وسواس العبادات
السلام عليكم... أحب أشكركم علي محهودكم العظيم.
أولًا: أنا جاء لي وسواس من فترة طويلة من حوالي 6 سنوات أو أكتر، جالِي لمَّا امتنعت عن العادة وبدأت أركز في الالتزام أكتر.
بيتنا _والحمد لله_ مُحافِظ على الصلاة، فكنت بصَلِّي، لكن لمَّا التزمت حافظت على الصلاة في المسجد، ثم بدأ الأمر بانتقاض الوضوء بِرِيح ثم ببول ونزول قطرات، وكان ده وقت الصلاة، بس بعد كده بقى طول الوقت.
كشفت كتير ومفيش حاجة وسليم وأشعة... وكل حاجة المهم وصلت لأنِّي بغَيَّر هدومي وأغسلها كاملة عند كل صلاة... واستمَرَّ الوضع كتير وكِبِر مني لغاية تالتة جامعة (السنة الحالية يعني)... طبعًا الأمر صعب جدًّا لو أنا في الكلية وعايز أصلِّي.
وزني خّفّ، جسمي ظهر عليه التعب، ومَرَّ عليَّا تقريبًا أغلبية أنواع الوسواس من وسواس ريح وبول واستنجاء، وبعدين دخل في سب ونفاق، ولكن دول راحوا وخفُّوا ما عدا البول والاستنجاء وكمان الوضوء.
هرتِّب أسئلتي في نقاط، وأرجو منكم الإجابة لأنِّي قريت كتير وسالت كتير:
1_ لما بتْبَوِّل _أعزَّكم الله_ غالبًا مبعرفش خلصت إمتى، ده غير إني أحيانًا بعصر الذَّكَر... هل عَصْرُه صح ولا لا؟ وأعرف منين إنِّي خلَّصت؟
2_ لما أجي أستنجي بَشِدِّ السِّيفون الأول عشان مفيش حاجة ترْتَدِّ وأنا بستنجي، لكن بمُجَرِّد ما بشَغَّل الشَّطَّاف اللي في المَقْعَد ذات نفسه وأوَّل ما يلمس العضو ممكن يِطَرْطَش على الجنب، غير إني بينزل مياه الاستنجاء وترتد... هل دي كده نجاسة؟ والطَّرْطَشَة دي حكمها إيه؟
3_ أنا وصلت لحالة مبقتش أقدر أسيطر على جسمي، أو أحس أنه تَعَوَّد يعني بسبب حَذَرِي الشديد، بقيت لما أخرج من الحمام وآجي أمشي عادي أو أنزل للارض أجيب حاجة أو أفتح باب بالراحة أو أي حاجة محتاجة مجرد شَدّ بسيط بلاقي ميَّة بتنزل (ومش وهم، بلاقي ميَّة سايْلَة على فتحة العضو)، وبكون هتْجَنِّن، وبتْفًوتْنِي صلوات كتير بسبب كده، فهل أنا مَعْذُور بسبب توَتُّرِي؟
4_ عندي وسوسة في القراءة في الفاتحة، كانت في الحروف اللَّثَوِيَّة، وبعد كده فتحت في الضاد والباء والدال والصاد ،وكل ده كنت بنطقة عادي، دلوقتي بقى صعب جدًّا، وبقيت حتىَّ لو رفعت صوتي بسمعه غلط (وخصوصًا الضَّاد)، وأي محاولة مني لتصحيح الحرف بالضغط البسيط ينزل بول وأشوفه، وأكون هَتْجَنِّن... طب أعمل إيه؟
5_ أرجو من دكتورة رفيق الصباغ إنَّها تجاوب دي... قرأت على موقع إسلام ويب أنَّ العَرَق ينقل النجاسة، ومن ساعتها بقت نقطة البول الواحدة تعمِلِّي مشكلة كبيرة خصوصًا لو نمت بقوم جسمي كله عرقان... مَعْقُول نقطة تِنَجِّس كل ده؟
6_ لو في رطوبة في الهدوم مثلًا بعد خروجي من الحمام، ونزلت حاجة، وأنا تحركت وقعدت... هل الرطوبة تنقل النجاسة؟
أنا آسف على الإطالة، بس حماسي للصَّلاة قَلَّ أوي، وبقيت مش قادر، وجسمي تِعِب جدًّا، ومش لاقي حَلّ، وبتْعَرَّض لإحراج كبير لأني لوحدي في البيت اللِّي كده، وكنت كله بيشكر في عقلي وتصرفاتي،
دلوقتي بقيت بكره نفسي، وبعدت أوي عن ربنا، فأرجو منكم الإجابة.
29/3/2021
وأضاف مُسْتَدْرِكًا بعد قليل:
تعديل:
كنت ذهبت لدكتور مخ وأعصاب وأعطاني "أنافرانيل 25مجم _ modapex"
بس بعد شهر وقَّفته باستشارته لأنه مجبش نتيجة وحسِّيته مَلُوش لازمة.
