وسوسة صفات الله عز وجل
أنا شاب كنت مريضا بالوساوس القهرية منذ عمر 9 كنت أعاني من وساوس الموت ثم وساوس الوضوء ثم وساوس المرض ثم الصلاة ثم وساوس الطهارة ثم وساوس العقيدة حيث تأتيني وسوسة في صفات الله العظيم في صفاته حيث اشتدت علي ولا تذهب رغم أنني فعلت كل شيء لم تذهب بل اشتدت
وصلت بي مرات حتى النطق ووصف الله في صفات خبيثة عندما أنطق أفزع وأعض لحمي وأجري للحمام لتجديد الإسلام أنا في نار وأفكر في الانتحار والموت لأنني كرهت حياتي، ومرات عندما تأتي الوساوس أقول هذه صفات الشيطان الخبيث
ماذا أفعل رجاء؟ ؟
أتمنى منكم الرد
5/7/2021
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "عبد الرزاق" على موقعك مجانين، وأرجو أن نكون عند حسن ظنك
أعانك الله، قد بدأت معاناتك في سن صغيرة، ولكنك لم تذكر هل ذهبت إلى طبيب أم لا؟
لست مؤاخذًا يا "عبد الرزاق" فيما يخطر في بالك حتى لو تلفظت به، ببساطة: لأنك موسوس، وأحكام الموسوسين ليست كأحكام الأصحاء، وكما تعلم فالله تعالى وضع رخصًا وأحكامًا خاصة لجميع المرضى، والوسواس مرض، فله أحكامه الخاصة.
عندما يوسوس الإنسان في أمر ما، فيمكنك القول إن التكليف يزول عنه في ذلك الأمر. لماذا؟ بكل بساطة لأنه يفقد القدرة على التحكم في أفكاره، وفي أعمال جوارحه وأعضائه. وإذا انتفت القدرة سقطت الأحكام، والقاعدة: (إذا أخذ ما أوهب، أسقط ما أوجب).
الموسوس مقهور في أفكاره، مقهور في أفعاله، مقهور في مشاعره، فلا يملك توجيهها، ولا تعطيه معلومات صحيحة....، فهل تظن أن الله تعالى سيحاسبه كما يحاسب غيره؟ الله لا يحاسب المريض كغيره في الصلاة ولا في الصيام، ولا في الوضوء ولا في سائر العبادات....، حتى المعاملات، جعل –مثلًا- إشارة الأخرس المفهومة تقوم مقام عبارته في العقود، مع أن الناطق لا تقبل منه الإشارة في إبرام العقود....
مقتضى العدل الإلهي أن يرخص للمرضى كلهم دون استثناء مهما كانت علتهم؛ قد حرمت منذ طفولتك نوعًا من القدرة يتمتع بها الأصحاء، فكيف يطالبك الله كما يطالبهم؟ لم يمنحك الله القدرة على التحكم في وساوسك، فكيف يطالبك بالتحكم؟ أكرر (إذا أخذ ما أوهب، أسقط ما أوجب). أنت لا تطالب بإخراج الأفكار من رأسك، ولا تكفر حتى لو نطقت، فقط تجاهل ولا تحزن، لأنك غير مكلف. وطبق هذا على جميع وساوسك.
وأزيدك: لست غير مؤاخذ فقط، وإنما مثاب إن صبرت واحتسبت، ومن يدري؟ لعلك تبلغ يوم القيامة، بصبرك على هذا الوسواس ما لا يبلغه الصائم القائم!
إن لم تكن ذهبت إلى الطبيب فبادر إلى ذلك، عافاك الله وطمأن بالك.