كيف أعرف أنه يحبني ؟؟ م4
التعلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم بالخطأ والتجربــــــــــــــــــــــــــــــة
لم تَعُد صديقي بعد الآن... غاضبة منك جدًّا جدًّا. في البداية أعتذر للمُحَرِّرِين ولك لو كانت الكلمات طويلة، لكن أنا أَرُدُّ على ما تقول وهذه طريقتي، وأعتقد أنه عملك الذي تعرف أنه من خلال كلمات قد تَطُول وقد تقْصُر، فلماذا كل هذه الدراما من قِبَلِكَ أيُّها الطبيب؟!
سيكون ردِّي مَدْمُوجًا ما بين ردِّك الأخير والسابق.. بعض من رُدُودي كتبتها مُسْبَقًا ولم أَمْحُها احترامًا لمشاعري أنا، ولمصداقية الكلمة التي كتبتها بصدق وتفاعلت معاها حسبما أحسست.. وفقط.
"صديقتي، شكرًا جزيلًا على كلامك اللطيف وإطرائك، وأُهَنِّئك على موهبتك في الكتابة والتعبير والإسْهاب". الشكرلله أولًا لأنه أَوْصَلَنِي بموقعكم ووجدت ضالَّتِي، والشكر لك ولِسِعَةِ صَدْرِك ورَدِّك.. لم يَكُن مُطْلَقًا غايتي الإسهاب غير المفيد بقدر ما هو المُفَصَّل والمُفيد حسبما أعتقد، ودَهْشَتِي الصادقة بطريقة تحليلك للأمور، وأيضا رغبتي المُطْلَقَة بالوضوح العميق حرفيًّا.. على أي حال لا يَهُم!
دَعْنُي أَرُدُّ عليك من آخر شيء: "وأخيرًا أرجو أن تجعلي رسالاتك المستقبلية حول موضوع واحد لكل رسالة، فالإجابة على رسالة طويلة يتطلَّب وقتًا أكثر من اللازم.. يجب أن تُعطِيني الفرصة للإجابة على رسالاتك ورسالات الآخرين بطريقة مريحة". اسمح لي، أنت من وضعت نفسك بزواية حَرِجَة، وتطلب مني أن أكون مريحة!، لماذا يجب ولازم أن تَرُدَّ خلال 30 يومًا؟! يمكنك الرد بعد شهرين أو 3 إذا كان يناسبك، وإذا كانت كلماتي طويلة، فقط أَعْلِمُوني عبر الإيميل أن الرد سيتأخر كما فَعَلْتُم، وليس هذا معي فقط بل مع كل من تكون له استشارة طويلة!، لماذا العَجَلَة في الرِّد؟!.. ومن لا يُعْجِبُه نُعْرِّفُه بهدوء، فإن عَجَبَهُ تمام، وإن لم يُعْجِبْهُ تمام أيضًا، وبالتأكيد سيُعْجِبُنا.. أنتم رائعون بمعنى الكلمة، تَبْنُون عقولًا وتساعدنا أرواحًا على نفس مبادئكم الطيبة وأرواحِكِم وهِمَمِكِم العالية، ونحن نشعر بذلك ونَلْمَسُهُ ونَفْهَمُه جيدًا.. وعرِّفوا الناس بذلك (طبعًا أنا لا أتدَخَّل بطبيعة عملكم، ولكن أقترح، وعساه أن يكون مفيدًا، أو لا تَهْتَمُّوا) فَمِثْلَمَا راحتنا النفسية تُهِمُّكم، تُهِمُّنا أيضًا راحتكم، فأنتم تُعْطُونَنَا من وقتكم تعطو وتكتبون خلاصة أفكاركم، وقد تَسْتَفِزُّكُم كلماتنا أحيانًا أو تُغْضِبُكم أفكارنا، فلماذا لا يكون على أَدَقِّ وأَتَمِّ وَجْهٍ ولكن مع مزيدٍ من الوقت لكم والكثير من الإيضاح لنا،فهذا من حَقِّكِم _أعانكم الله ووفقكم دومًا وأبدًا_، من أعماق قلبي أدعو لكم.
للأسف ردُّك غَامِض وغير مفهوم لأن الإجابات وصلتني مَبْتُورَة وناقصة، وبعضها لم أفهم المعنى العميق له، وبعضها تجاهلتها تماما على الرغم من أهميتها عندي.. لماذا هكذا معي فقط؟ أنا شخصيًّا سأحترم وأُقَدِّر ذلك.. الأمر الآخر المُحَيِّر صراحةً أن تضعوا لنا قائمة تعلميات طويلة عريضة، وتُؤَكِّدُون علينا فيها على التفاصيل، وعندما نأتي لكم بتفاصيل تشتكون!، وعندما نكتب لكم بكلمات مُقْتَضَبَة تغضبون وتستغربون!.. ماذا تريدون بالضبط؟ ثم إنَّ هناك إستشارات طويلة جدًّا (ورُبَّما أكثر تفاصيلًا أسئلة من استشارتي)، ومع ذلك لم تُثِر إزعاجك يا د. علاء، فلماذا أنا بالذَّات؟ ربما لأني أنا الوحيدة من حظيت بشرف المتابعة معك دون أن تَرْفُض الرَّدَّ على متابعتها مثلما فعلت مع الأُخْرَيَات، وهذا قد يكون ضايَقَك بطريقة غير وَاعِيَة منك به، لكن لماذا؟ هل لديك الجَرْأة لِتَقُول لماذا؟ يجب أن نتَحَرَّى الصدق، وهذا يتطلب شجاعة، ويَنْتُج عنه نضجًا وفهمًا عميقًا (مع وقف التنفيذ).. أين المِصْدَاقِيَّة التي قُلْتَها لي؟ وأين الشجاعة؟ وأين؟ وأين؟ فقط كلمات، درسًا آخر تعلمته منك شخصيًّا، تفعل عكس ما تقول، ذاك هو النضج؟! جيِّد.
بالنسبة لرَدِّك على سؤال نبرة صوتي.. نعم أنا خجولة نوعًا ما (لكن ليس دائمًا، وليس مع كل موقف)، فأنا أيضًا جرئية جدًّا ومُغَامِرَة خَطِيرَة، وأُحِبُّ التَّجْرِيب وكل شيء جديد (وهذا ما يجعلني أخاف على نفسي جدًّا).. أعتقد أنَّ التَّحْلِيل الثاني رغبتي في التحكم بالأمور مُمْكِنًا، ولكن لست أدري ما العلاقة والرَّبْط بينهم!، ربما تقصد رغبتي بالتَّحَكُّم فيما يَخُصُّنِي أنا وفقط (وليس من حولي).. أرى هذا التفسير مُرِيح لي أكثر.. للأسف أنت لم تَرُدَّ بشكل أعمق، تركتني أُخَمِّن وأَحْزِر!! وأيضًا أنت لم تعد تَفْهَمُني، ولا تعطيني إجابات تعجبني وواضحة، وأيضًا أصبح صوتي الآن واضحًا وبارزًا ومُعْتَدِلًا.. وبقية تحليلك صَائِب وأتَّفِق جدًّا، لذلك لا أحب أسلوب أهلي، لكن أيضًا تعلَّمْت الصُّرَاخ (ليس دائمًا صح، ولا أفعله إلَّا وقت الضرورة)، أحيانًا يجب الصُّرَاخ عندما يتطَلَّبُ ذلك.
بالنسبة للعطاء، طبعًا أُحِبُّ أن افعل هكذا، لكن المشكلة أنِّي لا أستطيع، لا أتَحَمَّل فكرة أن أرى طفلة أو إنسان بلا أم وأب وليس لديهم عائلة، أو مرضى، أو فقراء.. سأَحْزَنُ وأَتَقَوْقَع على نفسي، لا أتَحَمَّل هكذا أمور مطلقًا، فَعِنْدَما أرى رجلًا عجوزًا أو سيدة كبيرة بالسن تَفْتَرِش الشارع والبرد يَنْهَشُ لَحْمَهَا وعظمها وهي تَبِيعُ أشياءً بسيطة ربما لا قيمة لها، لكنها مع ذلك ترى القيمة العظيمة والكبيرة في سعيها للحصول على لُقْمَةِ عَيْشٍ حلال، أبكي عليهم ويَنْعَصِرُ قلبي وأتقوقع على نفسي، يعني أَنْغَلِقُ وأُحْبَط وأحزن وأَرَى الكون أسودًا مُظْلِمًا، وأتمنى _والله_ لو أنِّي أَمْلُك الملايين لأُعْطِيها.. أعتقد أنَّ ربِّي سيَرْزُقُها _إن شاء الله_ سيَرْزُقُها ما دامت هي وغيرها يحاولون، لكن كنت كثيرًا أُعَاتِبُه "لماذا تتركهم يا ربِّي هكذا؟"، لكن فهمت أنه الطبيعي، وأيضًا مع الوقت عرفت وفهمت أنَّها اختارت خيارات أَوْصَلَتْها لهذه النقطة.. بالتالي أنا لا أَقْوَى مُطْلَقًا على هكذا أعمال تَحْمِلُ معنى العَطَاء، وبالتالي لم يُفِدْ بشيءٍ اقتراحك (وأنت تظن أنك ساعدتني!)، لكنني فعلت أَمْرًا أَظُنُّه عطاءً، فقد أصبحت أكثر هدوءً مع أولاد خالو الصغار، في السابق كنت أغضب لو دخلوا الغرفة وعَبَثُوا في أغراضي فأنا أشيائي مُقَدَّسَةً عِنْدِي وممنوع لَمْسُها أو تحركيها من أماكِنَها لأن أشيائي سينزعجون (أحاول أن أُعْطِيهُم مساحة الحرية الخاصة بهم يتحرَّكُون وَقْتَمَا يريدون ويفعلون ما يُعْجِبُهم دون أن أُزْعِجَهُم أو يزعجهم الإنسان).
