موسوسة من العيار الثقيل م
وسواس قهري
أود أن أسأل على عدة أمور يا دكتور، من أكثر من أسبوع زادت الطبيبة الجرعة لي إلى قرصين من ستاتومين وقرص أنافرانيل، تحسن معي وسواس الاستنجاء وصرت إلى حد ما طبيعية وقد تأتيني وساوس أن أطيل لأن المكان غير طاهر لكن أتجاهلها لكن عاودني وساوس كفرية وأرجو أن تخبرني بحل يقلل الوسوسة.
1- أنا لا أدري إن كان كل هذا وسوسة أم أنا متعمدة حتى إن قلت وسوسة لا أشعر بالذنب وأحس بأني لست مبالية فأقول أني متعمدة وأقول الشهادتين عندما كان يأتيني قول في داخلي بأني كافرة والعياذ بالله
2- مؤخرًا أصبح يأتيني قول بتشكيك في الله والنبي واليوم الآخر يعني وهذا ما يتعبني أقول في نفسي يا ترى هل سيأتي يوم آخر وحساب وجنة ونار فأخاف أن أكفر ويكون ردي على نفسي أن هذا ليس تشكيك وأني فقط لست متخيلة لأنه غيب كيف يكون يوم القيامة والآخرة وأن كوني لست متخيلة الأمر لا يعني أني أشكك وكذلك أضرب مثلًا لنفسي أني لست متخيلة كيف سأكون بعد الموت والروح والحياة في القبر ولكني حتمًا سأموت يومًا ما فكذلك كوني لست متخيلة الآخرة لا يعني أنها لن تأتي ولكني لا أرتاح أيضًا وأقول لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ولكن أشعر باللا مبالاة وكأني أقول هذا لأنهي حواري مع نفسي.
3- كذلك تشكيكي في وجود الله الرسول والإسلام أقول لنفسي هل تستطيعين فعل شيء يسيء لله أو الإسلام والعياذ بالله أمام الناس أو تقولين بصوت عالي مستحيل أن أفعل ذلك لكن حتى وأنا أكتب وأقول هذا لا أشعر بالذنب لا أشعر بأي شيء! وأني لن أفعل أمام الآخرين حتى لا يهاجموني أو يسيئوا الظن بي يعني لن أفعل خوفًا منهم وليس خوفًا من الله والعياذ بالله! حتى وأنا أكتب أقول هذه وسوسة ولكن لا أشعر بأي طني ويسيطر اللا مبالاة وأني غير مهتمة حتى.
كذلك أظل أثبت لنفسي أننا لم نخلق عبثا ولابد من وجود إله وكل هذا يعني كأني أثبت لشخص ملحد عن وجود الله والإسلام!
ماذا أفعل خائفة أن أكون كفرت ويأتي بداخلي أن إذا كان هناك آخرة لا أدري بسبب وسوسة أم لا فإني سأكون خسرت وأدخل النار مخلدة فيها حتى يا دكتور وأنا أكتب وعيني تدمع أو أحس بالحزن أشعر أني متعمدة ذلك وليس نابعا من قلبي. أرجوك أخبرني بما يجعل كل هذا يصمت.
4- أود أن أسأل عن حد الدبر الواجب غسله في الغسل هل يكفي أثناء القرفصاء رش الماء بهذه الوضعية فقط وإذا كان هناك جزء من الداخل حتى أنه يكون به نجاسة بعد قضاء الحاجة - أعتذر على التفاصيل- وهو يظهر عند الحزق هل يجب غسله في الغسل أنا أغسله لكونه به نجاسة عند قضاء الحاجة لكن ماذا عن الغسل؟
5- لم أجد فيما أحلتني عليه عن الإفرازات الدهنية البيضاء في الفرج والتي لها جرم وعند الحك تشبه ما يخرج من الجلد عند حكه هل كونها موجودة وهذا يقين أراه واختلط بها البول يكفي مرور الماء فقط أم لأن لها جرم لا بد أن أزيلها أولًا ثم أمرر الماء لأني لا أستطيع إزالتها بسهولة إلا بعد الاستنجاء؟
حتى بعد أسئلتي تأني أفكار أني إنما أسأل عن الحكم لأني اعتدت فعل هذه العبادات ولأني لست أسأل لأني أعبد الله كيف أصمت كل هذا وهل يمكن أن هذا حدث لأني زدت جرعة الدواء أم ماذا أنا قبل شهر كنت جيدة وعندما أخبرت الطبيبة أن بدأ يزيد قليلًا لكن ليس بدرجة سيئة زادت الجرعة وأخبرتني أن الوسواس مرض يتقلب تارة تهدأ الوساوس وتارة تزيد لكن المهم رد فعلي عند الزيادة.
