الخائف أن يكون شاذا: مطلوب التشخيص والعلاج
وسواس قهري عاد بسبب حُلْم
السلام عليكم. بعد قراءتي الأخيرة لِرَدِّكُم وجدت بعض المُغَالَطَات التي فهمتموني خطأً علي أساسها، فأنا تخرَّجت وبَطَّال (عاطل) لأنِّي تخَرَّجت فقط هذا العام. وكانت لديَّ علاقة مع البنات آخرها مدة عامين. وكان لديَّ عِدَّة وساوس من قبل. وأخبرتموني أن الطبيب سَيَطْرَحُ عليَّ الكثير من الأسئلة الأخرى، وأنا أظُنُّنِي أخبرت بكل شيء.
وقد كانت لديَّ تجربة من قبل أني قبل 4 سنوات التقيت بشخص شاذ لأول مَرَّة، بحيث أصبحت أُدَقِّقُ فيه وأقول "كيف لِرَجُلٍ سَوِيٍّ أن يكون هكذا؟!” وشعرت بِعَدَم تَقَبُّلِه، لم تتَقَبَّل نفسي هذا وأصبحت حائِرًا. ثم بعد مُدَّة تعَرَّفت على شخص في موقع "فيسبوك" يطلب مساعدتي في أمرٍ ما، واكتشف لاحقًا أنَّه شاذ، ولما اكتشفت شذوذه قُمْتُ بِحَظْرِه، فقال لي قبل أن أَحظُرَه "تخَيَّل نفسك مكاني" فشعرت نوعًا ما بالشَّفَقَة عليه وفي نفس الوقت عَدَم تَقَبُّل أنَّ هناك أشخاصٌ هكذا بِحُكْمِ أنِّي عِشْتُ في بيئة لا ينتشر فيها هذه الأشياء، ولمدة يومين وأنا أُفَكِّر كيف يمكن أن يحصل هذا لشخص ما، ثم نسيت الأمر.
وبعد مدة قصيرة حَلِمْتُ بِشَخْصٍ وَضَع إصبعه في مُؤَخِّرَتِي، فأُصِبْتُ بالهَلَع صباحًا كأنَّ الأمر حَدَث حقًّا، ومُؤَخِّرتي بها رَعْشَة أو خَطْب ما، حتى أصبحت عندما أشاهد فيلمًا إباحِيًّا أُحِسُّ بشعور في مُؤَخِّرَتِي، لكنِّي كنت أتجاهل ذلك لأَصِلَ لمرحلة النَّشوة في القضيب _أعزَّكم الله_ حتى اختفى ذلك الشعور، وتجاوزت ذلك بالتجاهل، وكلما يُعِيدُ الحُلْمُ نفسه أتجاهله حتى اختفى.
وفي الصِّغَرِ كُنَّا نلعب لَعِبَ أطفال بهذا الخصوص، وتقريبًا لم يَكُن يُؤَثِّر هذا في نفسيتي إلى حَدٍّ كبير موضوع الصغر، حتَّى أنِّي قبل هذا الحلم وهذه الوساوس كنت عندما أتذَكَّر ذلك لا أشعر بأيِّ شيء. لكن بعد 4 سنوات طَرَحْتُ لكم مشكلتي هذه مع وسواس الشذوذ وكيف بدأت، وبعد قراءتي لِرَدِّكُم ارتحت نوعًا ما وأصبحت أتَغَلَّب على الفكرة وأنجح في تَجَاهُلِهَا، وأحيانًا تتغَلَّب عليَّ وتُحزِنُنِي، إلى أن قارَبْتُ على الشفاء نهائيًّا والتَّخَلُّص منها.
ذهبت لأقرأ على هذا الموقع بدون سبب تقريبًا، وإذ بي أقرأ كل استشارات المُوَسْوِسِين، وإذ بي أَجِدُ في استشارات أخرى العديد من الأعراض لدى أشخاص آخرين قرأت أنَّهم كانوا يَجِدُون متعةً وما إلى ذلك، حتى عادت وساوسي، ووسوست هذه المرة بكل شيء قرأته، ولكن لم يُؤَثِّر الأمر بي، إلى حين رأيت في حُلْمٍ أن فأرًا يَنكِحُ فأرة، وأحسست بشيء في مُؤَخِّرَتِي، وتَرْجَمَ لي عقلي أن ذلك الشعور هو متعة، واستيقظت مرعوبًا. علمًا أني حَلِمت أحلامًا كهذه من قبل لكن لم أَكُن أُعِيرُها اهتمامًا، ولم يُتَرْجِم عقلي أنَّها متعة، بل قَهْر، لكن هذه المرة دَقَّقْتُ في الحُلم لأنِّي في اليَقَظَة كنت أقول في نفسي "يستحيل أن أرى أفلامًا إباحِيَّة شاذَّة حتَّى أتحَقَّق".
