سؤال يخص الماء الداخل للسبيل أثناء الاستنجاء
سبق وأن بحثت في مراجع عِدَّة عَمَّا إذا كان توجيه تَيَّار الماء بِشِدَّة نحو الفرج وخاصة فتحة البول للمرأة ولفترة ليست قصيرة يسمح بدخول الماء إلى الباطن، والذي سيخرج لاحقًا لا محالة ناقِضا للوضوء والطهارة، ولكنني لم أجد أَيَّة إجابة.
للعلم أن هذا الموضوع يُقلِقُني من فترة طويلة، حتى أعلم ما إن كان الماء الخارج بعد ذلك نجِسًا ناقضًا لطهارتي أم لا؟.
أتمنى إن كانت لديكم الإجابة الصحيحة لهذا الأمر أن تفيدوني بها. قد لا يبدو الموضوع مجرد استشارة نفسية، ولكنني سبق وأن رأيك استفسارات من هذا النوع في موقعكم.
أتمنى الرد في أسرع وقت ممكن.
شكرًا جزيلًا.
9/4/2021
رد المستشار
الابنة الفاضلة "ريم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
ترى ما الذي يعنيه بالنسبة لك أنك (بحثت في مراجع عِدَّة) ثم لم تجدي أَيَّة إجابة؟؟ هل يعني قصورا في الفقه الإسلامي عن هذه المسألة الخطيرة؟!! أم أنه فقط السادة الفقهاء لم ينتبهوا؟؟ أم أن النساء أغلبهن جاهلات ومهملات ولم ينبهن الفقهاء بأسئلتهن إلى هذه المسألة الخطيرة؟؟؟ ما رأيك أنت في هذا الأمر فعلا يا "ريم" أي الاحتمالات أقرب؟؟.
بداية لا أدري أي مراجع فقهية أنتجتها أمتنا بعد ظهور الشطاف الذي قد يستخدمه الناس في الاستنجاء؟! يعني ما هي المراجع العدَّة التي لم تجدي فيها حكم توجيه تَيَّار الماء بِشِدَّة نحو الفرج؟؟؟!! لا أظن أن إمكانية توجيه الماء بشدة نحو أي شيء كانت ممكنة قبل الميكنة الصناعية واستخدام الطاقة الكهربية لدفع المياه في المواسير التي تغذي البيوت فتوجه بشدة باستخدام خرطوم أو الشطاف في الحمام بالتالي لم يسأل أحد الفقهاء قديما، أنا لست فقيها ولا مختصا بالفقه ولكن لا أظن هناك مراجع فقهية حديثة جدا لتناقش الأمر، في نفس الوقت لا أظن ما تقولين يخطر ببال النساء أو الرجال بعد الاستنجاء... خاصة وأن من الواضح أنك تقصدين الماء الذي يدخل من فتحة المبال أي عكس اتجاه البول فيدخل داخل المبال ثم يرتد بعد ذلك.... هذا لا يلتفت له أحد إلا أن يكون متعمقا.... وبمناسبة شهر رمضان ترى لم تخافي على الصيام من الماء الداخل من فنتحة المبال ؟!
المتعمق أو المتنطع هو من يتشدد فيتجاوز الحدود في معاييره لأمور العبادة فتجدينه يسأل عن حكم البول الباقي بعد التبول، وحكم التعرض لرذاذ البول المحتمل وحكم الخروج بنعل استخدم في الحمام وحكم حمل طفل ربما يكون نجسا..... ثم حكم ماء الاستنجاء المرتد.... وأنت هنا تسألين وليتك قلت حكم ماء الاستنجاء وتركتها مفتوحة (فتشمل الماء الناتج عن غسيل الفرج والشرج) لكن لا أنت تتكلمين عن نوعية معينة من ماء الاستنجاء هي تلك التي تدخل المبال ثم ترتد (ورأيك طبعا أنها كالبول في النجاسة)... وهذا لعمري منتهى التعمق... ونكاية في تعمقك أقول أن حكم غسالة النجاسة عند الشافعية (والمذهب أميل للوسوسة في أمور التطهر) هو أنها طاهرة ما لم تتغير... أي ما لم تظهر عليها علامة التنجس فما الحكم إذا تعذرت معرفة تغيرها من عدمه ؟ يحكم بالطهر فما رأيك؟؟
الحقيقة أن تساؤلك من أغرب ما سمعت من التساؤلات ربما تشبهين صاحبة استشارة وساوس الاستنجاء: المهبل أم المبال؟ من أين الهواء!!؟ فهي لا تدري من أين يخرج الهواء لتعرف حكم خروجه وهل ما قد يخرج معه بول أم إفرازات؟؟!
