أخاف أن أفطر عمدا وأخاف من كفارة الإفطار العمدي في شهر رمضان
أخي الكريم أنا مصابة بالوسواس القهري وأنا أتعالج من الوسواس القهري، فوسواسي القهري أتعبني في مجالات عدة فهو يرتكز أساسا على ديني في شتى المجالات وفي مجالات مختلفة من الدين، لكن في رمضان هذا العام أتعبني بصورة مختلفة تماما وزاد عذابي فوق اللازم، أنا دائما أتعذب في رمضان نفسيا بسبب الصيام والصلاة لكن في رمضان هذا العام راودتني أفكار جديدة أكثر إيلاما وإرهاقا
يا أخي الكريم أعلم أني أطلت الكلام لكنني أحسست أنك ستكون أحد منافذ راحتي النفسية لأنك دائما من المبادرين في الفتوى والنصح لذلك أنا قمت بإرسال رسالتي التي تنص على سؤالي هذا :
أخي الكريم أنا قبل الوضوء يجب أن أسيطر كثيرا على نفسي قبل خروج الريح مني وأعيد الوضوء مرارا وتكرارا حتى أصبح مبلولة وتعبة ومرهقة نفسيا كنت قبلا موسوسة قليلا أثناء بدء صلاتي لكني في هذه الفترة أعيد صلاتي مرارا وتكرارا أيضا لأني أخاف أن أكون نسيت قولا أو فعلا، وإذا صليت مثلا فرضين وراء بعضهما أنسى إذا صليت هذين الفرضين أو أنني صليت فرضا ونسيت فرضا وأحيانا أكون قد صليت هذين الفرضين لكنني أعيد صلاتي ظانة (أظن) أنني صليت فرضا واحدا والفرض الآخر لم أقم بصلاته.
في رمضان هذا العام طغت الأفكار علي ولأنني مريضة بالشك وبالوسواس القهري يا أخي الكريم ويا أخي الفاضل لا أعلم إن فعلت هذه الأفكار أو لا ؟؟ مثلا: تأتيني فكرة أن أذوق الطعام أو أن أشرب الماء لكني لا أعلم أن فعلت هذا أو لا فتراني أبصق كثيرا كثيرا وأنا أصلا لا أعلم أن فعلت هذا أو لا، وإن لم أبصق أقول بأنني أفطرت نفسي وانتهكت حرمة رمضان. أصبحت لا أصلي في رمضان لأني أخاف أن أتعمد دخول المياه إلى جوفي أثناء المضمضة والاستتشاق أثناء وضوئي يا أخي الكريم.
أنا أعلم أنه إذا دخل الماء بغير عمد لا يفسد الصوم ولا الوضوء لكنني أصبحت أخاف أن أتعمد دخول الماء سواء إلى فمي أو إلى أنفي أثناء المضمضة يا أخي. وأصبحت لأنني أخاف أن يدخل شيء إلى فمي أو أنفي سواءا غبارا أو حصى فتراني أدخل اصبعي في إنفي حتى ولو يدي ليست نظيفة فأتعمد إدخال حصى أو غبار أو شيء آخر إلى أنفي فأفطر في رمضان وانتهكت حرمة رمضان الشهر الكريم والفضيل.
سأجن يا أخي الكريم فمجرد فكرة تراودني لا أعلم أن فعلتها أم لا يا أخي فأحيانا أقوم بتطبيق هذه الفكرة الشنيعة كإدخال إصبعي في أنفي أو فمي فأدخل حصى أو شيء آخر إلى فمي فاطر وهذا كله بسبب مصابي الممثل في مرضى الوسواس القهري.
أجبني يا أخي الكريم على كل ما سبق من كلامي وأسئلتي هذه يا أخي. أو اسأل شخصا تعرفه عن الكلام الذي سألتك إياه من فضلك يا أخي.
وهل تجب علي كفارة بسبب إفطاري عمدا من خلال إدخال إصبعي إلى فمي أو أنفي وهو غير نظيف فأحس بشيء دخل إلى فمي أو أنفي فأقوم ببلعه دون بصقة أو إخراجه من فمي أو أنفي، فأنا أتذكر أني في مرة من المرات أدخلت اصبعي إلى فمي فأححسست بحصاة تدخل إلى فمي فابتلعتها ولم أبصقها هل تجب عليّ كفارة في هذه الحالة لأنني أفطرت عمدا. أنا أخاف من الكفارة فأنا لا أستطيع الصوم ولا أستطيع صوم الكفارة بتاتا بتاتا وليس لدي المال الكافي للكفارة إذ أنني لا أستطيع إخراج الكثير من المال بسبب الكفارة يعني في العموم أنا لا أستطيع إخراج الكفارة لا عن طريق الصوم لأنني مريضة بالوسواس القهري ولا عن طريق المال لأنني لست بإنسانة غنية.
