اضطراب مركب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء. مشكلتي هي أني إنسان غير متزن نفسيا وسلوكيا بالرغم من الذكاء السطحي الذي يصفني به الناس.
تبدأ قصتي في الصف الرابع الابتدائي، كنت وقتها طفل عادي متزن يعيش حياته طبيعي حتى يوم من الأيام وبينما أنا وأخي نتجاذب أطراف الحديث وإذا به يقول لي يا سعد هل تعلم أن أشراط الساعة الصغرى مضت ولم يبقى إلا الكبرى منها، وفي هذه اللحظة دب فيني خوف شديد جدا من إغلاق باب التوبة بشروق الشمس من مغربها. وإذا بي أفكر في الأمر كل يوم بخوف وأتجنب كل ما يذكرني بالأمر وأخاف كل يوم في وقت الشروق وأتأكد أنها خرجت من الشرق، علما وقتها أني كنت ملتزم بالصلاة واستمريت على هذا الحال.
بعدها بسنة تقريبا تطور عندي وسواس قهري في الطهارة وأتعبني جدا لدرجة أني تركت الصلاة وزادني الإعياء النفسي ضعفين، الخوف اليومي بسبب الـ PTSD والآن أصبحت لا أصلي ولا أستطيع أن أصلي بسبب الوسواس وغرقت في الخوف والهم. بعد الصف السادس وقعت في العادة السرية وأدمنتها لدرجة غير طبيعية كالمخدرات واستمرت معي للمستقبل.
كنت متميزا جدا في الدراسة في الابتدائية والمتوسطة ولكن مستواي في الثانويه انخفض بسبب الفتور النفسي والتبلد الذي أصابني بسبب الـ PTSD والذي اشتد وبقي إلى الثانوية.
ظهرت علي أعراض ذهان في المتوسطة، الشعور أني مراقب بكامرات في دورات المياة ومن كامرات الأجهزة وكنت أحيان أشم روائح لا وجود لها. في هذه الفتره نفسيتي كانت سيئة جدا متعب جدا جدا نفسيا من الخوف لسنوات يوميا لدرجة أنه وقت الضغط يحصل لي depersonalisation انفصال عن الجسد، كنت عدواني نوعا ما وأتنرفز بسهولة ومضطرب بشكل عام، أنا وقتها لم أكن أعرف أي شيء عن الأمراض النفسية والطب النفسي، بختصار لم أكن أعرف مابي غير أني في خوف شديد. الوسواس القهري توقف بعد تركي للصلاة بسنة تقريبا لأنه لم يعد هناك شيء يتغذى عليه.
في نهاية الثانوية توفيت أمي في حادث، أنا لم أصلي لسنوات وإذا بي عند الصلاة عليها ذهبت وصليت عليها مع الناس راجيا أن يقبل دعائي وصلاتي عليها. دخلت فترة اكتئاب شديد وحزن بعد وفاتها لدرجة أني كنت أنام لفترات طويلة جدا من شدة الإعياء. بدأت الجامعة وإذا بي في الترم الأول أفشل ثم الثاني وأفشل والثالث أيضا!! انتقلت لجامعة أخرى ونفس الشيء حصل. تنقلت بين ٤ جامعات فشلت فيها كلها، حتى أبسط الواجبات لم أكن أقوم بها. طاقتي النفسية وعزيمتي صفر زيرو، حتى طبخ وجبة خفيفة قد يستهلك طاقتي لكامل اليوم.
الأشياء البسيطة التي يقوم بها الناس بأريحية مثل حل الواجبات، الطبخ، تنظيم رحلات مع الأصدقاء، تنظيف البيت لسبب أو لآخر لا أستطيع فعلها إلا بصعوبة بالغة ويندر هذا، سلاسة عجلة الحياة عندي منعدمة.
فقدت الأمل والهدف بدأت التدخين في الجامعه ثم شيئا فشيئا بدأت أتساهل في أشياء أكبر كنت أعتقد أنها مصائب في الماضي فدخنت الحشيش وتعاطيت الأدوية المهلوسة لمدة سنة تقريبا، في هذه الفتره انعزلت عن الناس، حتى أن جميع الأقارب القريب منهم والبعيد لاحظ ذلك وتكلموا فيه.
