العَصَبِيَّة
السلام عليكم. أعاني من:
1_ سرعة الانفعال، وعدم التَّغَافُل للغير على أيَّةِ خطأ، ويجب أن أقوم بالتعديل أو النقاش ليكون الموضوع في المسار الصحيح من حيث المعنى، وبالتالي النتيجة.
2_ سرعة الانفعال عند رؤية الخطأ، وعدم التَّحَكُّم في أعصابي عند استفزازي من الآخرين.
3_ شخصيَّتِي الجادَّة تُسَبِّب لي دائمًا مشاكل بأنَّ وجهي عَبُوث ولا يبتسم.
4_ عدم قدرتي على معاملة بناتي بالحِنِّيَّة واللَّعِب معهم. معظم الوقت أُفَكِّر في المستقبل العملي والمادِّي لأسرتنا وليس لِشَخصِي لأنَّنِي من الشخصية المُتَحَمِّلَة للمسؤولية تجاه الآخرين سواء بالبيت أو العمل.
5_ حدث خلاف مع زوجتي، وتلَفَّظَت لي "مين يِسْتَحْمِلَك بِكَشَرْتك دي"، مِمَّا أدَّى إلى الصِّدَام معها. وقالت لي "البنات بيكرهوك، ودايمًا يتكَلِّموا إنَّك مجرد ما تدخل من الباب عند العودة من العمل مِتنَرفِز وتزَعَّق. أنت مش حاسس بنفسك، ومبعرفش أتناقش معاك، أنت صح والباقي غلط".
لا أعلم ماذا أفعل لكي أَتَحَكَّم في أعصابي وأكون حليمًا، وكيف أُشعِر بناتي بالحُبّ والمَوَدَّة مع وجود دائمًا تفكير في خطط مُستَقْبَلِيَّة لنا كأُسرَة وليس شخصي (وخاصة بِبَناتِي)؟ وعلى سبيل المثال فكرة الهجرة لبلد غربية لإِكْساب بناتي الجنسية والتعليم الجيِّد، مع أن هذا سيعود عليَّ بالتعب الشديد لأنَّنِي سوف أعمل مِهَنًا دُنيَا كعامل بنزين أو كاشير، في حِين أن َّوَضعِي الاجتماعي حاليًا مُحاسِب وفي مكانة جيدة، ولكن لا يُوجَد استقرار بالبلدان العربية ولا مستقبل، وهذا يَشغَل جزءًا كبيرًا من تفكيري، ووجود التزامات مادية مثل قروض واستكمال بناء بيتي خلال فترة مُحدَّدَة من الحكومة، والتَّنسِيقَات مع المهندس والمُقاوِل، بجانب تفكيري في عملي ومشاكله.
لكم مِنِّي جزيل الشكر.
وآسف على الإطالة.
24/5/2021
رد المستشار
صديقي، من المستحيل أن تكون دائمًا إنسانًا لا يُخطِئ. فكيف تتحامَل على الآخرين، ولا تريد التَّحامُل على نفسك لإصلاح نفسك؟
عدم القدرة على فعل شيء في مُتناوَل يدك مثل أن تكون لطيفًا مع بناتك وزوجتك هو في الحقيقة عدم رغبة في ذلك. والسؤال هنا: لماذا لا تريد أن تكون حَنونًا؟ إن كان ردُّك بأنك تريد ذلك ولا تقدر عليه فأنت تكذب على نفسك. إن كنت تريد شيئًا فسوف تسعى إليه وتُجَرِّبَه وتحاول تحقيقه بالرغم من صعوبته والعناء الناتج عنه. ألم تَقْتَرِض المال وأنت تعلم أن هذا سوف يُكَلِّفُك مجهودًا وعِبْئًا؟ أَلَا تنصاع للحكومة وتنفذ شروطها بالرغم من صعوبتها؟
لقد قرَّرت أن تتزوج وتُنجِبَ، فلماذا تُعاقِب زوجتك وبناتك بالعُبُوس والحَمِيَّة والعَصَبِيَّة بسبب أنك تُحِسُّ بأن المسؤولية ثقيلة؟ ألم تَختَرْهَا أنت بِمَحْضِ إرادتك؟ لماذا لا تستمتع بهذه المسؤولية وتَمْتَنَّ لله لوجودها في حياتك؟ هناك الكثيرون في العالم لا يحلمون بأن يكون لديهم نصف ما لديك، ولكنك غاضب لأنك تُخَوِّفُ نفسك من عدم المقدرة على القيام بالمسؤوليات التي اخترتها وتقول لنفسك أنها ثقيلة، ثم تَعبُسُ وتتَوَلَّى عن زوجتك وبناتك. قال الله للرسول عليه السلام "ولو كنت فَظُّا غليظ القلب لانْفَضُّوا من حولك"، فماذا تريد؟ تريد أن تختفي الأخطاء من البشر لكي تفرغ أنت، لماذا؟
أيضًا يقول الله في كتابه العزيز: "ولا تَقْفُ ما ليس لك به عِلمٌ إنَّ السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولئك كان عنه مسؤولا". نحن مسؤولون عن الفؤاد (المشاعر والأفكار)، وبالتالي يمكننا توجيهها والتَّحَكُّم فيها. قد يتَطَلَّب الأمر تدريبًا طويلًا لتكوين عادات جديدة في التفكير واختيار مَعَانٍ مختلفة. هذا بالطبع يتطَلَّب أن تعترف أولًّا بأن المشكلة معك وفيك، وأن تُصَلِّحَ من نفسك أولًّا قبل أن تُطالِبَ الآخرين بالكمال.
أنصحك بمراجعة معالج نفسي للتعامل مع إدارة مشاعرك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
واقرأ أيضًا:
كيف أتحكم في العصبية الزائدة؟
عصبيتي المفرطة ..ألها حل سحري؟