كيف يمكنني التحكم بانفعالاتي وبناء شخصية قوية، وأن أكون راضيًا عن نفسي وتصرفاتي؟
أشعر دائمًا أنني بلا شخصية، رغم أن أكثر من شخص أخبرني أنِّي أَمْتَلِك شخصيه قوية، رغم ذلك لا يمكنني التحكم بانفعالاتي تجاه الأشخاص حيث يراودني الضحك بلا سبب أثناء الكلام مع الاشخاص. أسيطر على نفسي، ولكن ليس تمامًا لأني أبتسم رغمًا عنِّي، وهذا يُسَبِّب لي حرجًا شديدًا إذ أن الناس تلاحظ عليَّ ذلك.
أيضًا لا يخرج الكلام من فَمِي مُنَسَّقًا رغم أنه في عقلي مُنَسَّق، وهذا يجعل مني إنسانًا تافهًا أمام البعض، مع أنِّي شخص مُثَقَّف إلى حدٍّ ما، وأنا أُدْرِك ذلك.
تُصَاحِبُني العدوانية تجاه الأشخاص نظرًا لما أُفَكِّر به بعد انتهاء كل حوار وكل موقف، حيث أشعر أنه كان حوارًا أو موقفًا سيئًا، وأفكِّر كيف ينظر لي هذا الشخص بعد انتهاء الموقف، وأقول لنفسي أنه هو السئ بكل تأكيد حتى لا يُرهِقُني التفكير بعد ذلك في نفس الموقف، ولكنه مع ذلك يُرْهِقُني.
لا أستطيع استكمال علاقة واحدة اجتماعية في حياتي غير علاقات الحب التي تُبنَى على تضحيات الطرف الآخر دائمًا، حيث أنِّي شخص انطوائي بطبيعة الحال، ولا يوجد لديَّ أصدقاء، وهذا يُسَبِّب الكثير من الآلام النفسية السيئة التي تَجُول بخاطري كل يوم.
علاقتي بالأهل ليست جيدة، ولم تكن منذ وُلِدت دائمًا ما آخذ الأمور بحساسية مُفرِطَة ويلاحظ الجميع ذلك. دائمًا أعيش في قلق وتفكير دائم في ذكرياتي السيئًّة. كثيرًا ما فكرت في الانتحار، ولكن أعتقد أني خائف من فعلها، وأيضًا أنظر لما قد يحدث مستقبلًا لسُمْعَة أهلي وما قد يشعر به من أَحَبُّوني بِصِدق، وما قد يفعلونه بعد وفاتي.
الفترة الأخيرة قد غَرِقت في البعد عن الله، وحاليًا أعتقد أنِّي أَلْحَدْت، فلم يَعُد الدين يُشَكِّل شيئًا في حياتي.
أريد دواءً لمعالجة الضحك، وللسيطرة على انفعالاتي.
آسف على الإطالة. وشكرًا.
23/4/2021
رد المستشار
صديقي، تقول: "كيف يمكنني التحكُّم بانفعالاتي وبناء شخصية قوية وأن أكون راضيًا عن نفسي وتصرفاتي؟".
يجب أولًا السؤال عن تعريفك للشخصية القوية، وشروطك التي تُتِيحُ لك أن تكون راضيًا عن نفسك. بعد ذلك يجب أن تسأل نفسك عَمَّا يمنَعُك من تحقيق هذا، وما الذي يمكنك فعله الآن في التَّوِّ واللحظة لكي تكون على الطريق إلى ما تريد تحقيقه لنفسك من صفات.
الكثير من متاعبك تنبع من الفراغ وعدم وجود شيء له معنى في حياتك وممارستك لها، بالتالي أنت مشغول بمظهرك أمام الناس. من ناحية أخرى يجب أن نسأل عن مَقُولَتِك "دائمًا اعيش في قلق وتفكير دائم في ذكرياتي السيئة". لماذا تعيش في الماضي الأليم أو المستقبل المخيف؟ أليس هناك الحاضر الذي يصنع المستقبل؟ أليست هناك ذكريات أخرى غير سيئة؟
تقول أيضًا: "لا أستطيع استكمال علاقة واحدة اجتماعية في حياتي غير علاقات الحب التي تُبنَى علي تضحيات الطرف الآخر دائمًا حيث أنِّي شخص انطوائي بطبيعة الحال، ولا يوجد لدي أصدقاء، وهذا يُسَبِّب الكثير من الآلام النفسية السيئة التي تجول بخاطري كل يوم".
بالطبع لا تستطيع استكمال علاقة اجتماعية واحدة لأن العلاقات الناجحة تقوم على العطاء المُتبادَل، وأنت لا تُعطي، وتُركز على ما لا يمكنك الحصول عليه أغلب الظن. كونك شخص انطوائي هو ليس من طبيعة الحال في شيء، وإنَّما هو اختيارك للاستمرار في التَّعَوُّد على الانطواء غالبًا لأنه أسهل من العطاء أو أن تُثْقِل كاهِلَك بواجبات نحو الآخرين، بالتالي فالطبيعي أنه ليس لديك أصدقاء.
أنت من تختار هذه الآلام النفسية التي تجول بخاطرك كل يوم. ما الذي يمنعك من الاشتراك في أي شيء غير مُكَلِّف (بما أنك لا تعمل) مثل أن تتطوع في أي شيء؟ سوف يُتِيح لك هذا التَّعارف مع آخرين، وربما هوايات مشتركة وتكوين صداقات ومعارف.
تختار أيضًا أن تأخذ الأمور بحساسية مُفرِطَة، وهو شيء يجعل العلاقات الإنسانية صعبة وغير مريحة، ثم تشتكي من أنك تعاني من عدم وجود علاقات وصداقات.
قد تحتاج إلى بعض الأدوية، ولكن ليس هناك دواء يجعلك تتحكم في تصرفاتك ويبني لك شخصية أخرى. لكن من المُؤكَّد أنك تحتاج إلى تعديل في السلوك وتصحيح في المفاهيم.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور وتحديد خطة للوصول إلى ما تريد.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.