الشك الدائم دون أسباب
سلام عليكم، بداية أشكركم .. عسى أن أجد عندكم ضالة هدايتي .. أنا الآن أبلغ من العمر ٣٠ عاما .. تزوجت من خمس سنوات وطلقت هذا العام ..
تعرفت على فتاة تعمل في نفس مجالي وهو التمريض، تعرفت عليها وكانت من أكمل الناس في نظري، أحببتها جدا وما زلت، وكنت تقدمت لأهلها من أجل الخطبة، ولكن بعض الأمور التي عرفتها فيما بعد ولدت في نفسي كثيرا من الهم والنكد والشك وخلق المشاكل، عرفت أنها سترها الله كان لها علاقة بشاب من قبل، علاقتها بهذا الشاب استمرت حتى بعد معرفتي واتفاقنا على الزواج.
كان الموضوع صادما جدا، وأكثر ما يثير شكي في دائما أن علاقتها به استمرت لما يقرب من ٦ أشهر بعد معرفتها بي، وكان بينهما بعض الأمور التي تصل للكلام الذي يحدث بين الأزواج، ثم عرفت أن لها علاقات سطحية مع شباب لمجرد الدردشة، هذا كله على فترات، فاليوم أعرف فلان وغدا فلان وهكذا، هذا ولد عندي شكوكا في كل شيء منها، هي تقول لي أنها لن تعود أبدا لحياة مثل التي عاشتها قبلي، لكن أن أعرف بعض الأمور على فترات ولغاية فترة قريبة ونحن على معرفة من سنة ونصف، فهذا يزيد الشك في كل تصرف من تصرفاتها، حتى أني مثل المجنون أقوم بتتبع نشاطها على مواقع التواصل والدردشة، هل هي متصلة أو لا، كما أني لا أكون مرتاحا أبدا في وقت تغيب فيه لأي أمر طارئ، أو حتى تركها لوحدها عند نومي .. هذا أولا.
الحادثة الثانية وهذه الأكثر تأريقاً .. أنني اكتشفت بالصدفة أنها سترها الله تتابع الأفلام الإباحية وهي أشبه بالمدمنة عليها، كانت هذه صدمة أخرى بعد صدمات عدة ..
في كل هذا كانت ردة فعلي كالتالي، أن لا يخلو الأمر من العصبية، لكن دون أذى، حاولت في كل حادثة أن أمر وأقول أن كل شيء قديم فهو ماضي، وأن مشاهدتها للافلام زلل ومعصية، ووعدتها أنني سأساعدها في للتخلص من هذه العادة ..
لكن لكي أكون صادقا، رغم محاولاتي العديدة في تخفيف شكي وتوتري وإصلاح نفسيتي ما زلت أفشل ..
أنا أتذكر أني كنت عليها حانياً جداً، وحاولت أن أتناسى ما حصل معها، لكن في الفترة الحالية أنا أعاني حقا، أو لا أستطيع أن أوفر لها ما كان من قبل من مودة وحب وحنان، وثورتي وعصبيتي وشكي يبدأ من موقف تافه أو كلمة صغيرة، أصير كالبركان .. وصلت لمرحلة لا أستطيع النوم بتاتا رغم تعبي في العمل، لا أرى الناس، فكرت في تركها ولكن أغلب الظن الخير بالله وأن لا أتركها وقد تركت كثيرا مما كانت عليه من أجلي، لكن ما زال هذا الخاطر في بالي، حاولت الانتحار بأداة حادة وأن أرتاح لأني كنت أظن أني لا أصلح لأن أعيش، علاقة زوجية أولى فاشلة، وثانية تكاد تفشل قبل أن أبدأها ..
وما يزيد من عصبيتي وعدم تقبلي لأي تصرف يبدر منها مهما كان تافها، أن فيها نوعا من عصبية زائدة مؤذية، أي أنها ضرتني بكلامها بعد أن اكتشفت أكثر من مرة ما حدثتكم عنه، كأن تقول لي أنت لا تثق فيّ ولا تستحقني، ثم بعد ذلك أكتشف أنها كانت تكذب، وهذا سبب آخر يدعوني للشك دائما
لجأت إليكم لأني لا أريد لهذه العلاقة أن تنتهي، وإن كان بالإمكان التدارك في إنجاحها، وكذلك في إيجاد حل لما أعانيه من مشاكل نفسية أثرت على حياتي الاجتماعية والصحية والنفسية، عدم نوم وفقدان للوزن وعلاقة مع الأهل والأصدقاء متوترة بسبب كثرة تفكيري ..
حاليا العلاقة على صفيح من نار .. لا يمر اليوم إلا بلحظات سعادة قليلة، أغلب اليوم أحياه في هم وغم ونفسية محطمة ..
أسأل الله أن ينفعني وغيري بكم وبارك الله فيكم
30/5/2021
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
لم تذكر في رسالتك أسباب فشل زواجك الأول الذي انتهى بالطلاق بعد خمسة أعوام. هذه العلاقة الثانية بدأت مباشرة بعد الطلاق، ومهما كانت ظروف زواجك الأول فإن الحدث يلعب دوره في حياة كل إنسان ويدفعه نحو هاوية الاكتئاب. ما هو في غاية الوضوح في رسالتك عدم استقرارك وجدانياً والحديث عن الانتحار وكل ذلك يشير إلى أنك فعلا سقطت في هاوية الاكتئاب، ولكي تخرج منها عليك مراجعة طبيب نفساني والحديث معه عن العلاج.
الشق الثاني من رسالتك هو حول علاقتك العاطفية الجديدة. البحث عن علاقة حميمية مباشرة بعد نهاية علاقة سابقة ليس بغير المعروف وغايته إسدال الستار على الماضي وبداية حياة جديدة، ولكن هذا الاندفاع أحيانا له جوانبه السلبية. قاعدة أي علاقة حميمية ناجحة هي الثقة المتبادلة والشعور بالأمان، وبصراحة هذا غير موجود في علاقتك هذه. أما أسوأ ما في العلاقة فهو أفكار الغيرة وسلوك المراقبة والمطاردة وكل ذلك لا يبشر بخير في نجاح العلاقة مستقبلاً.
استنتاج الموقع هو أن تراجع طبيباً نفسانياً وتتخذ القرار حول القبول بالآنسة الفاضلة أو نهاية علاقة قد لا يكتب لها النجاح.
وفقك الله.