إدمان مشاهدة إباحية السحاق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أعتذر مُقدَّمًا عن استعمال بعض المصطلحات الجنسية... لا أعلم من أين أبدأ، بل لا أعرف حتى أي عنوان أختاره لتشخيص مشكلتي، ما أنا متأَكِّد منه هو أن المشكلة مُتَجَذِّرَة ونِتَاج تَرَاكُم طويل من إدمان مشاهدة إباحية السحاق منذ كنت في الثانية عشر من عمري.
منذ اعْتِيَادي على وجود الإنترنت في البيت بدأت أتَّخِذُه وسيلةً لإشباع فضول المراهقين... اللَّافت هو أني منذ البداية اتَّجَهت للبحث في صور السُّحاق، في أول الأمر كانت المواد التي أُدْمِنُ عليها مُجرَّد مشاهد قُبَل ومُدَاعَبَة... وقد قضيت وقتًا ليس بقصير قبل أن أنتقل إلى مشاهدة السحاق في أقصى أنماطه الجنسية، وكنت أَمْزُجُ بين مشاهدة إباحية السحاق وبين مشاهدة الكثير من اللَّقَطات السحاقية السينمائية، كنت بذلك أَنْتَقِي مشاهد سحاقية لكثير من الأفلام ولأشهر المُمَثِّلات.
في المقابل لم أشاهد قط أفلامًا إباحية عادية، للأمانة فأنا لم أستطع مشاهدتها لأنَّ وجود الرجل ورؤيته عاريًا لوحده يُشْعِرُني بالقرف والغَثَيَان، ناهيك عن مشاهدة الجنس الفموي أو الإيلاج... كانت تلك محاولتي الأولى لعلاج إدماني على مشاهدة السحاق، أعلم أنه غبي نوعًا ما لكني كنت مراهقًا واعتقدت أن التَّبْدِيل للإباحية العادية سيكون حلًّا، لكني لم أُطِقْهَا وكَرِهْتُها.
في السابعة عشر من عمري بدأت أشاهد بكثرة الأفلام العاطفية العادية لعَلِّي أتخلَّص من اهتمامي بالسحاق... اعتقدت في بادئ الأمر لِوَهْلَة بأن الأمر سينجح، ولكن لم يتغير شيء، وتوقفت عن مشاهدة الأفلام العادية واستمريت على حالي.
لقد شاهدت جميع ممارسات الجنس مُرُورًا بالجنس الفموي إلى الفيتيشية، وكُلُّها عبر السحاق فقط... لاحظت أنِّي بدأت مع مرور الوقت أستغرب ميول المرأة للرجل، وبدأت أستغرب وأطرح على نفسي أسئلة غبية مثل: هل تنجذب المرأة فعلًا إلى الرجل؟ ما الذي يُعْجِبُ المرأة في جسد الرجل؟ كيف يمكن للمرأة أن تستمتع في علاقة طبيعية؟
بدأت أًقْنِعُ نفسي بأن سبب حالي هذا هو أنني لازلت شابًّا قد أَنْهَى للتَّوِّ مراهقته، وأني سوف أتغَيَّر للأفضل ما أن أنضج أكثر وأتعرَّف وأُحَادِث فتيات أكثر على نحو جِدِّي، هذا ما اعتقدته حين بلغت الثامنة عشر، لكن الحال إلى الآن هو نفسه... كل هذه السنين مع ممارسة العادة القبيحة بمُعَدَّل مرتين في الأسبوع.
أنا شخص اجتماعي بِطَبْعِي، ولديَّ الكثير من الأصدقاء، لكن طوال فترة دراستي لم أُثِر اهتمام أيَّ فتاة على الإطلاق، علمًا أني شاب عادي وليس بي عيب خلقي... أتواصل مع الفتيات ولكن دائمًا باعتبارنا مُجرَّد زملاء... كنت أشعر بإعجاب ببعض الفتيات طوال سنوات دراستي، إلَّا أنِّي أَبْقَيْتُ ذلك لنفسي فقط، أعتقد أني ظننت نفسي شابًّا دون المستوى ولا يعرف كيفية إرضاء الفتيات والتعامل بأدب ولطف معهن دون أن يَمِلْنَ للاعتقاد أني شخص لطيف لأني ضعيف... وفي نفس الوقت أنا لا أهتم بتكوين علاقات عابرة مع الفتيات فقط لِتَمْضِيَة الوقت وكَسْرِ المَلَل، لم أُقَبِّل قط أي فتاة، ولم ألمس واحدة، ولم تحاول أي فتاة فعل ذلك، وأعتقد أنه لو حاولت واحدة فعل ذلك لرفضت ذلك بالتأكيد.
