السلام عليكم
يثق بنفسه لحدٍّ يجعله لا يثق بأي أحد، حتى أصبحت أنا أشك أيضًا فيمن حولي، غضوب لحدٍّ كبير غضبًا يصل للقسوة ثم يندم، وهو يغضب لأتفه الأمور، وقد تتطور عصبيته لحدِّ الضرب المبرح، كما أنه مبذِّرٌ في ماله، ورغم ذلك يشكو قلته.
يتصف بالكسل الزائد عن الحد، والإفراط في النوم، أو الإفراط في السهر، يكره مَن حوله، ويرى في الناس أنهم يحوكون له المكائد والدسائس، لا يتقبل أي رأي سوى رأيه، مهما كان الأمر، لابد أن نؤيده حتى ولو كان على خطأ، يحسب نفسه يدرك جميع الأمور، فلا يرى نفسه على خطأ أبدًا، فيكره أن يصوِّب رأيه أحد، ويكره الماضي والذكريات، ويُبغض التجمعات الاجتماعية التي يكون بها أشخاص أعلى منه في المستوى،
يريد أن يكون دائمًا هو المسيطر على الحديث، وعلى من حوله، وأن يحوزَ كل الأضواء، ولا يستمر في أي عملٍ، كما يريد الوصول لأعلى مستوى، لكنه لا يستطيع، وكثيرا ما يدخل بمشاريع يعلم أن نهايتها الحتمية عبثًا وفشلًا، يفتعل المشاكل، ودائمًا يُحمِّل الآخرين مسؤولية فشله،
أريد حلًّا، فأنا أُحبه كثيرًا،
وجزاكم الله خيرًا.
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة/ "منيرة" حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا وسهلا بك في موقعك ونرحب بأسئلتك واستفساراتك، ونعتذر لك عن التأخر في الرد بسبب كثرة المشاغل والارتباطات.
الابنة العزيزة : زوجك الكريم يعاني من أحد اضطرابات المزاج أو الاضطرابات الوجدانية، وهو تحول سريع في المزاج يختلف على نطاق واسع من شخص إلى آخر، وهي حالة مرضية من حالات الصحية العقلية شائعة إلى حد ما، وتؤدي الظروف أو المواقف المجهدة - في الغالب - إلى حدوثها مثل التعرض للمشاكل الشديدة في الحياة اليومية (مثل: مشاكل المال، أو العمل، أو العلاقات)، أو التعرض للأحداث المؤثرة في الحياة (مثل وفاة أحد المقربين) –وهو ما ينطبق مع حالة زوجك–، أو التعرض للإجهاد النفسي الشديد، كما أن العامل الوراثي وتعاطي العقاقير المخدرة تعد من عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالات الإصابة بهذه الاضطرابات، ورغم تقلب المزاج المتكرر إلا أن المريض قد يمر بفترات من المزاج الطبيعي في بعض الفترات، لذلك فنصيحتي لك هي أن تقومي بعرضه على أحد الأطباء النفسانيين المتخصصين لأخذ تاريخ مرضي وعائلي مفصل وتقييم حالة زوجك بدقه لتأكيد التشخيص، والوصول إلى تشخيص نهائي لحالته، وقد يتطلب الأمر بعض الفحوصات (مثل: التحقق من مشاكل الغدة الدرقية) لاستثناء الأسباب العضوية لحدوث هذا الاضطراب .
ابنتي الكريمة : أريد أن أطمئنك بأن علاج هذا الاضطراب متوفر ومعروف، وهو يهدف في المقام الأول الى السيطرة على الوضع، وتوفير حياة طبيعية للمريض قدر الإمكان، وقد يتطلب الأمر اتباع نوع أو أكثر من طرق العلاج والتي تشمل العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي المعرفي والذي يساعد على التعامل مع تقلبات المزاج، كما يشمل العلاج تقديم المشورة بشأن كيفية تحسين العلاقات مع الآخرين، وتقديم المشورة حول نمط الحياة على سبيل المثال: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتخطيط للأنشطة التي يستمتع بها، والتي تمنحه شعورًا بالإنجاز، وتحسين النظام الغذائي، والحصول على مزيد من النوم، والحد من التوتر، وإحاطة النفس بأشخاص داعمين.
أسأل الله لكم التوفيق والهداية، تابعينا دوما بأخبارك.