وسواس
السلام عليكم. اسمي فاطمة، وأعاني من وسواس غريب جدًّا، وهو عوازل الوضوء (والغُسل أيضًا). أتمنى من ستاذة رفيف أن تَنْتَشِلَنِي بعد الله من هذا العذاب.
بدأ معي هذا الوسواس في اليوم الذي عرفت فيه أن وضوئي بالمكياج كان خاطئًا، وأنَّ طهارتي غير صحيحة. ومَرَرت بعدها بألوان من العذاب في الوسوسة، ولكن أكثرها هذا الوسواس، استفحل معي لدرجة كبيرة، حتَّى أنِّي أصبحت لا أستطيع لَمْسَ الأشياء بحُرِّيّه. طُوال الوقت أكون مُشَتَّتة ومُتَوَتِّرَة من أن يَنْكَبَّ عليَّ شيء أو المس شيئًا، مِمَّا يجعلني أُعانِي من قِلَّة في التركيز. هاجِسِي دخول المطبخ وإعداد الطعام. أحيانًا أُفَكِّر في لبس قفازات لأرتاح، وأخاف خوفًا شديدًا من العجين وأن يلتصق بيدي أو أظافري لأنَّه عازل، مع أنّي كنت أحب إعداد الفطائر وغيرها، ولكن _الله المُستَعَان_ المُعانَاة تَطُول والشرح يَطُول. أتمنَّى يا دكتورة أن رفيف تُجاوِبِيني على أسئلتي عَسَى ولَعَلَّ أجِدُ مَخْرَجًا.
1/ معاناتي الكبرى في الحياة مع أَنْفِي. وضِّحُوا لي أرجوكم ما هو الواجب عليَّ أن أغسله من أنفي (مع الوجه) وليس في الاستنشاق. أرجو أن تفُهْميني يا دكتورة رفيف، يعني أريد وصف دقيق لِظَاهر الأنف في الوجه لأنِّي لا أُفَرِّق بين ظاهِرَها وباطنها، والأنف كثيرة الإفرازت والمُخَاط، ولخوفي من أن تكون عازلًا أصبحت قبل كل صلاه أُصَلِّيها أذهب وأُحْضِر مرآة ومناديل وأُنَظِّف كل شيء في أنفي، وأرفع أنفي من النصف إلى أعلى حتى تُصبِح الفتحتان ظاهرتان وأُنَظِّف، وده تعبني جدّا. أتمنى أن تكونوا فَهِمْتُم قَصْدِي.
هل ظاهر الأنف هو الظاهر من أَنْفِي دون رفعها أو تحريكها؟ يعني لو كان التِّجويف اللِّي في الخارج ده نظيف وما فيه أوساخ بدون ما أرفع أنفي وتَوَضَّأت هكذا سيكون وضوئي صحيحًا؟ وباطن أنفي بيبدأ من أوِّل الفتحة؟ يعني لو في وَسَخ على بداية الفتحة، وأنا في المرآة شايفة الوسخ ده، هل هنا ده يُعْتَبَر من وجهي ولَّا أنْفِي؟ يعني باطن أنفي يبدأ من أوِّل الفتحة اللِّي بتكون ظاهرة في المرآة وبيكون فيها وسخ ده عادي ولا لا؟ أليس من المفترض أنَّ الباطن في الأشياء يعني التي لا تظهر، ولَّا أنا فاهمة غلط؟
أتمنى يا دكتورة رفيف لو فيه صورة تشرحيلي عليها وتوَرِّيني فيها الظاهر الواجب غسله من الأنف في الوجه. وسأكون شاكرة لكِ إلى يوم القيامة. أنا عارفة إنه وسواس تافه وغريب، وممكن تستغربوا من اللِّي بقوله، لكن والله إنَّ هذه النقطة مِسَبِّبَة معاناة وأزمة في حياتي لا يعلم بها إلَّا الله.
2/ فلنفترض إذا كان داخل الأنف وَسَخ ولم أُنَظِّفُه. هل أثناء الوضوء وعند الاستنشاق سيزول؟ أم يجب عليَّ تنظيف أنفي قبل كل صلاة؟ أنا لا أرى في المنزل أحدًا يفعل مثلي ويُمسِك المرآة قبل كل وضوء وينَظِّف. نفسي أكون زيٌّهم، أقوم فقط لأتوضأ. ليه أنا مختلفه عنهم؟ طيب هل طبيعي إن الأنف دايمًا فيها أوساخ؟ هل معقول إن كل الناس أُنُوفها نظيفة؟ أعطِني حلول يا دكتورة رفيف. كيف أتصرَّف؟
3/ وأيضًا هل الواجب قبل كل صلاة تنظيف الأوساخ التي ليست عازلًا؟ أم يجوز تنظيفها أثناء الوضوء؟ يعني لو انكَبَّ على قدمي عصير أو حليب وأنا في المطبخ، وأزلتهم مع غسل القدم في الوضوء، هل هكذا وضوئي باطل؟ أو مثلًا كان في قدمي تراب أو بقايا طعام قبل الوضوء، هل يجوز تنظيفه مع الوضوء؟ والله يا دكتورة تَعِبْتُ من تنظيف أعضائي قبل الوضوء.
