سلامٌ على كل العاملين بهذا الموقع الرائع.
أنا فتاةٌ في السادسة والعشرين من العمر. عشتُ صِغَرِي بِحُلْوِهِ ومُرِّه، وكأي فتاة مسلمة كنت منذ صغري أُحِبُّ أن أكون مُتَدَيِّنَةً وقريبةً من الله تعالى. عانيْتُ من الوسواس القهري في الوضوء والصلاة وكافة العبادات، ومن ذلك ما يتَعَلَّق بعدم قبول العبادة. لم تَسِرْ كُلُّ أموري كما حَلِمْتُ، لكن الحمد لله.
أنا الآن أعيش حياةً طيبةً، لَوْلا الوسواس. ومشاكلنا أنا وزميلاتي قليلة في الجامعة. أحبَّني شخص خَلُوق، وبعدما عرَفْتُ حُبَّه لي _وكنْتُ رافضةً لأيِّ علاقة_ أحبَبْتُه أيضًا. لا أُنكِرُ خطأنا؛ لكنَّه يَنْوِي الزواج بي، بل وينصحني نصائح طيبة. وأنا تعلَّقْتُ به، وأصبحْتُ أدْعُو أن نكون صالحين كما أتمنَّى لبناء أسرة مسلمة، ولكن أصبحتُ أشكُّ في أنَّنِي أخونه، وهذا ليس شَكًّا بل هو واقع. أنا لم أَقُم بعلاقة مُحرَّمة مع شخص ما، ولكنني خُنْتُه مَرَّات. لا أدري لمَ أُحِسُّ بهذا! وأحيانًا أقول إنَّ هذا وسواس. وأحيانا أقول "بل أنتِ أعجبكِ آخرون، وتمَنَّيْت في خيالكِ آخرين". خُنتُه مَرَّات!
والآن أصبحت أُفكِّر في ألَّا أَقْبَل الخطبة؛ كي لا أكون مُتلَاعِبَة وظَالِمَة له. فهل كل شيء مُتعلِّق بالنَّظر والإعجاب وغيرهما يُعتَبَرُ خيانة؟
أخشى أنْ تكون إصابتي بالوسواس ليست حقيقية، ولكنها تَمْثِيل مِنِّي لكي أُبرِّر لنفسي. أرشدوني فأنا مُشَتَّتَة لِدَرَجة التفكير في الانتحار، فأنا لا أُطِيعُ الله على أكمل وجه، وعباداتي جُلُّها خاطئة. أنا أجتهد وأجتهد، ولا يبدو أنَّنِي أُصِيبُ إلَّا التَّعَب والضِّيق.
لقد تَعِبْتُ، وأنتظر منكم الإجابة على سؤالي.
وفَّقَكم الله.
3/7/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "نورة"، أهلًا وسهلًا بك على موقعك وموقع كل الموسوسين
شك الموسوس بوجود وسواسه لا ينتهي!! وهو من أطرف الوساوس إن صح التعبير...
يا عزيزتي ما الذي يدفعك لتمثيل شيء يجعلك تفكرين بالانتحار؟ وبعبارة أوضح: يصيبك بالاكتئاب؟! وما الذي يدفعك لتمثيل شيء ينكد حياتك كلها، ويجعلك تعتقدين أن عباداتك باطلة وأنك إنسانة مذنبة؟!!! هذا شيء لا يمكن فهمه أبدًا إلا في عالم الموسوسين. والمهم أنك موسوسة قطعًا، ومكتئبة أيضًا، وتحتاجين إلى زيارة الطبيب.
آتي إلى وسواس أنك تخونين من أبدى إعجابه بك، ووعد بالتقدم لخطبتك! هو شخص (أبدى إعجابه) لا أكثر، فلماذا تطالبين نفسك بالإخلاص له إلى هذه الدرجة؟!! من الطبيعي أن تفكري بغيره، لأنه ليس زوجك بعد، وقد تجدين من هو أفضل منه، ومن الغباء حينها أن ترفضي الأفضل من باب (الإخلاص)!! ومن الطبيعي أن تفكري بغيره لأن هذه العلاقة لا تروي الحاجة النفسية والغريزية للإنسان، وأما الزواج فيغض بصر الزوجين، ويحصنهما....، هذا بغض النظر عن أن الإعجاب بغيره لا يسمى خيانة أصلًا، كان ناقص أن يحجر الزوجان على مشاعر بعضهما أيضًا!!
ومن باب النصيحة، أعطه مهلة للتقدم لخطبتك جديًا من أهلك، ولتكن شهرًا على الأكثر، ولا تتحدثي معه إلى ذلك الحين، فإن تقدم فبارك الله لكما، وإن لم يتقدم فاعلمي أنه يريد اللهو والعبث، وكفي عن المثاليات التي لا توجد إلا في الروايات. فإن قال لك: لست مستعدًا الآن بما فيه الكفاية للزواج. فقولي له: إذن نتحدث المرة المقبلة عندما تستعد.
يكفيك الوساوس والاكتئاب، فلا تضيفي إليها معاناة أخرى...
وفقك الله