السلام عليكم موقع مجانين.
لي صديق أَرْشَدَنِي إلى الموقع، ولم أُصَدِّقْه في البداية أنَّ هناك خدمة مجانية بالفعل للاستشارة النفسية، ومن أساتذة ومتخصصين.
سِنِّي 21 عامًا، من أسرة مُرتَفِعَة المستوى المعيشي، أبي مُوَظَّف كبير، وأمي كذلك. ودراستي أزهرية، وأَكْمَلْتُ كلية الحقوق، لكن لي عَمَل تجاري خاص. وأنا مُلتَزِم بشكل عام. أُتَابِع موقعكم من حين لآخر منذ فترة لأقرأ عن الاكتئاب والعادة السرية والإدمان، لكن هذه أوَّل مرَّة أَكْتُب لكم فيها.
في بدايات دخولي المراهقة والشباب تعرَّفت على بعض رُفقَاءِ السُّوءِ، وجَرَّبْتُ المُخَدِّرات (الشَّائع عن بَلْدَتِنا أنَّها من أَهَمِّ أَسْوَاقِها)، لكنَّنِي لم أستمر طويلًا في التعاطي. ولم يَطُل تَوَرُّطي مع الأفلام الإباحية، وإنَّما اعتزلت الناس قدر استطاعتي.
وفي سن السادسة عشر فعلت فَعْلَةً سوداء لم أُدرِكْهَا وقتها، ثم جاء أبي لِيُكَحِّلَها فأَعْمَاها دون قصد للأسف. ما حدث أنَّنِي في قريتنا الصغيرة تسَلَّلْتُ إلى بيت جارنا في الشارع لأُبْلِغَ ابنته أنَّنِي أُحِبُّها. لا تسألوني كيف فعلت ذلك! كيف لم أَحْسِبها! بأيّ عقل! وربما هناك من فعل من شخصيات الكارتون وأنا قَلَّدْتُه كالمُغَفَّل كما قالت لي أمي. حَسِبت أنَّ أَحَدًا لن يراني، وكنت متأكِّدًا من حُبِّهَا لي رغم أنَّنا لم نَكُن صَارَحْنَا بعضنا. تَسَلَّلت من الشُّرْفَة إلى غرفتها ومعي هدية، ولم أَتَوَقَّع صُرَاخَها الذي دَفَعَنِي إلى الهَرَب، لكن أهل البيت عَرِفُوا من أنا. وصلت إلى أبي وأنا تَرْتَعِد فَرَائِصِي من الخوف، وحَكَيْت له وأنا أَلْهَثُ، وهو يَصِيح "هو أنت اتجننت؟ حد يعمل كدا يابني؟!"، ثم أَلْهَمَهُ الشيطان لا أن يذهب وحده لأهلها ويشرح لهم هَبَلِي واندفاعي، وإنَّما أن يَجْمَع أعمامي لِتَكُون له قوة أكبر. والنتيجة طبعًا كانت فضيحة. وأنا اعتزلت فترة، وكنت أتحَرَّك في نِطَاق ضَيِّق مع أَعَزّ الأصدقاء والأقارب (رُبَّما لِسَنَتَيْن)، ثم بدأت تجارتي في أواخر سنوات الدراسة. والحمد لله نجاحاتي تتَوَاصَل، وربي الأعلم بأنِّي مَظْلُوم يُفِيضُ في رِزْقِي ويُبارِك.
الناس الآن في قريتنا وقد مرت 5 سنوات على ذلك اليوم المؤسف ما زالوا يَذْكُرُون، ورغم نجاحي التجاري إلَّا أنَّنِي ما زلت أَلْمَحُ ذِكْرَى الحكاية في عيون الناس، ولم تتَوَسَّع قائمة أصدقائي إلَّا في العاصمة التي أصبحت تكاد تُحِيطُ بقريتنا فجأة في السنوات الأخيرة. أنا جِدِّيًّا أُفَكِّر أنْ أَنْقُل تجارتي إلى العاصمة. وأستطيع أن يكون لي بيت وشركة تجارية، لكنها لن تكون كَتِلْكَ التي على الطريق السريع في قريتنا، وزبائني هناك. بصراحة لا تدفعني هذه الأفكار إلَّا إلى مزيد من الإحباط ومشاعر الاكتئاب.
أمي لديها اضطراب ثناقطبي، وتتناول العلاج باستمرار. وأنا من بعد الحادثة حتى اليوم لم أَسْتَعِد نفسي عندما كنت في أوائل 16. أنا من الداخل حزين وأشعر بالذنب. وقد وَضَعَنِي طبيبي النفسي الحالي على عقاري "ترايليبتال وتودازيدون" منذ أسابيع، لكنني ما زلت أشعر بالذنب واستصغار الناس لي رغم أنَّ أَحَدًا لم يَبْدُر منه شيء واقعي بهذا المعنى أبدًا.
أريد علاجًا لهذا الاكتئاب، فالمفترض في واحد من أثرياء بلده ومحافظته، ولا شيء حقيقي يُهَدِّدَه أن يكون بحال غير حالي هذا.