ثم فتح الله ومن علي وتبت إليه وتركت التدخين والمخدرات وبدأت أصلي بعد انقطاع ما يزيد عن عقد من الزمان. بعد ترك المخدرات أصبت بضعف في الذاكرة وتشتت انتباه، ونوبات ذهان، وعاد إلي الوسواس القهري عندما عدت للصلاة.
مضت سنتان منذ تركت التعاطي، خلال السنة الأولى بعد التوقف كنت أعاني من ضعف في الذاكرة، وتشتت ذهني، ونوع من الـ depersonlization، والوسواس القهري، ونوبات ذهان قوية كانت تنتابني.
خلال السنة الثانية، تحسنت ذاكرتي وتحسن التشتت قليلا وانتهى الـ depersonlization ولكن الوسواس لازال مستمر في أمور العبادة. وأخيرا وصلنا إلى الوقت الحاضر، أنا الآن ومنذ سنة تقريبا أعاني من شيء لا أدري هل هو نوع من الوسواس أو هو ذهان: أحد الأيام وأنا أفكر جاءتني فكرة تشككني في كفر المشركين، بالرغم أنه معلوم من الدين بالضرورة وأمر بديهي إلا أني فعلا بدأت بالشك في كفرهم والأدلة التي كنت مقتنع بها لم تعد قطعية بالنسبة لدي!!! وكأن المنطق اختلف في عقلي كأن ١ + ١ لم تعد تساوي ٢،
بقيت على هذه الحال أسبوعين ثم ذهبت عني الفكرة. بعدها بأسبوعين أو ثلاثة جاءتني فكرة تشككني في سلامة القرآن من التحريف، ومرة أخرى الأدلة التي كنت أستدل بها على حفظ القرآن فجأة أصبحت غير مقنعة!! جلست في الشك قرابة شهر، وإذا بها تختفي كليا. بعدها بأسبوعين جاءتني فكرة تشككني في قدرة الله وعلمه، جلست أسبوعين ثم ذهبت. وهلم جرا، هذه بعض الأمثلة وإلا فهي أكثر، هل هذه نوبات ذهان؟
قمت بزيارة طبيب نفسي لأول مره منذ شهرين، وقام بوصف فلوفوكسامين 100mg في اليوم، واللانزابين 5mg مرة في اليوم. استمريت عليها لشهر وتوقفت. لاحظت بعد العلاج أن وسواس الأفكار الغير مرغوب فيها انخفضت بشكل ملحوظ ولكن في المقابل بدأت عندي الوساوس الفعلية، مثل وسواس تكبيرة الإحرام، وسواس النية، وسواس الوضوء و وسواس في الصلاة بشكل عام.
ماهو تشخيصكم لحالتي؟
وما سبيل العلاج المقترح؟
20/8/2021
رد المستشار
تحمل رسالتك الكثير من الأعراض الفنسية.. وإذا ما حاولنا ترتيبها فهي كالتالي:
1- أعراض الوسواس القهري.. تتمثل في أعراض الوضوء والطهارة والصلاة والقرآن وغيرها.. ومنها قدرة الله وعلمه.. والأرقام والأفكار التكفيرية للمشركين.
2- أعراض ذهانية.. أنك مرقب من خلال الكاميرات في دورات المياه.. وتشم روائح لا وجود لها.... ربما هذه الأعراض انتهت..
3- أعراض اكتئاب.. وحزن ونوم لفترات طويلة وإخفاق في الدراسة كما ورد في رسالتك..
4- استخدام عقار (الحشيش والمهلوسات)... رغم أنك توقفت عنها كما ورد في رسالتك..
5- إضافة إلى ما ذكرته عن معانتك من Depresonalzation ...... أي اختلال الإنية.
أما ما ورد في مقدمة هذا الرد المتواضع من الأعراض الذهانية وغيرها فلا يبدو أنها ما زالت موجودة ولربما انتهت.. يبدو أنها لا تشكل مرضا يستحق أن يشخص الآن. وإنما تعتبر تاريخا مرضيا سابقا.
الشيء الجميل الذي ورد في رسالتك أنك زرت طبيبا.... ووصف لك علاجا.... لمَ تعانيه من الوساوس القهرية........ أنت تعاني من مرض الوسواس القهري....
إذا ما أردت العلاج والشفاء, وقبل أن يستفحل الحال لديك، أنصحك الآن بالعودة إلى الطبيب وتلتزم بما يقوله لك.... لا تهمل الأمر.