ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل
هل أترك دراسة الطب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا طالبة في السنة الخامسة في كلية الطب أحب الطب كثيرا ومغرمة بإنقاذ أرواح الناس وتشخيص الأمراض لكن بسبب الوسواس لم أوفق في العامين الماضيين في الدراسة وانخفض مجموعي كثيرا
كنت أنوي التخصص في أمراض النساء والتوليد بعد انخفاض مجموعي أصبحت أفكر في الأمراض الباطنية لكن صادفت فتاوى على الإنترنت أنه حرام أن أكشف على رجال ولكن إن تخصصت بهذا ستضطر حتما للكشف عليهم ومعالجتهم أصبت باليأس ثم أصبحت أرى أن تدريبنا على المرضى الرجال أيضا حرام أصبحت أخاف أن أدعو بالنجاح حتى لا أكون أدعو الله فى معصية وأصبحت أرى أن دراستي حرام وأنني مذنبة
فكرت فى ترك الكلية ولكن عمري ضاع في المذاكرة حتى وصلت لهذا الهدف أشعر بالاختناق والضياع والخوف والاكتئاب، أصبحت لا أذاكر وجائتني مرة أخرى الوساوس التشكيكية في صحة الدين وفي كل شيء ولكن في هذه المرة أخاف أن تكون مني بسبب أنني حزينة لأنني سأترك دراستي
2/5/2021
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Hend" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
يعني خلصنا أو قللنا (دائما يا رب) من التفتيش في الدواخل.... فانتقلنا إلى التفتيش في الفتاوى!! سامحك الله.... تقولين (صادفت فتاوى على الإنترنت أنه حرام أن أكشف على رجال).... حقيقة لا أدري المستوى الذهني المعرفي لمن يفتي هكذا فتوى..... فأمثال هذا لو ترك لهم الأمر ووجدوا من يطيعهم لفصلوا الخلق إلى عالمين هذا للرجال وذاك للنساء والمضحك المبكي كما عرفت من عملي على مدى 30 سنة أن هؤلاء الأكثر تشددا في الفتوى هم على المستوى الإنساني الأكثر وقوعا في الآثام الجنسية، وكأن تشددهم تكوين عكسي Reaction Formation..... ما علينا لكن يا ترى حرام على الطبيب الذكر أن يكشف على الإناث أم أنه يجوز للرجل ولا يجوز للمرأة ؟؟؟؟ بصراحة هذه فتوى أتفه من أن أتعب نفسي في التفكير فيها أو الرد عليها !
ثم وسعت حضرتك الموضوع إلى أن أصبحت دراسة الطب حرام (لا أدري بالنسبة لك شخصيا أو لكل البنات أو البنات والأولاد).... طبعا يميل الموسوس إلى التعميم والمبالغة.... والله يسامحك.
أصلا نادرا ما نسمع أن الوسواس القهري تسبب في تعطيل دراسة أحد أو كان سببا في الرسوب، وإنما يفعل ذلك الاكتئاب أو غيره من الاضطرابات المواكبة للوسواس، وطبعا يحدث هذا حين لا يحصل المريض على علاج.... والعلاج لا يكون بإجراء مسح بحثي عن الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان (وأظنها في وضعها الحالي تضر أمة المسلمين أكثر مما تنفعهم) وإنما يكون باللجوء إلى طبيب نفساني متخصص وذي علم بالتناول السلوكي المعرفي لحالات الوسواس.
أعطيتك في ردي السابق عددا من الإحالات تبين لك أنه لا يجب أن تفتشي في أحاسيسك فيما يتعلق بأفكارك الوسواسية محاولة التأكد من أنها ليست منك..... ويبدو أنك لم تقرئي جيدا ما أحلتك له فأرجو أن تفعلي واقرئي أيضا : وسواس التجديف : أخاف أنه مني !
مسألة ترك دراسة الطب إن كان لها أسباب أخرى مثل أنك تشعرين بثقل الدراسة أو غيرت رأيك فيما يتعلق بالمهنة لأسباب غير الفتوى أعلاه..... أو لأن اكتئابك مثلا لا يستجيب للعلاج..... أو أنك أصبحت تفضلين الزواج وتكملين الدراسة لاحقا..... كل هذا ممكن تتشاوري فيه مع المعالج..... لكن لا يجب أبدا أن تتركي دراسة الطب وأنت حزينة لأنك راغبة فيها، على كل من الواضح أن حالتك تحتاج تدخلا طبيا حاسما فتحركي في الاتجاه الصحيح واعرضي نفسك على الطبيب النفساني المختص.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>: ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل م1