علاج الشذوذ الجنسي ذكور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أمَّا بعد.
أنا شاب طالب بالجامعة، عمري 21 سنة. مشكلتي أنِّي عندما كنت صغيرًا تعرَّضْت للتحرش الجنسي من قبل قريبي، فتكَوَّنَت لديَّ مُيولَات شاذَّة، لكن لم أَكُن أدري ما معنى الجنس والشذوذ. وعندما بَلَغْتُ 17 من عمري وَجَدت نفسي أَشْتَهِي الرجال لا النساء، وحينها تعَلَّمت العادة السرية القَذِرَة، وبدأت بمشاهدة الأفلام الإباحية الشاذة، لكن _الحمد لله_ لبَّيْتُ هذا الشعور في داخلي، ولم أَنْحَرف ولم أُباشِر أَحَد بعلاقة جنسية.
وعندما وَصَلت سِنّ 19 أدركت أنِّي على خطأ، وأنِّي أُغضِب الله بفِعْلَتِي، فانقطعت عن المشاهدة وتُبْتُ إلى الله. وفكَّرت في مستقبلي وزواجي، فقَرَّرت تَغْيِير مُيولي الجنسي للإناث، ففكرت أنْ أُشاهد أفلامًا إباحية للإناث، لكن تفاجأت بعِدَم وُجود الانتصاب، لكن عَزَمْت وأَكْمَلت، فتكَوَّنَت لديَّ شهوة تجاه النساء، فَفَرِحْتُ كثيرًا وأَحْسَسْت بالطُّمأنِينَة.
لكن بعد فترة غَرَّنِي الشيطان واستَضْعَفَنِي، وعُدْتُ فأَدْمَنْتُ مرة أخرى عن الأفلام الشَّاذَّة الحَقِيرَة، لكن سُرعَان ما توَقَّفت وأحسست بالذنب وعُدْتُ لأُكْمِل مَسِيرَتي في العلاج، فعُدْتُ لمُشاهدة الأفلام الإباحية للنساء، فَلَم أَجِد إثارة ولم أَجِد انتصاب، فخِفْتُ وارتَبَكْت ونَدِمْت ندمًا شديدًا لِفِعْلَتِي الشيطانية. وقَد كنت في نِعْمَة، ولم أتخَيَّل أنِّي سأفقدها، فوَاصَلْت إلى أنْ أَصِل لنفس النتيجة السابقة.
وعند قُدُوم شهر رمضان توَقَّفت عن ذلك، ودَعَوْتُ الله أن يَشْفِيَنِي وأن يغفر لي. وفي ثالث أيام رمضان احْتَلَمْت على خيال أُنثَى، فَفَرِحت. وفي الليل قبل أن أَغْتَسِل أَرَدْت أن أُمارِس العادة اللعينة، فانتصب قضيبي. وفجأةً سَمِعت أبي قادِمٌ نَحْوَ الغُرفَة، فتَرَكْتُ ذلك. وعندما ذهب أَعَدْتُ الكَرَّة، فَسَمِعت أخي قادِمٌ نَحْوِي، فانقطعت. وحاولت مرَّة أُخرَى فتفاجأت بِعَدَم الانتصاب، فانصدمت ودَخَلْت في حالة هِسْتِيرِيَّة، وحاولت مرة في مرة وأنا قلبي يَدُقُّ بسرعة وخائف ومُتَوَتِّر، لكن بلا جَدْوَى، فبدأت في البكاء وضَرْب نفسي. وأَكْمَلت شهر رمضان وأنا في حالة اكتئاب وعدم ثِقَة في النفس.
