أريد الانتهاء من حُبِّها ولا أستطيع
مرحبًا. أنا أُحِبُّ فتاةً صديقتي منذ سنة، ولكن عندما أخبرتها بحُبِّي أَصْبَحَت تَتَكَبَّر عليَّ.
حاولت كثيرًا أن أُوَضِّحَ لها ولكنها ترفض.
أريد نسيانها أو استبدالها، ولكن أنا غير اجتماعي.
كيف أنجح بالاستبدال والنسيان؟
1/5/2021
رد المستشار
مرحبًا بك صديقنا العزيز.
الحب قيمة عظيمة وخبرة ذاتية نَمُرُّ بها، وهي أحد أسرار الحياة وطاقة العطاء. والحب من مَنْظُور نفسي يحتاج إلى وقت وتفاعلات وتَوَافُق والتزام من الطرفين نحو هذه العلاقة.
أنت تُحِب، إذن لديك مشاعر، إذن أنت بخير لأنك إنسان طبيعي. أنت تُعجَب بفتاة فهذه مشاعر عليك أن تحترمها، لِمَ تُريد نسيانها أو استبدالها؟ هذه تجربة مررت بها. هل تعتقد أن هذه الفتاة هي آخر فتاة يمكن أن تُعجَب بها في حياتك وأنت في مُقتَبَل العمر؟ أتصور أنك عندما تنظر للأمر كتجربة إعجاب من طرف واحد أَمْر أنسب من النظر للتجربة على أنها حب وإحباط وحسرة.
تقول أنك حاولت كثيرًا تَوْطِيدَ هذه المشاعر بينكما، ولم تأت ردود الفعل كما رغبت وتمنيت. ليس كل ما نريده نصل إليه، وليس كل ما نريده هو بالضرورة أفضل اختيار لنا. يكفيك أنك تحترم مشاعرك، وأنك حاولت التعبير عنها. تقبَّل ذلك، فأنت لست وحدك من يَمُرُّ بهذا الموقف وخاصةً في هذه السن.
التجارب لا ننساها، لكن نَتَفَهَّمُها ونَتَأمُّل فيها. لا تَلُم نفسك بأنك غير اجتماعي لذلك لم تنَل إعجابها. سيأتي اليوم الذي تكون فيه مشاعرك مُتَوَافِقَة ومُتَبَادَلَة مع إنسانة أخرى.
كَوْنُك ترى نفسك غير اجتماعي ربما يرتبط بطبيعة مهنتك (في البرمجيات)، فحاول أن تجعل بعض وقتك مُنْدَمِجًا مع الناس كي تتفادى الآثار الجانبية لطبيعة مهنتك.
وأخيرًا: من السهل أن يَصِفَ الإنسان مشاعر الإعجاب، لكن لا تَتَحَوَّل مشاعر الإعجاب إلى حُبّ إلَّا إذا وَافَق الطرف الآخر. فَصِف تجربتك بأنَّها تجربة إعجاب وليس حب، ومشاعر الإعجاب نحترمها ولا نفرضها ولا نقاومها ولا نرفضها. فقط انتظر تجربة أخرى ربما تَمُرُّ بها، وأَعْطِ لنفسك الفرصة، وربما تكون تجربة أفضل. وإلى أن تأتي الفرصة اندمج في الحياة وعملك وأصدقائك، ولا تشكو من مرارة هذه التجربة مرة أخرى إلَّا إذا أردت أن تحكي عن مشاعرك وخواطرك.