الوسواس القهري
يبدو أنَّني أُعانِي من الوسواس القهري. في البداية أُصِبْتُ بوسواس الصلاة، ولم أَكُن أعرف خُطُورَة الموضوع، ولم أَلْتَزِم بالتَّجَاهُل. ووقتها كنت مُنشَغِلَة بالدراسة والاختبارات، وأَجَّلْتُ التعامل مع الموضوع إلى الإجازة النِّصْفِيَّة، فتَطَوَّر الأمر إلى وسواس الوضوء. ثم أَتَت الإجازة، لكن لم يحدث أيُّ تغيير؛ لأنِّي لم أَتَصَرَّف بشكل صحيح، فلا أذكر أنِّي بَذَلت أيَّ مجهود.
واستمرت الأيام، إلى قبل شهرين بدأ عندي وسواس الشَّهْوَة، ثمَّ تجاهلته، ولازال يأتيني لكني أتجاهله. ثم وسواس الاحتلام (قرأت عنه بالصدفة وأصبحت تأتيني الوساوس).
ومُؤخَّراً أُصِبْتُ بوسواس الطهارة والاستنجاء، فأكون غير مُقتَنِعَة بطهارتي، فأخاف أنْ أَلْمِسَ ملابسي وألمس شيئًا بعدها. وأيضاً أصبحت أشعر أنَّ جميع من حولي غير طاهر. أكاد أُصابُ بالجنون (إذا لم أَكُن قد أُصِبْتُ به فعلاً).
الوسواس الوحيد الذي أشعر أنَّهُ أَخَفّ هو وسواس الصلاة.
صحيح، أيضاً الاستحمام أصبحت أَخَافُه، فأنا أشعر أنَّ كُلَّ شيءٍ نَجِس (لقد كنت أَسْتَحِمُّ بِكَثْرَة وأُحِبُّ الاستحمام وأشعر أنَّه نِعْمَة، لكن لا أدري ما الذي يَحْصُل معي).
أنا مُنهارَة، وأشعر أنِّي مُكتَئِبَة. ولم أُخْبَر أحدًا بذلك، وهذا أصبح لا يُطَاق، فلا أحد يُراعِيني أو يتَفَهَّمُنِي،
لكن أخاف أن أُشعِرَهُم بالعِبْءِ إذا أخبرتهم؛ فالهُمُوم كثيرة ولا أريد أن أَزِيد هُمُومَ عائلتي.
14/7/2021
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك وباستشارتك على مجانين
لقد أرسلتِ رسالة مجملة، قمتِ بتعداد وساوسك فيها لا أكثر؛ وسيكون الجواب على قدرها.
إذا أردت علاج ما تذكرينه، فعليك أن تأتي الأمر من بابه، فالوسواس مرض تختل فيه بعض الناقلات العصبية. وعندما نقول: مرض، يعني أن هناك طبيب.
والعلاج يتكون من شقين: الأول دوائي إذا رأى الطبيب حاجتك إليه. والثاني وهو مهم جدًا علاج معرفي سلوكي، تتعلمين فيه حقائق عن وسواسك وتصححين معارفك نحوه، ثم تتخذين السلوك المناسب لما تعلمتِه، وملخص هذا العلاج (التعرض لمثير الوسواس مع عدم الاستجابة له وترك العمل بما يأمر به)
قد يكون من المناسب أن تخبري أحدًا من معارفك الذين يثق أهلك بهم، ليشرحوا لهم حالتك وضرورة ذهابك إلى طبيب يجيد العلاج السلوكي المعرفي، وليس الدوائي فقط.
رعاك الله وأعانك ويسر علاجك