لست جميلة
السلام عليكم. أنا فتاة في السادسة عشر من العمر، سمراء البشرة، ولديَّ الكثير من حب الشباب في وجهي ورقبتي يكاد يُشَوِّهُني. والجميع مِن حَوْلي يَنتَقِدُني بسبب وجهي، حتى عائلتي، لا أحد يُحِبُّني حتى أمي.
أصبحت لا أَسرُدُ لِأَحَد حكايتي أو مشاكلي، كنت أسرد مشاكلي للجميع، والجميع يعرفني بمشاكلي. وقبل سنة تقريبًا أصبحت لا أَسْرُد لأحد مشاكلي.
وأنا منذ ثلاثة سنوات وأنا أُحِبُّ شخصًا ما، وهو لا يهتم بي أبدًا. أصبحت مشاكلي تزداد يوميًّا، وأنا أقلق كثيرًا عندما يُنادِيني إِخْوَتِي بصوت مُرتَفِع، وأَرْتَجِف وأقول "لقد حدث شيء، وسوف يضربونني". عائلتي تميل إلى العنف كثيرًا، أمي من نوع الأم النرجسيَّة، وأبي بعيد، وإخوتي يُعايِرُونَنِي.
أشعر ألَّا داعي للبقاء حَيَّة، وهذا الشعور أصبح أكثر ما يَشْغَلُنِي.
هل عندكم حَلّ؟
20/05/2021
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة / "سلمى" حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك. الحقيقة –يا عزيزتي– أن هذا الموضوع في غاية الحساسية بالنسبة لفتاة في سن المراهقة، نعم الجمال مهم بالنسبة للمرأة، خاصة الفتيات في المراهقة وبداية العشرينيات من العمر، لكن الجمال نعمة قد يغدق الله بها على بعض عباده، وهو ليس كل شيء، ولا يوجد شخص غير جميل، وأنا لا أعلم في الحقيقة مدى عدم جمالك، فالجمال والقبح أمران نسبيان، فما يكون جميلاً في نظر شخص قد لا يكون كذلك في نظر شخص آخر، والعكس صحيح، لذلك لا يجب التعميم على الأمور بشكل قاطع، خاصة في الأشياء القابلة لوجهات نظر مختلفة، فهذه الدنيا أذواق، ولعلك تندهشين كيف لرجل وسيم أن يتزوج بتلك، أو كيف لتلك الجميلة أن تتزوج ذاك، وفي النهاية ستكتشفين أن الأعين مختلفة فكل شخص يرى حبيبه على أنه الأجمل...
لدّي شعور بأنك لست بهذا السوء الذي يجعلك تقنطين من الحياة، لا بد أن يكون فيك شيء من الأنوثة، فليس من المعقول أن تكوني خالية تماما من أي شيء جميل في شكلك، وجسدك، وسلوكك، وشخصيتك، لابد أن ثمة جمالا في شيء من الأشياء التي عددتها
لا تحكمي على نفسك بالدونية والنقص وتجني عليها لمجرد أنك سمراء بعض الشيء، أو لأن لديك مشكلة حب الشباب وهي مشكلة قابلة للحل بل والقضاء عليها تماما –بإذن الله– بأخذ العلاج المناسب لها من أطباء الجلدية والتجميل المتخصصين. امنعي عنك هذا الإحساس بالدونية والنقص وما قد يتولد عنهما من الفقدان التام للثقة بالنفس، والذي ألحظ من خلال كلمات رسالتك أنه ترسخ بداخلك وآمنت به، حتى أصبحت تتعاملين مع نفسك ومع الآخرين على أساسه، فأصبحت تشعرين بأنك أقل من أن يكون لك رأي أو موقف محدد في أي مشكلة تواجهك، وأنك أقل من أن تختاري أو ترفضي أو تعترضي، فيكون تصرفك وردود أفعالك سلبية ومرتعشة، وقد يكون هذا ناتجا عن الظروف التى تعيشين بيها وخاصة الظروف الاسرية التى انكرت شخصيتك لاسيما معايرة أخوتك المستمرة لك، والمقارنه الدائمة بينك وبينهم، وفقدان الحب والاهتمام والعاطفة من الأب والأم مما جعلك شخصية ضعيفة غير قادرة على مواجهه المجتمع.