مع الأسف أصبحت في حالة كارِثِيَّة، والآن أسألكم أَسئِلَةً مُحَدَّدة. هل الحلم بالشذوذ يعني الشذوذ؟ علمًا أنَّ كل تجاربي وكل علاقاتي السابقة مع البنات، وهذه الأحلام أصبحت أَمْقُتُها وأنا في هذه الحالة.
والسؤال الثاني: كيف تذهب عنِّي هذه الأحلام نهائيًّا؟
والسؤال الثالث: مشكلتي تَكمُن في أنِّي عندما أرى شابًّا وَسِيمًا أُدَقِّق فيه عدة مرَّات حتى لا أشعر بشيء وأقول في نفسي أنَّه شيء عادي، وأرتاح، وأحاول أن أمنع نفسي من هذا التدقيق، لكن أَجِدُ صوتًا داخليًّا يقول لي "أرأيت؟ لا يوجد شيء (كلام قهري كلَّما رأيت شخصًا وأدركت أنه وسيم)” وعندما أتجاهل الأمر كُلِّيًّا يُخبِرُني الوسواس أنني أتجاهله بمعنى أنِّي أهرب منه وأتحاشاه. وهنا أريد فقط شرح كيفية ”التَّعَرُّض وعدم الاستجابة”، مع العلم أنَّني ألتَقِي أحيانًا بأصدقائي ولا أتحاشاهم، ولا أقوم بالأفعال القهرية السلوكية، لكنِّي ربما أقوم بالأفعال القهرية الفكرية كأن تتَسَلّط عليَّ خيالات شاذَّة، أكره هذا وأقول أنَّه يستحيل أن أفعل هذا، وأخاف خوفًا كبيرًا أن أَجِدَه في حُلمٍ أو ما شابه.
وقلت لكم سابقًا أنِّي لا أستطيع أن أذهب لطبيب نفسي بِحُكْمِ أنَّ الأطباء في شرق الجزائر ليسوا أصحاب كفاءة بتجربة أحد الأقارب.
الآن لم أَعُد أُصاب بذلك الرعب الشديد، لكن هناك خوف عندما أقرأ استشاراتكم، والمشكلة أنه يقول لي الوسواس ”أنَّ كل تلك الحالات لا تُشبِهُ حالتك”. الآن لا أقرأ وسواسًا بهذا الموضوع إلَّا وأنا مُصابٌ به، فأتجاهل بعضه ويُحزِنُنِي البعض الاخر، وعندما أنجح في تجاهل كل شئ يأتيني شعور يقول لي ”إنَّك أصبحت فتاةً، وأَصْبَحَت الأفكار لا تُؤَثِّرُ بِكَ” فيعود قَلَقِي، وأقرأ الاستشارات، ويعود القلق، وأرتاح نوعًا ما.
أريد نصائح منكم جزاكم الله خيرًا. علمًا أنَّ أحد أبرز مشكلاتي هي الفراغ، بحيث أنِّي أبقى طوال اليوم بالبيت تقريبًا، ما عدا شراء لَوَازِم البيت، وأنا لا أَلتَقِي بأصدقائي دائمًا بِحُكم أنَّهم يَقْطُنُون بعيدًا عَنِّي وكل شخص في مَشاغِلِه.
اجعلوني كأخيكم وانصحوني لوجه الله حتي يَخِفَّ هذا العذاب.
ولكم موصول الشكر
3/6/2021
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
الحقيقة هي عدم وجود أيَّة مُغالَطَات من جانِب الموقع، وكان الرَّدّ على استشارتك السابقة في غاية الوضوح والنصيحة لك بمراجعة استشاري في الطب النفسي لتقييم الحالة العقلية.
الأعراض التي ذكرتها، وتُكَرِّرُها الآن في غاية الوضوح، وهي أعراض سببها اضطراب نفسي جسيم قد يكون وسواسًا قهريًّا مُزمِنًا أو فِصامًا يختفي خلف الوسواس القهري.
أداؤك العملي في الحياة ضعيف، وتتحَدَّث عن الفراغ، وتدور في دوامة الاضطراب النفسي الذي تعاني منه.
نصيحة الموقع هي كالتالي:
١_ تشخيص اضطرابك بِدِقَّة من قِبَلِ طبيب نفساني استشاري.
٢_ الطبيب سيُقَرِّرُ بعدها الحاجة إلى علاج نفساني أو عقاقير أو كلاهما.
دون ذلك لا تُوجَد نصائح وتَوصِيَات غير أعلاه، ولا قيمة لها لأنَّك تعاني من اضطراب نفساني جسيم.
توجَّه صَوْبَ طبيب نفساني للعلاج، فَرِحْلَةُ علاجك قد تَطُول، وعدم العلاج قد يُؤَدِّي إلى عدم الاستجابة لأيِّ علاج في المستقبل وتَدمِير شخصيتك.
وفقك الله.
ويتبع>>>>>: الخائف أن يكون شاذا : مطلوب التشخيص والعلاج م1