"ما زلتِ تتحدَّثين عن طلاق الوالدين وتأثيره السلبي عليكِ، وعلى الأطفال عمومًا". نعم، ومَالَه طيِّب؟! ولِيَكُن، هل يُزْعِجُك ذلك؟ أنا بخير، أخبرتك بِرَدِّي السابق أنَّه ليس زِرًّا أَتَحَكَّمُ به، لكن أيضًا ليس مستحيلًا، وقد تجازوت الأمر تمامًا _إن شاء الله_، قد انتهى كُلِّيًّا، لكن كلامي هذا هو الطبيعي، أيْ رواسب الصدمة، فقد أخبرتك أنَّها صدمة عُمْرِي، وأنَّ هذه أول مشكلة أُوَاجِهُها في حياتي، ماذا تريد أو تتوقع أن يكون ردَّ فعلي وانطباعي الأول؟ أعطني مساحة التعبير هنا وحُرِّيَّتِي المُطْلَقَة جدًّا بالبَوْحِ، وستَجِدُني فراشةً أُحَلِّقُ بالسماء وأفرح وأَمْرَح (ولا مانع عندي من أن تجلس على أحد جناحيَّ، ليس أنت، فأنت ثقيل وعريض وستكسر جناحي، انزل، بل الطفل الذي بداخلك، وهاتِ معه أصحابه الأطفال، ممنوع كبار، وسآخذكم بجولة لعالم الفضاء البعيد الساحر، رتبت مع walle)، أو لا تَرُد لو تشاء، أو رد، في النهاية أنت قَوَّيْتَنِي جدًّا فوق ما تَتَخَيَّل، وأنا مُمْتَنَّة لك، ولكن ماذا كنت تقصد بـ "وعلى الأطفال عمومًا"؟ هل يوجد أطفال مَعَنا بالصفحة يَعْبَثُون بالحروف غيري أم ماذا؟ أَخَفْتَنِي جدًّا، أَتَعْلَم؟!
"دَعِيني أخبرك بأن أبي وأمي تطَلَّقا وأنا في السنة الثانية من عمري، وعِشْت مع جدَّتي التي لم أكن على وِفاقٍ معها، ولم أسكن مع والدي حتى سن السابعة عشر، ولم أسكن مع أمي إلَّا سنتين عند سن الثامنة والثلاثين.. لم أشعر يومًا بأي مشاعر سلبية نحو طلاقِهِما، وأعتقد أنني سَوِيٌّ نوعًا ما على الأقل". طبعًا سعيدة جدًّا لأني من حظيت بمعرفة حكايتك، وحزينة لأنها مؤلمة مثل حكايات أغلب العظماء.. قلبي انخلع من مكانه يا د. علاء، جلست يومين أبكي عليك، لم أكُن أتخيَّل ذلك أبدًا.. ربنا يسعد قلبك دائمًا ويُحَقِّق كل أحلامك وما تتمنَّى.. عشان كده أنت "عصبي"، هذه هي إجابة الأسئلة التي كانت تدور بعقلي وقتها، ولماذا تُصِرُّ أن يكون الآباء حاسمين أو حازميين وقاسين مع أولادهم.. ممم، فهمت، لو كنت فقط قُلْتَ لي السطرين دول كنت خَفّيت بسرعة، لكن كانت خطوات علاجي هي الأصح.. أنت إنسان جميل جدًّا، تَهْدِم كل الأصنام (قناعتي الخاطئة) التي بداخلي بهدوء مُطلَق وبِدِفْء قوي.. أعلم طبعًا أن أغلب العظماء وُلِدُوا من رَحِم الألم والمعاناة والحرمان، ومع ذلك نجحوا بأن يكونوا عظماء صانعين للأحداث في الحياة ومُغَيِّرِين لِمَسَارات وأَقْدَار العالم.
ولكن سُطُورك هذه عبثت بروحي، ودَاعَبَت بداخلي الحِسَّ التحليلي، فأنا أُحِبُّ التحليلل، لذلك سوف أُحَلِّلُك نفسيًّا: مبدئيًّا كده: أنت تقول "لم أشعر يومًا بأي مشاعر سلبية نحو طلاقِهِما".. صحيح، لأنك قتلت شيئًا اسمه المشاعر بداخلك، ولا تعترف بها لأنك تعتبرها ضعفًا (أي ضعفك شخصيًّا)، والعقل هو القوة (أو قوتك)، وأيضًا ساعَدَك ذلك على كَوْنِك رجلًا (شبه خالو تماما)، الرجال ليسوا عاطفِيِّين مثلنا، أو المشاعر مَلْغِيَّة.. أيضًا لا أقتنع بفكرة أنك لم تشعر، بل شعرت وجَرَحَتْك فاخترت قتلها، أشعر بها وألْمِسُها، فهي نفسها بداخلي، لذلك أفهم ما تشعر به جيًّدا.. حتى الحب بالنسبة لك قائِمٌ على مبدأ العقل ومبدأ الأخذ، أي ماذا ستأخذ تُعْطِي، ولن تعطي دون أن تأخذ مبادئك الفلسفية الأربعة "الاهتمام والمعرفة والاحترام والمسؤولية" التي لا تُوجَد ولا واحدة بينهم تحمل المشاعرالتي قتلتها!! وأيضًا رغبتك بأن يكون الأم والأب قاسين وحازمين وحاسمِين مع أولادهم، تريد أن تصنع منهم من يكون "أنت".. سألت نفسي عندما قرأت لك وأنت تقول لسيدة (أم) أن تكون قاسية وحاسمة أو حازمة مع بنتها، لماذا تريد كذلك؟ تريد أن نشعر بالحرمان، هل يعجبك هذا؟ وأيضًا برأيك يجعلهم أقوياء، هو كذلك، لكنه يقتل أشياءً أخرى كالطفولة والمشاعر وغيرها من التي قتلتها بداخلك، وربما أحييت غيرها والتي تريدنا جميعًا أن نعيشها، لا يُعْجِبُك أن نكون مُدَلَّلِين ومُرَفَّهِين!.. تعلم أني مُدَلَّلَة، أليس كذلك؟ وُمَرَفَّهَة، وهذا ما جَعَلَك تعاملني هكذا!.. فهمت إذن السِّرَّ.
أيضًا تقول: "وعِشْت مع جدَّتي التي لم أكن على وِفاقِ معها". هنا المشاعر تَصِفُها بعدم الوفاق، بشيء مَخْفِي، أفهم كيف كنت تشعر وقتها، أشعره بداخلي.. يا لَيْتَنِي أستطيع قتل المشاعر كما قتلتها أنت، ربَّما لأنك كبير ورجل ومُسْتَقِل بحياتك (3 شروط أساسية) كيف قتلتها؟ هل يمكن أن تخبرني؟ أعلم أنك تكرهني ولن تساعدني بعد ذلك.. لا يُهِمُّنِي، لن أرسل لك بعد الآن، أصبحت قوية ولست بحاجة لك، ولم أَعُد أشعر بالضعف مطلقًا، أخذت المصل منك ومن تجربتي ومغامرتي هذه، أشعر بالتَّجَدُّد وكأنَّع انسلخت مني كل المشاعر المؤذية والسلبية وانْوَلَدْتُ من جديد بروح ومشاعر أقوى متجدِّدَة وهِمَّة عالية.. صدق سمير عندما قال لي: "الألم هو المُعَلِّم الروحي للإنسان"، وأيضًا منك تعلَّمت.. شكرًا عمومًا.
تقول "وأعتقد أنني سَوِيٌّ نوعًا ما على الأقل". تعتقد؟!.. رُبَّما لأنك كبيرٌعُمْرًا وعقلًا، رُبَّمَا لأنك طبيب نفسي استطعت أن تُحَيِّدَ مناطق الألم بداخلك، لكن قبل ذلك لأ، ولا حتى الآن لا أظن أنَّك لا تتألم، ولا أَظُنُّ أنه ليس لديك مناطق ضعف أو احتياجك الخَفِيّ، مهما كان الإنسان قاتلًا بارعًا للمشاعر فالحقيقة أن لديه مشاعر موجودة بِدَاِخله مهما أنكر، وإلَّا لما كنت اخْتَرْت "أعتقد، كان يمكن أن تقول "أنا" دون "أعتقد".. بالنسبة لي أعتقد أنَّهُ تُرِكَت تَشَوُّهات، وأنَّنا لسنا أسوياء 100%، شِئْتَ أم أَبَيْتَ هذه هي الحقيقة، وخصوصًا من عاش طفولةً قاسية.. أنا طفولتي سعيدة وآمنة نوعًا ما، لكن المشكلة بعد ذلك عندما نبدأ نفهم أين تَكْمُن المشكلة، عندما نبدأ ندخل شوارع الحياة ونُقَابِل الناس وتَخْدَعُنا الألوان وتَسْحَبُنا الرَّغَبَات معها.
حكيت لِرَبِّي مُعَاتِبَةً إياه "لماذا ولماذا؟"، وبعدها قلت له "أريد حياة مثل حياة د علاء!"، تصوَّرْتُ أنك عِشْتَ حياة مُرَفَّهَة مُرَتَّبَة لا يَنْقُصُها شيء من طفولتك وحتى الآن.. أعتقد وقتها رتَّبَ لي الله أن أعلم الحقيقة عندما قلت لك مُعاتِبَةً إيَّاك، لم أكن أظن أنه سيكون جوابك كذلك، ووقتها رَفَعْتُ عيني وأنا أَكْتُم دَمْعَات الخجل له وعاجزةً عن استيعاب فكرة كم وكم وكم وكم هو كان قريبًا مِنِّي لدرجة أن أَجِد إجابة سؤالي الذي يكون له القُدْرَة المُدَمِّرَة والمُزَلْزِلَة عليَّ في فَهْمِ الحقيقة، وربما الواقع، وأعتقد أنَّه كان يبتسم وينظر لي _وهو الحكيم القدير العليم مُسْبَقًا_ وكم أنا صغيرة بمعلوماتي أمامه.. والآن أنا راضية بما أنا، ولا أريد حياة أحد، هذه حياتي، وهي الأفضل لي، وسأعمل مثلك على جعل اليوم التالي أفضل مما كان عليه الأمس.