أود أن أسأل كيف أقنع نفسي أصلًا أني موسوسة أنا أشعر أني متعمدة لهذه الأفكار وأني لست موسوسة ولا أحس بالذنب وأحس بالا مبالاة مع كل هذه الأفكار حتى أن أتوب لا أشعر بها من قلبي وأشكك وتأتي الأفكار السابقة التشكيك في الدين وبالتالي توبتي خطأ وسأدخل النار حتى حين أفكر أني بذلك أكون كفرت وأُسأل يوم القيامة- وما تزال الأفكار موجودة حين السؤال في نفسي- عن هذه الأفكار وأخلد في النار بسبب أني كفرت والعياذ بالله
فحين سأقول لله أني موسوسة فيخبرني أني لست كذلك وأنها كانت عمد؟ ماذا أفعل.
جزاك الله كل الخير يا دكتور
16/7/2021
رد المستشار
الابنة الفاضلة "آية" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
مرت شهور منذ المتابعة الأخيرة...... وقد أسعدتنا متابعتك هذي وإن بدت لنا واشية بأنك على خطى الوسواس ما زلت تنزلقين.... يعني صراحة كلها وسوسة في وسوسة وأنت تعرفين وبرغم ذلك تنزلقين وما زلت في دواخلك تفتشين وتناقشين وتحللين الوساوس كأن مجانين يؤذن في مالطا (حيث لم يعد مسلمون) كما نقول في مصر..... ثم أنت أتبعت هذه المتابعة بأخرى عاجلة لأنك نسيت سؤالا!!... نسأل الله أن يفيدك ردنا عليه.... لكننا سنركز على تحليل إشارات وردت في إفادتك تحليلا يفيد إن شاء الله كثيرين.
أولاها تتعلق بطلبك (وأرجو أن تخبرني بحل يقلل الوسوسة).... هذا يعني أن جنابك مش فاهمة أصلا ما هو الهدف المرجو من علاج الوسواس القهري السلوكي المعرفي؟! الهدف ليس أن تقل الوساوس (ببساطة لأنه لا سلطان لنا على ورودها على الوعي) وإنما الهدف أن نستجيب نحن بطريقة مختلفة...
نحن نطلب من مريض الوسواس القهري أثناء العلاج أن يكثر من التصرفات التي تستفز الوساوس بما فيها الكفرية لأننا نريد أن ندربه على الاستجابة بطريقة مختلفة بحيث تصبح كل مرة وسوسة فرصة ليتعلم كيف يناجز الوسواس بتجاهل وإحجام عن أي قهر... يعني عكس ما تظنين أنه الصحيح !!
وأما الإشارة الثانية فتتعلق بعبارتك التي ستقطعها (لا أدري إن كان كل هذا وسوسة أم أنا متعمدة) يا "آية" يا كل الموسوسين بالنية (التعمد، القصد) يا كل الموسوسين بهل الفكرة وسواسية ولا حقيقية مني ؟ كلها أفكار وسواسية تأخذ حكم الوسواس ولابد من تجاهلها حتى يثبت العكس بيقين وهو ما لم يحدث.... ثم أنكم معافون من ذلك وأنت يا ست "آية" كذلك فلماذا تصرين على متابعة الوسوسة... وأنت في كلا الحالتين (وسواس النية أو نسبة الفكرة) أنت تضطرين لتفتيش الدواخل وقد نهينا عن ذلك ليس مطلوبا منك فلا تفعلي... فهل توافقين وتلتزمين ؟....
ثم استكمالا لمهزلة استبطان الدواخل تكملين (حتى إن قلت وسوسة لا أشعر بالذنب وأحس بأني لست مبالية) هذا بسبب التفتيش في الدواخل كلما فتشت أكثر كلما وسوست أكثر....(جائتك كلمة كفرية، قلت هذه وسوسة وحاولت التجاهل... يقول لك الوسواس كيف وسوسة أنت فعلت كذا أو قلت كذا فاستجلبتها أو تذكري مشاعرك وقتها أنت حتى لم ترفضيها بقلبك ولا تشعرين حتى بالذنب... إلخ) كل هذا يدفع الموسوس إلى التفتيش في الدواخل ثم تكرار التفتيش في الدواخل وهو ما يوقعه في فخ الشك في معلوماته الداخلية ويجعل ثقته في ذاكرته في الحضيض.... (فلماذا تفعلين ؟) ثم تستنتجين أنك تعمدت الكفر (أقول أني متعمدة.... وأقول الشهادتين عندما كان يأتيني قول في داخلي بأني كافرة والعياذ بالله)... ألم يأتك أن الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد وحتى ولو قال الكفر ونطقه لا يكفر لأنه في وسواس الكفرية، حتى النطق بالكفر ليس كفرا فمن فضلك لا تكرري الشهادتين لهذا السبب وكرريهما وقتما شئت بعيدا عن وسواس "أنك كفرت" ولا تغتسلي غسل الدخول في الإسلام بالتالي لهذا السبب أي استجابة لوسواس أنك كفرت عامدة أيا كانت مقدماته فأنت لا تكفرين وهو كذاب مهما عزك في الخطاب يا ست "آية".... يعني الدخول يفترض أن يقوم به من خرج وأنت لا تخرجين ما دمت بالكفر وسوست لا تخرجين طالما أنت مريضة وسواس قهري.