بالمناسبة لدَيَّ الآن خطيبة، وهي تُحِبُّني، وأنا كذلك، لكن أسرتها غير مناسبة بالمَرَّة في رأي أبي وأمي، ورغم ذلك خَطَبْتُها وإن كانت سلوكيات أختها المُنفَلِتَة جنسِيًّا مشهورة في حَيِّهِم، وكذا مشكلات أخيها مع السُّلطات، إلَّا أن خطيبتي مُحتَرَمَة وتُحِبُّني صِدقًا. ماذا أفعل؟
ملحوظة: فُوجِئْتُ وأنا أحكي لطبيبي النفساني عن علاقتي الجنسية الخلفية بها، والتي استمرت منذ خطبتها، أنَّ الجنس في دُبُرِ المرأة أكبر حُرمانِيَّة من الزنا! كيف وأنا أزهري؟! ربما من المضحك أن أقول أنَّنِي لم أَكُن أتخَيَّل عندما شُرِحَت لَنَا أنَّ أَحَدًا لن يلجأ لدُبُرِ امرأة وعنده فرجها، وبالتالي لم أُزعِج نفسي بتخيل كهذا. كنت أزهريًّا طيِّبًا ربما، وأعلم أنِّي سأعمل بالتجارة. لكن عندما أَرَتْنِي خطيبتي مَقْطَعًا جِنْسِيًّا لهذا النوع من الممارسة الجنسية، وأَبْدَت استعدادها، قلت "أنا ناوِي زواج، ولن أَمَسَّ بِكارَتَها". وصراحة أَفْرَطْنَا في الممارسة من الخلف، وارتبطنا ببعضنا جنسِيًّا، فَهِي بالضبط على مقايِيسي وطَلَبِي في مَن أتزوج.
لكن الطبيب صَدَمَنِي بسؤاله "ومن ستكون خالة الأولاد يا "مُصعَب"؟ ومن سيكون خالهم؟"، واتَّفَقْنا على التَّوَقُّف التدريجي عن هذه الممارسة أو مَنْعِها إن استطعت، والتَّمَلُّص تدريجيًّا كذلك من مَشْرُوع الخِطْبَة الذي لا بُدَّ أن أستخير فيه رَبِّي، فأنا لا أستطيع طبعًا مصارحة أهلي بكثير مِمَّا اكتشفت بعد الخطبة عن أسرة خطيبتي، وبالتالي عليَّ اتِّخَاذ القرار وحدي. لكن بصراحة أنا أُحِبُّها جدًّا، وهي كذلك. والأهم أنَّه ليس كثيرات من بَلَدِي يمكن أن يُوافِقْنَ علَيَّ بسبب الحادثة القديمة. فهل فعلًا أتركها؟ وهل أَتْرُك بلدي إلى العاصمة؟ أم أصبر وأبقى في أرضي، ربما الأحوال تتغيَّر؟
باختصار، أنا لا أشعر لا بالرضا ولا بالأمان في أغلب الأحوال، فهل أنا بحاجة إلى علاج ما غير ما وصفه طبيبي، وهو أريبيبرازول وترايليبتال؟
وشكرًا بلا حدود لهذا الموقع العملاق.
7/7/2021
رد المستشار
شكراً على استشارتك الموقع.
الفقرة الأولى تُشِيرُ إلى متابعتك الموقع، وبياناتك الشخصية.
الفقرة الثانية تُشِيرُ إلي حماقات المراهقة التي تجاوزتها بنجاح، وهذا ليس بغير الطبيعي في جميع الثقافات.
الفقرة الثالثة تُشِيرُ إلى سلوك اندفاعي وحماقة ليست بغير المعروفة في جميع الثقافات. وتعامل والدك مع السلوك كان طبيعياً ومُناسِباً. يتجاوز الجميع هذا السلوك من مراهق، وعليك أن تتجاوزه، ولا أَظُنُّه يَشْغَلُ بالَ الناس، ولم يُصَب أحدٌ بسوء بسببه.
الفقرة الرابعة تُشِيرُ إلى حساسيتك حول هذا الحدث. وعليك أنْ تتجاوز ذلك.
الفقرة الخامسة والفقرة الأخيرة تُشِيرُ باختصار إلى اضطرابك الطبنفسي، والذي تَمَّ تشخيصه من قبل طبيب نفساني، ووصف لك عقاقير لمُوَازَنَةِ المِزَاج. لا يستطيع الموقع التَّدَخُّل في أيِّ وَصْفَة طِبِّيَّة، ولا يَحِقُّ لنا التعليق على التشخيص، لكن ما يَوَدُّ الموقع الإشارة اليه هو أنَّ هذه العقاقير لا تُظهِر مَفْعُولَها إلَّا بعد عِدَّة أسابيع.
الفقرات الأخرى ما بين من السادسة إلى الأخيرة تشير إلى علاقتك مع خطيبتك. ما يحدث بين رجل وامرأة بعد سن البلوغ بِرِضَاهم أمر خاص بهم، ولا يجب أن تتحَدَّث عنه على موقع، ولا مع طبيبك، ولا رجل دين؛ احتراماً لذاتك، والأهم لِمَن ستكون زوجتك.
نصيحة الموقع هي التواصل مع طبيبك بانتظام.
وفقك الله.