وسواس
أنا أُعاني من الوسواس منذ سنة تقريبًا. بدأت الوسواس بـالوضوء والشَّكِّ فيه، ثم في الطهارة بعد الاستنجاء أَكرَمَكُم الله، ثم في انتقاض الوضوء أثناء الصلاة، ثم نزول شيء من البول _أكرمكم الله_ أثناء الصلاة. وتَزِيدُ هذه الوساوس كل مرَّة، وتجَمَّعت عليَّ حتى كِدْتُ أُجَنَّ. وكُلَّما أحكي لأحد يقول لي "التَّخَلُّص منها سهل، وأنتِ السبب في تَزَايُدها" إلى آخره. لم أَعُد أشكو لأحد إلَّا لله أنْ يُفَرِّجَ عَنِّي.
وبحمد الله وفضله ومَنِّه وكرمه، ثم بفضل موقعكم الرائع وبعض المواقع الأخرى وفَّقَنِي الله لتجاهل الوسواس، لكن هناك بعض الأمور البسيطة لا أعرف هل هي من بقايا الوسواس أم ماذا!
أُمِّي _رحمها الله_ رَحَلت عن الدنيا وأنا صغيرة ولم أَجْرُؤ أن أسأل أحدًا بهذه الأسئلة، فلجأت بعد الله إلى موقعكم هذا لعلي أجد الإجابة:
عندي الإفرازات الطبيعية المعروفة عند النساء ،وهي _بحمد الله_ تَزُول عند الاستنجاء بقُوَّة دَفْع الماء، لكن هناك طبقة بيضاء داخل المنطقة التي يجب غسلها عند الاستنجاء حال الجلوس بالقُرفُصَاء. هذه الطبقة لا تَزُول بسهولة إلَّا إذا حَكَكْتها بيدي كثيرًا أو باستخدام الصابون الذي قد يُسبِّب لي التهابات. هذه الطبقة تُشبِه النقاط البيضاء الدهنية، وهي أشبه أيضًا بقشرة الرأس إذا تجَمَّعت، وكذلك تظهَرُ على يدي مثل الجلد المَيِّت إذا حككته. ما حكم تلك الطَبَقَة؟ وهي لا بُدَّ أنْ تَخْتَلِط بالنجاسة أثناء قضاء الحاجة، فهل لا بُدَّ من إزالتها أثناء الاستنجاء؟
أنا لا أُلاحِظ أحداً من أخواتي يُطِيلُ في دورة المياه مِثلِي. هل أنا أُشَدِّد على نفسي؟
هل ينبغي أن أغسل بالماء فقط حتى تزول الإفرازات المعروفة اللَّزِجَة فقط، ولا أَلْتَفِت لمثل هذه الطبقة الدهنية التي تزول بفركها باليد؟ لأنِّي جَرَّبت مرَّة أنْ أُزِيلَها بِيَدي كُلَّما لاحظتها، فوسوس لي الشيطان أنْ مارست العادة، وجلست مَهمُومَة، ورأيت بعدها إفرازات تُشبِه المَنِيّ، فاغتسلت وأَعَدْت الصلاة، ثم بَقِيت في حِيرَة من أمري.
أخاف أن أَعود لِدَوَّامَة الوسواس من جديد. أرجو أن تُجِيبوا على نقطة الطبقة الدهنية تلك لأنِّي بحثت كثيرًا ولم أَجِد سِوَى عندكم سؤال واحد عنها، وقُلتُم لها "إذا لم يظهر على يدكِ أو المنديل شيء، فقد طَهُر المَحَلّ" ولكنِّي أنا إذا مَرَّرْتُ إصبعي مثلًا على الظاهر أثناء القُرْفُصاء يخرج عليه مثل الجلد الميت هذا، وأراه على إصبعي. فهل معناه أنِّي يجب أن أُزِيلَها كل مُرَّة بِيَدِي، وهذا فيه مشَقَّة عليَّ لأنِّي مُوسوِسَة أساسًا. فماذا أفعل؟
أتمنَّى أن تكون استشارتي واضحة لكم، وأن تُجِيبوني عليها في أقرب وقت،
جزاكم الله خيرًا وفًرّج الله عنكم كرب الدنيا والآخرة كما كنتم سَبَبًا وعَوْنًا بعد الله في تفريج كُربَتِنا مع الوسواس.
28/6/2021
رد المستشار
أهلًا بكِ وسهلًا يا "سما"، والحمد لله على تَحَسُّنكِ، وأسأل الله تعالى لكِ تمامً العافية.
هذه الطَّبَقَة البيضاء التي تتحَدّّثِين عنها لا تَجِبُ إزالتها، وليست نَجِسَة، وتَطْهُرُ بِرَشِّ الماء فقط.
ومن المُمكن أنْ تَرَي طبقة بيضاء دهنية (مُختَلِفَة عن هذه) على الأذن أو على جانِبَي الأنف. وكُلُّها لا تحتاج إلى إزالة عند الوضوء أو الغسل. وقد استَطْرَدْتُ في ذِكر هذا لكِ قبل أن يأتيكِ وسواس بشأنه.
تابِعِي التجاهل رعاكِ الله ووَفَّقكِ.