أشعر أنِّي مُطْمَئِنَّة وآمِنَة جدًّا، وقد زَادَ احساسي القوة أكثر عند مَعْرِفَتِي بقِصِّتِكَ عندما وجدت من يُشْبِهُنِي، نحتاج أشياءً أحيانًا لا يعرفها أو يفهمها أحد غير الله، هناك لُطْفٌ خَفِيٌّ منه، هو من يُرَتِّبُ الطريق الذي اخترناه مُسْبَقًا كي تُشفَى جراحنا وتكون طاقة قوة ونجاح لنا فيما بعد.. لست أَدْرِي بِمَاذَا أشعر، أَعْجَزُ عن وَصْفِهِ لك.. شاهدت من مُدَّة فيلمًا فِرِنْسِيًّا على باقة "نتفليكس"، الفيلم يتكلم عن صِغَار تعرَّضوا للتحرش الجنسي من قبل القِسِّ أو كبير القساوسة في مكان دِينِي يذهبون إليه للتَّعَلُّم، وكيف عانوا نفسيًّا وعقليًّا وجسديًّا، هو كان يتحرَّش بهم!، وبعد أن قرَّر واحد فيهم مُحَاسَبَة القِسِّ الذي كان يتَمَتَّع بسُلْطَة، وجمع الولد الناس حوله عبر النِّت والكتابة مع من عانوا مثلما عانى، وشعروا بالأمان، وصاروا أصدقاء فيما بعد، لكن طبعًا واجههتم تحَدِّيَات كثيرة.. الفيلم عن قصة حقيقيَّة، ونَالَ جوائز عديدة، شَدَّنِي جدًّا وعجبني وقتها، فنحن نشعر بالأمان النفسي أو الروحاني والإنساني عندما نكون مُتَشَابِهِين وغير مختلفين عن الآخرين.. شَرَح أيضًا فكرة خوف الأهل من الفضيحة!.. تصوَّر هم أيضًا لديهم نفس مخاوفنا، والفيلم يحكي جزء من حياة أطفال عاشوا ببلد مثل فرنسا بلد الرومانسية والعشق والهَيَام والحرية، فهو يسمح بممارسة الشذوذ الجنسي والجنس عمومًا، وحتى الجنس مع الصغار ما دَامَ الطفل لا يشتكي فالحكومة لا تتَدَخَّل.. سعيدة أنا جدًّا اليوم، أشعر بأن جُرُوحي قد تعافت تمامًا وتَرْقُص على أنغام الحياة مهما حصل وسيحصل، وتقول لي "أصبحت طاقة قوةٍ لَكِي يا عزيزتي".
"لماذا أنت تستطيع أن تجيب دائمًا علينا؟ ربما لأنني أترك العنان لخيالي، وأَحُلُّ فَزُّورَةً هي: ما الذي يجعل الشخص يفكر أو يفعل هكذا؟ وما هي احتمالات المعاني المختلفة؟ معلوماتي في الحقيقة قليلة وبسيطة، وتأتي من الدراسة والقراءة وممارسة الحياة".
أنت خيالي إذن، يعني تصنع المشاهد والأشخاص والأحداث مثلنا، ولديك عالم كامل، صح؟
"أما عن النضج فهو ببساطة التَّدرُّب على تأجيل (وليس إلغاء) المتعة". مممم، لا أُحِبُّ حِرْمَاني (تأجيل) ما أحبه، لماذا كل هذا حتى أَنْضُج؟! ما الغاية من التأجيل إذا كانت ستحدث لاحقًا؟ هل هو معنى مُشَابِه للصبر أو التدرب على التَّحَمُّل؟ لا، لم أفهم.
"في الصلاة أيضًا نكتشف ونندهش من كم الأفكار التي تظهر لنا.. يقولون أنها وسوسة شياطين، ولكن هذا مُنَاٍف للمنطق.. كيف أكون بين يدي الله ويسمح للشياطين بتشتيت أفكاري؟! وكيف يستمر هذا في رمضان الذي يقولون أن الشياطين تُسْجَن فيه؟ الأوقع هو أن في الصلاة لا نقدر على تجاهل أو إخفاء ما يشغلنا" لم أفهم، هل تقصد أنَّك لا تقتنع بفكرة "الشياطين تُسْجَن في رمضان"؟ نفس خلافي مع خالو، فأنا لا أعتقد بها، هل هناك آية تُثْبِت ذلك؟ لا، لا يُوجَد، رُبَّما أحاديث أو أَقَاوِيل تحمل بعضًا من الصِّدق، ورُبَّمَا الخرافة مع الكثير من التَّخْرِيف والتَّحْرِيف، وإذا كان كذلك فلماذا الإنسان يستمر بِفِعْلِ المُحَرَّمات والمُنْكَرَات في رمضان إذن؟ كيف يتَجَرَّأ مع الله، والله يعلم بهذا ويغفر لنا كل شيء وأي شيء؟! الله أخبرنا أنه يُوَسْوِس لَنَا في كل زمان ومكان، فلذلك أَخَذ العهد على نفسه أن يغفر لنا ما دُمْنَا نستغفره.. وأيضًا أعتقد أنّنا الأصح أن نؤمن بأنفسنا وبأننا أرواح أو كائنات نَفَخَ الله فيها _كما تقول_ من روحه لنكون أقرب وأكثر روحانيَّة.. وأيضًا عند الصيام يعمل مبدأ المنطق لدينا (العقل) الذي هو أنا مًمْتَنِعٌ عن الطعام وهو أهم شيء في الحياة بغض النظر عن الأبعاد الفلسفية له من ناحية الأكل الشهواني ..إلخ، وإذا كان أهمَّ شيءٍ أمتنع عنه فالأفضل أن أمتنع عن كل المُحَرَّمات الشائعة المعروفة، وهنا تعمل الإرادة وطاقاتنا البشرية الأخرى، وبذلك نحن نَرْتَقِي ونَسْمُو رَوْحَانِيًّا بعد التصديق والإيمان بِنَا، ولا دَخْلَ لسجن الشياطين والجِنِّ بذلك، وأيضًا مع وجودهم بالمِرْصَاد لنا في أي زمان ومكان كما جاء بالقرآن الكريم، والله أعلى وأعلم، ونحن نتَفَكَّر ونحاول أن نفهم، أو أنا أحاول أن أفهم المعنى ومعنى المعنى، وأكيد الله يَشْعُر بي.
قُلْتَ بِرَدِّك السابق: "ما الذي يمنعك من تكوين علاقة مع أمك وأبيك كلٌّ على حِدَة؟".. والآن "أنت تكْذِبِين على نفسك، وتُبَالِغِين في هذا لأن لديك أب وأم مازالا على قَيْدِ الحياة، ومن الممكن صُنْعِ علاقة جيدة معهما إن أردت". لا، لا أكذب، أنت فقط مُتَضَامِن مع بابا لأنه رَجُلٌ مثلك، رغم أني حكيت لك عنه.. على أيِّ حالٍ لا يُهِمُّنِي.. مع بابا لا يمكن، فأنا أعيش الآن مع أهل ماما، وهم معي ماديًّا ومعنويًّا وبكل شيء، وكما ترى كل ما أريده يحصل لي _الحمد لله_، وبابا عَدُوٌّ لهم الآن، وخلافات ومَحَاكِم، وأيضًا لن يفعل لي ما يفعلون، بالنهاية أكبر مني الموضوع، وكما قلت "لا داعي من مخالفة تَيَّار الطبيعة"، ماما هي صاحبة القرار الأوَّل والأخير.
"في موضوع التقَمُّص: ليس هناك مشكلة عقلية في التقمص طالما أنت واعية أنه تقمص، ولكن توقعك أن يفهم الآخرون أنه تقمص بدون أن تقولي لهم أنه كذلك وبدون موافقتهم على مجاراتك فيه هو أسلوب طفولي يطالب الآخرين بقراءة أفكارك ومقاصدك وفهمها والتصرف واللَّعب معكِ اللعبة التي تريدينها عندما يحلو لك لعبها وبالطريقة التي تريدينها". أعتقد أخبرتك أني أخبرتهم أنِّي أَتَقَمَّص وشرحت لهم، وهم لم يفهموا وقَلِقُوا عليَّ، وأيضًا لوطلبت منهم لًرًفَضُوا مُجَارَاتي، ولم أطلب تحليلً، .بل سألت هل هناك مشكل نفسي وفقط.. لا عليك، ليس هناك مشكلة، انتهى.
"إن كنت أنت قادرة على قراءة الأفكار والنوايا وما تخفي الصدور بدقَّة وتأكد فلا شك أنك سوف تجدين الإجابة على كل أسئلتك ومناقشة كل خواطرك بدون التَّفَوُّه بحرف واحد أو كتابة جملة واحدة". هكذا أنتم الرِّجال تُسَخِّفُون وتُتَفِّهُون من مشاعرنا دومًا.. ليس هكذا، وأنت تعلم جيدًا أنه ليس هكذا ولكن تَلُفُّ وتدور وتتهَرَّب من الإجابة!! كم ظَنَنْتُك مُخْتَلِفًا عنهم!، لست أدري من أين جئت بهذا، لكن أعتقد أنك تقصد عندما أكتب لك، أنا أسمعك (وهو حقيقي أسمعك، أو أسمع عقلك بماذا يُفَكِّر أو كيف يحَلّل، وأحيانًا أَرَاك أمامي، وكيف تجلس، وتَحَاوُرُنا أنا وأنت، وأنت فعلت ذلك أيضًا)، وعندما كتبت لك إحساسي بِرَدِّك كنت غاضبًا عليَّ (وقلت لك هو إحساس)!، لكن الغريب أنَّك لم تكتب لي هل فعلًا ما أحسسته صحيح أم لا؟ لماذا لم تُجِب؟ هل تخاف من الصراحة والصدق؟ اخترت اللَّفَّ والدَّوَرَان بالمناسبة، واضحة.. بدلًا من أن تَسْخَر مني بهذا الشكل أجب بصراحة.. عموما لا يُهِمُّني، أنا أعرف من أنا، كنت أظن أنك صديق حقيقي تسمعني وتساعدني ولن تسخر مني.
