أُصِبْت بالاكتئاب بعد أن علمت حالتي الصحية
في البداية أنا شاب بلغ من عمره 22 سنة. مشكلتي تبدأ عندما لاحظت تدهور نظري كثيرًا، أنا في الحقيقة لديَّ قِصَر نظر، وأذهب لطبيب العيون باستمرار، لكن هذه المرة لاحظت انخفاضًا شديدًا في الرؤية، وعندما أخبرت الطبيب تبَيَّن أنِّي مُصاب باعتِلَال الشَّبَكِيَّة السُّكَّرِي، ونصحني بالتَّوَجُّه عند طبيب الباطنة والذي أجرى فحوصات تَبَيَّن من خلالها أني مصاب بِدَاء السُّكَّرِي منذ سنين عديدة وأنا لم أَلْحَظ ذلك، وسألني عدة أسئلة، وكان من خلالها أنه إن كان لديَّ انتصاب صباحي، وأجبته "لا، لم ألحظ أبدًا انتصابًا صباحيًّا"، ونصحني بالتوجه لطبيب مسالك بولِيَّة والذي أجرى فحوصات أخرى تَبَيَّن منها أن لديَّ عجز جنسي شديد جدًّا بسبب تلف الأعصاب بسبب مرض السكر، وليس هذا وحسب، بل أيضًا أظهرت الفحوصات الأخرى أنِّي لديَّ أقصى درجات العقم، وأنِّي لن أستطيع الإنجاب في المستقبل.
حالتي النفسيَّة الآن سيئة جدًّا، وأشعر بالاكتئاب الشديد وكره الحياة بعد هذه الأخبار التي سمعتها،
ولا أدري كيف سأعيش بقية حياتي بحالتي الصحية هذه.
16/4/2021
رد المستشار
للسائل نقول: إن التفكير السلبي، والذي يتنَبَّأ بالمضاعفات الصحية ويقطع بِسَيْرِ الأمور في اتجاه سيء لن يُفِيدَ حالته الصحية بشيء، بل قد يزيد من استسلام جسده للمرض.
ينبغي للشاب أن يبحث عن أسباب للتفاؤل، ويُرَكِّز على النِّعَمِ الأخرى التي أعطاها الله له ولم يَحْرِمه منها كنعمة العقل أو الذكاء وغير ذلك، وأن يُوقِنَ بأن التَّنَبُّؤات الطبية هي مجرد توقُّعَات مَبْنِيَّة على الأبحاث واستقراء الحالات، وهي تنطبق على أغلبية الحالات وليس كلها، فلكل قاعدة استثناء، وكثيرًا ما يقطع الأطباء بأن مريضًا ما أمامه أيام معدودة في الحياة مثلًا، ثُمَّ تحدث تطورات غير متوقعة في الحالة ويعيش المريض لفترة طويلة والعكس، فحتى إذا قَطَع بعض الأطباء بشيء مُعَيَّن سيحدث له فليس معنى ذلك أن هذا الشيء سيحدث قطعًا.
وعليه أن يحتفظ بالأمل في الشفاء من عند الله، وأن يَكُفَّ عن التفكير في المضاعفات التي لم تحدث بعد، وأن يترك أمرها للمستقبل. فالتفاؤل والأمل والطاقة النفسية الإيجابية تفعل المعجزات أحيانًا في الطب، وتُساهِم في شفاء حالات يَئِس منها الأطباء.
وعليه أن يتدارك ما فاته، وأن ينتظم في علاج مَرَضِه مُتَمَسِّكًا بالأمل في وقف سير هذه المضاعفات، بل وإصلاح ما فسد منها.
والله المستعان.
واقرأ أيضًا:
نقطة الصفر : العقابيل النفسية لمرض السكر
السكر والاكتئاب والعلاج الكلامي، ماله الجنس ؟