حصار معرفي أو وسواس قهري أنا تعبت! م3
مش قادرة أستحمل وعايزة أموت
قبل ما أَتَدَيَّن كنت كويسة. دلوقتي كُلّ لمَّا أَسْمَع دروس شرعية ودينية أكتر أَتْعَب والوساوس تزيد، وحتَّى مبَقِتش قادرة أكتب الأفكار من كُترَها، وطول النهار دماغي شغَّالَة، ولَوْم رَهِيب للذات. ولمَّا آجِي أَبَرَّر لنفسي "إنِّك هَوِّنِي على نفسك شوية، أنتِ تعبانة" أقول "يعني أنا لمَّا أَعْمِل مَعصِيَة دي علاقتها إيه بإنِّي تعبانة".
لو سمعت أغاني أَلُومُ نفسي، لو رُحتِ فرح فيه أغاني أَلُوم نفسي؛ لأنّ صحابي قالولي مينفعش تحضري أفلام فيها غناء ورقص واختلاط. وأَجِيب فتاوي كتير على النت أَلاقِي فعلًا إن مَيِنْفَعش نروح أفراح (وكأنِّي عايزة أطَمِّن نفسي إنِّي أَرُوح وأنا مِرتاحَة). لمَّا بَرُوح فرح ببقى قبله وبعده مَخنُوقَة، وصحابي بيلُومُونِي ويقولولي "لا يجوز إنّك تِرُوحي. أنتِ مِستَهوِنَة بالأمر وهو عظيم".
حاليًا فيه حالة غضب تجاه الدين، واتِّهامِي لنفسي بالنفاق. وكنت بحفَظ سورة التوبة، فجِيت في صفات المنافقين وبَقِيت أُسقِط الكلام عليَّا. وفيه آية كان تفسيرها إنّ الاستهزاء بشعائر الدين كُفر، فأنا كنت مثلًا ساعات أقول إنِّي بَكْرَه النقاب. هل كده ممكن أكون وقعت في الكفر؟
وكل لمَّا أَتْفَرَّج على فيديوهات خاصَّة بأَعْمَال القلوب بأُسْقِط الوِحِش عليَّا. ولمَّا بقرأ أيّ بوستات لابن القَيِّم أو ابن تيَمِيَة الخاصة بأعمال القلوب بَتْعَب، يَعني مثلًا المنافقين بيصَلُّوا بأَبْدَانهم فقط وليس هناك خشوع، فأقول "ده أنا مش بَرَكِّز نهائيًّا في الصلاة. حرفيًّا أنا ساعات مش ببقى عارفة أنا في أَنْهِي ركعة".
أنا زَيِّ ما قُلْتِ لحضراتكم قبل كده إنِّي تلَقَّيْت قَدْرًا هائلًا من العلاج المعرفى السلوكي، ولكن وأنا في حالة القلق والتوتر بَنْسَى اللِّي تعَلَّمْتُه. مهما أَتْعَب لازم أتفَرَّج على فيديوهات دينية كتير؛ علشان بقى يُبقَى عندي هِمَّة عالية. بجد تَعِبت.
ولَّا بَقَى الأحكام الفقهية. ببحث كتير أوى في الفتاوى، وبالذات إنّ فيه على النت مواقع مُتَشَدِّدَة بتعَقَّدْنِي. وبَسْمَع شيوخ كتير على اليوتيوب، ولو حَدِّ قال حلال وحد تاني قال حرام مش بَبْقَى مِصَدَّقَة اللِّي قال حلال.
أنا بِجَدّ زهقت وبتمَنَّى أَمُوت. بجد مش عايزة أعيش، مش حاسَّة بحياتي. وكل اللِّي حوالَيَّا شايفين إنِّي مُتفَوِّقَة ومُثَقَّفَة وتفكيري عقلاني، وأصحابي نَفسُهُم بيَسْتَشِيرُوني في حالتهم، وبيُبْقَى عندي قَدْر من الوعي وأنا بتناقش معاهم، ولكن وأنا مَغْمُورَة في مشاكلي لا أَعْلَم كيف أَحُلُّها.
هل حاليًا أنا محتاجة أدوية؟ بس وأنا كنت باخُد الأدوية قبل كده كانت دي حالتي بردو!
حاليًا مش باخد أيِّ حاجة، وحتَّى وأنا بتكَلِّم مع المُعالِجَة النفسية بتاعتي، ونتكلم في أمور دينية مش بصَدَّقْهَا، بقعد أقول "هي مش مُتَدَيِّنَة أووي". على الجانب الآخر أكَلِّم صحابي أو ناس مُتَدَيِّنِين، فيأكِّدُوا أنَّ كلامي أنا صح، ومَتِسْمَعِيش كلام الناس واستحملي وجاهدي. وأنا مش قادرة، والله مش قادرة.
أنا الحمد لله يومِيًّا بَحْفَظ قرآن، وقرَّبْت أَخْتِم، بس بسمع أغاني لمَّا تقابلني على الفيس، وبَرُوح أفراح، ومش لابسة النقاب ولا الخِمَار، بس لِبْسِي واسع.
أرجوكم رُدُّوا علَيَّا. ويا ريت مع الطبيب يكون الدكتورة المُتَخَصِّصَة في الفقه تِرُدّ عليَّا بردو وتطَمِّنِّي طَمْأَنَة إيجابية. وهل أنا كده مُتَّبِعَة هَوَايا؟
وهل لمَّا أتعامل مع نفسي أتعامل مُعامَلَة خاصَّة عن الناس العادية؟
وشكرًا مُقدَّمًا.
