مشكلة في تسجيل الدخول والشذوذ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، محتاج لكم جدا وخاصة أني في بلاد غربة ولا يوجد عيادة نفسية تستقبل مشكلتي هنا، حاولت إرسال مشكلتي عن طريق الرابط المحدد ولكن لم أستطع تسجيل الدخول لأنه دائمًا يخرجني، لذلك قررت ان ارسل مشكلتي هنا وارجوكم تقبلو هذه المره فقط هذا التجاوز وتجاوبوا معي
وفي حال أجبتم علي أخبروني على الإيميل أرجوكم وفي حال كنتم لا تريدون الإجابة أخبروني لكي لا أنتظر، مشكلتي هي هل أنا شاذ أم لا..؟؟ سأحكي القصة باختصار وأرجوكم جاوبوني ولا تتركوني معلق هكذا فأنا بأمس الحاجة إليكم.
أنا شاب أردني مسلم أسكن أنا وعائلتي منذ سنتين في أوروبا بسبب أعمال الوالد، وأدرس هناك تحديدا في بريطانيا، وكما تعرفون هناك نسبة شواذ عالية متواجدين في كل المدارس، القصة باختصار بدأت عندما كنت أمشي في أحد الأيام في مبنى المدرسة وجاء شاب في نفس صفي وقال لي أنه يريد مني نقل بعض الجداول وإلخ من الأشياء المتعلقة بالدراسة.. فذهبت معه إلى الفصل وكان فارغا لا يوجد فيه إلا أنا وهو.. ولكي أختصر لكم، تحرش بي بطريقة غريبة، وضع يده على مكان (أعتذر على القذارة) قضيبي وداعبه قليلا، في بادئ الأمر كنت مصدوما جدا وآسف على ذلك ولكن أحسست بشعور شهوة وهذه كانت أول تجربة جنسية في حياتي.
فأنا طوال حياتي كنت فقط أمارس العادة السرية وأعتذر مجددا، أشاهد الأفلام الإباحية فقط لاغير وأجاهد نفسي في أن لا أقع في الزنا، ولكن هذا أول اتصال بيني وبين شخص بطريقة جنسية لهذه الدرجة، وكان مستمتعا وينوي فعل المزيد وكان يقترب إلي وينزل رأسه وينظر إلي بطريقة شهوانية جدا، زجرته وقلت له أني مسلم وهذا محرم وإلى آخره من هذا الكلام وابتعدت عنه، انتهى اليوم بخيره وشره ولكن المشكلة أني بعد ذلك بدأت أحس بأن ما فعله كان ممتعا وكنت أصارع نفسي في تقبل هذي الحقيقة وهي أني أريد تكرار هذا الأمر، وبين أن هذا فعل محرم لا يقبله الإسلام ولا نفسي، جائني نفس الطالب عدة مرات وكان يقول لي إنك أنت مستمتع وإنك انتصبت وسأكرر لك الأمر إذا أردت وأنك تكذب على نفسك برفضك ويحاول إقناعي بأني شاذ ويريد الممارسة معي، كنت أرفض وأبين له أن كلامه خاطئ ولكن كنت عندما أفكر في كلامه أجده منطقي.
والمشكلة تكمن في أني بدأت أشعر بالانجذاب الجنسي إلى الفتيان مع أني طوال حياتي أنجذب وأمارس العادة السرية على الفتيات، ولكن بعد هذه الحادثة أصبحت أتخيل ممارسات مع فتى (معه هو بالتحديد) وشاهدت بعض مواقع الشواذ والمصيبة أني انتصبت، وكنت أحيانا أضعف وأمارس العادة، ماذا حل بي ولماذا أصبحت شاذا وأنا طوال حياتي كنت أنجذب للفتيات، لكن الآن أصبحت أنجذب للفتيان بشكل غريب، وأحيانا أجد متعة العادة السرية ألذ عندما أمارسها على شذوذ.
