وسواس قهري الزواج على الفيس بوك
الوساوس هاجَمَتْنِي من جديد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أريد أن أتقَدَّم بجزيل الشكر للدكتورة رفيف الصباغ على نصائحها الثمينة.
نعم، أنا أُدْرِك تمامًا أنَنِي أُعَانِي من مشاكل نفسية، أو ربما عقلية... للأسف، أختي أيضًا لديها وسواس قهري، وأسرتي لا تعرف كيف تتعامل معها، هي تبلغ من العمر 13 سنة.
لقد ذهبتُ لطبيب (هو ليس بمُخْتَصٍّ في الأمراض النفسية، هو في الواقع طبيب عام ذو خبرة طويلة وسيرة حسنة)، وضْعِي المادِّي لا يَسْمَح لي بالذَّهاب إلى مُخْتَص... في الحقيقة ذهبت لهذا الطبيب لأنَّنِي كنت أَشْكُو من نَوْبَات هَلَعْ مُتَكَرِّرَة، ووصف لي دواء "سيرترالين" 50 ملغ، في البداية أصابتني أعراض جانبية كثيرة، لكنَّنِي تعوَّدْتُ على الدواء، وتحسَّنَت حالتي قليلًا... أتناول هذا الدواء منذ ستة أشهر تقريبًا.
أنا كذلك أعاني من الغدة الدَّرَقِيَّة الكسولة، وأتناول دواء "ليفوثيروكسين".
السبب الذي دعاني لمراسلتك مجددًا هو الوساوس التي هاجمتني مرة أخرى، فأنا أعيش حالة من الفراغ والروتين القاتل... أنا كنت أعمل كمُدَرِّسَة لغة إنجليزية للأطفال لمدة أكثر من سنة ونصف، والآن أنا بدون عمل حيث توقَّفْتُ عن العمل منذ فترة ليست ببعيدة لأجل أسباب صحية وأسباب أخرى، وأنا حاليًا أُلَازِمُ المنزل... عندما كنت أعمل كنتُ سعيدة رغم التعب والإرهاق، وكانت لي وساوس لكنني لم أَكُن أَمْلُك الوقت لأُعِيرَها أي انتباه.
الوساوس لا تَدَعُنِي بسلام رغم أنني حاولت مقاومتها وعدم الإِصْغَاءِ إليها، فكُلَّمَا أنجح في تجاهل فكرة تُطارِدُنِي فكرة أَشْنَع.. دماغي لا يَكُفُّ عن التفكير أبدًا، ففكرة أنني ربما أكون مُتَزَوِّجَة طَرَأَت ببالي مرة أخرى، أنا كنت ألعب ألعابًا إلكترونية في الماضي، وهنالك لعبة بها موضوع الزواج، أي يمكنك أن تُكَوِّن عائلة وتقوم بتزويج شخصية مُتَحَرِّكَة بشخصية متحركة أخرى، فأنا لا أعلم لماذا دماغي مَهْوُوس بفكرة الزواج، وأنَّنِي ربما أكون متزوجة بسبب هذه اللعبة _أستغفر الله_، دماغي يُحَلِّل كثيرًا، ودائمًا يَجِدُ سبيلًا إلى موضوع الزَّواج هذا، ربما كذا وربما كذا، أسئلة تخطر ببالي لا يمكن لعاقل أن يُفَكِّر بها.
وأُفَكِّر أيضًا بموضوع تَخَصُّصِي، وأنَّ كل ما درسته من أدب إنجليزي حرام، والعِلْمُ الذي اكتسبته حرام لأنني كنت أسمع موسيقى أجنبية وأشاهد أفلامًا باللغة الأنجليزية في الماضي عندما كنت صغيرة، لكنَّنِي عندما تخَصَّصْتُ في الجامعة أصبحت من المتفوقين في هذه المادة وقرأت الكثير من الكتب وحقَّقْتُ نتائج ممتازة، وكنت دائمًا الأولى على صَفِّي، لكن لم أُوَفَّق في الحصول على عمل يَلِيقُ بي إلى الآن، فالعمل الذي ذكرته لكم سابقًا عانَيْتُ فيه الظلم والاحتقار.
يا دكتورة أنا متعبة كثيرًا... أنا أعلم أن أفكاري ليست منطقية، لكن لسبب ما لا أستطيع مقاومتها، وليس هنالك أي شخص أستطيع أن أحكي له عَمَّا يَدُور ببالي، فأنا أخجل من أفكاري، وأتعَذَّب في صمت، فأنا أتردد كثيرًا عندما أُرَاسِلَكَم خَشْيَة أن أكون مَحَلَّ استهزاءٍ وسخرية.
