة ورغبة في الاستمناء، وكأنِّي أخيرًا وجدت ما أبحث عنه، وجدت الشيء الجديد الذي سيُثِيرُني بعد أن أصابني المَلَل والفُتُور من كل شيء، ولكن بعدما أَنْهَيْتُ جلسة الاستمناء هذه أصابني الهَلَع، أدركت أني استمنيت للتَّوِّ على رجل تحوَّل جنسيًّا ليُصْبِحَ على هذا الشكل، خِفْتُ كثيرًا وظللت أبحث عن تفسير فأنا كنت أشعر أنه بسبب الإباحية وبسبب مَلَلِي، ولكن هل يمكن أن يحدث هذا لشخص غير؟!.. لم أستطع النوم تلك الليلة، وصَحِيت فى وسط الليل من شدة الخوف، والذي أصابني بالصدمة والفزع أكثر أنِّي ورغم خوفي مِمَّا يحدث وما فعلته إلَّا أنني كنت مُثَارًا جدًّا على مثل هذه المقاطع وأريد أن أتفَرَّج عليها من جديد.
حاولت لِشُهُورٍ عديدة أن أُفَسِّر ماذا يحدث لي والوساوس تقتلني، لم أعلم عندها ما هو وسواس الشذوذ الجنسي، ولم أكُن متأكدًّا من سبب إثارتي على المُتَحَوِّلِين جنسيًّا، ومع الوقت والأيَّام اكتشفت معلومات أكثر وأكثر من الإنترنت، ومع مرور الأيام ومحاولتي لمعرفة ما يحدث معي (وأعتقد بسبب الوسواس الشديد جدًّا الذي كنت مُصابًا به) عندها تذكرت ما حدث مع صديقي القديم، وتذكرت الفتى الآخر في الدرس الخصوصي، فأصابني الفَزَع أكثر من أن تكون مشكلتي قديمة وأنِّي أكتشف نفسي ومُيُولِي الآن، ولكن رغم استمنائي على مقاطع المتحولين جنسيَّا إلَّا أنِّي ولا مرَّة شعرت بأن هذا شيئًا طبيعيًّا وأنِّي منجذب لهم، فهو فقط للاستمناء والخيال الجنسي... وكما قلت في إفاداتي السابقة فقد اكتشفت أن هذه المشكلة بالذات موجودة لدى العديد مِمَّن شاهدوا الإباحية وغَرَضُها التَّجْدِيد، ولكن ظَلَّ وسواسي يقول بأنَّ حالتي مختلفة بسبب ما حدث لي قبل ذلك، وظَلَّ مع الأيام يزداد اكتئابي أكثر وأكثر.
إلى حلول شهر أغسطس من عام 2019 حين قررت أن أبدأ في ترك الإباحية إلى الأبد، يَكْفِي مِقْدار الضَرَر الذي سبَّبَتْه لي في حياتي... وأنا كنت في ذلك الوقت مُقْبِلًا عندها على الصف الثالث الثانوي، وكانت هذه أهم سنة دراسية في حياتي وستُحَدِّد مستقبلي، وقررت أن أتجاهل الوساوس التي في دماغي لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستُبْطِلُها كما قرأت، بالطبع كانت الوساوس وقتها فظيعة جدًّا وليس كَيَوْمِنا هذا، لكن مع مرور الوقت تطورت حالتي، والحمد لله خَفَّت الوساوس كثيرًا، إلى أن صِرْتُ أستطيع تحديد معظمها وألَاِعيَبها، لهذا أقول لكم وَكُلِّي تأَكُّد أنها كانت وساوس، ففي وقتها كانت تخدعني، وكنت أَتَشَّكك إن كانت وساوس أم لا.
الحمد لله مَرَّ الصف الثالث الثانوي، وفيه ابتعدت قليلًا عن الإباحية، والحمد لله عادت أيام تفَوُّقِي والتحقت بكلية طب الأسنان، وها أنا حاليًا في السنة الأولى من الكلية.
بالمنسابة انتَكَسْت في العديد من المَرَّات على أفلام إباحية غَيْرِيَّة معظم الوقت، ولكن أيضًا حدث ذلك على أفلام إباحية للمُتَحَوِّلين، وكانت آخر مرة شاهدت مثل هذه الأفلام منذ حوالي الشهر ونصف أو الشهرين، وأكثر عدد من الأيام التي ظللت فيها لا أشاهد إباحية ولا أستمني هو 9 أيام... المشكلة أن الاكتئاب وما حدث لي يجعلني عند لحظة ما أعود للإباحية لأنسى قليلًا وُتَخَفِّف عَنِّي، بالطبع هذا خطأ وأنا مازلت أحاول أن أتركها، وبإذن الله سأقوم بِتَرْكِها.
كما تَرُون أحببت أن أبعث لكم كل ما حدث معي وأُعْطِيكُم تفصيلًا أكبر عن حياتي لكي أتخَلَّص من هذا الاكتئاب وهذه الوساوس تمامًا، وبالطبع أَمْضِي قُدُمًا في تَرْك الإباحية، وتعود الأيام الطبيعية التي لم أتشَكَّك فيها في نفسي.
أنا عندي طموحات وأريد أن أكون طبيبًا ناجحًا، وبالطبع أن أُنَمِّي شخصيتي وأُقَوِّيها وأُقَوِّي ثقتي في نفسي، وبالتاكيد لن أستطيع فعل هذا بدون أن أتأكد من طبيعة انجذابى هل أنا غَيْرِي مِئَة بالمئة أم ماذا بي، وما العلاج!.. أعلم أنِّي أخطأت بسبب كل هذه السنين من الإباحية وبُؤْرَةِ القرف هذه، ولكن أَلَم يَحِنُ الوقت للتغيير؟ أَلَم يَحِنُ الوقت لكي أُشْفَى من جِرَاح الماضي وأتركها وَرَائِي لأَصِيرَ إنسانًا جديدًا ناجحًا؟
في النهاية أشكركم جزيل الشكر، فأنتم أوَّل من أفصحت له عَمَّا في قلبي، وهذا ما يجعلني الآن أشعر براحة لم أشعرها منذ زمنٍ بعيدٍ...
أشكركم على سعة الصدر التي لديكم، وكُلِّي أَمَلٌ بأنّي لم أُثْقِل عليكم، وشكرًا.
24/3/2021
رد المستشار
شكرًا على رسالتك.
تمت الإجابة على أسئلتك بصورة موضوعية، ولا يكفي أن تكتب، ولكن يجب أن تتحدَّث مع طبيب نفساني على أرض الواقع ليتم تَقْيِيم حالتك العقلية.
هذه الرسالة توضح ضعف شخصيتك وهشاشة بِنْيَتِك النفسية، ولكن في نفس الوقت مثل هذه الصفات بحد ذاتها تًثِيرُ الرِّيبَة بوجود اضطراب نفسي جسيم، ومن الأفضل أن تعمل بنصيحة الموقع.
في ذات الوقت حان الوقت كي تنتقل إلى موقع جديد في الحياة تركز فيه على تحدِّيَات المستقبل بدلًا من الحديث عن أفكار وسلوكيات جنسية بدائية.
تشخيص الاضطرابات النفسية يحتاج إلى تقييم الحالة العقلية على أرض الواقع، ولا يكفي أن تَسْرِد روايتك وتطلب من الموقع التشخيص والعلاج.
توجَّه صَوْبَ طبيب نفساني، أو ارفع من عزيمتك وتوجَّه صوب أحلامك لتحقيقها.
وفقك الله.