السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أريد الغُسْل من الحيض اليوم، وأعلم أنَّ الإجابة ستَصِلُنِي بعد مدة طويلة، ولكن سأُعِيد الغسل والصلوات إذا قلتم لي "أعيدي".
أنا إنسانة مُصابَة بالوسوسة بصورة كبيرة جدًّا جدًّا في كل العبادات، حيث أتوضَّأ في 20 إلى 25 دقيقة، وأغتسل في ساعة ونصف، وأصابتني أمراض بسبب الوسوسة من التهابات وغيره. بجانب وسواس النية والتكبير والصلاة والمَنِي والمَذِي وغيرها الكثير، حتى تُدْرِكوا وضعي.
المهم أنِّي قبل أسبوع _مع الأسف_ استعملت كريم ابنة أختي الصغيرة، واسمه "zinc oxid" كريم وليس مرهم، وهو مُصَمَّم لالتهابات الحَفَّاضات، فاستعملت منه في المنطقة الحساسة بسبب الالتهابات، واستيقظت في الصباح على جَنَابة، وعندما أَرَدْتُ الاغتسال لاحظت طبقة رمادية لونها رمادي ولا تزول إلَّا بالصابو،ن ولكن ليس لها قشرة. هل هذا يُعتبر عازلًا، فأنا فقط قرأت في الإنترنت أنَّ الزِّنك أكسيد عازل (اقرئي عنه يا دكتورة رفيف، ربما أنا لم أفهم جيدًا، وأنتِ من أهل الخبرة، لَعَلَّ قلبي يهدأ)؟
المهم دخلت في هَمٍّ كبير، وبدأت إزالته من المناطق التي مسحته فيها، ولا أعلم بل أظن فقط أنها زالت. طبعًا مع أَلَم شديد في قلبي وعقلي، ووسواس أنِّي لم أَدْعَك جيدًا، وأن هناك أماكن لم أدعكها. وأعلم أن هذا من وسواسي الذي يعذبني في كل شيء. إذن، هل يكفيني هذا الظن؟
اسئلتي هي:
1/ هل غسلي صحيح إذا ظننت فقط ولا أعلم أنَّها زالت بعد الدَّعْك بالصابون، فأنا دائمًا أكون مُتَشَكِّكَة في كل شيء يا دكتورة رفيف، ولا أكون مرتاحة في أي شيء أفعله خصوصًا ما يَخُصُّ طهارتي؟
2/ الأماكن مثل البظر وغيره فيها تَعَرُّجات كثيرة جدًّا، ويؤلمني كثيرًا دَعْكُها لأنها منطقة حساسة، فدَعَكْتُها مرة واحدة بمفردها، ومرَّة مع الفرج بأكمله. هل هذا يكفي؟ وما الحل إذا لم يَزُل الكريم رغم كل هذا؟ كيف أتصرف؟ أنا خائفة جدًّا، وفي نفس الوقت لا أريد إيذاء نفسي لأن الله سيغضب عليَّ، وأصلًا أنا أَذَيْتُها، فماذا أفعل؟ أشعر أني سأفقد عقلي.