أنا أُصَلِّي وأرقي نفسي دائمًا بالرُّقْيَة الشرعية، ومُوَاظِبَة على الأذكار _والحمد لله_، لكن هذه الوساوس نَغَّصَت عليَّ حياتي حرفيًّا، فأنا دائما مُعَطَّلَة، وأدور في حَلَقَة مُفَرَّغَة لا أستطيع الخروج منها، عَطَّلْتُ أموري بنفسي بسبب أفكاري، أُحِسُّ بالعجز عن اتِّخاذ أي قرار، وأشعر بالانهزامية... ومن ناحية أخرى أنا أتعَرَّض لضغط هائل من عائلتي في موضوع الزواج وموضوع العمل...
لكم أن تتخَيَّلُوا وضعي... أقسم بالله أنني تعبت.
أفيدوني في مسألتي جزاكم الله خيرًا، فآراءُكم تَعْنِي لي الكثير.
30/3/2021
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Rima" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع، طال تأخرنا عليك لأن دكتورة رفيف يأخذها منا مضان..... ولذا رأيت أن أجيبك بدلا منها وأنا أسرع على الأقل في رمضان. كل سنة وأنت طيبة.
من الواضح أنك تمرين بفترة حياتية صعبة ومن الطبيعي أن يحاول الوسواس استغلال الفرصة فيزيد من إلحاحه عليك، فهو إذا توسم فيك الضعف استجمع قواه وهجم.... وثلاثة أرباع العلاج هي أن تعرفي الفكرة الوسواسية فلا تتعاملي معها إلا بالشكل الصحيح أي بالتتفيه والتجاهل، والذي يعتبر الربع الباقي للعلاج، والتجاهل ليس سهلا ولا لمدة قصيرة وإنما هو تدريب على التجاهل ولذا يجب أن تعرفي كيفية التتفيه والتجاهل !
صراحة ومن البداية أشك أنك فعلا تحسنين التجاهل وعبارة مثل (فكُلَّمَا أنجح في تجاهل فكرة تُطارِدُنِي فكرة أَشْنَع) لا يقولها إلا من لا يحسن التجاهل،..... يعني ما هي المشكلة ؟ أشنع وأبو أشنع وأمه كلها أفكار وسواسية نتجاهلها كما فعلنا مع الفكرة الأصلية لم لا؟؟؟ المشكلة الحقيقية هي أنك لا تعلنين الفكرة وسواسية إلا بعد ما تفكرين فيها وتجترين أفكارا من أفكار وأسئلة من أسئلة..... إذ يبدو موضوع التفكير أصلا جذابا و/أو مهما لك بشكل أو بآخر.... فإذا قبلت التفكير فإن البقية وسوسة ليس إلا طبعا واكتئاب وإهدار وقت ومجهود، حقيقة طريقة عرضك لكيفية وسوستك تشير إلى أنك واحدة من ضحايا الوسواس القهري الاجتراري
تقولين : (الوساوس لا تَدَعُنِي بسلام)... الصراحة ولا تدع أحدا من الخلق، لكنهم يتجاهلونها ببساطة وليس كما يحدث معك، لكنك ما زلت قادرة على التجاهل كل ما هنالك أن هناك تجاهلا تلقائيا ينعم به الأصحاء وهناك تجاهل نشط وهو الذي يحتاجه مريض الوسواس القهري فهو بعد أن يعرف المحتوى العقلي الوسواسي يقبل بوجوده كمحتوى خاطئ ناتج عن مرض ثم يتجاهل وجوده فلا يرد عليه ولا يحاربه ولا يستعجل الخلاص منه، يعني لا معنى لأن تقولي تجاهلته لكنه ما زال موجودا.... لأننا لا نعد باختفائه وإنما بإحجامك أنت عن السقوط في حبائله..... وقد تضطرين إلى عدم متابعة التفكير رغم الإغواء أو الخوف من عدم متابعته.
يجب أن لا تؤجلي دراسة أي عرض للزواج بسبب تلك الوساوس التافهة، وعليك كذلك أن تعاودي البحث عن عمل..... يعني أصبحنا في صف عائلتك لنزيد الضغط الهائل في موضوع الزواج وموضوع العمل.... أنت أشرت بنفسك إلى أن تركك العمل كمدرسة جعلك أسوأ ولا ندري شيئا عن أسباب ترك العمل فقد قلت (أسباب صحية وأسباب أخرى) الصحية (أي كسل الدرقية) لا تعيق عن العمل فما هي الأخرى"؟!....إيا كانت الأسباب يا "Rima" عليك أن تناقشي طبيبك في رفع جرعة دواء "سيرترالين" 50 ملغ Sertraline إلى 100 مجم وبسرعة لأن هذا سيحسن اكتئابك ويقلل من انسياقك للأفكار الاجترارية، وفي نفس الوقت أنت بحاجة لعلاج سلوكي معرفي وقتما يتيسر.
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبار طيبة.
ويتبع >>>>>>: وسواس قهري الزواج على الفيس بوك م1