وسواس النجاسة: حديث وأحاول استدراكه م1
استدراك
قرأت استشارة لكم هنا، وهي قريبة من سؤالي، تقول فيها السائلة: أنَّ الشَّفرَين الصغيرين عندها يُغَطِّيان فتحة المَبَال، وأنَّها إذا أرادت غسلهما لا بُدَّ من التَّفرِيق، وقد أَجَبْتُم أنَّه يَلزَمُها التَّفريق، لكن المشكلة أن الأمر عندي شاقّ، وتفرِيقُهما مُؤلم، لكن حقيقة أقول أنّي رُبَّما أَتَعَوَّد عليه. والمشكلة الحقيقة هي أن الشَّفرَين الصغيرين هذين هُما اللذان يُحيطَان بفتحة المهبل، يعني تفريقهما وغسل ما بينهما لا شكَّ سيُدخِل الماء للمِهبَل! ونرجع لموضوع أن الماء إذا دَخَل باطن الفرج وخرج منه فهو نجس وناقِض للوضوء.
رجاءً، أريد خَلاصًا. أيُّ شيءٍ أصنع؟
شكرًا لكم
20/5/2012
وفي اليوم التالي أرسلت تقول:
ماذا تعني هذه الفتوى؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أولًا أعتذر جدًّا عن كثرة إرسالي لكم، لكنَّني جِدِّيًّا أُفَكِّر في هذا الأمر كثيرًا ويُؤَرِّقُني. أّظُنُّني الآن خَلُصْت إلى خلاصة، وأرجو أن تكون صوابًا، لكن ما يقف في وجهي هي فتوى لا أفهمها أبدًا:
1/ أرشيف الإسلام (أظُنُّه تابعًا لإسلام ويب لأنني أَجِدُ الفتاوى نفسها)، ونص السؤال: "أعاني من الوسواس منذ فترة، وبدأت التَّغَلُّب عليه ولله الحمد. وكُلُّ الفتاوى عندكم تقول إنَّه يجب على المرأة غسل ظاهر فرجها والذي يظهر عند قعودها، ولكن ما لا أفهمه ولا إجابة عليه هو: هل ما بين الشفرتين الظاهرتين هو باطن أم ظاهر الفرج؟ خصوصًا أن الشفرتين تظهران عند قُعودِي، وإذَّا فَرَّقْتُهما فإنَّه يظهر ما بينهما؟ فهل أكتفي بغسل الظاهر الواضح فقط دون التفريق بينهما وإدخال الماء وغسل ما بينهما وتوجيه الشَّطَّاف لِغَسلِهِما؟ هل هذا صحيح؟".
وكان الجواب المُحَيِّر: "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أمَّا بعد:
فَدَعِي عنك الوساوس ولا تُعِيرِيها اهتمامًا، وإن كُنتِ ثَيِّبًا فاغسلي ظاهر الفرج الذي يظهر عند قعودك. ولا يجب عليك التفريق بين الشفرين لإيصال الماء إلى ما وراءهما، فقد صَرَّح الفقهاء بأنه لا يجب إيصال الماء إلى ما بعد مُلتَقَى الشَّفرين".
2/ وأيضًا في موقع "لها أون لاين": تقول السائلة: "فأنا قد قرأت في موقعكم أنه لا يجب غسل بين الشفرتين في الاستنجاء بالنسبة للمرأة... إلخ".
3/ وفي موقعإاسلام ويب: "وقطع إمام الحرمين بأنه لا يجب على الثَّيِّب إيصاله إلى ما وراء مُلتَقَى الشَّفرين".
مبدئيًّا أُشِير إلى أنَّ حالتي تُشبِه السائلة في رقم 1، وقد بَيَّنْتُها لكم في استشاراتي السابقة، لكن إليكم ما خَلُصت إليه:
أظُنُّ أنَّ الطبيعي أن تكون الشفرتان الصغيرتان مُتَفَرِّقَتين عن بعضهما حال الجلوس، بحيث تبدو فتحة البول والفتحة الأسفل منها (أَظُنُّها المهبل؟)، ثُمَّ تُغلَق الشفرتين بعد هذه الفتحة ليأتي العَجان ثم الشرج، (وإن كنت لا أفهم لماذا هما مُلتَصِقَتَان عندي! ولماذا تفريقهما مُؤلم لي!)، بحيث يكون هذا كله ظاهِرًا ويُفترَض غسله، ويكون باطن الفرج الذي يقولونه هو ما وراء الفتحة التي تقع أسفل فتحة البول بعد فتح الشفرتين وليس ما بين الشفرتين وهما مُغلَقَتَان (أرجو التصحيح إذا كنت على خطأ).