19/7/2021
رد المستشار
أهلًا بك وبمتابعاتك على مجانين يا عزيزتي
أتعجب من هذا الفرق بين رسالتك الأولى وبين سائر المتابعات، فمن يقرأ رسالتك الأولى يشعر أن أمورك عال العال، وأنك أصبحت تحسنين التعامل مع الوسواس، والتحكم بنفسك، أما المتابعات فهي كاستشارات من لا يعرف شيئًا عن علاج الوسواس!!
ويا حبيبتي أنت، تحشين رسالتك بالعبارات التي تظهر خطأك في فهم الدين وتطبيقه ثم تسقطين معاناتك على الدين نفسه وتشعرين بالحنق عليه!!! لا أدري أهو الهروب من واقعك ومعاناتك، أم أنت مقتنعة فعلًا أن الدين عبء على الناس؟
انظري: (وكلما أتفرج على فيديوهات خاصة بأعمال القلوب بسقط الوحش عليا. وكنت بحفظ سورة التوبة فجيت في صفات المنافقين بقيت أسقط الكلام عليا. بقي الأحكام الفقهية ببحث كتير أووي في الفتاوى وبالذات فيه على النت مواقع متشددة بتعقدني، وبسمع شيوخ كتير على اليوتيوب ولو حد قال حلال وحد تانى قال حرام مش ببقى مصدقة اللي قال حلال). ما رأيك؟ من فمك أدينك؟ هل جاء الدين ليضعك في قفص الاتهام؟ وليكلفك بأشق التكاليف؟ وليحرم عليك الرخص؟ فلماذا فعلت بنفسك هذا؟ ومنذا الذي يستطيع تحمل ذلك؟ أنت التي عليك أن تصححي تعاملك مع الدين وإلا فسينطبق عليك قوله صلى الله عليه وسلم: ((هلك المتنطعون)).
نحن ضعفاء، ما نقدر على تطبيقه طبقناه، وما لم نقدر تستغفر الله ونطلب منه أن يعيننا على أنفسنا حتى نصبح أفضل، لسنا جاحدين، نعصي ونتبع الهوى عن إصرار، إنما هو الضعف البشري الذي لا يخلو منه أحد.... وليس مطلوبًا منا أن نصبح ملائكة في يوم واحد؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ)). وقال عليه الصلاة والسلام: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ)).
أنت بسماعك المقاطع الدينية تجاوزت علوّ الهمة ودخلت حيّز الإفراط والتنطع المنهي عنه، ولهذا فإن اللازم في حقك ترك سماع مقاطع الترهيب، والالتفات إلى آيات الترغيب والرحمة والأحاديث والدروس المتعلقة بذلك؛ يريد الله تعالى منا أن نبقى على الطريق المستقيم، فمن غلب عليه التفريط والرجاء والتهاون، عليه أن يستمع ويقرأ ما يتعلق بالتخويف ليرده إلى الصراط المستقيم؛ ومن غلب عليه الإفراط والتشديد والخوف –كما هو حال الموسوسين- فعليه أن يستمع إلى ما يتعلق بالرجاء، وبرحمته تعالى، حتى يرده ذلك إلى الصراط المستقيم، وأظنك تعرفين هذا الكلام أكثر مني.
ومن يشجعك على التشدد والتنطع، فلأنه لا يعرف حالك كما قلتِ ذلك مرارًا، ويرى تنطعك مثالية وهمة عالية......، ولا يستطيع معرفة وسواسك إلا من خَبِرَ الموسوسين وتعرّف على أنواع وساوسهم، وعلى طبيعتهم النفسية.
الفكرة العامة هي: واجب الموسوس أن يتبع الرخص والتسهيلات، ومن قال لك هذا فهو على صواب سواء كان (متدين أوي، أو مش متدين أوي). تبقى المسائل التفصيلية والفتاوى تحتاج إلى شخص (متدين أوي) أقصد لديه علم بمسائل الموسوسين وأحكامهم.
بهذا يتضح جواب سؤالك الأخير: (وهل أنا كدا متبعة هوايا؟)... بالطبع وبالتأكيد ليس ما تفعلينه اتباعًا للهوى. وما نفرط فيه جميعًا يسمى ضعفًا بشريًا وليس اتباع أهواء كما يفعل الشاردون والمنكرون.
(وهل لما اتعامل مع نفسي اتعامل معاملة خاصة عن الناس العادية؟) لا يا حبيبتي، يجب أن تعاملي نفسك كما يعامل سائر الناس أنفسهم، حتى تصبحي أنت وهم على الطريق المستقيم؛ والسبيل إلى ذلك: اتباعك للرخص. أتمنى أن تكون الفكرة وصلت إليك.
وأخيرًا: ليست مهمتنا أن نجيب إجابات مطمئنة، فالطمأنة وحدها لا تفيد الموسوس، وإنما مهمتنا أن نعرّفه الحقائق المتعلقة به حتى يستطيع تجاهل الوسواس.
أسأله تعالى أن يعينك على تطبيق ما تعلمتِه، وأن يلقي في قلبك السكينة والهدوء.
ويتبع>>>> : حصار معرفي أو وسواس قهري أنا تعبت ! م5