أعتذر على كلامي القذر ولكن حاولت أوصل لكم الموضوع بكامل تفاصيله، أرجوكم ساعدوني هل أنا شاذ؟ هل ممارستي للعادة السرية على الشذوذ دليل على أني شاذ؟ هل أستطيع إرجاع غريزتي لطبيعتها؟ بدون أي انحراف أو انجذاب للجنس المماثل؟ كما كنت سابقا؟
أنا لا أعرف ماذا أفعل وماذا يحصل أساسا لي، فأنا طوال حياتي أنجذب إلى النساء عاطفيا وجنسيا وأتقزز من جسم الذكور ولكن الوضع تغير، أرجوكم اجعلوا كلامكم مفصل وواضح وشرح لحالتي وكيف أتجاوز المشاعر المثلية لأني كاره لها وسببت لي اكتئابا وقلقا ودائما أفكر هل الله غاضب علي بسبب أني استمنيت على شواذ،
لا أريد أن أصبح شاذا وأكره الشذوذ ولكن بعد هذه الحادثة لم أعد أعلم
أرجوكم أشيروا علي ماذا أفعل؟
2/7/2021
رد المستشار
أولا: مرحبا بك يا "حسان" في موقع مجانين دوت كوم. ردا على مسألتك فقد وجب عليّ عمل تقدمة لمثل هذا الأمر وقد أوردته بتصرف من مقالة بعنوان "ممارسة أم هوية: هل يمكن اكتساب السلوك المثلي؟" للكاتبة، والصحفية، والقانونية شيخة البهاويد من الكويت والتى نشرتها بتاريخ 3/1/ 2017 بموقع منشور.
وعلى ذلك فقد قضى علماء الأحياء والنفس وقتًا طويلًا في بحث مسألة المثلية الجنسية، واكتشاف طبيعتها وماهيتها وكيف تنشأ. العديد من الدراسات والأبحاث أجريت على البشر والحيوانات، لاكتشاف مدى طبيعية هذا التوجه الجنسي. وبعدما قضت البشرية عمرًا طويلًا تعتقد أن المثلية شذوذ عن الطبيعة، خرجت الكثير من الدراسات لتخبرنا بأنها فعل فطري لدى بعض البشر والحيوانات، يكون فيهم منذ تكوينهم، تمامًا كالمغايرة (اشتهاء الجنس الآخر).
إلا إن هناك أوضاعًا اجتماعية قد تتدخل في خلق هذا التوجه لدى الفرد، فتجعل من المثلية أمرًا مكتَسَبًا. وعليه لوسألنا أنفسنا ما هي المثلية الطبيعية؟ فتكون الإجابة أن المثلية هي توجه الرغبة الجنسية لدى الإنسان إلى من يماثله في الجنس؛ كرغبة الذكر في الذكر والأنثى في الأنثى. وتذكر بعض الأبحاث أن المثلية الجنسية تابعة لما يسمى بالتوجه الجنسي Sexual Orientation، الذي يرتبط مباشرةً بالخريطة الدماغية للكائن.
وتشير الأبحاث إلى أن التفاوت في نسب الهرمونات الجنسية «يؤثر بشكل مباشر على التشكل الدماغي والعضوي للجنين، ويحدد توجهه الجنسي، فتعمل على توجيه التطور الجنيني؛ إما إلى البقاء أنثى أو التحوُّل إلى ذكر (جميع الأجِنَّة تكون إناثًا في البداية)، وبالتالي تتفعَّل الجينات الذكرية في التطور. في 8% تقريبًا من جميع حالات الحمل عند الإنسان، تكون المقادير الهرمونية غير متناسبة مع جنس الجنين لإنتاج توجه جنسي مغاير؛ فيأتي الجنين الذكر أو الأنثى مثليَّ التوجه أو مخنثًا، وهذا يفسر استمرار المثلية على الرغم من أنها تشكل ضغطًا انتقائيًّا طبيعيًّا على أصحابها؛ لأن العملية لا تتعلق بالحمض النووي، وإنما بتضارب المعدلات الهرمونية أثناء الحمل مع جنس الجنين. فمثلًا، نسبة تستوستيرون عالية عند جنين أنثى تعني إنتاج فتاة مثلية، ونسبة تستوستيرون قليلة عند جنين ذكر تُنتج رجلًا مثليًّا، في حين أن نسبة تستوستيرون عالية عند ذكر تؤدي إلى خلق رجل مغاير جنسيًّا، وهكذا.
