هل هذا وسواس؟ نعم وسواس الكفرية 100%! م
وساوس عديدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرسلت لكم قبل استشارتين، وواحدة من تلك الاستشارات تكلَّم الدكتور وائل عن "الاستعلاء الإسلامي الدخيل على الإسلام الحق". طبعًا ما فهمت شيء من كلامه، وخِفْتُ وقُلْت "لا يكون فيه شيء كفري!"، لكن أنا ما أَبِي أسألكم عن هذا الشيء، بسأل عن شيء آخر اللي هو:
بالأيام هذه اللي راحت شُفْت مقاطع لشخص يرد على الشُّبُهات حول الإسلام، وكنت أشوف المقاطع وأقول لنفسي "خلاص اطلعي، راح تتأثَّرين"، بس قلت "لا ما يضُر" وفعلًا شُفت، وندمت أشَدَّ الندم. طبعًا ما جاني شكوك، لكن لجهلي في أمور الدين صارت عندي تساؤلات، هي مو شكوك لكن أبي أعرف.
المهم أنِّي الآن أحس بشعور مخيف جدًا، أحس أنِّي كافرة وما فيني ولا ذرة إيمان، وأخاف بس أموت على حالتي ذي. أسأل مين ويجاوبني؟ ما أعرف خايفة جدًا. هل هذا الخوف أعتبره من الوسواس؟ لأن حاسة إن مصيري النار. هل تقدرون تجاوبون على التساؤلات اللي عندي؟ وهل كفرت بسبب ذي التساؤلات اللي جتني والشعور هذا المخيف؟
للمعلومية لمَّا جاني هذا الشعور وقتها نِمْتُ من الهَمِّ اللِّي فِينِي، بس بعدين قلت "لا، نمتي لأنك مو مهتمَّة أساسًا".
أيضًا في موضوع آخر:
في معلمة في المدرسة هذه السنة درَّسَتْنِي. كنت ببداية الترم الأول أحبها حبًّا عاديًّا يعني، بس بإجازة منتصف الفصل جاني شك بأنِّي شاذة بسبب معلمة كنت أحبها لمَّا كنت بالمرحلة المتوسطة. طبعًا كنت أبكي وأقول خلاص أنا شاذة!
بعدين جاء الترم الثاني بالمرحلة الثانوية (اللي هي ذي السنة)، ودرَّسَتْنِي المعلمة اللي كنت أحبها بالترم الأول، وبأول حصة لنا حسيت شيء بفرجي، خفت حيل بس قلت "لا وسواس" وتجاهلت. بس بعدين مع الأيام جاء يوم ومَدَحَتْني، وزاد حبي، وبعدين قالت درجتي بالمادة اللي تُدَرِّسُنِي فيها، وبرضو مدحتني، وزاد حبي، وصرت بس أنتظر مدحها.
الحين أنا خايفة أكون شاذة. هل أعتبرها وساوس بس، رغم إني مِنْجَد أحبها وأنتظر مدحها، بس ما أعرف إذا كان هذا شذوذ أو لا؟!
أيضًا أنا وساوس السبِّ خَفَّت أو راحت بالأصح، بس مرَّات قبل أصَلِّي أتذَكَّر ذا الوسواس وأخاف يرجع لي، وكأني أنا أتَذَكَّرُه. هل لو جاء يوم وتذكرت وسواس السب وحسيت بسَبٍّ أعتبره مِنِّي؟
وشكرًا لكم.
وإذا استطعتم تردون عليَّ بدري تكفون رُدُّوا.
16/4/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "رغد"، وأهلًا وسهلًا بك مرة أخرى على موقعك....
معاناة مريرة وسن صغيرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون....
الأهم بالنسبة لك يا بنيتي أن تفهمي طبيعة الوسواس جيدًا، وتعرفي مجالاته، وحيله، وعلاجه، وتتقني الكشف عنه من أول فكرة، فطرد الفكرة أول ورودها ليس كطردها بعد أن تستحكم وبعد أن يتبعها الأفعال القهرية
الوسواس مرض لحوح، ويحتاج إلى انتباه وعناية سريعة عندما يأتي في سن صغيرة، هو من وسوسة الشيطان، ويرافق ذلك خلل في الناقلات العصبية في مادة تسمى (السيروتونين)، فيحتاج إلى علاج دوائي لتصحيح الوضع والمساعدة على الشفاء.