الآن وبعد أن بدأت العمل والاستقرار أصبحت في وضع يُؤَهِّلُني للزواج... المشلكة أن نفس الأسئلة الغبية التي ذكرتها لا زالت تُراوِدُني، مازلت مُدْمِنًا على مشاهدة السحاق، إلَّا أني مُؤخَّرًا قمت بمشاهدة بعد المقاطع الإباحية العادية الحقيقية وليس الإباحية السينمائية، وذلك فقط لأرى كيف تتم الأمور، وأعاني كثيرًا من صعوبة مشاهدتها وذلك لأن إحساس القرف والاشمئزاز لا يفارقني حين مشاهدتها.
وَضْعِي الآن: لا أستطيع تخيُّلَ نفسي أمارس علاقة مع امرأة، تُرْعِبُنِي حتى فكرة التَّعَرِّي... الأمر المُتناقِض هنا أني لا أُنْكِر أني أرغب بشدة في إشباع رغبتي، وهي تزداد كثيرًا يومًا بعد يوم طوال كل هذه السنين، لكني أرى أن ممارسة الجنس مُقْرِف وهابِط ومُهِين رغم أنه مُمْتِع وحاجَة عضوية لا بُدَّ من إشباعها... أتخيَّل نفسي افتراضًا أني مارست مع امرأة سواء بزواج أم لا: كيف سأنظر إليها بعد ذلك وقد رأتني عارِيًا، بل وسَبَق أن قُمْنَا بكذا وكذا؟ كيف سأتحَدَّث إليها؟ وكيف ستشعر هي كذلك؟
في السنتين الأخيريتين بدأت أشعر بعد الرضا الشديد من مشاهدة الإباحية، أَمْسَت الحاجة إليها فقط لممارسة العادة السرية وإفراغ شهوتي... الآن يمكن القول أن الكثير من المقاطع الإباحية ومن شتَّى الأنواع والمُمارسات لم تَعُد تُثِيرُني على الإطلاق، أنا أصبحت أشاهدها فقط لمساعدة نفسي على ممارسة العادة القبيحة فقط.
الآن ومنذ أسابيع انخفض معدل ممارستي للعادة القبيحة، وبدأت أشعر ببرود أكبر عند مشاهدتي المعتادة للاباحية... في بعض الأحيان قد أَنْهَمِك في مقاطع جديدة تعجبني وتدفعني إلى ممارسة العادة، ولكن سُرْعَان ما أَتَدَارَك نفسي ويُصِيبُني البرود مرة أخرى، وذلك على الأَرْجَح عندما أفكر كالتالي: "أجل هذه مقاطع جديدة ورائعة، ولكن ما الفائدة؟.. سأشاهدها، وعلى الأغلب لن أُكْمِلها لأني سأكون بذلك الحين قد انتهيت من ممارسة العادة وسأرجع إلى ما كنت عليه... لا شيء تغيَّر طوال أكثر من عشر سنوات، لقد تعبت.
شيء آخر سأذكره: أعتقد أنِّي لن أتقبَّل كذلك مشاهدة فعل سحاقي يحدث أمامي، وأشعر بأن هذا نوعًا ما تناقُض ساخر، كيف يمكن أن أُحِبُّه عندما أشاهده وراء شاشة ولا أرضى مشاهدته بنفسي؟!