3/ إذا رأيت طبقة رمادية تُشْبِه الكريم، ولكن تُشْبِه القشور التي لديَّ في المنطقة الحساسة. أيضًا لأني سمراء البشرة جدًّا، والقشور تظهر بيضاء، فإذا شككت أنه الكريم أو القشور، واعتبرته قشورًا لأن الأصل وجود هذه القشور في جسمي، وليس بسبب الكريم. هل أنا آثِمَة؟
4/ شككت فقط في انتقالها إلى كل الجسم لأني توَضَّأت للفجر قبل الجنابة، ومررت بِيَدِي على أعضاء الوضوء، ولكن حقًّا لا أعلم هل انتقل الكريم أم لا، خصوصًا أنَّه يَجِفُّ، فَبَنَيْتُ على الأصل وهو عدم انتقاله حتى في الأماكن القريبة للمنطقة مثل فتحة الشرج وغيرها. ما حكم فعلتي؟
5/ دعكت المنطقة الحساسة بأكملها مرة واحدة بالصابون كما ذكرت لخوفي من استعمال الصابون إذ لا يجب عليَّ استعماله بسبب التهاباتي، وبعد أن انتهيت شعرت بالألم فعلًا كما توقعت، حتى أنِّي عندما تَبَوَّلْتُ صرخت من شدة الألم، ولم أستطع لَمْسَ المنطقة من شِدَّة التهابها، فإذا لم يَزُل ماذا أفعل؟ وإذا خفت على نفسي الضرر من زيادة الالتهاب والألم خصوصًا في مَسْلَك البول، إذ أّنِّي أعاني منه، وتعالجت عند الطبيب، ولم أُسْرِف في استعمال الصابون أو الدعك، فهل أَأْثَم؟
6/ إذا أجَّلْتُ الاغتسال لمدة يوم بسبب التهاب المنطقة الشديد بعد الدعك بالصابون، لدرجة أنِّي لا أستطيع لَمْسَها للاغتسال من شِدَّة الألم، فهل أَأْثَم في تأجيل الغسل حتى تهدأ قليلًا مع قضاء الصلوات الفاتئة؟
7/ وفي النهاية، إذا فَرَضْنَا فَرْضًا فقط أنه مازال موجودًا، ووجدت المَشَقَّة كبرى من إزالته نفسيًّا وجسديًّا. هل يجوز أن أتركه؟
أرجوكم، أنا حقًّا أعاني ومكتئبة. أنا لم أَتَهَاوَن، بل بالعكس أَزَلْتُه ودَعَكْتُه، وحاولت بكل الطرق، فهل يجوز تجاهل الباقي مثلًا بسبب المشقَّة الكبيرة، فأنا مُوَسْوِسَة، والمَشَقَّة تجلب التيسير هذا كله، وقد يكون أصلًا زال وأنا فقط أُكَبِّر المسألة بسبب وسوستي؟ لا اعلم، أنا مُشَوَّشَة جدًّا بسبب الوسواس. كيف كان سيتصَرَّف الأشخاص الطبيعيين في موقف كهذا؟ أنا الفكرة لا تُفَارِق رأسي من أني سأغتسل بوجود عازل، وأنَّ صَلَوَاتي غير مقبولة. أرشدوني ماذا أفعل. أشعر أني سأُجَنَّ. وهل أنا أُكَبِّر المسألة حقًّا؟
3/4/2021
ثم بعد 3 أسابيع أضافت تقول:
السلام عليكم
يا دكتورة رفيف. أنا مُوَسوِسَة جدًّا، وعندي بعض الاستفسارات.
1/ في البَرَّاد الخاص بنا نَضَع الماء في أواني مفتوحة، ومع وجود اللَّحْم والطماطم المُثَلَّج يتغَيَّر طعم الماء بسبب الطعام الموجود، ورائحته أيضًا قليلًا، لكن لونه لا يتغَيَّر، وما يزال يُطلَق عليه ماء ويكون صالحًا جدًّا للشرب، فنَشْرَب منه ونطبخ ونُحَضِّر منها العصائر أتمنَّى أن تكوني فهمت قصدي.
المهم في الأمس بعد صلاة الفجر أحسست بوجود وَسَخ في فَمِي، فذهبت وتَمَضْمضت من ماء الشرب هذا، وتأكَّدت أني أخرجته من فمي جيدًا جدًّا، ثم ذهبت لأنام فبَلَعْت رِيقِي، فأحسست بطعم بعيد للماء في حَلْقِي. الإِشْكال هنا أن طعم الماء مُتَغَيِّر كما ذكرت، هل بهذا أَفْطَرت؟ وأنا والله العظيم لم أَتَعَمَّد بَلْعَ الماء أبدًا أبدًا، بل كنت ناسية أنَّ طعم الماء مُتَغَيِّر، ولم أتعَمَّد ذلك أبدًا، والله يشهد علي، ولو تذَكَّرت لمَضْمَضْت فَمِي بماء آخر. هل هكذا أفطرت يا دكتورة رَفِيف ويَلْزَمُني القضاء؟
2/ أيضًا قبل يومين تمضمضت وأخرجت الماء، ثم أحسست أن هنالك ماء عَالِق، بصَقْتُ بشكل عادي فلم يخرج، فبَلَعْتُه. أنا متأكِّدة أن ذلك الماء حاولت إخراجه ولم يخرج، ولكن لم أتكَلَّف جدَّا، فهل هكذا أفطرت؟ أنا الذي شكَّكَنِي أني قرأت أن ما يَصِل إلى مخرج الخاء لا يُفْطِر ويَسْهُل إخراجه، ولكن ذلك الإحساس لم يَسْهُل إخراجه، فهل ما يَصِل إلى مخرج الخاء يخرج عند إخراج الماء بكل سهولة؟ أم يَلْزَم التَّكَلُّف في الإخراج؟ وهل أفطرت لأنِّي لم أتَكَلَّف في إخراج الماء وبَلَعْتُه؟ وهل يلزَمُني قضاء؟
3/ الشك بوجود شيء في الحَلْقِ، لا أعلم وسخ أم احتكاك اللسان بالفم أم جفاف أم غيره أي شيء، لا أعلم ماهِيَّتَه، ثم بَلَعْتُ الرِّيق، علمًا أنِّي فتَّشْت بلساني جيدًا، ولم يكن هنالك وَسَخ. هل هذا يُفْطِر؟
4/ أيضًا الشك بدخول قِطَع منديل إلى الفم بعد تنظيف الشِّفاه به، وعندما بحثت بلساني شككت هل هذه قطع منديل أم طرف لساني فَبَلَعْت رِيقِي. هل فطرت؟
لدي أسئلة أخرى ولكن غير مُتَعَلِّقَة بالصيام، أرجوك أن تتفَضَّلِي عليَّ بإجابتها في أسرع وقت لأنَّها تُنَغِّص عليَّ عبادتي في رمضان وتُسَبِّب لي الفُتور الشديد.