4/ وبالنسبة لِوَسَخ العيون الذي يكون على مَدْمَعِ العين والعيون مفتوحة. هل هذا يجب إزالته أيضًا؟ وحتى ما يكون في طرف العيون بالجهة الأخرى والعيون مفتوحة؟
5/ هل أَقْراط الأذن تمنع الغسل والوضوء ويجب إزالتهم؟
6/ إذا شككت في انتقال العازل، هل يجب عليَّ التفتيش؟ يعني مثلًا إذا كان في "منكير" في يدي لم يَجِف، ولَمَست خلف أذني، ولست متأكدة هل انتقل العازل أم لا. هل يجب عليَّ التفتيش خلف أُذُنِي؟ ومثلًا إذا فتحت صنبور الماء وكان فيه عجين، هل لازم أفَتِّش يدي بعدها؟
7/ إذا مسحت يدي بالكريم ثم دخلت الحمام واستنجيت، وأحسست أن المنطقة دهنيَّة بسبب الكريم الذي كان في يدي. هل هكذا يعني انتقل وأصبح عازلًا ويجب أن أغسل المنطقة بالصابون؟
8/ شمع الأذن، هل الواجب إزالته قبل كل غسل؟ لقد تعبت منه جدًّا، وسبَّب لي جروح في الأذن. هل من الممكن أن يزول بالماء أثناء الغسل أم يجب إزالته قبله؟ وكيف أتصرَّف معه؟ وإذا غسلت أُذُنِي في الغسل وطِلع إصبعي نظيف من الأذن، هل كده معناه أنه لا يوجد شمع صح وغُسلي صحيح؟ وأيضًا أثناء اليوم إذا حككت أذني وبقا في إصبعي آثار شمع، وبعدها لمست كوعي أو أي مكان، وشككت أنه انتقل، هل أَبْنِي على أنه انتقل وأُفَتِّش عليه؟ وكمان في الوضوء بعد مسح الأذنين لو تبَقَّى آثار شمع في إصبعي وغسلت رجلي، هل كده معناه انتقل؟ أنا بتجاهل وبقول مش متأكدة أنه انتقل لرجلي، وبصَلِّي. هل كده صح ولَّا صلاتي غير صحيحة؟ الموضوع ده مُؤَرِّقني جدًّا.
9/ إزالة المكياج تُعَذِّبُني كثيرًا. هل إذا ظننت فقط أنه زال يكفي ذلك، وأذهب لأُصَلِّي؟ أم يجب عليَّ أن أُفَتِّش كثيرًا؟ وإذا بقيت منه بقايا تُعَذِّبُني إزالتها ماذا أفعل؟
10/ كمان عندي سؤال بخصوص النيَّة: هل يجب استحضار نيَّة الوضوء عندما أقف على المغسلة أو قبل الصلاة؟ يعني مثلًا أقف على السَّجادة وأقول "هذه صلاة العصر" في قلبي. قرأت أنه يجوز النية قبل وقت قصير من الفعل. هل عندما يُؤذَّن وأقوم من سريري للصلاة وأذهب وأتوضأ ويستغرق الأمر نصف ساعة أو ساعة مثلًا، هل هذا وقت قصير أم ماذا؟
أتمنى يا دكتوره أن تُجيبيني في أسرع وقت وتُعطيني حلولًا لما أُعانِي منه. وهل بتنصحيني أزور طبيب؟
وشكرًا. جزاكم الله خيرًا.
4/5/2021
ثم أضافت بعد يومين تقول:
اليوم يا دكتوره توضَّأت، وكان في داخل أنفي مُخَاط كثير مُتَجَمِّد ومش سائل. هل كده وضوئي باطل؟ وماذا أفعل معه؟ وما حكم الوضوء مع وجود المخاط السائل والمتجمد؟ أنا تعبت فعلًا من كتر تنظيف أنفي قبل الوضوء. نفسي أتوضَّأ مباشرةً.