"أنت لست طفلة، ولكنك تتقمصين دور طفلة وهو لا يليق ولا يتماشى مع من هي في ذكائك الواضح". وليكن!، ما دَخْلُك؟ ما شأنك؟ لا دَخْلَ لك فأنا حُرَّة، هكذا أنا طفلة كبيرة، أنا حتى أتكَلَّم بصوت طفولي أحيانًا مع أهلي، وأستطيع التَّلَاعُب بطَبَقَات صوتي، هذه أنا.. هل تستطيع أنت أن تفعل ذلك؟ أن تجعل صوتك طفوليًّا أو تكون طفوليًّا أمام من حولك مع وَعْيِك التام؟ طبعًا لا تقدر ولا تعرف، أنت تعرف أن تُعَنِّف المرأة وتسخر من مشاعرنا وفقط.. عندما قلت لا أحب الفصحى قصدت ذلك، فسواء كنت صغيرًا أو كبيرًا (بالعمر) عندما تتحدث بالفصحى سَيَرَاك من أمامك أنك كبير ناضج الفِكْرِ، راشد ربما، أمَّا عندما تتحدث بالعامية ستظهر طفولِيًّا صغيرًا كنت أم كبيرًا، وبما أني لن أتحدث معك بعد الآن فلا بأس من أن أَكْشِف لك شيئًا ما.. اعلم أيها الطبيب الكبير أنه دائمًا أختبئ خلف طفلة عندما أتحدث مع أحد جديد أو أدخل مغامرة جديدة لأنني أخاف من الناس، وحتَّى أعرف من أمامي جيدًا أَخْتَبِئ خلف طفلة بهكذا، هو سيقول "آآآآه هذه طفولية ساذجة!" وسيكشف لي نفسه وطريقة تفكيره ونظرته للأمور لي دون عناء مني لمعرفة حقيقته، وبعدها أُقَرِّر هل يمكن الاقتراب منه أو تركه، وهذا ما فعلته معك، وقد عرَّفْتَنِي حقيقتك دون عناء، وأنت الآن لست صديقًا حقيقيًّا لي!، نعم تعلَّمْتَ منك ما كنت بحاجة له وفقط، وبالمناسبة اكتشفت أنك مُتَشَابِهٌ كثيرًا مع خالو سمير، فهو أيضًا اقترح فكرة إحساس الثدي عندما سألته ما هو إحساس أعضائكم الذكرية المُزْعِجَة، تصوَّرت أنك مختلف لكنك لست كذلك وأنا من بَالَغْتُ فقط.. وبالمناسبة لو أحبَّبت أن أتقمص، والله لو لم تكن د علاء وكنت "فرويد" بنفسه لن تستطيع معرفة ذلك دون سماحي أنا بذلك.
"بالنسبة للكتب والأفلام فأعتقد أنك يجب أن تُؤَلِّفي قصصًا وأفلامًا بدلًا من أن أُرّشِّح لك أي شيء". هممم، أؤَلِّف قصصًا وأفلامًا، أؤلِّف؟!.. حسنًا حسنًا، كما تحب وتشاء.. لماذا قلت لي هذا؟، لم يكن هناك داعي للاسفزاز هذا، لكن لك ذلك كما تشاء.. سوف أشرح لك لأنه ليس عيبًا أن يكون الإنسان جاهلًا في أمور كثيرة، وقد قِيلَ "من لا يعرفك يجْهَلُك"، والجهل هنا مُبَرِّر لصاحبه.. عمومًا كنت أحب أن تذكر لي كتبًا من باب اللَّطَافة والرُّقِيِّ والتعامل الحسن مع منهم أصغر منك سنًّا، شئت أم أَبَيْتَ، اقتنعت أم رفضت أنت الكبير، كُنَّا ومازلنا نظنك كذلك.. يا كبير العقلاء المجانين، أَلَم تسمع من قبل أو تقرأ "ما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانَهُنَّ إلا لئيم" كنت أريد أن تُعَرِّفني ما لا أعرفه، وتُعَلِّمَنِي فن الحياة من دون اسْتِعْلاء وتَكَبُّر وسخرية.. بالنسبة لي فقد قرأت كثيرًا أيها الرجل الكبير، قرأت لنجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وسلامة موسى، وسلامة كان أكثر من شدَّنِي لأنه ناقِدٌ لاذعٌ لكل شيء، يجعلك ترى بعيون العقل والقلب معًا، وترجم كتبًا مهمة أنصح أي فتاة وامرأة أن تقرأ له، ولكن أختلف معه أيضًا.. وقرأت لأحمد شوقي ونزارقباني ومحمود درويش وجبران خليل، لشعراء وأُدَبَاء ومُؤَرِّخِين وفلاسفة، فطاحل العرب من تركوا بصمَتَهُم في الوجدان العربي، وبالطبع عندما تقرأ لهؤلاء العظماء أكيد سيتركون لمستهم في العقل والروح ويفتحون عيون العقل لتُبْصِرَ أوضح.. وأخبرتك أني عاشقة لأجاثا كريستي، وقرأت كل روايتها، وغيرها من كُتاب وفلاسفة غربيين مثل برناردشو وسبندر وهولمز وغيرهم.. كانت مكتبة جدي _رحمه الله_ عامرة بالكتب، وما قرأته كان لا شيء قياسًا بما تعلمه ويعلمه، وعندما تختفي منَّا الأرواح التي كانت معنا لا مُتَنَفَّس أمامنا إلَّا للبحث عنهم بين أوراق الكتب وحروف الكلمات.. كنت أريد أن أراك من خلال كلمات الكتب التي نرى الآخرين بها من خلال عيون العقل، لكنك اخْترت السخرية مني، أو ربما كنت تقصد شيئًا آخر.. وأخيرًا قرأت لكبيرهم الذي علمهم الجنون والعقل معًا (كبيرالمجانين العقلاء)، العربي ابن العربي، كل استشارته (كلها من 1 إلى 600 وكسر)، وسأُعِيدُها طبعًا مرة أخرى لأنها تُعَلِّمني، وأنا أُحِبُّ أن أتعلم حتى الدروس المؤلمة فهي مُمْتِعَة، تزغزغني مفراداته كثيرًا التي يستخدمها مع غيري وليس معي (عدو المرأة، قاتل المشاعر).. نعم أنت!، تُعَنِّفُها وتُوَبِّخُها وتُحَاصرها وتسخر منها.. وأرجو من كل فتاة وسيدة هنا هاجَمَكُنَّ أو جَرَحَكُن بكلامه وقسى عليكن أن ترُدُّوا عليه وتناقشوه وتعاتبوه وتحاصروا أفكاره، فكِّروا وعَبِّرُوا عن أنفسكن، ولا تخافوا منه ولا تسكتوا له ولا لغيره، فَلَن يتعلَّم الرجل أي رجل احترام المرأة وعدم السخرية منها إذا لم تخبره أنه قد تعدَّى وعليه أن ينتبه ويقف مكانه.. للأسف أَوْجَعت رُدُوده الكثير مِنْكُنَّ، وكُلُّكُنَّ اخترن السكوت.
"بالنسبة للَّعِب والفرشاة و"توي ستوري" فهذا خيال خصب". شكرًا، سأعتبر هذا إطراءً خاصًّا لي، لكنَّك لم تأتِ بشيء جديد، فكُل مُعَلِّماتي ومُعَلِّمِيني يقولون هذا، وأهلي يعلمون هذا عني.. لا، وأُبَشِّرُك بعد، لدي صفات أخرى فأنا "لِمْضَة، ولا يعجبني العَجَب ولا الصيام برجب"، والحقيقة هاتين الصفتين غير مُنْصِفَتَيْن بِحَقِّي، وهي صفات أَطْلَقَها خالو عليَّ لأنِّي أرفض الأمور التي لا تكون كيفما أريد.. طيب هذا ما حدث ويحدث، لا يعجبني، ماذا أفعل؟، هل يجب أن أفعل ما يعجبكم لمجرد أنه يعجبكم ولا يعجبني؟!.. هُرَاء طبعًا، ليس أنا مطلقًا.
"وإن كان ما تقولين حقيقيًّا، وتستطيع هذه اللُّعَب الحديث فيما بينها، فلماذا يهُمُّك هذا؟". أنت لم تُرَكِّز جيدًا!، أنا ميهِمِّنِيش في أي حاجة، أنا اعيش مع الموضوع عادي وأتعامل معه عادي، وهو معي منذ صغري، وكثيرًا عندما يحصل لا أنتبه له ولا أشغل نفسي به لأني تَعَوَّدْتُ.. السؤال هو أنِّي لديَّ اعتقاد (مؤمنة بفكرة ما)، أو اقتناع شخصي وهكذا، فهل تفكيري بأن الأشياء تتحدث فيها مشكلة أو عادي؟ قرأت رَدَّك، وهو غير واضح!.