5/ ما معنى يُسَنُّ للموسوس تحَرِّي النجاسة لإزالتها؟
أنا يا دكتورتي أصابني التهاب في البول، وأَوْهَمَني الشيطان أنِّي بي سَلَس بول بسبب هذا الالتهاب، فكنت أمكث في الحمام 45 د وأحيانًا أكثر حتى يؤلمني ظهري وأبكي في الحمام. في تلك الفترة خسرت ما يُقارِب نصف وزني بسبب هذا الوسواس لأنِّي كنت أُوَسْوِسُ أن البول ينزل عليَّ في الصلاة والوضوء، ثم منَّ الله عليَّ واكتشفت أنَّه وسواس بالصدفة عندما تجاهلته ليوم واحد! واكتشفت أنِّي أنا من كنت أُخْرِج ذلك البول بنفسي بسبب الانتظار والضغط على المثانة (أتمنى أن يكون كلامي منطقِيًّا لكم، فعلًا أنا كنت أضغط وينزل بول لمدة قد تصل إلى 45 د، بل وأكثر)!
أنا الآن أريد أن أنتقم لنفسي لِمَا أصابني من هذا الوَهْم والوسواس والاستمرار في تجاهله، ولكن الذي بدأ يَجُرُّني للوسوسة مرة أخرى أنِّي لاحظت بعد انقطاع البول تنزل بعض نقاط الوَدِي بعده، وحقيقةً لا أعلم متى تنقَطِع، فالَّذي أفعله أنِّي أنتظر دقيقتين أو ثلاثة، وعندما لا يبقى لها أثر ولا تتزل أَرُشُّ الماء بسرعة وأقوم، ولا أعلم هل تنزل بعد ذلك أم لا، فهل هكذا أنا لم أَسْتَبْرِء وسيُعَذِّبُنِي الله في قبري؟
أنا لا أريد العودة للوسوسة. أقسم بالله لو أحكي لكم عَمَّا مَرَرْت به في فترة وسواس البول لَبَكَيْتُم على حالي واتَّهَمْتُموني بالجنون. أنا حقًّا بأيِّ ثمن في الدنيا لا أريد العودة لذلك البؤس مهما حدث. أرجوكم أنا أكاد أُجَنُّ وأفقد إيماني من الوسوسة، والله أعلم بِحالي. هل ما أفعله صحيح من أنِّي بعد أول انقطاع أستنجي؟ وما هي رخصة تَحَرِّي النجاسة لإزالتها التي قرأتها في هذا الموقع؟ أريد حقًّا العمل بها وبأي رخصة ممكنة لحاجتي الشديدة لها حتى يشفيني الله ويعافيني ويرزقني الذهاب إلى طبيب.