وكمان بعد أن حككت أُذُنِي كان في يدي باقي شمع ولم أغسله، واستنجيت، ولا أعلم هل انتقل أم لا. هل هكذا انتقل للمنطقة؟
وهل تَمْسِيح اليد بالفازلين وبعدها الوضوء مباشرة يُعتَبَر عازلًا للمياه؟
وآخر شيء: اللَّزَّاق اللي بكون في "الشكرتون" أو الفوطة الصحية، وأنتي لما تحسِّي بشعوره في يَدِك. هل ده زي الصَّمْغ اللي بيقولوا عنه أنه عازل؟
آسفه على الأسئلة الكتيرة، سامحوني بس أنا والله في هَمٍّ وغَمٍّ شديد، وكرهت نفسي وحياتي بجد.
6/5/2021
وفي اليوم التالي أضافت تقول:
اليوم اغتسلت، ومعاناتي كالعادة كانت مع شَمْع الأُذُن. الذِي فعلته أنِّي نظَّفْتُه وأدخلت إصبعي في أذني أثناء الاغتسال إلى داخل الفتحة، ولم يكن هناك أَثر. هل هذا يكفي؟ وإذا اغتسلت وهو موجود في أُذُنِي، وزال أثناء الاغتسال، هل هذا مُجْزِئ؟ أم يجب إزالته قبل الاغتسال؟ وأصلًا كيف أحكم أنَّه موجود أو لا؟ هل بإدخال الأصابع أم كيف الطريقة؟ ويقولون أنّه يجب إزالته بالصابون، وأنا أشعر أنه يزول بالماء ولا يبقى له أثر، غهل هذا شمع مُختَلِف؟ أم يجب عليَّ فعلًا استعمال الصابون؟ وكيف أستعمله داخل أذني يا جماعة؟!
وآخر شيء: أثناء الاغتسال إذا غسلت أُذُني وأخرجت إصبعي ولم يكن به أي آثار شمع، هل هكذا يعني أن أُذُنِي انغسلت بطريقة صحيحة وأنَّه لا وجود للشمع؟
يا أ. رفيف أرشديني كيف أتعامل معه، وكيف يُزَال. لقد تعبت جدًّا جدًّا جدًّا منه.
7/5/2021
وفي رسالة أخرى أرسلت تقول:
وإذا تجاهلت كل شيء بانتقال العازل إلى المنطقة الحساسة من لَزَّاق الفُوَط الصحية وشمع الإذن في الإصبع وغيره مِمَّا لا أعلم هل انتقل مائة بالمائة أم لا، واغتسلت. هل أَأثم؟ وأنا حقًّا لمَسْتُها، وتلك الأشياء كانت في يدي، ولكن تتَبُّع أن ذلك انتقل أم لا في تلك في المنطقه صعب جدًّا كما تعلمين.
والاغتسال أيضًا في وجود المُخَاط المُتَجَمِّد على الأنف، هل هو باطل؟ وهل أُعِيدُ غُسْلِي؟ وهل كمان أُعِيد وضوئي إذا توضَّأت وهو موجود؟ هل في رُخصَة في موضوع الأنف ده لأني تعبت ولا أريد إعادة شيء؟ وهل ممكن أن تذكريها لي؟ وطيب إذا صحيح الاغتسال، لماذا يمكن الاغتسال بوجود المخاط المتجمد في داخل الأنف، ولا يمكن مع وجود الشمع في الأذن مع أنَّ الأُذُن تُعَذِّبُني أكثر من الأنف؟
أريد إجابات،
فأنا حقًّا أريد فقط الاغتسال والوضوء.
7/5/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "فاطمة" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين....
ما غريب إلا الشيطان يا "فاطمة"! من قال إن وسواسك غريب؟! وسواس العوازل وسواس معروف ويعاني منه كثيرون، وليس أنت فقط.
1 و2- المطلوب منك أن تغسلي وجهك بالماء، والماء ينزل وحده على المكان الذي يجب غسله من الأنف في الوضوء، وفي الغسل أيضًا. وهذا يعني أن العازل هو المخاط المتجمد الذي يكون حافة فتحة الأنف فقط، أما ما هو في الداخل فلا علاقة له لا بوضوء ولا غسل. والمخاط السائل، يزول عادة مع سيلان الماء، أو بمسحه مسحًا خفيفًا باليد.