وهنا يمكننا أن نتسائل ما هي المثلية المكتسَبَة؟ فالمثلية المكتسبة هي الحالة التي تنتاب شخصًا وُلِد مغايرًا، ثم تكونت لديه رغبة مثلية فيما بعد، هذه الرغبات تظهر إما بسبب العلاقة مع الوالدين (الابن بالوالد والبنت بالأم)، أو بسبب اعتداء جنسي مثلي وتحقُّق متعة مثلية جراء ذلك، أو ما يهمنا هنا وهو المثلية الناتجة عن الفصل بين الجنسين، وهي ما يطلق عليها علميًّا السلوك الجنسي الظرفي Situational Sexual Behavior وهو ما يأتي بفعل الظرف المكاني ويؤدي إلى سلوك جنسي يتسق مع المكان. ويمكننا أن نسأل أنفسنا أيضا. هل يؤدي الفصل بين الجنسين إلى المثلية؟ فقد ذكر علي الوردي، عالم الاجتماع العراقي، في كتابه (مهزلة العقل البشري) أن الإحصاءات دلَّت على أن نسبة السلوك المثلي تزداد بين البحارة والجنود والمساجين، وفي كل مجتمع يخلو من النساء أو تتحجب فيه المرأة.
فالرجل الذي لا يرى المرأة بقربه لمدة طويلة «يجد نفسه مدفوعًا إلى عشق الغلمان، الذين يشبهون النساء قليلًا أو كثيرًا. إنه يريد التعويض بالغلام عن المرأة التي فارقها. ويؤكد الوردي أن البرتغاليين حين سيطروا على الخليج الفارسي، كانوا «من أكثر خلق الله لواطًا، وسبب ذلك أنهم كانوا بحارة يقضون في البحر زمنًا طويلًا على سفنهم القديمة، والمسافة بين الخليج والبرتغال شاسعة جدًّا؛ وكانوا يقطعونها في ذلك الحين عبر طريق رأس الرجاء الصالح في شهور عدة، والبحارة بوجه عام ميالون إلى الانحراف الجنسي؛ وذلك لطول المدة التي يفارقون فيها المرأة على ظهر السفن.
يحلل عالم الاجتماع العراقي السلوك المثلي الظرفي بصفته عملية تعويضية للرجل عن عدم وجود المرأة، وهذا يجري أيضًا بالنسبة للنساء اللاتي يفتقدن وجود الرجال في محيطهن؛ فيلجأن للسلوك المثلي للتعويض. فعزل الإنسان المغاير عن الجنس الآخر لفترة يضغط عليه نفسيًّا، ليتحول من السيطرة إلى الكبت إلى محاولة إيجاد بديل. وعودة إلى علي الوردي وكتابه «مهزلة العقل البشري»، نراه يذكر أن «اللواط (المثلية) انتشر في ألمانيا قبل العهد الهتلري، ويبدو أن التقاليد البروسية العسكرية ساعدت على نشره هناك؛ فالمحاربون الذين ينقطعون عن أهلهم في الخنادق مضطرون لأخذ اللواط لهم عادة، وهذا هو الذي جعل الجيوش في الحرب العالمية الثانية تصطحب معها مجندات؛ فتمنع جنودها بذلك من التطلع إلى الغلمان بينهم».
ويضيف الوردي: انتشر اللواط بين أولى المراتب العالمية في الدولة العثمانية البائدة، وربما نشأ هذا فيهم من تقاليدهم العسكرية القديمة، وكثير منهم كانوا في صباهم من المماليك؛ فقد كانت الدولة تشتريهم من أهاليهم غلمانًا صغارًا، فتضعهم في مدارس داخلية ليتعلموا فيها الفنون العسكرية، وصارت الأَبَنَة (أي المعاشرة المثلية من الدبر) أمرًا مألوفًا بين رجال الدولة في ذلك العهد، حتى أطلق عليها (مرض الأكابر). ولا يزال ذلك مألوفًا بين باشوات مصر الذين ينحدرون من أصل تركي، وينتشر أيضًا بين الرهبان الذين ينقطعون لعبادة ربهم في الأديرة المنعزلة، وكذلك بين رجال الدين الذين يعيشون في مراكز دينية تتحجب فيها المرأة أو يقل وجودها فيها.