6/ هل إذا أَزَلْت بقايا صابون أثناء الوضوء يَبْطُل الوضوء؟ وهل يُشَكِّل عازلًا إذ أنني عندما أغسل وجهي بالصابون أُرَكِّز بشدَّة على إزالة كل الصابون، وكذلك عند غسل اليدين؟ وأنا لا يطير شيء على قَدَمي مِمَّا يجعلني مشدودة الأعصاب دومًا، فهل إذا تبقَّى القليل من الصابون وزال مع الوضوء مشكلة؟
7/ هل يجب عليَّ قبل كل وضوء إرجاع شعري إلى الخلف من جبهتي؟ وإذا كنت مُتَطَايِرَة الشعر هنا وهناك سيَعْزِل الشعر الماء عن جبهتي؟ وهل ما يفعَلْنَه الفتيات من وضع "بيبي هير" على الجبهة (أي تسريح الشعر نزولًا على الجبهة قليلًا، يمكنك البحث عنها في جوجل إذا تفَضَّلْتي) يُسَبِّب مشكلة في الوضوء؟ أتمنى حقًا أن أكون مثل الفتيات وأهتم بنفسي.
8/ بودرة الحواجب السوداء، وهي بودرة تشبه الفحم بالظبط ولها نفس قَوَامُه ولونه، هل هي عازلة للوضوء؟ وهل يجب عليَّ إزالتها قبل كل وضوء؟ أم يجوز لي الوضوء بوجودها؟ والروج الكريمي الذي يُلُفُّ من الأسفل إلى الأعلى (ليس ذلك الثابت) ويكون دُهْني قليلًا، هل هو عازل؟
9/ الشك في نزول المني مثلًا إذا تعرَّضت لشيء أو احتكاك مُفاجِئ مثلًا أو احتكاك المنطقة بالملابس الداخلية، ولكن والله العظيم فقط عرضًا من دون قصد مني أو تفكير في شيء، وهذا يحدث كثيرًا في الحياة اليومية، وشكَكْت وقلت أن هذا لا يُنْزِل المني، وقلت في نفسي أنه حتى لو نزل شيء سيكون هو المذي فقط، ولم أذهب لأُفَتِّش نفسي. هل أنا آثِمَة ومُفَرِّطَة لِعَدَم التَّفْتِيش، حتى لو شعرت بأحاسيس غريبة ولكن لم أَجْزِم كل الجزم أنها ما تُنْزِل المني وبقي في نفسي شيء حتى ولو كان قليلًا من الشك؟
10/ وآخر شيء وسبب وسواسي في الوضوء أنِّي لا أُفَرِّق بين المسح والغسل، فمثلًا إذا أخذت الماء كثيرًا بِكَفِّي ووضعته في نصف وجهي وحرَّكْتُه في كل مكان في الجبهة والشِّفاه والجانبين. هل هكذا انغسل نصف وجهي، والجوانب وبقيَّة الوجه انمسح فقط ولم ينغسل لأني حركت الماء فقط؟ يعني هل مثلًا يلزمني أخذ ماء لكل مكان في وجهي أم ماذا؟ هذا يتعُبِنُي نفسيًّا. أرجوكم دُلُّوني، أنا أغسل وجهي بغسلات كثيرة جدًّا، ويُؤَنِّبُني ضميري لِمُجَاوَزَة حد الثلاث غسلات، وأنِّي لست مثل باقي البشر الطبيعيين، فماذا أفعل؟ وهل أيضًا إذا أخذت كف ماء وصَبَبْت على المِرْفَق، وبعدها دَلَّكْت كُلَّ مكان، هل هذا يُعْتَبَر مسحًا بالرغم أنِّي أُدَلِّك جيِّدًا؟ وحتى لو طالت المدة، أي مثلًا صببت الماء أولًا ومَرَرْتُ على كوعي في الأعلى ثم عُدْت ودَلَّكْتُ كفي، هل هكذا أصبح مسحًا لِطُول مدَّة صَبِّ الماء؟ أرجو أن تكوني فهمتي قصدي. وما هو ضابط المسح والغسل إذن؟ أنا لا أتوضَّأ من إبريق ونحوه لهذا السبب، بل من الصُّنْبُور مباشرة حتى يُصَبَّ الماء على كل عضو وأتأكَّد أنه ليس مسحًا. وأمنية حياتي أن أتوضَّأ كما كان يفعل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أي بالإبريق ولا أُسْرِف في الماء، وكما يفعل أهل منزلي وكل شخص طبيعي. أنا حتى عندما ينقطع الماء أُضْطَرُّ للانتظار حتى يعود، وتدَمَّرت نفسيتي حقَّا.
الحمد لله على كل حال.
وشكرًا.
24/4/2021
وأرسلت مرة أخرى تقول:
.....