وأما الإشارة الثالثة والتي تتعلق بسؤالك الفقهي الذي لا داعي له في حالتك عن (حد الدبر الواجب غسله في الغسل) وكذا عن (الإفرازات الدهنية البيضاء في الفرج)... فقد قدمت ما عندي في هذه المسائل الفقهية العويصة التي نادرا ما يلجأ لها غير الموسوسين.... فغالبا إن سألك أحدهم أو سألتك إحداهن عن كيفية الاستنجاء سيكون موسوسا ولو لفرة عابرة من حياته، أنا شخصيا لا أعرف ما هو حد الدبر الواجب غسله في الغسل ؟ وربما أشك هل في الغَسْل أي في الاستجاء أم في الغُسل أي الاغتسال ؟ لكنني سأعتبره ضمن الاستنجاء لأقول لك هذه أمور فطرية.... ارجعي إلى ما كنت عليه قبل الوسوسة وهو صحيح فقط ولا تسألي فالأمور على العفو حتى تعرف ! وأنت موسوسة أولى إن أردت برحمة نفسك.... وعندك رخصة للموسوس سنية إزالة النجاسة.... المريض المعتاد يأتي طالبا ما يعفيه لا ما يثقل عليه إلا الموسوس المتعمق عافاك الله فهو يريد مزيدا من القيود أو الضبط والربط في التهيؤ للعبادات وأدائها.... وغير ذلك فهل أنت مصرة على اتباع سبيل الموسوسين.
كذلك إشارة مهمة تخصك هي ما نبأتك به المعالجة بأن الوسوسة (تارة تهدأ وتارة تزيد لكن المهم رد فعلي عند الزيادة) إلى أي حد تراك استفدت من كلام الطبيبة؟ وبدأت العمل على تهذيب وتغيير طريقة رد فعلك... أنت حتى الآن لم تفعلي.... وكلما رمى لك الوسواس خيطا تتبعين... أي لا أراك تتجاهلين بل تنساقين!
ثم الإشارة الأخيرة التي تلمع في قولك (كيف أقنع نفسي أصلًا أني موسوسة) يا سلام بعد كل هذا العذاب الذي امتد شهورا على الأقل ما زلت تسألين.... أنت تعرفين لكن مشكلة شكك في هذه النقطة تحديدا تنتج عن تلبيس الوسواس أمورك عليك... فمع تكرار وسواس "هذه فكرة حقيقة هل ستتجاهلها ؟" ثم "ألن تشعر بالذنب".... لم تعد تشعر بالذنب" هل ستقول مريض ؟ تغش ربك ؟... أنت كنت تريد (الكفر).. ولم تعد تكرهه كما كنت !!... إلخ وفي غير ذلك من حالات الوسواس القهري وبسيناريهوات وسواسية مختلفة تشمل محاولات تذكر واستبطان للمشاعر بشكل أو بآخر.... يأتي الموسوس ليسأل: دكتور تخيل بعد كل هذا يأتيني وسواس أني لست مريض وسواس وكل ما فعلته كان بإرادتي! كل هذا من عواقب التفتيش في الدواخل والذي يجعل الموسوس يسقط في شر أعماله الوسواسية فيوسوس أكثر ويتعذب أكثر.... وجف لساننا ونحن ننصحك بالكف عن التفتيش في الدواخل يا "آية"....
أرد سؤالك (كيف أقنع نفسي أصلًا أني موسوسة؟) إذن بقولي: لست بحاجة لإقناع نفسك بأنك موسوسة واعلمي أن الموسوس يمكن أن يبتلى باللا اكتمال Incompleteness أو خ.ل.ص.ت كمشاعر يجدها تحول بينه وبين الاقتناع بما هو مقتنع به..... فلا تطيلي البقاء في هذا الفخ إن لم يكن أصابك شعور اللا اكتمال.
من فضلك راجعي سؤالك (حين سأقول لله أني موسوسة فيخبرني أني لست كذلك وأنها كانت عمد؟ ماذا أفعل) هذا مستحيل الحدوث يا "آية" لأنك حتى لو لم تكوني موسوسة وإنما ظننت نفسك كذلك (لشهور وربما سنين) عن شيء لا تسألين.... وليس مطلوبا أن تلعبي لعبة الموسوس المشؤومة (تعمد/غصب) (غير مسؤول/مسؤؤل) (غير مذنب/مذنب) حين يسأل نفسه عن ما يتعلق بالوسوسة، ليس مطلوبا منك شرعا ولا أحد ينصحك بأن تشغلي نفسك بذلك ببساطة لأن ماكينة اللعبة معطلة (لكن عطلها داخلي فتعطيك معلومات خاطئة عن مشاعرك وأفكارك وذكرياتك) فكيف وأنت في هذا الوضع تحاسبين؟ كما قلت مرارا على ما كنت عليه قبل الوسوسة بالكفر أنت باقية يا "آية".
أراك في المتابعة التي تلت هذي وسأحملها رفيف لترد على تساؤلاتك الوسواسية وأنت فيها واضحة الإصرار على التضييق على نفسك سامحك الله،.... واصلي علاجك وأخبرينا بما تتعلمين وليس بوسوسة جديدة.... ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: موسوسة من العيار الثقيل م2