لكن المشكلة هي كما ترون في الفتاوى أعلاه، أنهم مُتَّفِقون على عدم التفريق بين الشفرين لغسلهما، فأي شَفرَين يقصدون؟ وأيِّ مُلتَقَى شفرين؟ لا يمكنني أبدًا حلّ هذه المعادلة! وإذا افترضنا أنهم يَعنُون النساء مثل السائلة 1 اللاتي لا يبدو ما بين الشفرين إلَّا بتفريقهما، فهل تأثَم التي تفَرِّقُهُما؟ وهل يكون المكان بينهما (بعد التفريق للاستنجاء) من الباطن الذي يُنَجِّس الماء ويَنقُض الوضوء
أيضًا أرسلت لأطِبَّاء لأعلم هل من الآمِن لي التفريق بينهما في كل استنجاء؟ وهل وضعي طبيعي أم أنَّ عدم تفرقهما غير طبيعي؟ لكن لم يَصِلُني أيَّ رَدّ بعد، وأخشى ألَّا يُجِيبَ عليَّ أحد. أرجو إذا كان في هذا الموقع مُتَخَصِّص في هذا الشأن أن تطرحوا عليه سؤالي.
أخيرًا: إذا افترضنا أنَّ خُلاصتي صحيحة، وأنَّ عليَّ التفريق بينهما، وأنَّ ذلك هو الظاهر، وأنَّ الباطن ما وراء الفتحة التي أَظُنُّها فتحة المهبل، فما حكم كل تلك المَرَّات التي لم أفعل فيها ذلك؟ وعلى هذا يكون ما بينهما في عدم التفريق مُتَنَجِّسًا بالبول طبعًا لأن فتحته بينهما، لكنَّنِي لا أعلم هل الماء الذي كنت أَرُشُّه (وكان يدخل بين الشفرين وينزل من مكان نزول البول غالبًا فيما أظن) هل يُطَهِّر المكان؟ وكيف أعرف؟
أخبرتكم في آخر استشارة أنَّه
بحمد الله لم تَبْقَ لي سِوَى هذه المشكلة.
21/5/2021
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "أسامي" مرة أخرى على مجانين
يا عزيزتي هناك علة لديك في المنطقة من كثرة التنظيف والدعك، فإذا كان التفريق بين الشفرين يؤلمك ويستمر الألم إلى ما بعد خروجك، أو كان استخدام الماء يضرك ويزيد العلة، فأنت لست مطالبة سوى بتجفيف المنطقة بمنديل، ثم ترشين الماء على الوضع الذي أنت فيه دون لمس الشفرين. أما إن كان الألم يحصل حال اللمس فقط ويزول بعد ذلك، وكان رش الماء (دون دعك) لا يزيد مرضك، فعليك أن تفرقي وترشي لإزالة النجاسة. طبيبك يقرر، هل يضر اللمس أو الماء أو لا يضر، وأما استمرار الألم فأنت تعرفينه من نفسك؛ فاعملي بما ينطبق عليك من هذه الأحكام.
وتقصيرك السابق في التطهير عفا الله عنه، لصحة صلاتك مع النجاسة في مذهب المالكية.
وماء الاستنجاء لن يدخل باطن الفرج، لأن المكان الذي يصله الماء دون تكلف معدود من الظاهر الذي يجب تطهيره، ولا يتنجس الماء بالوصول إليه.
ودعك من النصوص الفقهية ومحاولة تفسيرها، ومن التدقيق في المقصود من مصطلحاتهم؛ المهم أن الحكم هو ما ذكرته لك.
نأتي لحيرتك بشأن أن التطهير يجب لما يظهر حال القعود، وأنت لا تظهر فتحة البول والمهبل حال قعودك، ولا ينفتح الشفران....، الوضع الطبيعي كما ذكرتِ أنت أن ينفتحا، وأن يصل الماء. أما من اختلف عن هذا الوضع فعليه أن يوصل الماء إلى الأماكن التي تظهر في الوضع الطبيعي.
ومثال ذلك: الوضع الطبيعي، أن يصل ماء الوضوء إلى ما بين أصابع القدمين بمجرد صب الماء على القدم. لكن هناك من يكون بدينًا ملتصق أصابع الرجلين، لا يدخل الماء بينها إلا بتفريقها بواسطة أصابع اليد. هذا نقول له: عليك التفريق بين أصابع القدمين لإيصال الماء إلى ما بينها. ولا نقول له: يكفيك صب الماء كما يفعل من أصابع قدميه منفرجة.
كذلك في الغسل: يكفي صب الماء على الجسد في الوضع الطبيعي ليصل إلى ظاهر البطن، فإذا كان الشخص مترهلًا، ولديه طيات في بطنه، فلا يدخل الماء إلى داخل الطيّة، نقول له: لا يكفيك الصب ليصل الماء إلى ظاهر بطنك، بل عليك الاعتناء بإيصاله إلى داخل الطية بفتحها أو بتمرير اليد. الحكم يأتي حسب الوضع الطبيعي، ومن خالف الطبيعة عليه أن يتبع طريقة مناسبة تجعله كالطبيعي في تطبيق الحكم.
وأتركك في أمان الله ورعايته
ويتبع >>>>>>>>>: وسواس النجاسة : حديث وأحاول استدراكه م3