لدي أيضًا عادة غريبة جدًّا وهي أنِّي أقول في نفسي أنَّه إذا حدث كذا فإن الله راضٍ عليَّ، ولو لم يحدث فإنَّ الله غير راضٍ عليَّ، يعني مثلًا إذا كان بجانبي صِحْن، إذا وقع الصِّحن فالله راضٍ عليَّ، وإذا لم يَقَع فالله غير راضٍ عليَّ، وقِيسي هذا على أشياء كثيرة فمثلًا إذا انفتح الشباك سيحدث كذا وإذا لم ينفتح لن يحدث، أو إذا حدث كذا أو كذا سيحدث كذا، ومثلًا إذا رنَّ جوَّالي ستنجح الفطائر التي أُعِدُّها وإذا لم يَرِن لن تنجح، وغيره. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه. هل هذا كفر وادِّعَاء علم الغيب؟ أو هل هو مثل قراءة الفنجان أو الأَنْصاب أو الأزلام، لا أعلم الذي كان يفعله كفار قريش ودرسناه في الثانوية، هل هذا يُشْبِهُه؟
أنا مُوقِنَة كامل اليقين طبعًا أنه لا يعلم الغيب إلَّا الله، ولكن هذه الأفكار الغريبة أصبحت عادة، أحيانًا تُدَاهِمُني وأحيانًا تذهب عنِّي، ولا تحدث معي كل يوم بل أحيانًا فقط. مع العلم أنِّي لا أنطق بها أبدًا أبدًا أبدًا، بل تكون في نفسي فقط. إذن هل يجب عليَّ التَّشَهُّد ودخول الإسلام بعد أن أُفَكِّر هكذا؟ أم يجب عليَّ الاستغفار منها فقط؟ وأنا أخاف أن يدخل عليَّ الشيطان من هذا الباب ويُوهِمَني بالكُفْر. أيضًا كيف أَدْفَع هذه الأفكار وأُذْهِبُها عنِّي للأبد؟
25/4/2021
وبعد 4 أيام أرسلت تقول:
.....
أيضًا يا دكتورة رفيف يحدث معي كثيرًا أنَّه خلال يومي عندما أكون أتحدَّث أو أقرأ القرآن يدخل إلى فَمِي شيء صراحة أبدًا لا أعلم هل هو غُبَار أو ذرَّات من الهواء، وأحيانًا يطير إلى الحلق ويجعلني أَكُحُّ. أتمنَّى أن تكوني فهمتي قصدي. ويحدث معي كثيرًا جدًّا، وَيُشُّق عليَّ جدًّا إغلاق فمي طول الوقت، أو التَّفْل دائمًا عند الشعور بهذا الإحساس لأنه يُسَبِّب لي الجفاف عند التَّفْل لأنه لا يَسْهُل خروجه أبدًا، وأكون لا أعلم أين موقعه فأَبْتَلِع رِيقي مع وجود هذا الإحساس، ولكن لا يكون هناك طعم أي شي أبدًا في حَلْقِي (لا طعم غُبار أو أي طعم آخر). هل هكذا أَفْطَرْت ويجب عليَّ قضاء هذه الأيام؟ علما أنها كثيرة ولا أعلم عددها.
وآخر شيء: الطَّبَقَة البيضاء التي تتَكَوَّن على السِّن وتُزَال بالظُّفْر، ولا يَصْعُب إزالتها. لا أعلم ما هي، لكنها تكون بيضاء ومَهْرُوسَة وتتَكَوَّن لوحدها في الفم دائمًا عند الاستيقاظ أو بعد الأكل.
أتمنَّى أن تكوني فهمت قَصْدِي. هل بَلْعُ هذه المادة يُفْطِر؟
29/4/2021
وفي اليوم التالي أرسلت تقول:
ر.....
