ما الحل في هكذا حالة؟
السلام عليكم. أنا فتاة جامعية، كنت أُعَلِّق في مواقع التواصل مرَّات بهدف النصح ومرَّات الفضول، لكن لا أُعَلِّق بكلام سيء، ولا في الخاص للرجال. المهم علَّقت لأحد الأشخاص، وظهر أنه مِمَّن يدرسون معنا، وكما قلت لكم ليس على الخاص ولا كلام سيء، لكن تفَطَّنْت لأن الأمر تكَرَّر، وقررت ترك أي كلام معه نهائيًّا لكي لا أتَّبِع خطوات الشيطان، ولو حتى بهدف نُصْحِه فهذا من خطوات الشيطان. وإذا بي أكتشف أن هاتفي مُخْتَرَق، والمُخْتَرِق هو، والطريقة هي أنَّه مُشْرِف على مجموعة فيسبوكية رسمية تُبَثُّ فيها الدروس، أي مستحيل أنِّني أخرج منها لأنها ضرورية للدراسة وأقوم بتنزيل الدروس من هناك، فدخل فيروس الاختراق لهاتفي لمَّا قمت بتثبيت الدرس، وأصبح يتَتَبَّعُني، وطبعًا أشهر كاملة، وما أن أدخل لصفحة أو موقع يُعَلِّق هناك ما كنت أبحث عنه أو أقوله أو أكتبه في تلك الدقائق، مثلاً أكتب لصديقتي رسالة في الخاص فيُكَرِّرُها في إحدى الصفحات التي أتابعها في لحظتها بتفاصيلها. أبحث عن تفسير مثلًا لرؤيا فيقوم بإعادة كتابتها في لحظتها في موقع أنا أرْتَادُه.
المهم الكثير من الدَّلَائِل. أنا في الأول كنت أقول مستحيل، لكن بعد أشهر كثيرة تأكَّدت، فهو يتَتَبَّع كثيرًا. وأيضًا حصول عَطَب في هاتفي مرَّات، وهكذا. طبعًا سألت مُخْتَصِّين في الاختراق، والموضوع ليس وهْمًا وليس وسواسًا، الموضوع حقيقي، وأنا أكتب وأنا _الحمد لله_ في كامل قِوَايَ العقلية.
المشكل أنني أيضًا دخلت لتلك المجموعة من هواتف أخواتي في المنزل، فكُلُّهُنَّ مُعَرَّضات. علمًا أنه لم يُهَدِّدُني يومًا، وأصلًا يتعامل ببروفايلات مُزَيَّفة، وأنا لمَّا كنت أُعَلِّق ظهرت الكثير من البروفايلات المزيفة له. هو لم يكلمني في الواقع ولا على الخاص باسمه الحقيقي إطلاقًا، وأنا كذلك.
أنا لا أستطيع الخروج من المجموعة، ووضعت غطاءً على كاميرا الهاتف لأن المُخْتَرِق يمكن أن يفتحها (لم أتعَرَّض لا لتهديد ولا لابتزاز)، لكن من باب الاحتياط. وقلت لأخواتي، لكِنَّهُنَّ لم يُعِرْن الموضوع الكثير من الاهتمام، فأنا المُتَضَرِّرَة نفسيًّا. هل أوَاجِهُهُ أم سَيُنْكِر؟ هل أقول لأحد أصدقائه لينصحه؟ قد ينكر وأدخل في دوَّامَة وأفضح نفسي، رغم أنِّي _الحمد لله_ لم أقُم بشيء مُحَرَّم معه في الكلام؟ هل أُكْمِل سنتي الدراسية وسنواتي وأننا مُخْتَرَقَة هكذا؟ وأنا إن غطَّيت كاميرا هاتفي يمكن فتح كاميرا هواتف مثلًا أخواتي (الأمر شبه مؤَكَّد بالنسبة لَهُن لأنِّي قُمْتُ بالاتصال بالنت من هواتفهن، هكذا قال لي المُخْتَص).
