اضطراب نفس جنسي
السلام عليكم. سأدخل بالموضوع مباشرة. أنا شاب عمري 15 سنة. بدأت ممارسة العادة السرية في سن الحادية عشر تقريبًا، وبدأت مشاهدة الأفلام الإباحاية في الحادية عشر، أيضًا ظلَّ إدماني للعادة السرية والأفلام الإباحية لثلاث سنوات، والآن وَعَيْتُ على نفسي.
المشكلة أنِّي عندما كنت أشاهد الأفلام الإباحية كنت أُثَار عندما أشاهد أفلامًا من نوع امرأة تُهِين رجل وهي التي تنكِحُه (أعتذر على اللفظ)، وكنت أُثَار وأُمارس العادة السرية مرَّات كثيرة، وكنت أشاهد أفلامًا إباحية من نوع رجل مَفْتُول العضلات وفتاة، ويمارس الجنس معها بقوة، وكنت أحب أن أشاهد من هذه النَّوْعِيَّة وأتخيَّل نفسي الفتاة. وبقيت على هذه الحالة وأنا أرى أنواعًا كثيرة من الأفلام الإباحية، وللآن أُحِبُّ أن أتخيَّل نفسي تلك الفتاة التي يُمارِس معها الرجل الجنس بقوة، لكن التخيُّل الأول أن امرأة تُهِينُنِي وتَنْكِحُني لم أَعُد أُثَار كثيرًا أو أنه كانت الإثارة قليلة من الأساس لا أعرف.
كل حياتي منذ طفولتي مَلِيئَة بالمشاكل الأسرية، ولم أَحْظَى بطفولة جيدة مثل الآخرين، بل كانت حياتي من المدرسة إلى البيت. وأنا لست مُدْمِنًا على المُخَدِّرات أو أي شيء كهذا، وصحَّتِي الجسدية ممتازة، وأحاول بقدر ما أستطيع أن أقضي على هذا الإدمان، وأحاول أن أتقرَّب إلى ربي.
والآن عندما أحاول أن أمارس العادة السرية وأنا أتخيَّل نفسي الرجل بصعوبة أقذف ولا أُثَار كثيرًا، بل تكون إثارتي حوالي 25٪، وأتألَّم عندما أقذف، وأبقى وقتا طويلا أُمارِس العادة السرية، لكن تزيد هذه النسبة بدرجة بسيطة عندما أمارس وأنا أشاهد الإباحية وأتخيل نفسي الرجل. ما هي مشكلتي؟ لماذا أُحِبُّ أن أتخيَّل نفسي فتاة أكثر من رجل بالممارسة؟ هل أنا مريض؟ وما هو علاجي؟
ساعدوني. وشكرًا جزيلًا لكم،
وشكرًا على وقتكم.
21/4/2021
رد المستشار
صديقي، أولًا يجب أن تسأل نفسك: لماذا هذا الإصرار على ممارسة العادة السرية (الاستنماء) لدرجة أنك تمارسها بدون إثارة قوية؟ هل من الضروري أن تمارس الاستنماء؟ لماذا؟ هل لكي تثبت أنك قادر جنسيًّا؟ لماذا أيضًا؟
مسألة أنك تتخيل نفسك في دور الفتاة قد يعني عدة أشياء، مُلَخُّصُها أنك تريد ممارسة الجنس، ولكنك تخاف من أن تمارسه فيُثِيرُك موقف المفعول به. تعتقد أن الفتاة لا إرادة لها أو اشتراك حقيقي. ولكنك أيضًا تريد أن تعاقبك المرأة وتسيطر عليك فتسمح لنفسك بالاستمتاع بالجنس، وكأنَّك يجب أن تكون مَسلُوب الإرادة أو في حالة من العقاب الواقع عليك قبل أن تسمح لنفسك بالاستمتاع.
ما زلت في سن صغيرة جدًّا على أن تُرْبِك نفسك وتُسَبِّب لنفسك كل هذا الاضطراب. ما زلت صغيرًا جدًّا على مشاهدة الأفلام الإباحية التي تعرض الجنس بطرق غير حقيقية ومبالَغ فيها. أنت لا تدري ما هو الجنس، ولم تنضج عاطفيًّا بعد لكي تعرف ما هو في حقيقة الأمر. في سن المراهقة نعتقد أننا ندري كل ما نحتاج أن نعلمه لكي نفكر ونختار لأنفسنا ما نريد، ولكن في الحقيقة أن المُخ البشري لا يكتمل تكوينه واستقراره إلَّا بعد إنتهاء المراهقة، أي حوالي سن العشرين.
أنت تَضُرُّ تكوينك العقلي أو تُؤَخِّره بمشاهدة الأفلام الإباحية. تُعَوِّد نفسك على فكرة غير طبيعية وغير صحية عن الجنس، وتستنتج منها أشياءً وأفكارًا وأحاسيس مغلوطة عن الجنس وعن نفسك وعن طبيعتك وهويتك الجنسية.
من الأفضل أن تُثَقِّفَ نفسك عن الحب والمشاعر وعن الجنس، ولكن من مصادر علمية وليس من الأفلام.
في النهاية، يجب أيضًا أن تُقلِعَ عن مقارنة طفولتك بطفولة الآخرين أو ظروفك بظروفهم لأنك تحكم على الأشياء من مُنطَلَق ما ترى ومن مُنطَلَق تأويلك له. أنت لا تدري ما هي الطفولة السعيدة غير الاعتقاد الساذج أنها مَلِيئَة باللعب والاهتمام من الأهل وإغدَاقِهِم على الأطفال بكل ما يخطر على بالهم من وسائل ترفيه أو امتلاك لأشياء أو لعب أو ملابس أو حنان أو.... إلى آخره من كل ما تعتقد أنها طفولة سعيدة. يجب أن تسأل نفسك: ما هي السعادة؟ ما هي الطفولة الجيدة؟
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.