يا أستاذة يا رفيف سأموت من التفكير. اليوم قرأت فتاوى بأن ابتلاع الغُبَار يُفْطِر. لا حول ولا قوة إلَّا بالله. أنا يدخل إلى فَمِي غبار وذرَّات من الجو عن غير قصد مني أبدًا، ودائمًا يتكرر عند التَّحَدُّث أو قراءة القرآن وغيره، ويَشُقُّ عليَّ إغلاق فمي طول الوقت أو التَّفْل الدائم، فأبتلع الريق عن قصد بعد دخول الغبار وذرات الجو، ولكن دخولها إلى فَمِي يكون غَصْبًا عنِّي. هل هكذا أفطرت ويجب عليَّ القضاء؟ وهل ابتلاع ما يَشُقُّ التَّحَرُّز منه قصدًا، ولكن دخوله إلى الفَمِّ نفسه يكون بغير اختيار يُفْطِر؟
واليوم استنشقت شعرة عن طريق أنْفِي بالخطأ، وبعدها ابتلعت ريقي عن قصد، ولكن لم أشعر بطعم الشَّعْرَة في حلقي، ولا أعلم هل وَصَلَت لحلقي أم لا. هل هكذا أفطرت؟
لقد تعبت جدًّا من كثرة التفكير.
يا رب تجاوْبِينِي بسرعة.
30/4/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، وأهلًا بك وسهلًا على موقعك
رسالتك الأولى فيها سبعة أسئلة وكلها تتكلم على شيء واحد.
ما يتعلق بأوكسيد الزنك بشكل عام (وليس لحالتك المرضية): نعم، هو مادة عازلة، ولكن نسبته في الكريمات لا تكون عالية، وغالب هذه النسب المستعملة يمكن إزالتها بالماء بسهولة، أو بالماء والصابون، ولا يمكن قشرها كما ذكرت، يستعملونه مثلُا بنسبة 10%، إلى 35% في غالب الكريمات، ويمكن الاغتسال أو الوضوء بعدها بأمان..... وإذا كانت نسبته عالية جدًا فهو يزول باستعمال الفازلين.
وما قمت به كافٍ لإزالة الكريم، وغسلك صحيح، رغم أنه ما كان ينبغي لك أن تفعليه لأنك تتضررين من ذلك. والحكم بالنسبة لك هو التالي: الدواء العازل المستعمل للعلاج، والذي تضر إزالته على النحو الذي ذكرت من زيادة الألم والمرض، هذا الدواء يعتبر بحكم الجبيرة، حيث لا تجب إزالتها وتغتسلين حتى لو بقي على المكان المصاب، ولا داعي للمسح على المكان لأن غسله يقوم مقام المسح، أقصد إذا قمت برش الماء على المنطقة طهرت ولا داعي لإزالة بقايا الدواء. ولا يجوز تأخير الغسل ولا ترك الصلاة لأي سبب من الأسباب
وأما ما ذكرته من انتقال الكريم إلى يديك وسائر جسمك فهو وسوسة محضة، فباعتبارك سمراء البشرة فالزنك الأبيض لا يخفي نفسه إن كان على جسمك، وهو يزول بالماء، ولا يوجد شيء في الشرع اسمه شككت هل انتقل أم لا؟ الأصل أنه لا يوجد شيء على جسمك. (هذا لو فرضنا أنه بقي شيء من الزنك على جسمك أصلًا)
أنتقل إلى رسالتك الأخرى:
1- الطعم لا يفسد الصيام، فلو بقي طعم أكلة السحور إلى ما بعد الفجر لا يؤثر، ولو ذاقت المرأة الطعام الذي تطبخه ولفظته بعد ذلك، لا تفطر (وفعلها هذا مكروه). المهم أن المفسد هو بلع ما له جِرم وليس وجود الطعم.
2- هذا الذي أحسستِ به رطوبة الماء خاصة أنه أبرد من حرارة فمك، ونص الفقهاء على أنه لا يؤثر على صحة الصوم، بل قال الشافعية لا حاجة للبصق بعد مجّ الماء، فالباقي إنما هو مجرد رطوبة.
3- أيضًا لا تفطرين بمجرد الشك بوجود شيء وبلعه، الشك بحصول المفطر لا يؤثر على صحة الصوم إذ اليقين لا يزول بالشك
4- لا يؤثر الشك بوجود قطع المنديل، التي لا تُرى أصلًا إلا إذا كنت تدعكين الشفة دعكًا شديدًا بالمنديل!! أولًا: يكفي وضع المنديل على الشفة ونزعه ليجفف ما عليها، وثانيًا وهو الأهم: لا داعي لتجفيف الشفة من أصلها، عليك مقاومة الرغبة في الاستجابة لهذا الوسواس التعيس، وصرف الانتباه عن شفتك وما عليها فعلًا وما تتوهمين أنه عليها
5- أما سؤالك عن (معنى يسن للموسوس تحري النجاسة لإزالتها)، فلم أسمع عن مثل هذا نهائيًا من قبل، بل المذكور بالنسبة للموسوس هو العكس تمامًا. وبالطبع إن طول مكوثك بالحمام والضغط على المثانة، يستجلبان البول ويجعلانه ينزل شيئًا فشيئًا، كلما تجمع شيء منه قمت يا آنسة بإخراجه، بينما لو خرجتِ فور انقطاعه أول مرة، لتجمع في المثانة فلا ترغبين بالدخول إلى الحمام مرة أخرى إلا بعد امتلائها، أي مثل سائر الناس غير الموسوسين
وبالنسبة للودي، فعلك صحيح، ومتى انقطع فالأصل أنه لن يعود، وإذا خرج شيء بعد خروجك من الحمام فهو مفرزات نسائية طاهرة، لا علاقة لها بالودي.