29/3/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "هلال"
كل عام وأنت بخير، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك، وسأجيبك عن أسئلتك بالترتيب
1- لم أفهم قولك عن عدم معرفة متى انتهيت من التبول! هل تقصد أن البول ينقطع في البداية ثم تنزل بعض النقاط بعد فترة؟ أم أن البول يظل يسيل؟
أما عصر الذكر، فالحقيقة أن نزول شيء بعد فترة من التبول يختلف بين شخص وآخر، فمن اعتاد أن ينقطع بوله فور انتهائه، وألا ينزل منه شيء بعد ذلك، فلا يجب الاستبراء عليه، وإنما هو مسنون كما قال الشافعية. أما من اعتاد خروج شيء، فكل واحد له طريقته في الاستبراء. وتعبيرك بالعصر مشكلة!! إذ يوحي بقوة إمرار اليد، وإنما يكفي امرار اليد إمرارًا خفيفًا، والمبالغة في ذلك تجعل خروج البول يزيد.... المهم أن هناك طرق كثيرة كالمشي، أو المكوث قليلًا ونحو ذلك، لكن الفقهاء عندما يذكرون هذا ينبهون ويشددون ألا يبالغ الإنسان لكي لا يصل إلى الوسوسة، فعليك أن تمر يدك إمرارًا خفيفًا، وتكتفي بهذا.
2- الشكوى من ارتداد ماء المرحاض على الجسم عند الاستنجاء تتكرر، وفي مذهب المالكية فَرَجٌ في الرشاش المتطاير من المرحاض ومن ماء الاستنجاء، حيث يقولون إنه طاهر ما لم تغيره النجاسة، وعند شد السيفون ينزل الماء النظيف ويزول المتغير، وأما في الاستنجاء فلا يتغير إلا عند وجود كمية كبيرة من الغائط على المخرج، وهذا نادر، ويمكن مسح الغائط بالمنديل قبل رش الماء، وتزول المشكلة.
3- إن كان هذا يجري معك كثيرًا فلا تجد وقتًا للصلاة دون أن ينزل منك شيء، فأنت دائم حدث، تتوضأ وتبادر للصلاة ولا ينقض وضوءك خروج البول (أو هذا الماء الذي تذكره).
لكن ألا تستطيع حشو فتحة المخرج بقطعة صغيرة من المناديل، تفتلها وتدخلها بحيث تمنع خروج شيء؟ (وهذا ما لم تكن صائمًا بالطبع). إذا استطعت هذا، فوضوؤك معك ما لم تخرج الرطوبة إلى الجزء الخارجي من المنديل، أقصد الذي يظهر خارج الجسد. فإذا لم تنفع هذه الطريقة، وبقيت السوائل ترطب المنديل وتخرج إلى الخارج، فأحكام دائم الحدث تريحك.
4- اقرأ الفاتحة كما تقرأ أي نص عربي آخر، يكفيك هذا، ولاحظ أنك إن لم تعصر الحروف لتخرج، وقرأت براحة، فإنها ستخرج صحيحة!! الشد على الأحرف وعصرها عصرًا سيغير من صوتها، على أنها تبقى ضمن المقبول..... لا تشدد على نفسك، وعلى كل حال لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فإذا كانت الحروف لا تخرج إلا على هذا النحو فلا يكلفك الله أكثر من هذا، مثلك مثل الألثغ والأرت والأخرس!! وبالنسبة للبول، اتفقنا أنك ممن ينطبق عليه أحكام دائم الحدث، وصلاتك صحيحة ووضوؤك باقٍ حتى لو خرج منك البول.
5- أجبت أختًا تعاني من سلس البول عن حكم التعرق مع وجود النجاسة، وأنقل لك ما ذكرته لها: (لم أجد –فيما قرأته- أحدًا ذكر محترزات في التعرق ونحوه للسلس! وتعلمين أن تعرق الأقدمين كان كثيرًا فلا مراوح ولا مكيفات، ولا هم يحزنون، وكانوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي ويجلسون في أي مكان، بل في المسجد وثيابه رطبة بل مبتلة بالعرق، ومع هذا لم يلتفتوا إلى هذا الأمر، ولم يذكروا سوى أن على السلس أن يتحفظ قدر الإمكان ولا يضره ما أصاب ثوبه بعد ذلك).
وقال المالكية وغيرهم كالحنفية: إذا لبس الإنسان ثوبًا متنجسًا وعرق عليه، إن لم يتحلل شيء من النجاسة وينتقل إلى غير الثوب المتنجس، فلا يجب التطهير ولا تنتقل النجاسة، والبول لا يتحلل ولا ينتقل أثره. نص المالكية على البول بقولهم: (وأما إن لم يتحلل شيء ولم يظهر أثر في الجسد فلا يجب غسل كما لو كانت النجاسة بولا أو منيا وفركه؛ لأنه لا يمكن تحلل شيء منه في هذه الحالة).
6- حاليًا لم أصل إلى نص فيه رخصة في هذا الموضوع، من المؤكد وجود رخصة، ولكني لا أنقل إلا ما أعلمه من الأحكام، والأمر يحتاج إلى البحث في المذاهب الأربعة، وإلى التأكد من علماء المذهب الذي فيه الرخصة.
ونصيحة،-ريثما أجد حكمًا خاصًا بالمسألة-: كلما شككت في نجاسة ثوب أو مكان، أو بنجاسة جسمك، قلد مذهب المالكية حيث لديهم قول صحيح بسنية تطهير النجاسة للصلاة، أي أن صلاتك صحيحة ولو كنت حاملًا للنجاسة.
لا تيأس من الأدوية ولا تستعجل الشفاء، فهي تحتاج إلى مدة حتى تعطي مفعولها، وكلما زادت مدة تناول الدواء كلما استفدت منه أكثر. عد إلى الطبيب واصبر، عسى أن يجعل الله لك فرجًا، واقرأ في ذلك:
الصبر على الم.ا.س يمحو الوسواس!
شهرٌ على الم.ا.س لا يمحو الوسواس !
متى يمكنني إيقاف الم.ا.س.ا ؟
عافاك الله وشفاك