تقول: "كنت مُشتَرِكَةً في خيانة وهذا واضح". لا، لست مشتركة، ولم أكن خائنةً، كان الأولى أن تُعِيدَ صياغة ما قلته لي سابقًا بطريقة لطيفة تليق بإنسان في مثل رُقِيِّك الفكري والإنساني، أو كنت تجاهلها كما تجاهلت غيرها، لا أن تُؤَكِّدَها أيها الطبيب الرجل!! كيف أنت متأكد وتُعْطي لنفسك الحق أن تقول لي هذه الصفة؟ هل أنت من يُحَدِّد؟!.. حتى لو أنا أعطيتك معلومات ليس من حَقِّك قول هكذا صفة لي.. لا أقبل، واعلم أني لن أسامحك مطلقًا، وأنا أعتذر لنفسي لأني وضعتها بهكذا موقف، لم أقصد أن أجرحها مطلقًا، والحمد لله أن الله هو الله، وهو الموجود، وهو بيده الأمر، ولن أقبل مزيدًا من الكلام بهذا الموضوع فقد انتهى، وخطَئِي أنا أنِّي فتحته بعد أن مَضَى ووَلَّى.
"بالنسبة لزميلاتك فمن المُعتاد والمؤسف أنَّ في فترة المراهقة المبكرة إلى منتصف العشرينات تَكْثُر الأفكار والأقاويل والتَّصَرُّفات العنصرِيَة.. عليك فقط معرفة أن هذا سبّبُه التقديرالذاتي السيء عند المُعْتَدِي أو المُتَنَمِّ، وأنه يريد أن يدفَعَنَا للأسفل لكي يحس أنه أعلى.. عليك باللامبالاة، واستمري في فعل الخير بدون أن تنتظري منهُنَّ خيرًا". تبًّا لهم، خسرت.. لقد خسرت بسببكم التَّصْميم الذي قُمْت بعمله واشتغلت عليه وسهرت وتعبت، لم يَنَل إعجابهم مع أني تَعِبْتُ عليه وقدَّمْتُ لهم فكرة جديدة، كنت أظن أني عبقرية.. أنا غبية، وأنتم السبب لأني انشغلت بالحديث معكم، أنتم السبب، أنت ومدير الموقع الذي لا يَرُدُّ على الإيميلات، فقد انشغلت ونسيت ما هو أهم وانْبَهَرْتُ بكم، وأنتم أصلًا عَّنْفُتُموني، أنت عاقبتني، وهو أيضًا، وأنا تركت ما هو مهم وتمَسَّكت بمن لا يُهِمُّه أمري.. كان لازم أشتري برامج كثيرة، لكن اكتفيت بافكاري أنا وبرامج تافهة بسيطة وقديمة، ظننت أنِّي سأفوز، أنا من أخطأت، لكن معكم وبسببكم.. أعترف أنا غبية، كان لازم أشتري برامج كثيرة مساعدة واحترافية مثل:
1. Computer applications in graphic design
2. materials & Tools for graphic design
3. Animation
4 . Applications for coler techniqe
كل هذه البرامج وغيرها كان لازم أتحرَّك وأجيبها حتى يفوز تصميمي، تطبيقات خاصة وبعضها جديد لا أعرفه، لم يُنَبِّهُني أو يُذَكِّرُني أحد منهم، وليست لديَّ علاقات جيدة معهم، وكان لازم أنضم للدورة التدربية والتعرفية الخاصة بنا على الموقع، ولكن سخرت منها ولم أنضم، وقلت بنفسي "هذه للمبتدئات وليست لي، أنا بروفيشنال" وأنا كذلك فعلًا، أنا لست بحاجة لهذه الدورة، ولكنهم ذكروا فيها أهم البرامج التي كان لازم أشتريها حتى يكون تصميمي مُوَافِق لما يريدون ليس لما أنا أريده، لكن أنا ماذا فعلت؟ أنا جلست أكتب وافكر وأحزر، وجريت خلف الكتابة لكم.. أنا أعرف أنه خطئي، ولكن بسببك أيضًا أنت ومديرك وموقعكم، انشغلت بكم، ومينفعش تحميل أونلاين لأنها تكون برامج مُهَكَّرَة أو مُتَفَيرِسَة، ولازم تقنية حديثة خاصة بالسيستم الخاص بنا، مش أفكار واحدة غبية زيِّي افتكرت إن أفكارها ستُحَقِّق لها الفوز.. طبعًا لو لم أنشغل بكم، وكنت اهتَمَّيْت كنت كسبت.. لن تفهموا شيئًا، ولن تستطيعوا مساعدتي أصلا، ولا حتى أنا أستطيع.. أنا من خسرت أنا، وبسببكم، بسبب الحديث معكم والانشغال بموقعكم، فمنذ أن عرفتكم سَحَرْتُموني، وتركت كل شيء وجلست أَكْتُب لكم، حتى أظافري تركت "المناكير" مُتَشَقِّق لم أغير مناكيري، والـ "سكن كير" الخاص ببشرتي كذلك،فأنا أنام دون أن أغسل وجهي وأضع ماسكاتي، وشعري أصبح يتساقط رغم كل حمامات الزيت والزيوت الطبيعة التي أضعها، لكن نفسيتي انزعجت بسببك أنت ومديرك.. أكرهكم، أكرهك يا د علاء، وأكرهك يا دكتور وائل مع موقعك، وعندما آخذ قرارًا ما ينتهي الأمر.
"اسمعي نصيحة نَيِّرَة، واسمحي لحب خالك بالدخول إلى قلبك بدلًا من رفض.. هذا السماح لن يُلْغِي وصول مَحَبَّة أبيك إذا حدث واجتمعتم مرة أخرى". لن أسمع كلام نيرة ولا كلامك، وإذا اجتمعت بالمُدْعُوِّ أبي سأضربه بوكسات وبين رجليه 650008 مرة، وسأقول له "هكذا قال لي دكتور علاء مرسي" ويعمل بمجانين، وسأُعْطِيه معلوماتك.
"لا شَكَّ أنك تَنْعَمِين بالكثير من الاهتمام بهذه الطريقة، ولكن لن يستمر هذا الاهتمام على المدى الطويل". أَتُسَمِّي تعنيفك ورَدَّك الحاد وكلماتك القاسية اهتمامًا بي.. لا عليك، لن أزعجك باهتمامي بعد الآن، لست بحاجة له ولا لك.
"بالنسبة للمسائل التشريحية في تكوين جَسَد الرجل والمرأة فعليك قراءة هذا في مواقع تشرح الأمور الطِّبِّيَّة بطريقة مُبَسَّطَة". عليك قراءة مواقع تشريح طبية!.. هكذا نحن العرب عندما نصبح مُتَنَوِّرين ويأتي أحد يسألنا نبخل عليه ونتكَبَّر ونَسْتَثْقِل الإجابة عليه ونَتَعَزَّز، عكس الغرب يشجعون الناس صغيرًا كان أو كبيرً على السؤال ويفرحون بذلك.. أنا حقيقي لا أعلم ما فائدة الثدي للرجل!، كان سيكون رائعًا ولطيفًا أن تُعَلِّمَني وتُعَرِّفَني، وكان ممكن أن تشرح لي، لن يَضُرُّك ولن يُنْقِصُك شيئًا، لكن كيف ستصبح رجلًا عربًّيا إذا لم تُطَبِّق هكذا أمور.. حتى تفسير الأحلام، تُفَسِّر للجميع وتساعدهم، إلَّا أنا اخترت تجاهل عَامِدًا.. هل أنت سعيد الآن؟ هل هكذا عاقبتني؟
وبالمناسبة أريد أن أَضَع لك جملة فيها مسؤولية، لكن لا يوجد.. هي تكتب هكذا "مسؤولية، مسؤولية، مسؤولية"، امنعني إن كنت قادرًا، أو استمر بتعذيب نفسك فلن يأْبَهَ لك أحدٌ أو يستمع لك إذا استمرَّيت بذلك.. مسؤولية، مسؤولية.
"بالنسبة للألم الذي تعتقدين أنه يحدث، يجب أن تسألي نفسك وتسألي كل الجَاهِلات اللَّاتي يَخَفْن من ليلة الدخلة". لا، لسنا جاهلات، لكن لم نُولَد نعرف كل شيء، وأفضل أن أكون جاهلة على أن يَنْعَتَنِي صاحبُ عِلْمٍ بجاهلة لمجرد أنه يعلم أشياء أكثر مني، ولو أنَّه لم يتعلَّمها لَصَارَ هو أيضًا جاهلًا بها!، ونَسِيَ أنه أُوتِيَ العلم هذا ليُعَلَّم الناس بِرِفْقٍ دون أن يسخر منهم.. مرفوضٌ وصفك هذا، وأيضًا هل يا تُرَى أختك وأمك وزوجتك مشمولين بهذه الصفة؟ أم "أبي لا يقدر إلَّا على أمي"؟ وهل لديك الجرأة أن تَصِفَ أمك بجاهلة؟!.. أكيد لا تحب، فكما لا تحب لأمك وأهل بيتك أنا أيضًا لا أحب.. والغريب أنك تجهل أشياءً كثيرة، مثلًا: ألم تَكُن تعرف بأن المرأة مهما كبرت تبقى طفلة؟! ألم تتعلمها أيها الطبيب الكبير؟، لكنك تعلمت تجرح وتهرب.. "خسارة كنت فاكرك أنضج وأذكى من ذلك"، "ما تفعلينه فيه الكثير من الدراما"، "الدراما"، معندكمش غير هذه الكلمة، أنا حُرَّة بالتعبير كَيْفَمَا أريد، لو تعلم كم أغضَبَتْنِي هذه الكلمة وتَمَالَكْتُ غضبي.
