حكم العمل بسنية أو استحباب إزالة النجاسة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو من الدكتورة رفيف الصباغ أن تساعدني بإجابتها لأسئلتي، فأنا أعاني من الوسواس القهري خاصةً في إزالة النجاسة. لقد دَمَّر وعَقَّد حياتي.
مشكلتي تتجَلَّى في إزالة النجاسة، فقد سمعت أن هناك قَوْلٌ يَحْكُم بأن إزالة النجاسة سنة ومُسْتَحَبَّة عند بعض علماء المذهب المالكي، رغم كون هذا القول غير قوي. هل بالرغم من ذلك يمكنني العمل بهذا القول؟ ولو عملت به واتَّبَعْت العلماء الذين أَفْتَوْا بهذا القول فلا شيء عليَّ وأنا على ذِمَّتِهِم في تلك الحالة؟
وأيضًا أرجو منك أن تجيبي على هذا السؤال خاصة: هل إذا عملت بِكَوْن النجاسة سُنَّة لا يَضُرُّني ما يصيبني من النجاسة عندما أقوم بمسحي بَدَنِي بِمِنْشَفَة نَجِسَة؟ وأُرَكِّز على هذه النقطة وهي كَوْن المنشفة نَجِسَ، فهل لا يَضُرُّني ما يُصِيبُنِي لكوني أعمل بقول سُنِّيَّة النجاسة؟ ولا يضرني شيء لو انتشرت في ملابسي والمكان الذي أُصَلِّي فيه؟ يا دكتورة هل لا شيء عليَّ إذا كنت أُصَلِّي بالنجاسة لكوني مريضًا بالوسواس؟
أتمنى أن تُفَصِّلي في إجابتك على أسئلتي. أرجو أن تَرُدِّي عما قريب، فقد دُمِّرْتُ نفسيًّا.
وأشكر هذا الصفحة على مجهوداتها، فقد ساعَدَت أشخاصًا كثيرين.
11/4/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "جلال"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
بالنسبة للقول بسنية النجاسة، فهو أحد قولين (مشهورين) عند المالكية، (وكلمة مشهور يمكن تفسيرها بقوة القول). ففي الكتب القديمة يقولون إن القولين مستويان في القوة (أقصد وجوب إزالة النجاسة، وسنية إزالة النجاسة) ولا يوجد تفريق، غير أني أسمع عن المشايخ المعاصرين ترجيح الوجوب بعد بحثهم في المسألة، أي أن القول بوجوب إزالة النجاسة أقوى.
وقد سألتُ شيخًا جزائريًا كان تلقى تعليمه الشرعي في سورية، فقال لي: القولان مشهوران، ويلزم الموسوس العمل بسنية النجاسة حتى يزول وسواسه.
إذن كما ترى: بالنسبة للموسوس لا شك أن العمل بسنية تطهير النجاسة للصلاة، هو اللازم في حقه. وإذا ظن أنه شفي فعاد للعمل بالوجوب، فعاد وسواسه، فعليه أن يعمل بالقول بالسنية إلى آخر عمره (والحمد لله على التخفيف)
وبالنسبة للشخص الطبيعي الكتب تسوي بين القولين، والمعاصرون بعضهم يسوي وبعضهم يرجح الوجوب. وقد أجاز العلماء -في أي مسألة- عمل (الشخص الطبيعي) بالقول الضعيف دون الإفتاء به.
أكرر خلاصة هذا الكلام:
1- أن غير الموسوس يمكنه العمل بالقول بسنية النجاسة عند الحاجة، وأنا شخصيًا أقلد القول بالسنية في بعض الأحيان، رغم أن مذهبي الأصلي شافعي وهو من أشد المذاهب في الطهارات. ولولا هذا القول لكانت حالتي في الويل عندما كُسرت أنابيب المياه في شارعنا واختلطت بماء المجاري، وشربنا واغتسلنا وطبخنا، ونظفنا بماء المجاري بالعافية قبل أن نعلم ما هي هذه الرائحة الغريبة في الماء!!
2- أن الموسوسين أمثالك يلزمهم –لا يجوز لهم فقط- أن يعملوا بالقول بسنية النجاسة، لأنهم مضطرون لهذا دائمًا.
فسواء كانت المنشفة متنجسة، أم مكان الصلاة، أم ثيابك، أم جسمك، لا يُهم!! صلاتك صحيحة. انسَ شيئًا اسمه (اشتراط الطهارة من الخبث لأجل الصلاة)، وقم وصلِّ دون قلق، ودون أن تفكر بالتطهير أصلًا...
عافاك الله وأهدأ بالك
واقرأ أيضًا:
انتشار النجاسة وسنية إزالتها للموسوس !
للموسوسين سنية إزالة النجاسة والأصل الطهارة ! م