أصول الميول المازوخية
البحث عن أصول الميول المازوخية
تحياتي لكم ولموقعكم الكريم. سبق لي وأن أرسلت لكم استشارة، وأَوَدُّ أن أُرْدِفَها بما يلي من أحداث حدثت معي شخصيًّا وقد تكون سبب في تكوين شخصيتي الجنسية المازوخية، ولهذا أَوَدُّ أن أطلب رأي حضراتكم بُنَاءً على الاستشارة السابقة والحالية.
لقد تذكرت مؤخرًا أنني كثيرًا ما كنت أشعر بالامتعاض داخليًّا عند مشاهدتي للكرتون، ففي الكثير والكثير من برامج الأطفال التي شاهدتها كان الانتصار والغَلَبَة يكون للفتيات على حساب الصِّبْيَة، ودائمًا تكون المرأة هي البطلة التي تَهْزِم الرجل الذكر الشرير وتُلَقِّنُه درسًا لن ينساه في نهاية الحلقة، وحتى كرتون توم وجيري فَلَن أُخْفِيكُم أني لم أستطع يومًا أن أستوعب أن جيري ليس أنثى، بل كنت مقتنعًا تمام القناعة بأنه أنثى ينتصر أيضًا على الذكر توم ويسخر منه. والأمثلة كثيرة جدًّا، وبعضها واضح للعَيَان، والآخر يكون مُخْتَبِئًا في رسائل مُبَطَّنَة، أذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر: الجاسوسات، مارتن ميستري، الفتيات الخارقات، اللِّيدي أوسكار، والعديد العديد.
بادئ الأمر كان هذا مُزْعِجًا جدًّا بالنسبة لي، فأنا كذكر كنت كطفل أَنْحَاز إلى الذكور وأتمَنَّى أن ينتصروا، ولكن يحدث العكس دائما. ومع بداية تَشَكُّل الهوية الجنسية لديَّ في سن المراهقة بدأت أستمتع بمشاهدة انتصار السيدات وإِذْعَان الرجال لهن، بل وكنت أَتَقَصَّد أن أُسِيئ التصرف في الفصل لكي أَتَلَقَّى عقوبات جسدية من المُعَلِّمَات في الفصل، مع العلم أنني كنت دون سن البلوغ ولا أدري لماذا أفعل ذلك، ولكن كنت أَجِدُ فيه شيئًا داخليًّا من الرضا والمتعة بِتَلَقِّي الألم على يد أنثى غريبة صاحبة سُلْطَة عَلَيَّ.
في المنزل طبعًا لم أكن أُظْهر خلال هذا السن أي إشارات على حب الإذعان على الإطلاق، بل على العكس وكأني كنت أريد أن أُبَرْهِن لنفسي أنني مازلت قويًّا. ولكن في مخيلتي أَتَبَحَّر في سيناريوهات من نسج الخيال أُلَبِّي فيها رغباتي المازوخية بالإضافة إلى فيتشية القدمين، وأعيش خيالًا دور الخاضِع مع مُعَلِّمَاتي في المدرسة أو بنات خالي اللاتي كُنَّ يَكْبُرْنَنِي سِنًّا ويَفُقنَنِي حجمًا وطولًا.
هنا لدي سؤال: هل يا تُرَى تمَّت برمجتنا عصبيًّا عبر رسائل مُبَطَّنَة تُبَثُّ في الكرتون والبرامج والمسلسلات والأفلام؟
بالطبع لا، فالجميع يتَلَقَّى هذه الرسائل، ولكنها تؤثِّر على التَّوَجُّه الجنسي للكثيرين بمَنْحَى تصاعدي. وفي حال كان تحليلي منطقيًّا، فهل ثَمَّة طريقة لنحمي أطفالنا من الانحراف والتأثُّر بهذه الرسائل في المستقبل؟
لكن يبقى السؤال الذي يُحَيِّرُني:
ما هو سر تفضيلي لِقَدَمَي المرأة دون أي شيء آخر من جسدها، فأنا لا أستطيع إيجاد جِذْرَ هذه المشكلة مهما بحثت في أَغْوَار نفسي وذكرياتي؟
3/4/2021
رد المستشار
شكرًا على متابعتك.
هناك تفسيرات عدَّة حول الخَطَل الجنسي مصدرها المدرسة التحليلية، ولكنها تفتقد إلى الدليل العلمي. هذه الأيام، وفي المستقبل القريب سَيَتِمُّ حذف الكثير منها كاضطراب خطل جنسي أصلًا. أفضل تفسير لها هو ضعف شخصية الفرد وعدم نضوجها، وخير تفسير للتَّثْوِين هو بحث الانسان عن كائن يتَمَسَّك به تمامًا كما يتمَسَّك الطفل بقطعة قماش أو لعبة ما. كذلك الحال مع العديد مِمَّا يُسَمَّى باضطرابات الخطل الجنسي، فهي مجرد عدم نضوج الصفات الشخصية.
لا يوجد دليل مُقْنِع على برمجة الدوائر المُخِّيَّة لتفسير أي خطل جنسي عن طريق الصور أو الأفلام أو الكمبيوتر.
خير ما نحمي به الأطفال هو تَوْعِيَتُهُم في جميع مجالات الحياة، وإفساح المجال لهم للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم، ومعاملتهم بصورة حضارية تتلاءَم مع الثقافة العصرية.
وفقك الله.