استشارة نفسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أعاني من أفكار كثيرة سيئة سلبية، مثال: تناقشت مع واحد واختلفت معها، أظن أني قتلته... وإذا ذهبت إلى زواج أو مناسبة فيها تجَمُّع أشعر أني غريب، وإذا رجعت البيت يذهب شعور الغريب...
تأتيني أفكار أني أتلَفَّظ على الشخص الذي أمامي، وتأتيني أفكار أني أقول "أنا لست إنسانًا"، وتأتيني أفكار أني أخاف أن أتناول الُمَنّظِّفات المنزلية، وأنِّي إذا رحت مَشَاوير بالسيارة سأرمي نفسي منها، وتأتيني أفكار أني أضرب الناس وأنِّي أُمَزِّق ملابسي.
23/3/2021
رد المستشار
أهلا بك وشكرا لمرورك على هذا الموقع المتميز والمتجدد دائما، وقد اطلعت باهتمام على شكواك. وبالعودة إلى شكوتك فمن الناحية التشخيصية حالتك واضحة جدا، وهي ما نسميه بالمخاوف الوساوسية وهي في أصلها قلق وربما يكون لديك استعداد لمثل هذه الحالة، وهذا لا يعتبر أبدا ضعفا أو منقصة.
والمخاوف والوساوس من هذا النوع تعالج بالتحقير وبإخضاعها للمنطق، فنوعية هذه الوساوس التي تأتيك يمكن أن تناقشها وتحاور نفسك وحين تخضعها للمنطق بصورة صحيحة، سوف تصل إلى قناعة كاملة بأنها سخيفة وحقيرة، ويجب أن لا تشغلك، وهذا يساعدك على دفعها وعلى ردها. إذاً فالأمر الأساسي هو تحقير الأمر الوساوسي وصده، مع إدارة وقتك بطريقة صحيحة، والتأمل في ما هو إيجابي واحتمال لديك الكثير من الأمور الإيجابية. وأنا أقدر مدى حساسيتك ومدى مشاعرك في هذه الأمور ولكن لا تحمل على نفسك كثيرا.
بقي أن أقول لك أن العلاج الدوائي مفيد جدا في مثل النوع من القلق والمخاوف الوساوسيه. ولكن هيهات مع الضغوط الدراسية وخصوصا متطلبات الدراسة الثانوية مما قد تؤدي الى ضعف قدرتك على التغلب عليها ويتظاهر عليك الضمير بالتأنيب رغم علمك بعدم المسؤوليه عنها.
وبقى لنا معرفة أن لهذه الوساوس درجات حدة وشدة متفاوتة، حيث تبدأ عادةً في سن المراهقة أو سنوات الشباب، لكنه قد تبدأ كذلك في مرحلة الطفولة. تبدأ الأعراض عادة متدرجة، وتميل إلى التنوع في شدتها على مدار العمر. قد تتغير كذلك أنواعها التي تتعرض لها مع مرور الوقت. وعادة ما تزداد الأعراض سوءًا عندما تتعرض لإجهاد أكبر. وقد تتراوح درجة شدة الأعراض والتى قد تُعد اضطرابًا ملازمًا مدى الحياة مابين الخفيفة إلى المعتدلة، وربما تكون شديدة وتستنفد الوقت إلى درجة تعيقك عن أنشطة حياتك.
وفي هذه المرحله لنا أن نتساءل متى يجب زيارة الطبيب؟ وللعلم فهناك فرق بين السعي إلى الكمال - شخص يتطلب نتائج أو أداءً لا تشوبه شائبة، على سبيل المثال - وبين الإصابة باضطراب الوسواس القهري. الأفكار المتعلقة باضطراب الوسواس القهري ليست مجرد مخاوف مفرطة بشأن مشاكل حقيقية في حياتك أو الرغبة في تنظيف الأشياء أو ترتيبها بطريقة معينة.
إذا كانت الوساوس والدوافع القهرية تؤثر على نوعية حياتك، فعليك التوجه لاقرب طبيب نفساني كي يتبين تشخيص الحاله ويوضح لك الصورة كاملة ويساعدك على التغلب على تلك العوارض السلبية والتي قد تؤثر سلبا على حياتك أكاديميا أو صحيا و/أو اجتماعيا...... ولك خالص الدعاء براحة البال والتوفيق