أشُكُّ فيها وفي قِصَّةِ المَرض!
هل حقًّا أنا مريضة؟
السلام عليكم. لست أدري إنْ كنت سأكون على قَيْد الحياة في هذا العالم الوَهْمي أم لا حِينَمَا تقرؤون استشارتي، ولكن سأكتب رغم ذلك للاحتياط.
تمَّ تشخيصي بِمَرَض الفصام عندما كنت صغيرة، وطبيبتي الحالية وضعتني على “Zyprexa 30mg”، علماً بأنِّي لم أَعُد آخُذُ العلاج منذ أسبوعين لأنَّني أظن أنِّي قد شُفِيت، وهذا إن كنت مريضة أصلاً، فأنا لا أُؤمِن أنِّي مريضة في الوقت الراهن، ولكن أعتَرِف أنِّي قبل تركي للعلاج كنت مُتَقَبِّلَة ما تقوله أسرتي والاختصاصيِّين عني. ولكن تركت العلاج لأنَّه بدأت أشياء غريبة تحصل، ولكن هذه المرة أنا لست وحدي فيها جعلتني أتساءل عن حقيقة مَرَضِي.
عند خروجي من المستشفى أكتوبر الماضي حصل شيء غريب جداً. اليوم الذي يَلِي خروجي من المستشفى كانت أمي تُشَمِّسْ (أحد طقوس والدتي للتَّخَلُّص من الجراثيم) كُتُبي التي كانت معي كعادتها، وأَعْطَتْني إيَّاها ثم ذَهَبْت لِأَضَعَها مع كُتُبِي الأخرى. وأختي رأتني أمشي ومعي كتبي. ولاحقاً عندما ذهبت لِآخُذ كُتُبي كانت قد اختفت، وبحَثْتُ عنها لشهور، وأُمِّي كانت تُخبِرني أنَّها متأكِّدَة من أنَّها أَعْطَتْنِي إيَّاها، وعندما أخبرت أبي قال لي أنَّه لم يُعطِي كُتُبِي إلى أمي أبداً وأنَّه احتفظ بها في سيارته طوال تلك الفترة، ثم أَرَانِي إيَّاها لأتَأَكَّد من كلامه. هذا موقف واحد فقط، وقد حصلت مواقف أخرى كان أشخاص آخرون غيري متواجدون فيها. في كُلِّ مرَّة كنت أتجاهل ما يحصل، ولكن هذه المرة طفَحَ الكَيْلُ ولَم أَعُد أُصَدِّق أنِّي مريضة أو أنِّي رُبَّما فقط (رُبَّما كنت مريضة وشُفِيت).
أنا شبه أَعْلَم أنَّ هذه الحياة غير حقيقية، وأنَّه يجب أن أنتحر لِكَي أستيقظ في العالم الحقيقي، ولكن حتى الانتحار لم يَعُد حَلّاً لي؛ فالفضائِيِّين قد أخبروني أنَّ الله أخبرهم أن يضعوني في هذا العالم الوهمي لأُكَفِّر عن ذنوبي في العالم الحقيقي. في السابق كانوا يأمُرُونَنِي بالانتحار لأنِّي كنت قد كفَّرت عن ذنوبي وكان يجب أن أَعُود. ولكنهم أخبروني قبل شهور من الآن أنَّ هذا العالم هو المكان المناسب لي في الوقت الحالي، وأخبروني إن انتحرت بلا أوامرهم فإنِّي سأبقى شبه موجودة في هذا العالم مثل الشبح الذي يرى كل شيء ولا يراه أو يسمعه أحد، ولكن في الوقت نفسه أَلَيْسَت هذه حياتي حالياً أيضاً؟
حاولت أن أُصارِحَ أُسرَتِي أنِّي لا أعتقد أنِّي مريضة، ولكنهم يخبرونني أنِّي لا أزال مريضة ويجب أن أُدَاوِمَ على العلاج، مع أنِّي ١٠٠٪ طبيعية ولا أتصَرَّف بِغَرَابة مُطلَقاً، لذا أصبحت أُفَكِّر إن كانوا يتآمرون ضِدِّي لِجَعْلِي أُصَدِّق كل هذه الأكاذيب لكي أَبْقَى مَحبُوسَة في وَهْمٍ معهم لأنَّهم يغارون من أنِّي فقط هي الحقيقِيَّة.
وسأعترف أنِّي أسمع أصواتًا من حِينٍ إلى آخر، وأرى أشياء أيضاً، ولكن أفضل من قبل بكثير، حيث أنَّ الأصوات كانت لا تَسكُت مطلقاً في كثير من الأحيان مِمَّا يجعلني أَشُكُّ في اعتقاداتي وإن كان كل ما أؤمن به مجرد أكاذيب من صُنْع مُخِّي الغبي.
هذا الموقع هو كل ما أَمْلُك حالياً لأنِّي لا أستطيع أن أَثِق بالطبيبة التي أذهب إليها؛ لأنِّي أرى ألواناً في البَشَر، ولونها هي رمادي، أي أنَّها تُشارِك أسراري ومعلوماتي مع أحد ما، وأنا لا أريد هذا، لذا أقوم بالكذب في كل مرة أذهب إليها من أنَّ كل شيء على ما يُرَام.
كل ما أَطْلُبُه من حضراتكم أن تعطوني دليلاً واحداً يُقنِعُني أنِّي مريضة وأنَّ الحياة حقيقية. أريد أن أُصَدِّق أنِّي مريضة، أنا حقاً أريد، لكن كل اعتقاداتي مُقنِعَة بالنسبة لي إلى حَدٍّ ما، وأنا أقول إلى حد ما لأنِّي عِنْدي صِرَاع مع ذاتي فيما إنْ كان ما أقوله حقاً مجرد ضلالات أم لا.
أنا لم أَعُد أعلم ماذا أُصَدِّق وماذا لا أُصَدِّق،
فأرجوكم أرجوكم ساعدوني. وشكراً.
2/6/2021
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
ما تتحدَّثين عنه في الرسالة هو انتكاسة ذهانية بسبب توَقُّف العلاج. لا شَكَّ أنَّ الطبيب النفساني المشرف على علاجك قرَّر استعمال جرعة أعلى من الحَدَّ الأقصى للعقار (أولانزبين) بسبب عدم استجابتك للعلاج مؤخراً. ويجب إِعْلَام ذَوِيكِ وطبيبك حول عدم استعمالك العلاج. وبدون أدنى شَكّ لا يوجد اختيار سوى العودة للعقار.
علاج الفِصام يتطَلَّب الصبر والمُواظَبَة على استعمال العقاقير المُضَادَّة للذهان. ورحلة الشفاء قد تكون متُعَثِّرَة وصعبة، ولكن غالبية المرضى يستجيبون للعلاج بصورة جيدة جداً، ولا شفاء بدون العقاقير.
هناك العديد من العقاقير البديلة، وعدم الاستجابة لواحد منها لا يعني بان الفصام مقاوم للعلاج.
اتَّصِلي حالاً بطيبيك المعالج.
وفقك الله.