أكرر أني لست فقيها لكنني أعرف أن الفقيه إذا فهم سؤالك جيدا فسيقول لك هذا من اليسير الذي يعفى عنه إن كان ماء دخل خطأ ثم خرج بعد انتهاء الاستنجاء أو بعد الوضوء ...إلخ فسيقول لك أنه من اليسير الذي يعفى عنه، وإن قال غير ذلك وهو فاهم أنك موسوسة فسيحمل وزر بقائك كل مرة تدخلين فيها الحمام لدقائق على الأقل (قد تصل 25 دقيقة) في محل الاستنجاء تنتظرين خروج الماء الذي ربما يكون دخل!! ثم بقائك منتبهة بعد الخروج من الحمام وأثناء وبعد الوضوء تترصدين النقطة التي قد تخرج! وربما تلجئين لسد فتحة المبال تحرزا أثناء الصلاة بالقطن مثلا كما في بدع الاستنجاء التي وصفها ابن القيم في الذكور ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أفكارك ومعاييرك التي تطلبين من نفسك في العبادة يجب أن تهذب لتتماشى مع الشرع، وأنت تطلبين العكس سامحك الله..... صدقيني عباداتنا وأفعالنا المطلوبة للتطهر أيسر دائما من الأيسر، ولا تعسير فيها يعني ببساطة إذا شق عليك شيء فاعلمي أنه غير مطلوب... الله سبحانه وتعالى كلفنا بالتطهر وقال أنه جل وعلا يحب المتطهرين، والتطهر المطلوب يجب أن يكون بلا تعمق لأن التعمق اعتداء على الله جل وعلا علوا كبيرا أن يطلب منا ما يشق علينا.... يعني المفروض أو أفعال التطهر والعبادات عموما تحبب الإنسان فيها.... فهل يكون ذلك بتصعيبها وتحبيكها أي تشديدها على الإنسان؟ بالطبع لا لأن الذي فرضها سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها... ووسعها هو ما تقدر عليه من سعة أي أنه سهل فهل يعجب جناب حضرة معاييرك للتطهر هذا التساهل؟
مشكلتك المرسلة للموقع حتى الآن هي سؤال ديني.... لم تجب عليه فقيهتنا د. رفيف الصباغ لظروف رمضان الذي يودعنا غدا أو بعد غد لكن سؤالك في حوزتها من المتأخرات.... وقد تصديت للرد عليك مستغلا تأخرها (وأنا طبيب نفساني لا فقيه) لأقول لك أن سؤالك يشير إلى موسوس إما مريض وسواس قهري أو صاحب شخصية قسرية (وسواسية قهرية) ففي سؤالك تظهر لنا القضية قضية غريبة يعني لا يسأل الإنسان الطبيعي مثل هذا السؤال إلا إذا كان من الذين يهتمون بأمور لا تشغل الآخرين أي قد يكون سؤال موسوس ثم هي تشي بأن لك معايير كمالية تطلبينها في التطهر وهي كذلك تشير إلى أن السؤال من موسوس.
يعني باختصار لا تنشغلي بهذا الأمر واقرئي عن مرض الوسواس القهري وعن الكمالية الإكلينيكية وتأكدي أن طهارتك لا يفسدها الماء الخارج إن كان ماء وخرج..... ليس هذا فحسب إن كنت موسوسة فاعملي بسنية إزالة النجاسة أي أنه لا يكلف بإزالتها وستجدين كثيرا مما يفيدك على مجانين.
واقرئي أيضًا:
وساوس ما قبل العبادة: وبلوى التعمق زيادة!
الوساوس التعمقية: ليست عبادة بل وسواس قهري
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>: وسواس الاستنجاء: الماء الداخل والماء الخارج! م. مستشار