وبعد شهر رمضان حاولت الاستمناء، فجاءَت تلك الحِصَّة التي عِشْتُها في بالي (فقدان الانتصاب) فَلَم يَحْصُل شيء، فخِفْتُ أكثر، وبَحَثْت فَعَرِفْتُ أنَّ مشكلتي نفسية. ومنذ تلك اللحظة وأنا في حالة اكتئاب وبالي مشغول. وكنت أُفَكِّر في مستقبلي وزواجي، فكُلَّما أُفَكِّر في الزواج يبدأ قلبي في الخَفَقَان بِقُوَّة، ويَضِيقُ صدري، وأَكْرَه نفسي. وأنا على نفس حالتي النفسية السيئة، فقَرَّرت عدم الزواج، وفكَّرْتُ في الانتحار، وبعدها اسْتَهْدَيْت بالله، لكن أصبحت يائِسًا وفقدت الثقة في نفسي.
بعد مدة حاولت وحدث نفس الشيء، بالرغم من أنَّ حالتي الصحية جيدة وعندي انتصاب في الصباح، لكن لازلت خائفًا. وحاولت مشاهدة أفلام إباحية للنساء، وما حصل الانتصاب إلَّا بصعوبة، وعندما أَنْتَصِب أشعر بالخوف من فقدان الانتصاب، وفِعلًا أَفْقِدُ الانتصاب. لكن جَرَّبت مشاهدة الشذوذ فَحَصل الانتصاب بشكل طبيعي ومِنْ دون خوف، فأصبحت خائفًا أكثر فأكثر، لِدَرَجة أنِّي خِفْت أن أُشاهِد إباحِيَّة للنساء كَيْ لا تأتيني تلك الحالة (ضعف الانتصاب).
وأنا اليوم فاقد للأمل بتاتًا، وخائف، وفي حالة اكتئاب وعَدَم ثِقَة في النفس، ودائمًا أتخَيَّل نفسي تزَوَّجت فَتُرَاوِدُني تلك الأفكار، فتَتَسارع دَقَّات قلبي، وبإحساس سيِّء جِدًّا، فأَكْرَهُ نفسي.
سامحوني أَطَلْتُ الحديث، لكن بالله عليكم ساعدوني وطَمْئِنُوني، فأنا _والله_ حتى النوم لم أستطع، وفَقَدت الشَّهِيَّة، ودائمًا تفكيري مَشغُول في مستقبلي.
أرجوكم أنقذوني.
13/7/2021
رد المستشار
صديقي، الانتصاب مستحيل في حالة الخوف والتوتر والقلق. الانتصاب أيضًا مسألة من الصعب جدًّا (وقد يكون مستحيلًا في بعض الأحيان) أن تجعله يحدث بالإرادة البَحْتَة. الانتصاب أيضًا من الصعب أن يحدث وأنت في حالة تَرَقُّب للانتصاب، أو في حالة اختبار. لو شاهدت الأفلام الإباحية الشاذة بنفس التَّرَقُّب والخوف والرغبة في الانتصاب، أو التوتر بسبب سَمَاعِك اقتراب أبيك أو أخيك فَلَن يحدث الانتصاب عندها أيضًا.
من ناحية الشذوذ، فهو غالبًا ما يظهر في سِنٍّ مُبَكِّرَة من حيث مشاعر انجذاب وإعجاب بالرجال وأجسامهم، وخيالات تتَضَمَّن العُرِيّ والجنس والفُضُول، بالإضافة إلى نُفُور من فكرة القُرْب الجسدي والعاطفي من الإناث.
تقول أنَّكَ تقلق عندما تفكر في زواجك في المستقبل. لماذا تُرِيد الزواج؟ لماذا تعتقد أن الزواج يتَمَحْوَر حول الجنس فقط؟
من الواضح أنَّك ما زِلت صغيًرا جدًّا على التفكير في الزواج بِكُلِّ أَبْعَادِه، وتُرَكِّز فقط على اختبار الذُّكُورة ونجاح الجنس.
أنصحك بمُراجَعة مُعالِج نفساني لتصحيح مفاهيمك الجنسية والنَّفْسِية، ورَسْم خُطَّة واقعية للحياة لا تتَمَحْوَر حول الجنس وَحْدَه.
وفقك الله وإيَّانا لِمَا فيه الخير والصواب.