هل ما أُعانِي منه نَاقِضٌ للوضوء؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا أُعانِي من الوساوس منذ مدة طويلة، وهي مُتَعَلِّقَة بالطهارة والوضوء، لكنَّنِي أتجاهلها. وبسبب هذه الوساوس أصبحت أُعانِي في صلاتي، وصِرْتُ لاأشعر بِلَذِّةٍ بها. وأنا حزينة لأنِّي أُضَيِّع وقتي بها.
وأيضًا الآن أنا أُعانِي من سَلَسِ البَوْلِ منذ مُدَّة، وأعرف حُكْمَه، لكن المشكلة هي أنَّنِي عندما أُصَلِّي يأتيني شعور أنَّنِي مُثارَة، رغم أنَّني لا أفكر بِشَيء! وبعض الأحيان الشيطان يُخَيِّلُ لي الأمور لِيَجْعَلَني أُثَار، لكنني أتجاهل الشعور هذا والإحساس الذي أشعر به، فمَثَلًا عند صلاة الفجر قاوَمْتُ وَسْوَسَتَه وإحساس الإثارة لأنِّي أَرْفُضُه أَصْلاً، ولكن نَزَل شيء مِنْ مَخْرَج البول، فهل هذا ناقض للوضوء؟
وأحيانا أُحِسُّ فقط (إحساس يعني شَكّ)، وأحيانًا أكون متأكدة أنِّه خرج شيء من مَخْرَجِ البَوْل؛ لأنَّه حتى خارج الصلاة تُلازِمُني هذه الحالة، وأشعر أنَّنِي مُثارَة أغلب الوقت. وإذا أحسست بنُزُول شيء من المِهْبَل أُرْجِعُه لِلْمَذِي وأَسْتَنْجِي منه. ولكنِّي أُجاهِد، ودَوْمًا أُحاوِل أن أَنْجَح وأَتَغَلَّب على هذه الأمور؛ لـأنَّنِي أُعانِي من الوساوس، ودومًا أحاول أن أَنْجُو منها، لذا ما حُكم صلاتي؟ هل أُعِيدُها؟ وما الذي عَلَيَّ فِعْلُه؟ هل الذي يَخْرُج من مَخْرَج البَوْلِ عندما تأتيني تلك الحالة (وهي خارِجَة عن إرادتي، أَعْنِي لا أَتَعَمَّد)، هل هي ناقِضَة للوضوء أم ماذا؟
أنا أَوَدُّ أن أَتُوب وأَعُود لِرَبِّي، أَوَدُّ أن أَنْجُو من الوساوس وأَرْجِع، لكن كل مَرَّة أَجِدُ أمامي تَحَدِّي أصعب. أَصْبَحَت هذه الشهوة مُشكِلَتِي، أَصْبَحْتُ آخُذُ وقتًا أطول بالحمام. وهذه الأفكار ليست مِنِّي، أَعْلَمُ أنَّه إبليس الذي يَعْرِضُها علَيَّ، لذا أتجاهلها، لكني أخاف عندما أُحِسُّ بِخُرُوج شيء وأتجاهله، أخاف أنِّي أقوم بِفِعْلِ شيءٍ خاطئ.
ما الذي علَيَّ فِعْلُه؟
ولكم كل الشكر
14/7/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "أمينة"
لا تحزني من عدم إحساسك بلذة في الصلاة، فنحن قصدنا رضا الله ونيل الأجر، وليس قصدنا المشاعر والأحاسيس؛ فإن منحها الله لعبده فنعمة، وإن حجبها عنه من غير ذنب صدر منه –كما في حالة الموسوسين- فالأجر أكبر، لمثابرة العبد على الطاعة من غير مشجعات ومن غير لذة عاجلة؛ وهو دليل على إخلاص العبد وقصده رضا الله من عمله، لا إحضار اللذة والسعادة العاجلة إلى نفسه. فمن هذه الناحية لا تقلقي.... أنت قمتِ بما عليك، وهذا يكفي.
أما الإثارة وما يتبعها فلا مؤاخذة عليها باعتبارها قهرية، ولا تتسبب في نقض الوضوء سواء كنت متيقنة من خروج شيء، أو شاكة، وسواء كان من مخرج البول أو المهبل، على أني لم أفهم ما علاقة البول بالإثارة؟!
المرض لا مؤاخذة عليه، وإنما هو سبب للرخص والتخفيف، ومن يتشدد فيترك الرخصة ويضر بنفسه فهو مؤاخذ.
وقد لفت انتباهي قولك: (أنا أود أن أتوب وأعود لربي أود أن أنجو من الوساوس وأرجع)!!! عجيب! وهل تجب التوبة من المرض؟!! هل على الإنسان أن يقول: يا رب سامحني، أنا أستغفرك وأتوب إليك من وجع رأسي، أعاهدك ألا يؤلمني بعد الآن؟!! هذا كلام مجانين، واعذريني على التعبير....
تابعي التجاهل، وفقك الله، أعانك الله وأثابك.
ويتبع >>>: وساوس التهيؤ للعبادة: الطهارة والوضوء م