إن الوضع النفسي الذي يكون فيه الإنسان المغاير، حين يُعزل عن الجنس الآخر لمدد طويلة، يضغط عليه ليتحول من السيطرة على الرغبات الجنسية إلى الكبت، إلى محاولة إيجاد بديل لتفريغ هذه الطاقة. لكن هل يتحول هذا التفريغ من مسألة وقتية بهدف الإشباع إلى مسألة مستمرة؟ وهل المتعة الخاصة المتحققة لدى الشخص تستمر معه حتى بعد توفر الإشباع من الجنس الآخر، فتبقى متعة الممارسة المثلية كرغبة جديدة تحتاج إلى إشباع أيضًا؟ وايضا علينا ان نتسائل هل ما نقوم به ممارسة أم هُوية؟ وهنا تكمن الإشكالية في مثل هذه الأوضاع الاستثنائية التي تُفرض على الشخص؛ كالقيود المجتمعية والدينية، والظروف الطارئة (الحروب)، وأي أوضاع أخرى تعزل الجنسين عن بعضهما كطبيعة العمل، لأنها تتسبب في لجوء بعض المغايرين خلالها إلى الممارسات المثلية، التي قد تُكوِّن لديهم رغبة مثلية مستمرة ، وتسهم في تأطير هذا الظرف الاستثنائي في هُوية جنسية محددة.
مثل هذه الأوضاع قليلة في العالم الغربي، المهتم بشكل أكبر بطرح المثلية كهُوية للفرد. فالفصل بين الجنسين لا يكون إلا في السجون أو أماكن أخرى قليلة (تحصل فيها هذه الممارسات)، على عكس الشرق؛ الذي يعد بطبيعته مجتمعًا دينيًّا، وكثيرًا ما يخضع لهذا النوع من الفصل في المدارس والجامعات والبيوت والعمل وبعض الأماكن العامة، لذلك لا يمكن إسباغ أدوات البحث في المثلية الجنسية كهُوية لدى الغرب، نفسها على الشرق دون التطرق لطبيعة المجتمعات وما تخلِّفه من رغبات تأتي بشكل مختلف.
في مقالها بـجريدة الأتلانتك The Atlantic أكدت الصحافية السعودية نادية لابي أنها التقت أشخاصًا من مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، أخبروها بأن العديد من الأولاد يقيمون علاقات جنسية مع من يماثلونهم جنسيًّا، لكنهم لا يرون أنفسهم مثليين، كما شارك ناشط حقوق الإنسان أبو بكر باقادر في تحقيقها الصحفي، ليشدد على أن (المثلية هنا تعتبر مجرد مرحلة يمر بها الشخص، خصوصًا في سن الشباب).
والسؤال بعد كل هذا سيكون: هل تعتبر هذه الممارسة هُوية مثلية، أم يمكن أن نعتبر من تولَّدت لديه هذه الرغبات قد أصبح مزدوج الميول الجنسية؟ إنها إشكالية النزاع بين ما هو ممارسة وما هو هُوية، فهل نحتاج فعلًا إلى وضعه في خانة معينة وتصنيفه؟ ما هي أهمية أن تُتخذ هذه الممارسات كهُوية يعرِّف بها المرء نفسه، إن كانت مجرد تفريغ ظرفي لوضع غير طبيعي؟ هذه تساؤلات نهملها في مجتمعاتنا لعدم رغبتنا في التطرق لمواضيع كهذه بحجة (العيب والحرام)، بينما قد نكون بحاجة إلى البحث فيها ونحن نعيش في هذا العالم المتغير.
وبناء على هذه المقدمه عليك معرفة إلى من تنتمي. وإذا رفضت وكرهت ما تقوم به فعليك العودة إلى استشاراتي القديمة لمحاولة االتخلص من هذا السلوك لتكون متوافقا ومتسقا مع نفسك وهويتك ودينك والبيئه التي نشأت فيها...... والله ولي التوفيق.
اقرأ على مجانين:
الجنسية المثلية ومعاملة الأطباء
صحفي ويعشق الليل والشذوذ
دعارة مثلية أم جنس ثالث
مرهف ومغامراته المثلية