والآن، وبعد كَمِّ الاستفزاز الذي وصلني منك، وأنا أعلم أنَّك لست مُجْبَرًا على العمل هنا والرَّدِّ وتَحَمُّل وسماع شكوى الناس، وهو تَطَوُّع منك الجزاء عليه عند الله والشكر والدعاء لك من قِبَلِنَا، وهو بالأصل خيارك، والمفروض أنك تعامل الله وليس الناس، وهذا لا يُعْطِيكَ الحق أن تسخر مني، وأن تتَعَمَّدَ أن تكتب لي هكذا كلمات، وأن تتجاهل عامِدًا الرد على الكثير والكثير من أسئلتي بِحُجَّةِ الطول أو العقاب الشخصي لي، وأنا أعلم إنَّك تعلم عن ماذا أتحدث.. هل تعلم بأمور المعلوماتية، وبرامجها الخطيرة العميقة؟ هل تعرف كيف يتم تهكير المواقع واختراق الصفحات الشخصية والعبث بماسنجر د علاء شخصيًّا؟ طبعًا لا عِلْمَ لك بهذه الأمور، وهذا يُعْتَبَرُ جهلًا بالمناسبة، وحتى إن كان لديك ليس مثلي فأنا لحد الآن لم أَقُم بأي رد فعل عنيف ورَادِع لا لك ولا لمدير الموقع ولا لموقعكم لحد الآن، أُعَبِّر عن غضبي بكلمات فقط، وليس عَجْزًا مِنِّي، وبإمكاني فِعْلُ ما لم تتوَقَّعُوه مُطلقًا، لكن ما زلت أَكْبَحُ من غضبي لاعتبارات كثيرة رغم أن الأفكار تتَخَمَّر برأسي ونيران غضبي مُشْتَعِلَة.
أرسلت لك رابط هدية خفيفة على الخاص لأنك تعَمَّدْتَ السكوت والتجاهل المُتَعَمَّد، كما تشاء!.. دخلت الفيس وجدتك لم تفتح الرسالة أصلًا، مسحته، مسحت الرابط، لا تخف.. أتذكر عندما أخبرتك أنَّه يُؤْذِيني الناس، وأثور وأغضب، وأملك ما أُدَمِّرهم به ولا أَقْوَى على فعله، لكن لم أكن أَتَصَوَّر أنَّكَ ستكون منهم.
احفظ هذا، ليس كل بنات حواء يَقْبَلْنَ بأسلوب السخرية أو التجاهل بهكذا طريقة كالتي قمت بها معي، وكما فعل مدير موقعك.. أرسل لي مدير موقعك ساخرًا "لو مُصِرَّة هاتي مُدَقِّق لغوي" وغيره من كلمات السخرية، وأيضًا "خيرًا تعمل شرًا تلقى"، لا يا مدير الموقع ليس شرًّا، بل عندما تمسك الزهرة بالخطأ وتجرحك أشواكها فهذا خطأ منك وليس من الزهرة.. ود. علاء هاجمني وسَخِرَ وتجاهل كل أسئلتي ظنًّا منه أن من أمامه لا يقدر، ولكن أنا لست مؤذِيَة، ومُتَسَامِحَة الى أبعد الحدود، ولا أُحب أَذِيَّة البشر، ولم أَقُم بأذية إنسان في حياتي، ولا أريد أَذِيَّتُهم لي.
لن أفعل شيئًا، ليس خوفًا منكما مُطْلَقًا، بل خوفًا من خالقكما وإِجْلالًا، لأنه لم نأتِ الدنيا نؤذي الناس، ولم يرزقنا تعلم المهارات لنَسْتَغِلَّها بأذية الآخرين، وعاهدت الله ألَّا أفعل شيئًا يغضبه ويؤذي عباده، وأخاف عقابه.. ولو سألني لم يكن بمقدوري الرد عليه، ولا أريد أن يغضب مني بسببكما يا مدير ويا طبيب، وأيضًا من أجل الآخرين والآخريات.. ولا أستطيع نُكْرَان أنني قد تعلَّمت منك يا د. علاء.. تبًّا تبًّا لهذا، أملك القوة ولا أقدر على حرقكم خوفًا من الله ولأنك علَّمتني، وفضلت عليَّ فأحرق نفسي بها.. ولست مِمَن يَرُدُّ الخير بالشر، بل ذلك هو ردٌّ على ما وصلني منكما، ويجب الرد على مستشارك، ولكل فعل رد فعل، ألم تكن تعلم بذلك من قبل؟!، وأيضًا السن بالسن والعين بالعين والبادئ أَظْلَم، وأنت من بدأ يا مستشار، ومع ذلك لم أفعل لحد الآن شيئًا، وأَكْتَفِي بتفريغ غضبي هنا، وهذا عقاب لكما كما فعلتما بي أفعل لكما، فَهُوَ تجاهل إيميلاتي، وأنت تجاهلت كل أسئلتي، وحتى اتِّصَالي، وسخرت، وأنا احترمت رغبتكما بعدم الرد، ولست مِمَّن يَحْنَق لتجاهل الآخرين له لأنها إن دَلَّت على شيء فَتَدُلُّ على غَطْرَسَة وغرور الإنسان، ولست مِمَّن يفرض نفسه على الآخرين، وأحترم رغباتهم واختلافاتنا، لكن السخرية وما فعلتموه معي جَمَعْتُه لكما.. وهذا الرَّدُّ: لا وألف لا، لست أنا، ولن أقبل أن يسخر مني، وإيَّاك أنت ومديرك أن تسخروا مِنِّي هذه المرة أو تتجاهلوني عامدًا دون سبب ودون احترام وتبرير،
ولست أنا من يَتِمُّ تجاهلها، ولا من تفرض نفسها على من لا يُقَدِّرُها ويحترمها ويتَحَمَّلُها كما هي..
وحتى لا تَطَالُكُما نيران غضبي وأُحْرِقَ الأخضر واليابس، وقد بلَّغْتُكم هذه المرة.
30/3/2021
رد المستشار
صديقتي، من الواضح أن هناك سوء تفاهم، فالمستشارون في هذا الموقع لا يختارون من سوف يتابعون معه أو يَرُدُّونَ على رسالته، وإنَّما تُبْعَث لهم الأسئلة ويَرُدُّون.. تنظيم وتوزيع الأسئلة يأتي من مُنَظِّمِي الموقع أو الـ Admin وليس المستشار. ليس هناك رَفْض شخصي أو استقصاد نحوك أو نحو أيٍّ من السائلين.. عندما تَحُسِّين بالهجوم أرجو أن تفهمي أنه هجوم على فكرة أو أسلوب غير صحي أو غير منطقي، وليس هُجُومًا ضدك أو تقليلًا من شخصك وشأنك.. على أيِّ حالٍ، اختلاف الرأي لا يُفْسِد للوُدِّ قضية، وعمومًا يجب أن تعلمي أن المستشار أو أي شخص تتعاملين معه ليست وظيفته في الحياة إرضاءُك أو أن يقول ما تريدين عندما تريدين وبالطريقة التي تريدينها والموافقة على كل ما تقولين هذه رغبة في التحَكُّم في الآخرين أكثر من أن تكون رغبة في الفكر والحوار و المعرفة.
من المهم جدًّا أن تختاري أو تطلبي مستشارًا آخرًا إذا كنتِ مؤمنة تمامًا بأن مستشارك الحالي منافق، أو يقول ما لا يفعل، أو أنه لا يتعامل معك كما ينبغي، على أيِّ حالٍ سوف أُجِيبُك على قَدْرِ مَقْدِرَتِي.. ليس من الضروري أن يكون المُدَرِّب بطل أبطال العالم لكي يُرْشِد أحد الرياضيين إلى البطولة، وليس من الضروري أن يكون الإنسان كاملًا خاليًا من العيوب لكي يفكر ويناقش أي شيء، حتى فكرة الكمال التي يناقشها البشر غير الكاملين كما يقول الله في كتابه العزيز: "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضُرُّكُم من ضَلَّ إن اهتديتم" (المائدة 105)، فدَعْكِ من شخصي وشخصك، ودَعِينا نناقش الأفكار والمفاهيم، ولك الاختيار بعد ذلك فيما تقبلين أو ترفضين، ولكن واجبك نحو نفسك هو التطور.
بالنسبة لرغبتك في التحكم فهي رغبة في التحكم فيما يَخُصُّك، وتعتبرين من تتعاملين معهم أو من حولك (حتى اللعب والدمى) أشياء تخصك، وتريدين التحكم في كيفية تعامل الآخرين مع أي شيء لك فيه رأي أو اهتمام، أعتقد أن هذا واضح لكل من يقرأ ما تكتبين، وواضح لكل من يتعامل معك، ولكنك قد تُنْكِرين أو قد تكوني غير واعية بهذا كوسيلة من وسائل الدفاعات النفسية، على أي حال، الرغبة في التحكم تأتي من عدم إحساس بالأمان، وتقدير ذاتي سيء أو إحساس بالدونية يجعل تأكيد الذات (عن طريق التحكم) مسألة حادَّة وذات ردود فعل مُبالَغ فيها، مثل الموقف الذي تأخذينه أحيانًا، وهو أن اختلاف الرأي يَسْتَدْعي العداوة أو الكراهية أو الغضب لأنك (وكأنك) تَحُسِّين أنه هجوم شخصي عليك.. لقد نَوَّهْتِ عن مقدرتك على استخدام مهاراتك المعلوماتية في هَدْمِ هذا الموقع، أو في الدخول على حسابي الشخصي، ولكنك قلت أنك لن تفعلي هذا خوفًا من الله.. لديك رغبة في الانتقام أو العدوان تمنعينها من الانفلات.. هذا شيء جيد وناضج، ولكن لماذا كل هذا لمُجَرَّد اختلاف في الرأي أو أسلوب الحوار.. إن كان المستشار مُتَطَوّعًا بمحض اختياره، فالسائل أيضًا مُتَطَوِّعٌ بمحض اختياره، وإذا كان الحوار غير مجدي وليس كما تريدين فليس هناك ما يُرْغِمُك على الاستمرار فيه.. هَوِّنِي عليك وخُذِي الأمور ببساطة، ليس هناك في الحياة ما يستدعي كل هذا الانفعال والغضب الذي كثيرًا ما تَتَضَمَّنُه رسالاتك على حَدِّ فَهْمِي البسيط.