الآن أنا تائه ولا أعلم حقًّا ما أريد، فأحيانًا أشغر برغبة شديدة، وأحيانًا أشعر بالبرود وعدم الاهتمام... أعتقد ان ما أريده حقًّا هو: التوقف عن مشاهدة السحاق نهائيًّا، وكذلك التفكير بطبيعية حول علاقة المرأة بالرجل، رغم أنِّي بالفعل أعتقد أن كل تلك الأسئلة والتَّصَوُّرات التي لديَّ خاطئة، ولكن ما العمل فدائمًا ما أُضَلِّل نفسي بحجج مثل: "لماذا إذن السحاق مُنتَشِر في العالم كله؟ لماذا هو حاضر بقوة في السينما غير العربية؟ لماذا هو نوعًا ما مقبول عند الآخرين؟ لماذا للنساء فنتازمات السحاق؟ ولماذا أغلب النساء في الغرب جرَّبْنَ على الأقل ممارسة علاقة سحاقية أو على اقل تقدير أفعال سحاقية لم تؤدي إلى حدوث علاقة؟"... ما أريده كذلك هو أن تكون موجات البرود هذه حالًا نهائًّيا أكون عليه، فلو كان لي القدرة على الاختيار لاخترت أن أكون دون مَيْلِ ولا شهوة جنسية على الإطلاق.
أعتذر عن الإطالة، وأشكركم على استماعكم لي،
فلم أُطْلِع أحدًا على حالي هذا، وأشعر الآن بنوع من الارتياح بعد أن أَفْصَحْتُ عن كل ذلك.
30/3/2021
رد المستشار
صديقي، انجذاب الرجل والمرأة لبعضهما البعض مسألة طبيعية روحية بيولوجية خلقية غريزية.... انجذاب الرجل للمرأة واستمتاعه الجنسي معها يساعده ويُقَوِّيه انجذابها هي له واستمتاعها معه.... الجنس في المقام الأول علاقة روحانية قبل أن تكون علاقة جسدية.... الأفلام الإباحية تُصَوِّر المسألة على أنها علاقة جسدية ميكانيكية أهم ما فيها الممارسة والأوضاع والأحجام وتجربة أشياء غريبة مختلفة.
تقول: "لماذا للنساء فنتازمات السحاق؟ ولماذا أغلب النساء في الغرب جرَّبن على الأقل ممارسة علاقة سحاقية أو على أقل تقدير أفعال سحاقية لم تؤدي إلى حدوث علاقة؟".... من أين تأتي بهذه المعلومة الإحصائية؟!... في الواقع، الممارسات المثلية عمومًا تنحصر في حوالى 10% من سكان العالم، ذكورًا وإناثًا... وجود المشاهد المثلية في الأفلام الإباحية وغير الإباحية لا يعني انتشارها، ولكن صناعة الترفيه في العالم تحتاج إلى عرض ما هو غريب ومثير للفضول وكل ما يُوجَد حوْلَه جَدَل سياسي أو ديني أو اجتماعي، والأفلام الإباحية تعرض كل هذا بشكل مبالغ فيه.... فانتازمات السحاق سببها فكرة مُشَوَّهة أو مفاهيم خاطئة ومُنَفِّرة عن الرجل والعلاقة بين الذكر والأنثى، وأيضًا افتقاد عواطف ومشاعر الحنان من الأم، وجهل الكثير من الرجال في مَاهِيَّة الجنس وطبيعة المرأة الجنسية واحتياجاتها العاطفية لكي تستمتع بالجنس، والعكس صحيح في حالة الذَّكَر المِثْلِي.
