السلام عليكم.
مررت بمشكلة صحية كانت تُسَبِّب لي عدم القدرة على التنفس، إذ كنت أستنشق الهواء بصعوبة.
قمت بزيارة عدة أطباء، وقُمْت بعديد من الفحوصات، حتى أنني اجريت فحوصات للقلب، وإذ بي أتفاجأ أن الطبيب قال لي أنني بخير ولا شيء يدعو للقلق.
المشكلة هي أنني أُعانِي من القلق والتوتر الناتج عن دراستي في الجامعة، فمُنْذ بدايتي في الجامعة وأنا مُنْعَزِل في البيت للدراسة، ألتَقِي بالأصدقاء مرَّة في كل حين.
طبيب القلب نصحني بأخذ الماغنيسيوم وفيتامين B6 وأيضًا دواء sulpiride. بعد يومين من العلاج أحسست بالتحسن. اليوم الأول في رمضان مَرَّ بخير، وإذ بي أتفاجأ في اليوم الثاني أنَّنِي أعاني من ضيق التنفس.
مَّرت 8 أيام من رمضان، ولاحظت أنني لا أتحسَّن، وأنَّني صِرْت مَهوُوسًا بتَتَبُّع أنفاسي، إذ أنَّني أُلاحِظ تنَفُّسِي بِدَقَّة مِمَّا يجعلني قَلِقًا للغاية. وأنا غير قادر على تجاهل هذا الإحساس. ومؤخرًا أيضًا صِرْت أغسل بكَثْرَة، وأتأكَّد من أن الباب مُقفَل عدة مرات، وأيضًا قِنِّينة الغاز. لقد صرت أعاني من وسواس يجعلني غير مرتاح على الإطلاق، ولا أستطيع أن أعيش حياتي طبيعية.
هل يمكنك مساعدتي، فأنا أحتاج المساعدة من فضلك،
وجزاك الله خيرًا.
22/4/2021
رد المستشار
يبدو واضحًا من رسالتك أنك تعاني من القلق الحاد والتوتر النفسي الذي جعلك تُراقب تنفسك بدقة كما ذكرت في رسالتك.
الوساوس تستحوذ على أفكارنا ومشاعرنا، وتترافق هذه الوساوس مع أفعال قهرية مثل غسل اليدين وإغلاق الأبواب أو التأكُّد من قنينة الغاز وغيرها من الأفعال القهرية كما أوضحت في رسالتك.
البعض منَّا يستطيع أن يتخلَّص من أو يتجاوز هذه المشاعر والأحاسيس بما فيها الأفعال القهرية، ولكن تُصبِح هذا الوسواس مشكلة حينما تسيطر على حياتنا وتتحكَّم فيها تمامًا. هنا لا بُدَّ من العلاج.
أنت يبدو عليك أن الأعراض التي تشكو منها وتُسَبِّب لك القلق وعدم الراحة في حياتك هي اعراض وسواسية وقهرية حديثة العهد.
ما أنصحك به هو عدم دفع أو مقاومة الوساوس لأنَّك لن تستطع ذلك. لكن إهمال وجودها وعدم التعامل معها قد يُخَفِّف منها لأنك إن حاولت المقاومة لهذه الوساوس سوف تدخل في دوَّامَة لا نهاية لها.
لطالما بدأت تأخذ العلاج من قِبَلِ الطبيب، وطمأنك على حالتك، وشعرت بالتحسن من خلال العلاج الموصوف لك لحالتك الأولى قبل الوسواس. وهنا يحتاج الأمر أن تَشُدَّ الرِّحَال وتعزم الأمر على أن تطرق باب الطبيب النفساني.
وطالما أن أعراض الوسواس حديثة العهد بك، فلا تتأخَّر في الذهاب إلى الطبيب الآن. ولن يتأخر الطبيب أو الاختصاصي في معالجتك. ابدأ بخطوة أولى وهي ثقتك بالله وبنفسك أن هناك علاجا لحالتك.