أنا صحيح لم أتعَرَّض للتهديد، وليس لي صور _والحمد لله_ خادِشَة للحياء، لكنني ألبس الخمار، فرؤية أي شخص لي بدون خمار حرام. أنا مُتَضَرِّرَة نفسيًّا. هل أتجاهل كل هذا، وكل هواتف أخواتي؟
قد تقولون لي "غيِّرِي هاتفك"، لكنِّي سأدخل مجددًا للمجموعة الفيسبوكية، وسيُعِيد الكَرَّة مجددًّا، وأنا متأكِّدَة من ذلك. لا يمكن تهديده، فقد سألت وعرفت أنَّه لا بُدَّ من دليل مَلْمُوس، وأن الأمر صعب، فقد يترك الاختراق في أي لحظة مثلًا وأظهر أنا المُخْطِئَة، فالحل ليس هذا أيضًا. علمًا أنه لديه اضطراب في الشخصية، ورغم محاولاتي الكثيرة لإِبْعَادِه عن التَّجَسُّس عليَّ والتَّعَقُّب لم أُفْلِح _شفى الله كل المسلمين_.
طبعًا ربما تسألونني عن الدليل. الدَّلائِل كثيرة جدًّا، ومرَّت أشْهُر وأنا أتابع وأسال حتى وصلت، ولكن لا يُمْكِنُني التَّطَرُّق لكل ما قمت به لأن الأمر يطول. وهو طبعًا يعلم أنني أعرف أنَّه هو المُخْتَرِق، وطبعًا رايته يقول أنه يعرف الاختراق منذ القديم، ولكنه لا يتعامل معي ولا اأعامل معه واقعيًّا. وقد لمَّحْت له أنني لا أريد الحرام، فلماذا يستمر؟ ولا أريد الحلال أيضًا، وأن كل شخص يرزقه الله بالأفضل، فلا أدري لماذا هو مُسْتَمِر هكذا؟ علمًا أنَّ المدة الآن وصلت شهورًا منذ أن اكتشفت الأمر. ما الحل؟
أتمنى أن تُجِيبوني كيف أتجاوز هذا الضرر النفسي ؟
لأنَّنِي لا أستطيع التركيز جيدًا في أمور حياتي عندما أتذَكَّر أن هاتفي مُخْتَرَق؟
17/4/2021
رد المستشار
شكرًا على رسالتك.
رسالتك تنتهي بسؤال عن تجاوز الضرر النفسي، ولكن لا توجد جملة تستحق الذكر في الاستشارة تُشِير إلى أعراض نفسية تشعرين بها. كذلك أنتِ حَسَمْتِ الأمر على الموقع مُؤَكِّدَةً أنَّ ما يحدث ليس وهمًا أو وسواسًا.
ولكن ما هو في غاية الوضوح في الرسالة أن الشخص هذا لم يَبْتَزُّكِ، ولم يُهَدِّدْكِ، وكذلك لم يَصْدُر منه تصريحات بَذِيئَة. الأهم من ذلك أن لديك فكرة زورانية بأن هذا الشخص يُلاحِقُك رغم غياب الدليل الملموس (باعترافك). كذلك لم يصدر منه ما هو عدواني تجاه أفراد المجموعة.
الصراحة ما تعانين منه فكرة إطارها وُهَامِي ومحتواها زُورَانِي، وبدلًا من التركيز على اختراق هاتفك وغير ذلك من الأمور التِّقَنِيَّة (التي هي خارج اختصاص الموقع) نصيحتي لك أن تَمْضِي في حياتك وتُرَاجِعِي أحد العاملين في الصحة النفسية للحصول على مَشُورَة نفسانية.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
وسواس قهري إليكتروني : هاتفي مخترق
التفكير الزوراني والتفكير الوسواسي