للأسف –يا ابنتي– جميع قناعاتك مشوهة، ولو كان بك نقص أو عيب فليس كونك سمراء قليلا ولكن مشكلتك في شخصيتك، تحتاجين إلى إعادة ترميم وبناء لشخصيتك على أسس صحيحة، أولها إيمانك بذاتك وأنك تملكين الكثير، العقل والروح، القلب والشخصية، وتؤمني بأن كل إنسان خلقه الله سبحانه وتعالى بتميز خاص به وحده
بالله عليك كيف يمنحك الآخرون قيمة أنت لا تمنحينها لنفسك وأنت لا ترين في نفسك أي مميزات؟ أين معاييرك الخاصة؟؟ وهل يحتاج الشخص الواثق من نفسه لمعاير وتقيمات الآخرين لتحدد مدى جودته؟؟ وأي معايير شكلية تقيم بها الفتاة!!؟
عزيزتي "أحبي نفسك حتى يحبك الناس"، أحبي نفسك بقناعة تامة إنك فتاة مميزة وبك الكثير من الجوانب الرائعة، الاهتمام والتركيز على مواطن الجمال وإخفاء بعض العيوب بقصة شعر أو ملبس أو مكياج يساعد كثيرا، اهتمي بجمالك ورونقك، عيشي كل لحظة من يومك كما تحبين ولونيها بألوانك الخاصة، واعلمي أن الناس ترانا كما نفكر نحن عن أنفسنا، فلو شعرنا أنه ينقصنا شيء سيظهر على تعابيرنا وافكارنا وتقرأه الناس وتراه فينا، لذلك أكدي لنفسك أنك جذابة، وركزي على نقاط القوة فيك وتوقعي إعجاب الآخرين لتزداد ثقتك بنفسك، كثير من أجمل جميلات السينما كن يعانين أنهن غير جميلات، وكثير من النساء مجرد ثقتها بنفسها تجعل الآخرين يرونها جميلة أو جذابة فالأصل هو الثقة بالنفس، واعلمي أن عدم الثقة بالنفس –رغم أنه شعور داخلي– إلا أنه يظهر للآخرين بوضوح من خلال أفعالنا، وتعاملنا، وردات فعلنا
ابحثي عن هواية أو موهبة واعملي على تنميتها، اهتمي بكل تفاصيل حياتك لتكون بأفضل صورة، وعندها أؤكد لك أنك ولأول مرة ستشعرين أنك تعيشين، عندها سيكون لك قرار ورفض وقبول بدون أن تقنعي نفسك أنك منكسرة ومغلوبة على أمرك، حتى قصة حبك لذلك الشباب سوف تتلاشى من داخلك لأنه ليس حبا ولكن نداء فطري للعيش بقصة حب، حتى لو كان حبا فأنت تستحقين الأفضل، ما لاحظته في رسالتك أن هذا الحب كان من طرف واحد، لذلك عليك أن تنسيه حتى لا تعذبي نفسك، الأمر صعب في البداية لكن بعد تخطيه سوف تضحكين كثيرا، سوف تصبح نكتة تتندرين بها، وربما قصة تروينها لابنتك، كل ما عليك فعله الآن هو عدم التفكير و طرد الأفكار السلبية، لا تعطي قلبك لمن لا يستحق، أنت أثمن مما تتصورين
ابنتي الكريمة : يبدو لي من كلماتك أنك تعانين من كآبة مرضية مزمنة بسبب إحساسك بأنك لست جميلة، وما يصحب ذلك من أعراض التوتر والقلق والاكتئاب وعدم الرغبة في الحياة، وهذا أمر غاية في جلد الذات، والنظرة الدونية لنفسك ! فلو أنها فتاة عادية لديها مشكلة في شكلها فستحاول أن تعمل على أن تحسّن من مظهرها، لكنك غير مستقرة نفسياً، إنك تعانين حقيقة من كآبة مرضية، وهذا ينعكس في كلماتك، في خوفك المستمر من أهلك، وانتقائك الصفات السلبية في شكلك وشخصيتك، وهذا يؤكد على إصابتك بالاكتئاب المرضي وفقدان الثقة بالنفس وهو أمر سهل علاجه بأمر الله.
أعتقد بأنك بحاجة ماسة للعلاج النفسي، وأقصد بذلك العلاج النفسي غير الدوائي، اختاري المعالج النفسى الصحيح ليرسم لك حياتك ويعيد بناء شخصيتك، وقد تحتاجين أيضا لدواء يساعدك على تخفيف أعراض القلق والاكتئاب الذي أثر على حياتك بشكل سلبي جداً
تجرئي واقتحمي الحياة فلا يفوز باللذات إلا الجسور، ومهما كانت خطتك رائعة فلن تكون أفضل من خطة الله لك.
واقرئي أيضًا:
حرمت الجمال والجميع لا يحبني
رفضوني بسبب الجمال أريد حلا
رفضوني بسبب الجمال أريد حلا مشاركة1
الجمال إن أكرمكم عند الله أتقاكم مشاركة
الجمال والقبح
الجمال أم الثقة ؟ أهم حاجة للبنت ؟
لا أمتلك الجمال ماذا أفعل ؟