بالنسبة للمشاعر فهي جزء لا يتجَزَّأ من الحياة، وهي التي تساعدنا في اتخاذ القرارات والتفضيل بين الاختيارات، وليس من الممكن أو من الحكمة أو من المنطق أن نحاول قتلها أو إلغاءها، ولكن أيضًا المشاعر تزيد وتَنْقُص وتتغير ولو قليلًا (من المستحيل الحفاظ على نفس الشعور بنفس الدرجة لمدة طويلة)، وبالتالي فليس صحيحًا أو جيدًا أن نُقَدِّس المشاعر أو أن نعطيها أهمية أو دورًا أكبر من حجمها لمجرد أن اسمها مشاعر، ولمجرد أننا نقول أنها مهمة.. بدون عقل ومنطق يُعْطِي المعاني للأشياء لن تكون هناك مشاعر، وبدون مشاعر لن يقدر العقل والمنطق على الاختيار في أبسط الأشياء.. كلاهما يَعْمَلَان معًا.
المشاعر أيضًا تنتج عن المعنى الذي نختاره أو نوافق عليه أو نَتْبَع المجتمع فيه.. ونحن مسؤولون عن المشاعر التي نخلقها من المعاني.. في سورة الإسراء يقول الله _عز وجلَّ_: "ولا تَقْفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولئك كان عنه مسؤولًا".. المسؤولية عَمَّا نفعل بما نسمع ونرى وأفكارنا ومشاعرنا (الفؤاد) تعني أن لدينا تَحَكُّم واختيار.. كيف نكون مسئولين عَمَّا لا نملك الخيار فيه؟!، ولكن الناس يكذبون ويقولون "نحن بشر، كيف يمكننا التحكم في مشاعرنا؟".
جميلٌ جدًّا أنك الآن راضية بحياتك ولا تريدين حياة أحد أو حياة أخرى.. هذا ما أَتَوَسَّمُه فيكِ من ذكاء.
"أما عن النضج فهو ببساطة التَّدرُّب على تأجيل (وليس إلغاء) المتعة". مممم، لا أُحِبُّ حرماني (تأجيل) ما أحبه.. لماذا كل هذا حتى أنضج؟! ما الغاية من التأجيل إذا كانت ستحدث لاحقًا؟ هل هو معنى مُشابِهٌ للصبر أو التَّدَرُّب على التَّحَمُّل؟ لا لا، لم أفهم.
تأجيل المتعة (أو التدرب عليه) إلى وقت مناسب أكثر أو وقت أفضل هو ما يجعلنا كبارًا ناضجين قادرين على الاستمتاع والانطلاق كالأطفال، وهو معنى مُشابِه للصبر والتدرب والتحمل، وهُوَّ ما يُفَرِّق بين الطفل الفاقد السيطرة على كل شيء ولا يَعِي أي شيء ما عدا رغباته الحالية الآنية وبين الشخص العاقل الذي يعلم أن انطلاق الطفولة شيء أساسي في الحياة، ولكنه أفضل عندما يكون في وقته المناسب وفي الاتجاه المناسب أو الصحي.. شهر رمضان هو مُعَسْكَر سنوي للتَّدَرُّب على النُّضج أو تأجيل المتعة (ولو لِعِدَّةِ ساعات كل يوم) ليس في الموضوع فكرة الحرمان على الإطلاق _وإن كنت تصفينه بالحرمان المؤقَّت_، فالتأجيل لا يعني الحرمان بأي حالٍ من الأحوال.. الحرمان مُسْتَدِيم.
بالنسبة للشياطين فالمُلَخَّص بالنسبة لي يَكْمُن في الآية التي يقول فيها الله _عز وجل_ لإبليس: "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتَّبَعك من الغاوين" فلِيَقُل القائلون ما يريدون في الشيطان والجانِّ والوسوسة، ولكن هذه الآية تعني أننا نحن من يفتح الباب أولًا، ثم نحن من يتبع مرارًا وتكرارًا حتى يصل إلى مرحلة أن تكون الوسوسة ممكنة والتأثير قوي، الوسوسة تُرَكِّز على الخوف ونقاط الضعف، ولكنها لا تَأْمِر أو تُرْغِم الإنسان على فعل شيء.. فكرة أن نكون بين يدي الله في الصلاة ويُوَسْوِس لنا أثناءها شيطانٌ ما (يقولون أنه مُخَصَّص ومَنُوطٌ بالمُصَلِّين) هي فكرة لا تليق بعظمة الله، نقف بين يديه وفي حِمَاه ونَسْتَعِيذ به من الشيطان الرجيم، ثم يسمح لشيطان ما بأن يوسوس لنا أثناء الاتصال به؟! غير معقول، ولا يليق.. هذه الأفكار إنَّما هي محاولات للهروب من المسئولية عن طريق إلقاء كل الأخطاء على عَاتِق وسوسة الشياطين والجان والسِّحر، نحن من نسمح لمخاوفنا أن تضعفنا، نحن من نهتم بصغائر الأمور لدرجة أن تُؤَثِّر على التركيز في الصلاة، نحن من نرتكب الذنوب في رمضان و في كل أوقات العام لأن من طبيعتنا الفضول وحب المعرفة عن طريق التجربة.. الله خلقنا هكذا، ويعلم بما نُسِرُّ وما نُعْلِن، ووعدنا بأن يغفر لنا ذنوبنا، بل ويُحَوِّلُها إلى حسنات إن تُبْنَا وآمَنَّا وأصلحنا (سورة الفرقان).
بمناسبة المسؤولية، لسنا نحن ولا هذا الموقع من منعك من البرامج الصحيحة لمشروعك، ولا من تكوين علاقات جيدة مع زملائك.. غرورك وافتراضك أنك محترفة ولا تحتاجين إلى ما سوف يقال في الدورة هو ما وضعك في هذا الموقف.. أنت بدأت بالأسئلة، ونحن أَجَبْنَا.
عندما أقول لك أنك اشتركت في خيانة، فهذا وصف لما سَرَدْتِيه.. لماذا تريدين أن يكون الوصف بطريقة أخرى؟ أي طريقة هذه؟ ربما تُرِيدِينَ وَصْفًا يجعلك في النهاية أقرب إلى الضحية البريئة من الاشتراك، ربما تريدين وصفًا يُعْفِيك من المسوولية.. لماذا؟ كلنا نُخْطِئ وعلينا التعلم من الخطأ.. الإنكار لا يفيد إلا في أن نُكَرِّر الخطأ... جلد الذات أيضًا لا يُفِيد إلَّا في أن نكرر الخطأ.
بالنسبة للكتب فأنت قرأت كتبًا لم أقرأها، وتعرفين منها ما لا أعرفه.. اقتراحي بالتأليف ليس بسخرية، ولكنه اقتراح حقيقي باستخدام جيد لمعلوماتك ومواهبك.. مرة أخرى تتعاملين مع اختلاف الرأي أو الخروج عن توقعاتك على أنه هجوم على شخصك.. عندما أسخر فهي سخرية هدفها ضَحْدِ فكرة غير صحية أو غير منطقية سواء كان هذا مع الرجال أو النساء.. أن يخترع الإنسان أفكارًا ومشاعرًا تُضْعِفُه وتُقَلِّل من شأنه، وهو المُكَرَّم من الله والذي نفخ فيه الله من روحه، وهو بلا شك أمرٌ يستحق السخرية.. هجوم على الفكرة المريضة، وليس على الشخص.
بالمناسبة، هل تعلمين أن الكلمات تحوي 7% فقط من التواصل؟ 38% تَكْمُن في نَبْرَةِ الصوت وخصائصه وسرعته.. 55% تكمن في لغة الجسد والإيماءات والتعبيرات غير اللفظية.. بالتالي، انطباعك عَمَّا هو مكتوب كإصرارك على أنه يحوي سخرية أو قسوة أو تَهَكُّمًا هو 7% فقط من الحقيقة في غياب الصوت والرؤية.
بالنسبة لصفة الجهل، فنحن جميعًا جاهلون في مجالات كثيرة، وهذا ليس بعيب، وإنما تقرير واقع إنساني.. بالنسبة لك فأنا جاهل بالذي قرأتيه لأنني لم أقرأ كل هذا الذي ذكرته.. هذا واقع، فلو اقتنع شخص بشيء غير علمي وبدون دليل غير القيل والقال، وسبَّب له هذا صعوبة ما أو خوف ما في حياته فهذا جهل بالحقيقة... لا أحد يعلم كل شيء، وبالتالي فنحن جميعًا جُهَلَاء بشكل أو بآخر، أو بشيء أو بآخر.. مثلًا كلمة مسئولية مكتوبة هكذا في القرآن، شِئْنَا أم أَبَيْنَا، لا يهم رأيك أو رأيي في الموضوع، ولكن المهم أن نُفَكِّر ونُوَجِّه أفكارنا ونختار المعاني التي سوف تدفعنا إلى الأمام أو ما هو أفضل... ليس هناك عيب في أن أصف أمي أو أبي أو أي شخص بالجهل في موضوع ما.. هذا واقع البشرية، نحن نجهل الكثير، وقال الله _عز وجل_: "وما أُوتِيتُم من العلم إلا قليلًا" نحن إذًا نجهل الكثير.