3- نعم يجوز تنظيف الأوساخ غير العازلة، والأوساخ العازلة أيضًا أثناء الوضوء
4- الواجب غسله هو الوجه عندما تكون العيون مغلقة، يعني لا يجب غسل بياض العين، ولا داخل الأجفان، فإذا كان هناك وسخ ظاهر على العين وهي مغلقة وجب إزالته بطريقة غير وسواسية، يعني لا داعي لإزالة العين من مكانها عن طريق الفرك والدعك
5- بالنسبة لأقراط الأذن ينبغي تحريكها لإيصال الماء إلى ما تحتها، وإلى داخل الخرم الذي يدخل القرط فيه. المشكلة عند الموسوس ليست هنا، المشكلة في كيفية تطبيقه للحكم، إذ يكفي تحريك القرط يمنة ويسرة، وإلى الأمام والخلف مرة واحدة ويكون كل شيء على ما يرام. ولا داعي لإعادة الصلوات التي لم تكوني تفعلين فيها ذلك، فهذا الحكم مما يخفى على العامة وهم معذورون بالجهل فيه.
6- التفتيش عند الشك في انتقال العازل إنما يعتبر وسوسة أو لا يعتبر حسب الموقف، فمثلًا إذا كان هناك فعلًا طلاء غير جاف على ظفرك، وتأكدت من أنك لمست رأسك بظفرك، فمن الطبيعي أن تسألي الذي بجانبك: هل يوجد شيء خلف أذني؟ أما العجين الذي على الصنبور فهو لا ينتقل ولا يكون عازلًا إلا إذا كان هناك كتلة منه –أي العجين- على الصنبور، ومجرد تلوثه بالعجين لا يؤثر على اليد التي تلمسه، ربما ينتقل منه أثر خفيف جدًا جدًا يزول أثناء غسل اليد بالماء. والتفتيش بعد لمس الصنبور في هذه الحالة وسوسة
7- الكريمات والزيوت لا تعزل الماء، حتى إن أصبح ملمس الجسم دهنيًا؛ إلا في حالة واحدة: أن يكون هناك قطعة من الكريم أو الفازلين لم تفرديها على الجلد بعد ولم تقومي بدهنها جيدًا. أعني هذه القطعة تكون عازلة، فإذا دهنت الجلد بها لم تعد عازلة مهما كان ملمس الجلد دهنيًا. ومن باب أولى ألا يكون هناك عازل على المناطق التي قمت بلمسها بيدك المدهونة.
8- بالنسبة للأذن، لا يجب إلا غسل ظاهرها أيضًا، وهو ما يمكن أن يراه الواقف بجانبك، ولا يجب غسل ما بعد ذلك داخل فتحة الأذن، ولهذا لا يهمنا ما يوجد من شمع في الداخل، وإنما تزيلين الشمع الذي يمكن رؤيته بالعين فقط. وهذا لا يحتاج إلى صابون ولا هم يحزنون! يمكن إزالته بالإصبع، أو بطرف منديل وهذا أسهل وأنظف..، وإذا فركت الأذن أثناء نزول الماء عليها يزول هذا الشمع....، وبالتالي إذا انتقلت ذرة إلى مرفقك ستزول ولا ريب عند غسله أثناء الاغتسال...
وطبعًا إذا خرجت يدك من أذنك نظيفة فهذا يعني أن غسلك صحيح 100%.
9- المكياج يا "فاطمة" على نوعين: نوع له لون فقط كالحناء والكحل العربي، وأحمر الخدود، وظل الجفون....، ونوع له لون وجِرم، مثل الكحل المائع الذي ينقشر من على الجلد بعد جفافه، وكذلك إذا كان المكياج كثيفًا جدًا بحيث يمكن قشره بالظفر، أعني إذا مررت ظفرك على الوجه رأيت شيئًا له حجم عند الظفر...
النوع الأول الذي له لون فقط لا يمنع الوضوء والغسل. أما النوع الثاني فهذا الذي تجب إزالته، ومزيلات المكياج تجعل الأمر أسهل، وطبعًا عندما يغلب على ظنك أنه لم يبقَ شيء يمكنك الوضوء والصلاة.
10- مجرد ذهابك إلى المغسلة، أو وقوفك على السجادة يعد نية منك، إذ إنك لم تذهبي إلى المغسلة إلا لتتوضئي، ولم تقفي على السجادة إلا لتصلي ما تريدين صلاته. هناك من شدد في شأن النية واستحضارها، ولكن على الموسوس أن يأخذ بالرُّخَص وبالأسهل من الأحكام.
أظن أني قد أجبتك عن ما أرسلته بعد ذلك غير مرقم، بقي سؤالك عن أثر صمغ الورق اللاصق ونحوه، إن كان شيئًا ينقشر فإزالته تكون بقشره أو بإذابته بمزيل طلاء الأظافر، وإن كان مجرد دبق، فحسب ظني يكفيه شيء من الصابون ليزول.
وبدون شك أنا أنصحك بزيارة الطبيب فلا تتأخري
وفقك الله