تأتيك فكرة مرعبة بالنسبة لك، وبدل أن تمر مرور الكرام كسائر الوساوس والأفكار السخيفة، تبقى مقيمة في دماغك بسبب الرعب والقلق البالغ، وتبدئين بتحليلها، ونفي قناعتك بمضمونها، والشك في الأدلة على براءتك منها، ثم القيام بأعمال معينة قهرية للتخفيف من قلقك من الفكرة والتخلص منها؛ وإذ بك تطمئنين مدة يسيرة، ثم ما تلبث الفكرة أن تعود أكثر شراسة وإلحاحًا.....
وباعتبار أن التفكير فيها وتفنيدها أو اتباع أوامرها يضر ولا ينفع، فخير دواء لها هو عدم الالتفات إليها منذ البداية. تذكرين نفسك فورًا قائلة: (هذه فكرة وسواسية، لن أخاف منها، علي ألا أهتم بها ولا أفكر فيها، وستزول)..... فعلًا ستزول بعد يومين إذا فعلت هذا منذ البداية. وما تأخرت في تجاهله من الأفكار فعامليها نفس المعاملة، لكن مدة زوالها ستكون أطول قليلًا باعتبار أن مدة إقامتها كانت أطول.
كذلك قاومي الاستجابة القهرية، كالاستغفار، أو التشهد، أو إعادة التطهير..... إلخ
ولابد لك يا عزيزتي من الذهاب إلى الطبيب عاجلًا غير آجل، فالبداية المبكرة للوسواس معك تستدعي ذلك بشدة.
حاولي طلب ذلك من أهلك، وحاولي اقناعهم بأي وسيلة، فإن استعصى الأمر، فاستمري بالتثقيف من النت وغيره ريثما تكبرين وتستطيعين الذهاب، فنفسك أمانة بين يديك، ولا يسعك إهمالها.
هذه هي العناوين الرئيسية في الوسواس، والتي يجب أن تحفظيها كما تحفظين اسمك، وأن تطبقيها على أنها علاج ومداواة أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بها بقوله: ((تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً، إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلَّا الْمَوْتَ، وَالْهَرَمَ)).
عزيزتي: لا ترهقي نفسك بسماع الشبهات الدينية والرد عليها، ليس عليك إلا التصديق العقلي بأساسيات العقيدة، ولا يهم ألا تشعري بالطمأنينة في قلبك، هذا لا يهم خاصة أنك موسوسة لا يطمئن قلبك إلى شيء مما توسوسين به.
أما التساؤلات فهي شيء طبيعي، لا يسبب الكفر، بل شيء ملازم للإنسان العاقل، لابد أن يتساءل ليتعلم وبالتالي ليزداد إيمانًا. أرسلي هذه التساؤلات لنجيبك عليها.
وأما حب المعلمات فهو طبيعي جدًا جدًا جدًا، وكل البنات يخضن هذه التجربة في حب معلمة معينة أكثر من غيرها، ويسعين للتفوق في مادتها التدريسية، ويسرهن سماع المديح منها لأنهن يشعرن بأن المعلمة تبادلهن نفس مشاعر الحب والاهتمام.
الحب معنًى واسع جدًا، ومشاعر سامية، كحب الله، وحب الوالدين، والمعلمين، والأصدقاء والأخوة..... ومجالات الحب كثيرة جدًا، ولكن الناس يقصرونه على الحب الجنسي!!! وكأن الإنسان إذا أحب فقد ارتكب خطا جسيمًا!!! ويأتيك خبثاء النفوس الذين ما إن يرونك تعيشين مشاعر حب أيًا كانت، إلا ويحولونها وفقًا لنفوسهم الخبيثة ويتهمونك تهمًا مشينة..... ومن أخبث نفسًا من إبليس؟؟ لا أحد طبعًا..... وهو يحاول إقناعك أن مشاعر الإعجاب بشخصية تلك المعلمة، وطريقة تدريسها إنما هو حب فاجر شاذ!!
استعيذي بالله منه وقولي له: العب على غيري..... حبي لهذه المعلمة واحترامها، والسعي للتفوق عندها من أسمى أنواع الحب، وأنت تريد أن تصدني عنه بأفكارك الخبيثة! كوني مرتاحة، وانعمي بمشاعر الحب للقدوات الراقيات، واعلمي أنه لا أحد أحرص على إلحاق الضرر بنا أكثر من إبليس، ولا أحد يسعى لإدخال الحزن إلى قلوبنا أكثر منه، ولا أحد أبرع منه في وضع المعوقات في وجه سعادتنا الدنيوية والأخروية.
اجعلي من ضعفك ومرضك هذا قوة، وسيري في الطريق الصحيح لعلاجه، وكفاك خوف وهبل، ليس هناك أهبل من الموسوس الذي تفزعه فكرة هو مقتنع أصلًا بسخافتها!! اركليها بقدمك وتابعي حياتك الجميلة.....
وفقك الله