ملاحظة يا أخي: أنا أنتمي إلى المذهب المالكي (مذهب المالكية) وأرجو منك أخي الفاضل أن تجيبني حسب مذهبي المالكية الذي أنتمي إليه يا أخي. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي أريد أن أسألك سؤالا آخر هل تجميع اللعاب في فم الصائم وبلعه يعتبر إفطارا. وهل خروج اللعاب خارج الفم وخارج الشفايف مثال كان يصل اللعاب إلى ذقن الصائم ويرجعه هل يعتبر قد أفطر عمدا مع العلم أنه يعلم أنه يستطيع أن يفطر بفعل هذه التصرفات الخاطئة؟؟.
وهل يجب كفارة على هذا الفعل؟؟ ومتى تجب كفارة الإفطار العمدي في شهر رمضان الكريم والفضيل.
يا أخي أنا أصبحت أخاف أن أصلي في شهر رمضان خوفا مني أن أدخل الماء عنوة وعمدا إلى أنفي أثناء الاستنشاق أو إلى فمي أثناء المضمضة يا أخي.
29/5/2021
واستطردت تقول:
أخاف أن أفطر عمدا وأخاف من كفارة الإفطار العمودي في شهر رمضان
السلام عليكم ورحمة الله تعالى : أخي من فضلك لا توبخني أرجوك وأجب عن سؤالي من فضلك. سؤالي كالتالي يا أخي الفاضل:
كنت أنشر الغسيل وكان غسيلي مبلولا كثيرا فنفضته ودخلت قطرة ماء إلى أنفي أحسست بدخولها إلى أنفي لكنني لم أبالي واستنشقت الهواء بقوة وساعدت أنا عن عمد بإدخال قطرة المياه هذه من فمي إلى جوفي، هل قطرة المياه هذه تفطرني إفطارا عمديا. المشكلة أنني أعلم بعواقب أفعالي هذه لكني أقوم بها عمدا لإفساد صومي يا أخي الفاضل.
هل تجب علي الكفارة أو لا يا أخي الفاضل. ومتى تجب الكفارة في مذهب المالكية من فضلك يا أخي.
وهل تشترط الكفارة على الجماع فقط في مضان؟؟.
29/5/2021
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك "يا كلثوم" وباستشارتك على موقعك مجانين
أعانك الله على معاناتك، وجعل لك من همك فرجًا ومخرجًا. واضح من رسالتك أن وسواسك يجعلك لا تفرقين بين الواقع والفكرة، ومجرد ورود الفكرة إلى ذهنك يعني أنك قد قمت بالفعل!!
وعلى هذا: فإنه بالنسبة للوضوء والصلاة: الحل أن تتابعي وضوءك حتى لو شعرت بخروج ريح، ولا تعيدي شيئًا، إذا وسوس إليك الشيطان بأن الريح قد خرج، قولي له: لم يخرج شيء. وأتمي الوضوء واذهبي فصلي. هذا -كما قلت لك- لأنك لا تفرقين بين الواقع والفكرة، فنحن غير متأكدين من حصول الناقض منك فعلًا، فلعله يكون تخيلًا، والوضوء لا ينتقض إلا بيقين الخروج من إنسان غير موسوس. حتى لو كنت تحدثين فعلا فأنت في حكم دائم الحدث الذي يتوضأ مرة واحدة ولا ينتقض وضوؤه بخروج الريح منه، جاء في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير -وهو في الفقه المالكي-: (وكذلك من كان كلما تطهر بالماء أحدث بنقطة بول أو ريح، فإنه يصلي بالوضوء ولا يكون الحدث ناقضا؛ لأنه سلس)
وكذلك الأمر بالنسبة للصلاة، لا تعيدي الصلاة مهما شككت هل نسيت شيئًا فيها، أو هل نسيت صلاة بأكملها؛ فعادة الموسوسين، أن يشكوا بأفعالهم هل أتوا بها أم لا؟ مع أنهم قد أتوا بها فعلًا في الواقع
نأتي إلى الصوم: هناك شيء لا أفهمه، كيف تخافين أن تفطري عمدًا، وأنت قد وصلت إلى ترك الصلاة حتى لا تفطري عمدًا؟!!! فمثلًا من تخاف من القطط تكون متأكدة تمامًا أنها لن تلمسها، ولا تخاف أن يأتي يوم فتلمسها. هذا هو الوضع الطبيعي.... أما أن تخافي فعل ما تخافين منه فهذا هو الوسواس بعينه ويعاني منه كثير من الموسوسين. ليس لك علاج إلا أن تجبري نفسك على الوضوء والصلاة، وهل يرضيك أنك تركت الصلاة في هذا الشهر الفضيل؟ هذا ما يريده الشيطان منك، وأنت رضيت أن يجعل منك الشيطان أضحوكة!
وبالنسبة للإفطار بإدخال إصبعك إلى أنفك أو فمك فكوني مطمئنة، ما تفعلينه لا يفطر بحال من الأحوال، هذه الذرات المجهرية الموجودة على أصبعك يستحيل أن تدخل إلى حلقك سواء من خلال فمك أو أنفك. حتى إن دخلت فليست مفطرة. وكذلك إدخال الحصى إلى الأنف والفم....
