السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوِّجة منذ عدة أشهر، وزوجي لديه اضطرابات نفسية، (والحمد لله على كلِّ حال)، يُراجع عند عيادة نفسيَّة، ويستخدم أدوية، وطلَب منه الطبيب أن يتوقَّف عنها، والآن فقط يستخدم جرعات (إِبَر) كلَّ شهر أشعر أنها أقلَّ مفعولاً من الحبوب اليومية التي كان يستعملها.
لديَّ استفسارات أودُّ منكم تكرُّمًا بالتفضُّل بالإجابة عنها:
• في بعض الأحيان يتردَّد في الإجابة، واتِّخاذ القرار، فكيف أُساعده على اتِّخاذ القرار دون تردُّد؟
• في بعض الأحيان لديه تلَعْثُم وتَرْداد الأحرف، فهل لذلك علاج بالعقاقير؟
• كيف أساعده في الثقة بنفسه؟
• هو مُندفعٌ مع أهله، لكن يستحي، فكيف أساعده أن يكون جريئًا؟
• إذا خاطب أحدًا بالهاتف وهو في بداية حديثه يضحك، حتى إنَّ الذي يخاطبه لا يَفْهم منه شيئًا حتى يتوقَّف عن الضحك، فكيف أساعده على ألاَّ يضحك؟
• في بعض الأحيان يَنْشغل تفكيره بشيء، ولا يُصارحني به إلاَّ إذا ضغطْتُ عليه لكي أساعده، فما الطريقة التي يتعوَّد أن يُصارحني بشكل لا يشغله؟
• أرجو أن توضِّحوا لي تفصيليًّا كيفيَّة التَّعامل مع زوجي المضطرب ذهنيًّا، لكي أكون زوجة مُعينة له، وما هي الطريقة التي أسير عليها ليكون إنسانًا سويًّا، ليس مضطربًا؟
• هل هذا المرض وراثي؟ وهل يُنْقَل إذا رزقَنا الله - بإِذْنه – ذُرِّية؟ وهل هذا المرض يولَدُ وهو فيه أم من صَدْمة؟
• ذَكَر لي أنَّه في بعض الأحيان تأتيه أحاديثُ نَفْس، ما الأسباب؟ وما العلاج؟
بارك الله فيكم، وزادكم علمًا
ولكم الشكر والتقدير
10/8/2021
رد المستشار
عزيزتي..
أسأل الله أن يمنحك الصبر وسعة الصدر ويعينك على ما أنت فيه من معاناة نحو زوجك. ما أحب أن أقوله لك، وردا على استفساراتك وكيفية التعامل مع حالة زوجك.. عليك أن تستوعبي الكلمات المتواضعة أدناه..
بعد أن يتم تحديد نوع المرض النفسي المصاب به المريض من قبل الطبيب، وتحديد المرحلة التي وصل إليها المريض، على الأسرة الإلمام بطبيعة ونوع المرض وأسبابه وأعراضه. يبدأ المريض بتناول العلاج تحت إشراف الأسرة في البيت، أو من قبل طاقم التمريض فيما إذا قرر الطبيب دخوله المستشفى.
والأهم من ذلك، عدم الإهمال في مناولة المريض العلاج وتقديم الدواء للمريض في مواعيدها باستمرار وانتظام المتابعة الدورية للمريض للطبيب، والمتابعة والإشراف لحالة المريض من قبل الأسرة وزيارة الطبيب بشكل مستمر، الذي قد يرى تعديل وتحديد الجرعة المناسبة للمريض بين حين وآخر حسب مرحلة الشفاء التي وصل لها المريض. على الأسرة أن لا تبدي نوعا الإهمال أو التهاون في العلاج، حتى وإن كان هناك تحسن ملحوظ في حالته.
أحيانا قد تكون سلوكيات شاذة فلا يؤاخذ عليها، أي لا يجب التعامل معه بقسوة، أو السخرية منه، قد يسبّب تداعياً أو تدهورا في حالة المريض، والتعامل الطيب وسعة الصدر واللطف من قبل الأسرة يساعد على الشفاء.
لطالما الآن وأنت تدركين وتعرفين طبيعة المرض النّفسي ونوعه وأعراضه وأعراض الأدوية المُستخدمة في علاجه. عليك الإنصات والاستماع لما يقوله زوجك بحرص وعناية، وتفهّم مشاعره وأحاسيسه والتفاعل معه عند حديثه. حثه وتشجيعه على التحدّث معك وأن تساعديه على أن يعبر عما يحسه ويشعر به ببساطة، وأن لا يتردد ولا يشعر بالخجل.. تشجيعه على الالتزام بعلاجه وفق تعليمات الطبيب.
يحب المريض أحيانا عدم التدخّل في خصوصياته إن طلب ذلك.. فعليك احترام هذه الخصوصية.
الابتعاد عن الأشياء التي قد تثيره وعدم التعليق أو السخرية من بعض الأفعال التي قد تثير الأسرة وعدم المبالغة في ردة الفعل تجاهه، بل أخذ هذه الأفعال أو التصرفات بسعة صدر ومناقشتها بهدوء. في حالة ظهور أعراض جديدة أو أعراض جانبية من الأدوية، أو في حال عدم التحسن أو مواجهة أي مشكلات قد تؤثّر على سير عمليّة العلاج، عليك طمأنته والتوجه للطبيب حالا. وهنا لن يتأخر الطبيب في المساعدة.
وتوجد الكثير من الإرشادات والتعليمات التي سوف يشير لك الطبيب أو الاختصاصي النفسي الذي سوف يكون له دور كبير في إعطائك كل ما تحتاجينه في كيفية التعامل مع زوجك.
وكلمة أخرى.. على أسرة زوجك المساعدة والوقوف إلى جانب زوجك (ابنهم) حتى يخفف قليلا من العبء عليك.. فلا تترددي في طلب العون والمساعدة..
أرجو أن أكون موفقا بهذا الرد المتواضع.. يحفظك الله.