أخاف من الكِبَر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكُرُكم على هذا الموقع الأكثر من رائع، نَفَع الله بكم، وجعل كُلَّ ما تُقَدِّمُونه في ميزان حسناتكم.
مشكلتي تَكْمُن في أنني لست مُتصَالِحَة مع الزمن، لا من ناحية العمر، ولا من ناحية الوقت الذي يَمُرُّ بنا خلال اليوم الذي نعيشه، أي أنَّنِي لا أُحِبُّ أن أَكبُر، وأخاف دائمًا من فكرة الكِبَر. لست مثل باقي إخوتي، فمسألة العمر لا تُؤثِّر فيهم كثيرًا.
عندما كنت في عمر الخامسة عشرة كنت دائمًا أدعو على نفسي بالموت إذا صار عمري ثلاثين سنة؛ خوفًا من أن تظهر عليَّ علامات الكبر، ولم أَكُن أعلم أنَّه في الثلاثين لا يظهر علينا الكبر. والآن أصبحت أخاف أن تتحَقَّق دَعْوَتِي.
مشكلتي أنني لا أعيش عُمرِي بسعادة، وأتمنَّى أنَّ عمري توقف عند 25 سنة. والآن أنا أُحَضِّر الماجستير، وكان من المُفتَرَض أن أُنهِي دراسته قبل عام من الآن، ولكن لصعوبة الدراسة في أوروبا تأخَّرت؛ لهذا أنا مُحبَطَة، وأحيانًا أُفَكِّر ألَّا أُكمِلَ دراستي، مع أنَّه لم يَتَبَقَّ لي إلَّا القليل، والسبب أنِّي أشعر أن عُمرِي ضاع في الدراسة، وإلى الآن لم أُنجِز شيئاً في حياتي، وإلى الآن لم أتزوج، وأنني كَبُرت. ودائمًا تراودني فكرة أنني لو تزوجت صغيرة لأصبح لديَّ أطفال، ولَكَبُرت معهم بدلًا من أن أكبر وهم لا يزالون صغاراً. لا أدري هل أنا أجلب القلق لنفسي أم أن لديَّ مشكلة فعلًا!
أمَّا بالنسبة لمشكلتي مع الوقت فأنا دائمًا أقول: "لا يوجد وقت" أي أنَّنِي دائمًا في عَجَلَة من أمري حتى لو كان عندي مُتَّسَع من الوقت، فمثلًا عندما يكون لديَّ موعد أحضر قبل الموعد بنصف ساعة. وأول ما يبدأ المساء (أي الساعة الثامنة مثلًا) أشعر بأن اليوم انتهى، ولا أفعل أي شيء، مع أن بعض الناس يبدؤون واجباتهم في المساء، ثم يضيع وقتي بقول: "لا يوجد وقت".
أريد حلًّا لمشكلتي، أريد أن أُغَيِّرَ من طريقة تفكيري التي باتت تُؤَرِّقُني وتجعلني أَقِفُ عاجزةً أمام طموحاتي.
أتمنَّى أن تساعدوني.
23/5/2021
رد المستشار
المشكلة أنه لا تُوجَد مشكلة، فالمشكلة أنتِ من صنعها بافتراض أنه لا يوجد وقت. فالوقت مُحدَّد، والزمن مفتوح منذ بدء وجود الكون، ودعوتك على نفسك بالموت إذا صار عمرك 30 نابعة من خوفك من الكبر، ولربما كان حينها من الظروف ما جعلك تطلُبِين هذه الأمنية.
عليك أن تُدرِكِي شيئًا واحدًا يُدرِكُه الجميع، وهو أنَّ الأعمار ليست بأيدينا، وأنَّها بِيَدِ الله تعالى.
الحلو أنك سوف تحصلين على درجة الماستر في دراستك. فلا ينتابك الإحباط، فقَلِيلٌ من الجهد آلان لتحقيق أمنيتك والتي يتمناها غيرك، فلا تَرْفُسِي النِّعمَة التى حَبَاكِ الله بها.
ولا يُوجَد تأخير أو ضياع للعمر في الدراسة. أمامك المستقبل، ومن ثَمَّ تحقيق آمالك وطموحاتك. لا تستعجلى الوقت، ولا تُبَرِّري أنَّ الوقت يَمُرُّ سُدىً. أنتِ أنجزتي الكثير والكثير، لكن نظرتك السوداوية للحياة من خلال فكرة الوقت وأنك على عَجَلَة من أمرك. فتحيقيق الأمور لا بُدَّ له وقت محدد، وخلال الزمن الذي يُحَدَّد بوقت أو أوقات تكونين بلغت المراد.
المستقبل أمامك، فغدًا سوف يأتى من يطلب يدك، ويُدَغْدِغُ مشاعرك، ويَخفُقُ قلبك. ثم تُكَوَّن أسرة أنتِ نُوَاتُها.
واقرئي أيضًا:
وسواس التقدم في العمر!
الأفكار السلبية والقهرية
بنت العشرين: مرور العمر يؤرقها
وسواس التقدم في العمر : وسواس الشيخوخة !