ثم إنك لم تضعي أصبعك في أنفك وفمك ولا مرة، وإنما هو عدم تمييز بين الفكرة والحقيقة، والدليل: قولك إنك وضعت حصاة في أنفك!! أين بحثتِ عنها؟ ومن أين أحضرتِها؟ ولماذا الحصاة بالذات؟ هل لأنك تسمعين الفقهاء يذكرونها عند ضرب المثل بالمفطرات؟ أظن ذلك...
ثم تذكرين أنك وضعت أصبعك في فمك فشعرت بحصاة تدخل إلى فمك فابتلعتها!!!! ما هذه الحركة السحرية؟!! تضعين أصبعك فتتحول إلى حصاة تدخل إلى حلقك بمنتهى السهولة وكأنها شربة ماء!! هذا ضرب من الخيال ولا ريب، وأنت لم تفعلي ذلك كله في الحقيقة
ويا عزيزتي أنا لا ألتزم مذهبًا واحدًا في إجابة الموسوسين، ولا بمذهب السائل، لأن الفقهاء أنفسهم قالوا إن على الموسوس أن يعمل برخص المذاهب إلى أن يزول وسواسه.
وتجميع اللعاب في الفم ثم بلعه غير مفطر، وخروج اللعاب خارج الفم ثم ابتلاعه لا يفطر عند الحنفية ما دام اللعاب متصلًا ببعضه إلى داخل الفم ولم ينفصل.
وقطرة ماء غسيل الثوب لسنا متأكدين أنها دخلت فعلًا وليست وسوسة، فضلًا عن أن نتأكد أنك استنشقتها بقوة، فضلًا عن تأكدنا من وصولها إلى حلقك، هذا كله على فرض أنها ليست فكرة تظنين أنها حصلت في الواقع. ولا إفطار بالشك، لابد من اليقين 100%
هناك من يفتح البرادة فيشعر أن الطعام دخل إلى حلقه، ما رأيك؟ ويبدو أن شعورك بهذه القطرة كان بنفس الطريقة.
والكفارة (البعبع) لا تجب عند الشافعية إلا في الجماع العمد في رمضان، وعلى الزوج فقط دون الزوجة، أي لا يوجد كفارة على الأنثى عندهم بحال من الأحوال. خذي بهذا القول وكفاك رعبًا وهلعًا ووسوسة.
تابعي علاجك أرجوك، والتزمي تعليمات الطبيب، اصبري على القلق قليلًا لترتاحي كثيرًا، أفضل من أن تعيشي عمرك على هذه الحال التعيسة
عافاك الله وطمأن قلبك
ويضيف د. وائل أبو هندي..... أستاذة "كلثوم" أهلا وسهلا بك على مجانين، ليست لدي بعد ما تفضلت به د. رفيف الصباغ إضافة سوى أنني استشعرت من خلال سطورك أنك تطلبين الرأي الأقسى -أي أسوأ عقوبة ممكنة-.... فطريقة نسج الموسوس للسؤال تفضحه حقيقة حينما يطلب الفتوى من منطلق ديني فتراه قاسيا جدا فيما يقر عن نفسه من فعل وهو دائما يسأل عن أسوأ الحالات ويتغاضى عن أي استثناءات وصولا للتحريم أو التجريم..... في حالتك كذلك غياب واضح للإرادة وهو ما يشي باضطراب نفساني أشمل..... فالإرادة تضطرب عند مريض الوسواس القهري حين يحاول استبطانها..... هل فعلت كذا ؟ أم لم أفعل..... وهو دائما لا يفعل لكن يشك أنه ربما يكون فعل!! لكنه لن يقول بكل هذا التأكيد (في مرة من المرات أدخلت إصبعي إلى فمي فأححسست بحصاة تدخل إلى فمي فابتلعتها ولم أبصقها هل تجب عليّ كفارة في هذه الحالة لأنني أفطرت عمدا) ولن يقول (دخلت قطرة ماء إلى أنفي أحسست بدخولها إلى أنفي لكنني لم أبالي واستنشقت الهواء بقوة وساعدت أنا عن عمد بإدخال قطرة المياه هذه من فمي إلى جوفي). يعني وكأن ما يطلب الحصول عليه الحكم بالإعدام أقصد بجريمة الإفطار مع سبق الإصرار والترصد..... مريض الوسواس لن يصل هذه المرحلة إلا بعد خراب إرادته تماما واعتباره في مرحلة الذهان..... وهناك كثير من مرضى الوسواس القهري يعانون من ذلك، باختصار في إفادتك ما يشير إلى أعراض ذهانية وهو ما أشارت إليه د. رفيف بقولها (ما هذه الحركة السحرية؟!!!) وكذا (هذا ضرب من الخيال ولا ريب، وأنت لم تفعلي ذلك كله في الحقيقة)..... أنت تضعيننا في حيرة إذن ولابد مع تنفيذ ما نصحتك به مجيبتك أن تسعي لطلب العلاج من طبيب ومعالج نفساني.