اشمئزازك من جسد الرجل العاري، وخوفك من عُرِيِّك في المستقبل عند ممارسة الجنس يعني أنك ترفض جزءً أساسيًّا من وجودك في هذه الحياة وهو جسدك.... قد يكون هذا بسبب التربية والمجتمع المحيط بك، والذي أعطاك انطباعًا أنَّ الجسد شيء مخزي يدعو للخجل والإحساس بالعار.... ماذا عن الأنبياء؟ ألم يمارسوا الجنس مع زوجاتهم وأَنْجَبُوا مِنْهُنَّ ذُرَّيَاتِهُم؟
العلاقة بين الرجل والمرأة عندما تكون فيها مَحَبَّة لا يُوجد فيها مكان للخجل أو العار أو الاشمئزاز أو القرف.... ما الذي يثير اشمئزازك في خلق الله؟ أَمِنَ المعقول أن يخلق الله ما هو مُخْزٍ ويَفْرِضُه على جميع البشر؟... بالطبع لا، ولكن أفكارنا أو المعاني التي نربطها بالأشياء هي ما تُشَكِّل ردود أفعالنا وأحاسيسنا نحوها.... الافكار والمعاني نختارها نحن، مثلًا أنت تقول "بالفعل أعتقد أن كل تلك الأسئلة والتصورات التي لدي خاطئة، ولكن ما العمل فدائمًا ما أُضَلِّل نفسي بحُجَجٍ "أنت واعٍ بأنك تُضَلِّل نفسك.... أليس هذا اختيارك إذًا؟... تقول "ما العمل؟" وكأنك لا اختيار لك في أي شيء، وهذا مُنافٍ للحقيقة ويحوي اتِّهَامًا لله _عز وجَلَّ_ بالكذب أو الظلم أو كليهما... في سورة الإسراء يقول الله عز وجل: "ولا تَقْفُ ما ليس لك به علمٌ إنَّ السَّمْعَ والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا"، المسؤولية عَمَّا نفعل بما نسمع ونرى، وأفكارنا ومشاعرنا (الفؤاد) تعني أن لدينا تحكما واختيارا.... كيف نكون مسؤولين عَمَّا لا نملك الخيار فيه؟ ولكن الناس يكذبون ويقولون "نحن بشر، كيف يمكننا التحكم في مشاعرنا؟".
نُفُورُك وإحساسك بالعار أيضًا يعني أنَّك لا تُقَدِّر نفسك أو لا تحب نفسك بالقدر الكافي أو بطريقة صحية! قد يكون أيضًا بسبب خوفك الشديد من أن تَمُرَّ في ذِهْنِك ميول أو أحاسيس أو فانتازمات وخيالات مِثْلِيَّة.
إِقْبَالُك على المشاهد السحاقية يعني فضول نحو المرأة، وهو شيء طبيعي وجيِّد، ولكنك لم تذهب به إلى منطقة صحية مثل تثقيف نفسك بطريقة علمية عن الجنس وجسد الرجل وجسد المرأة... مشاهدة الأفلام مع معرفة أنك لن تريد رؤية ما تشاهده في الحياة الحقيقية يعني أنك تريد أن تشاهد بدون أن يدري أحد، وهذا يعني خَجَلُك من المشاهدة في حد ذاتها، تريد أن ترى أو تختلس النظر بدون أن يراك أحد، وهذا يعني أيضًا إحساس عُمُومِي بالدُّونِيَّة وخوف من المواجهة.... الإثارة من المشاهد السحاقية قد يكون لها علاقة بافتقادك شيء ما في علاقتك بأمك التي هي النموذج الأول للمرأة في حياتك.... قد تكون أيضًا مشكلة مع امرأة في مَقَامِ الأُمِّ.... من ناحية أخرى الرجال بَصَرِيُّون، أي أنهم يَنْتَبِهُون لما يبصرون أولًا، وامرأتين أَمْتَع من الناحية البصرية من امرأة واحدة.. هذا إلى جانب الغَرَابَة والسِّرِّيَّة التي تُصاحِب السحاق، وهناك أيضًا فكرة الإثارة المرتبطة بما لا يمكن الحصول عليه مثل أن تنجذب سحاقية إلى رجل.
بما أنك تقول أن المشاهد الإباحية عمومًا لم تَعُد تُثِيرُك، إذًا فلن يكون من الصعب أن تتوقف عن المشاهدة.... العادة السرية (الاستنماء) ليست قبيحة، وليس مُحَتَّمًا أن تكون عادة أو إدمانًا، وليس عليك أن تمارسها بالضرورة وكأنها فرض وواجب تحتاج إلى إثارة الأفلام لكي تُنْجِزَه، المسالة كلها من اختيارك.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني إن استعصى عليك الأمر.
وفقك الله وإيَّانا لما فيه الخير والصواب.
واقرأ أيضًا:
صور السحاق ؟ طبيعي ولا طبيعي أنت وكيف تشدك
بخصوص السحاق فضول ذكوري
صاحبنا يرى كل النساء سحاقيات بدليل!
أغلب النساء لديهن ميول مثلية شفا جرف الوهام