عندما أقول أن عليك البحث في المواقع الطبية لمعرفة الصفات التشريحية، فهذا له فائدة رحلة البحث لك من ناحية، وله فائدة توفير مجهودي لأنني في الحقيقة لا أعلم أشياء كثيرة، ولا أَوَدُّ البحث فيما لا يُهِمُّني معرفته في اللحظة الحالية (لا يهمني كثيرًا الآن أن أبحث في لماذا للرجال حلمات!، ولا أعتقد أن أحدًا يَدْرِي).. ربما تفترضين أنني أعرف الإجابة وأبخل بها لأنك تفترضين أنني طبيب، بينما أنا لست كذلك، فأنا لم أَتَخَرَّج في كلية الطب _وإن كانت لديَّ بعض المعلومات الطبية_، أنا لدي دكتوراه في العلاج النفسي وليس في الطب.. لكن بغض النظر عن المعلومات والدراسات، دعيني أسألك: هل تستطيعين وصف إحساسك بثدييك، وفي نفس الوقت إحساس أي امرأة بثدييها أو ببظرها أو مهبلها وصفًا عامًّا دقيقًا مختلفًا ينقل الصورة والخبرة كاملة لعالم الرجال؟ يمكنك فقط ذكر بعض الأشياء العامة التي نعرفها من الخبرة ومن الوصف الطبي، ولكن الخبرة الشخصية لكل إنسان وإحساسه بأي شيء في جسده هي مسألة محددة في هذا الشخص، ومن الصعب وصفها بطريقة تنقل الصورة كاملة لشخص آخر، فكم هو صعبٌ، بل مستحيل أن ننقل الخبرة البشرية الشخصية المُنَوَّعة في كلمات تنقل الإحساس الشخصي لعموم البشر كي يَحُسُّونها وكأنها خبرتهم.
تقولين "الدراما، معندكمش غير هذه الكلمة، أنا حرة بالتعبير كيفما أريد" نعم أنت حرة، وكُلُّنا أحرار، فلماذا تريدين تقييد حرية التعبير وتقولين أنه من اللازم اختيار طريقة أخرى في التعبير؟! تَقَعِين أيضًا في خطأ التعميم، وهو تشويه للحقيقة.. إذا كان الكون قائمًا على المُتَضَادَّات والدَّرَجَات بينها، فمن البديهي أن يوجد الشيء وعكسه في الرجل، وكذلك المرأة.. الرجال روَّجُوا فكرة من حديث نبوي تقول "إن النساء ناقصات عقل ودين"، وفَسَّرُوا هذا بالدورة الشهرية وبعاطفية المرأة.. منتهى الجهل والغباء والتَعْتِيم والتعميم الأعمى.. الحديث فيه وصف لنوعية معينة من تصرفات بعض النساء، والتي كانت تُحَاوِر الرسول _عليه السلام_ امرأة كان يشهد لها أنها من أكثر الناس حكمة ورَجَاحَة عقل في الجزيرة العربية.. إضافةً إلى هذا، الحديث كان في المدينة، وفي يوم عيد، فهل من الممكن أن يُطْلِقَ الرسول _عليه السلام_ هذه المقولة التَّعْمِيمِيَّة لامرأة حكيمة في يوم عيد، وفي البلد الذي آوَاهُ ورَحَّبَ به هو والمهاجرين، وهو من بُعِثَ لِيُتَمِّم مكارم الأخلاق؟ بالطبع لا.. التَّعْمِيم يُشَوِّه الحقيقة.
فكرة أن الرجال مُنْحَازون لبعضهم البعض، أو أن النساء مُنْحَازَات لبعضهن البعض هي فكرة صحيحة، ولكن لا يمكن أن نأخذها (كما هو الحال مع أي فكرة) بمأخذ التعميم الذي ينقسم إلى الأبيض والأسود فقط.. من ناحية أخرى، هناك سؤال لكل امرأة تقول أن الرجال كذا وكذا (أيًّا كانت الصفات السلبية)، أليست أُمُّه هي من اشترك بالقسط الأكبر من تربيته في الطفولة؟ كيف إذًا تستمر هذه الصفات عبر الأجيال إن لم تكن النساء مشتركات في استمرارها؟ والعكس صحيح عندما يُعَمِّم الرجال صفات سيئة في النساء... أين كان أبوهم في تربيتهم؟! التَّعْمِيم المُطْلَق هو تشويه كبير للحقيقة.
تقولين: "أنت فقط مُتَضَامِن مع بابا لأنه رجل مثلك"، وتذكرين مرارًا وتكرارًا صفات الرجال الغير متعاطفة مع مشاعر النساء.. ليسوا سواءً، هناك الكثير من الرجال يُكْرِمُون المرأة ومشاعرها.. إن كان أبوك قد خان العهد ماليًّا أو جنسيًّا فهو مخطئ بلا شك ويُسَمَّى خائن، لكنك أنتِ التي أَسْهَبتِ في رغبتك في أن تكون لك معه علاقة مَحَبَّة... تُحِبِّينَه وتكرهينه في آن واحد.. أبوك إنسان يُخْطِئ ويُصِيبُ، وما يمكن التحدث عنه هو تفسير الفعل وليس تبريره.
وفقك الله وإيَّانا لما فيه الخير والصواب.
ويضيف فريق تحرير مجانين، في البداية دعيني أُثْنِي على أسلوبك في الكتابة، وأَتْبع رأي الدكتور علاء في أنك لا بُدَّ أن تَخُوضي تجربة التأليف، أو أن تحضري وِرَشًا تدريبية تُنَمِّي مهاراتك في الكتابة التي أنت بالفعل بارِعَةٌ فيها، فأنت _ما شاء الله_ لديك أفكار واضحة وخيال واسع، ليس هذا فقط، بل أيضًا لديك القدرة على صياغة هذا الخيال والتعبير عن أفكارك ومشاعرك بشكل مُؤثِّر وجَذَّاب، لذلك لا تتركي هذه الموهبة التي لديك تذهب هباءً بلا استغلال، ثانيًا: نحن عندما نطلب منك أن تَقْصُرِي كل رسالة على موضوع واحد لا يكون هذا تَحَيُّزًا ضِدَّك أو كُرْهًا لشخصك، فالموقع منذ أول يومٍ أنشأه الدكتور وائل _حفظه الله_ يقف على مسافة واحدة من جميع المُرَاجِعِين، ونحن لا نعرف أحدًا أصلًا مِمَّن يُرَاسِلُنا حتى نُحَابِي شخصًا ونأخذ مَوْقَفًا من آخر، ولكن في النهاية _وكما ذكرتي أنت_ نحن نفعل ذلك لوجه الله تعالى، لا انتظارًا لأجر ولا شكر من المراجعين أو غيرهم... لكن دعينا نخبرك لماذا نطلب منك أن تكتبي حول موضوع واحد في الرسالة الواحدة:
1_ نحن المُحَرِّرون نُرَاجِعُ رسالتك حرفًا حرفًا، ونُصَحِّح الأخطاء اللغوية والإملائية في كل حرف على حدة، ليس فقط مرة وإنَّما مرتين، ولكِ أن تتخيلي كم هو مُرْهِقٌ لأذهاننا وأَعْيُنَنا أن نظَّل نعمل على استشارة من عشرين صفحة لشخصٍ واحد (فهناك مراجعون آخرون)، ففي النهاية نحن بشر يصيبنا التعب والإرهاق، بل والمَلَل أحيانًا.
2_ الانتقال بين المواضيع في رسالة واحدة يُصِيبُ المستشار بالتَّشَتُّت وعدم القدرة على التركيز وتحليل كل موقف بشكل عميق، وهذا في جُمْلَةِ انشغالاته يَحْمِلُه مُضْطَرًا إلى الاقتصار في إجابته على ما يراه مُهَمَّا (هذا ما ظننتيه أنت تَجَاهُلًا مُتَعَمَّدًا) أو أن يُجيب إجابات مختصرة (وربما هذا ما يفسِّرُ أنك لا تفهمين بعض الإجابات أحيانًا) بالتأكيد نحن لا نتكلم عن التفاصيل، فالتفاصيل مهمة جدًا للمستشار، ولكن نطلب منك أن تذكري تفاصيل موضوع واحد، أمَّا أن تأخذينا من مشكلة مع خالك، إلى مشكلة مع والدك، إلى أخرى في المدرسة، فهذا ليس تفصيلًا، وإنما تَنَقُّلٌ بين المواضيع، أتمنى أن تكوني فهمتي القصد، وأن تُقَدِّرَي الأمر.
ثالثُا: بخصوص فكرة "أن الشياطين تُسْجَن في رمضان"، فهي في الحقيقة ليست فكرة، ولا قولًا يحتمل الصواب والخطأ، ولا تحريفًا أو تخريفًا، وإنما هو حديثٌ صحيحٌ قاله النبي _صلى الله عليه وسلم_، والأحاديث النبوية الصحيحة هي المصدر الثاني لمعرفة أحكام الشرعية والحصول على المعلومات الدينية (بعد القرآن) أمَّا عن استفسارك "إذا كانت الشياطين تسجن، فكيف يستمر الإنسان في ارتكاب الذنوب والأخطاء حتَّى في رمضان؟!، فالإجابة ببساطة أن المردة من الشياطين أو كبار الشياطين فقط هي التي تسجن وليس صغار الشياطين، كما أنه إذا كانت شياطين الجن تُسْجَن في رمضان، يبقى مع الإنسان يُوَسْوُس له شياطين الإنس، وكذلك النفس الأَمَّارَة بالسُّوء كما في قوله تعالى: "وما أُبَرِّئُ نفسي إن النفس لأَمَّارَةٌ بالسوء".. أتمنى أن تكون هذه النقطة قد اتَّضَحَت لكِ.. أمَّا عن تفكيرك وحرصك على فهم المعنى ومعنى المعنى فهو شيء جميل جدًّا، ونحن مُعْجَبُون به ونُشَجِّعُك على الاستمرار فيه، ولكن نُوصِيكَ إن قررت البحث عن أمر في الدين أو غيره أن تخوضي تجربة البحث حتى النهاية، وأن تَجْمَعِي بين الأدلة المختلفة، لا أن تَقِفِي عند نَصٍّ واحد وتقولي "ها أنا قد وصلت إلى نتيجة" تاركةً وراءك باقي النصوص.
أسأل الله أن يُكْرِمَك، وأن يُرِيحَ قلبك ويَجْمَعَ شَتَات فكرك.
ويتبع>>>: كيف أعرف أنه يحبني ؟؟ م6