6- لا يبطل الوضوء بإزالة أي شيء من على الجسم (طاهرًا كان أم نجسًا)، على أن ما تقومين به من المبالغة في إزالة الصابون وسواس محض، عليك أن تكفي عنه. ولا أفهم لماذا تخافين من تطاير الماء إلى قدمك!! ما يتطاير ليس نجسًا وليس عازلًا، ولا يؤثر على طهورية الماء (صلاحيته للتطهير)
7- لا، لا يجب إرجاع الشعر إلى الخلف قبل الوضوء، والشعر ليس عازلًا للماء، لأن الماء يتخلل بين الشعر بسهولة ويصل إلى الوجه. أما مستحضر البيبي هير، فاطلعت على مكوناته، ولا يوجد فيه شيء عازل للماء حتى لو بقي أثره، فهو إما مستخلصات مائية، وإما زيوت والزيت لا يعزل الماء. وبالتالي لا يؤثر تسريح تلك (الشعيرات الصغيرة) على الجبهة على صحة الوضوء.
8- لا أعرف هذه المستحضرات للأسف، وبالتالي لا أعرف حكمها!! ولكن القاعدة أن ما كان لونًا فقط كالحناء والكحل العربي، فلا يعزل الماء، وما كان له جرم فهو عازل
9- الشك في نزول المني لا يوجب الغسل، لأن الأصل أنك طاهرة بيقين، واليقين لا يزول بالشك، والتفتيش ممنوع يا عزيزتي.
10- يمكن تمييز الغسل بنزول نقطة واحدة من الماء من على العضو، وما ذكرته من وضع كف من الماء وتحريكه على العضو كله كافٍ جدًا، ويسمى غسلًا. أما المسح فيكفي فيه وجود أثر الماء على الكف، ولا داعي لتقاطر الماء من على العضو الممسوح.
رسالتك الثالثة: بالنسبة لربط الأشياء ببعضها، (أعني إذا فتح الشباك يعني كذا وإذا لم يفتح يعني كذا...)، فهو تطير منهي عنه، لكنه ليس شركًا، ولا يحتاج إلى تجديد إسلام.
وأما حديث: ((الطيرة شرك)) فهو وارد في حق الكفار الذين كانوا يعتقدون أن الأشياء تضر وتنفع بذاتها، فهي تشبه الشرك من هذه الناحية. وأنت ليس عندك هذا الاعتقاد، وإنما هي فكرة تهجم بين الفينة والأخرى. واجبك تجاهها فقط -بعد أن ندمت-، أن تقرري ترك هذه العادة، وتتجاهلي هذا الربط، يعني حتى لو وقع الصحن، فاصرفي عن ذهنك التفكير بأن الله راضٍ عنك... تجاهلي الموضوع بالكلية، وسيزول لوحده بإذن الله.
وأخيرًا إضافتك الرابعة: بالنسبة للغبار، إذا أمسكت الغبار بيدك ووضعته في فمك وابتلعتِه فإنك تفطرين، أما ما يدخل وحده إلى الحلق فلا يفطر عند جميع الفقهاء. وما يكون على الأسنان من ترسبات، إذا أزلتها بظفرك، وأخرجتها ثم أرجعتها إلى الفم، فلا يجوز ابتلاعه، أما ما دام داخل الفم فهو كاللعاب، والصراحة هذا أغرب سؤال وصلني من موسوس، ولا أدري كيف خطر على بال شيطانك؟!!
أرجو أن تسعي جديًا في الذهاب إلى الطبيب...، عافاك الله وقواك.
ويتبع>>>>>>: وسواس النجاسة ومسائل جدا حساسة م