السلام عليكم، أشكرُكم مقدما على مساعدتي.
أنا فتاة ملتزِمة نوعًا ما، أحفظ القرآن، لكنِّي أصبحتُ مقصِّرة بعد أن وقعتُ في حبِّ قريب لي، أنا لا أعرفه لكن أخته تتحدَّث عنه كثيرًا، وتكثر من المديح فيه، حتى وقعتُ في حبِّه، جعلته في قلْبي حتى يندثرَ وينتهي، لكن بعدَ صراع سنتين مع نفْسي استخرتُ وأخبرتُ أخته، ولا أحدَ يعلم سواها، قالت لي: إنَّه يسألها دائمًا هل أحد مِن صديقاتها يحبُّه أو يمدحه؟ وسألها مرة عن جمالي لكنها لم تُتِح له الفرصة لأنَّه غيرُ جاد.
المهم بعدَ أن أخبرتُها بحبِّي له صُدِمَتْ، وقالت: إنَّه لا يُناسبك فهو مدخِّن وغير ملتزم، وغير موظَّف، وفي مدينة أخرى، عندما أخبرتني حزنتُ وأصبحتُ أدْعو له وأدعو ربِّي أن يكتُبَ لي الخير، ويصرفَه عني إنْ كان شرًّا لي، وإنْ كان خيرًا لي يجعله مِن نصيبي.
أريد نصيحتَكم لا أستطيع أن أقبل بأيِّ خاطِب، فمن غير المعقول أن أقبَل به وقلْبي مع غيره، قلت لأخته: أكثري مِن الحديث عني، وامدحيني، واجعليه يُحبُّني مثلَما جعلتِني أحبُّه، فتفاعلتْ معي، وقالت: استخيري وأعلميني ما الذي تَرْتاحين إليه.
في رأيكم: هل أجعلها تُخبره عن حبِّي له؟ وهل يجوز ما أفعله؟ وما الحلُّ لأنقِذ نفسي مِن غفلة المحبِّين؟
أنا مُتعجِّبة من نفسي، سبق وتقدَّم لي مَن هُم أفضل منه وأرفضهم، وأنا - والحمد لله - ذات جمال، ويأتيني خطَّاب وأرفضهم بسببِ التدخين، أو المدينة، فكيف أقبل بهذا وفيه كل هذه العيوب؟!
ماذا أفعل في نفسي؟! حاولتُ أن أتذكَّر عيوبه وأكرِّه نفسي فيه، لكن محال! كيف أجعله يَخطُبني؟! حتى لو خطَبني فسيرفضه أهلي لأنه مدخِّن، وحتى أنا لا أقبل المدخِّن، فما الحلُّ؟!
جزيتم خيرًا.
أختكم.
25/08/2021
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك بنيتي، يجب أن تعرفي طبيعة مشاعرك قد تكون إعجابا وتعلقا بفكرة الحب لكن بالتأكيد ليس حبا. مشاعرك نحوه تأتي من انشغالك بفكرة الحب ومتابعتك لأخباره التي تنقلها أخته المحبة له والتي بنفسها أخبرتك بأنه ليس مناسبا لك وجزاها الله خيرا على صدق النصيحة لك فماذا تريدين من حب شخص لا يناسبك كما أنه غير جاهز للارتباط وغير جاد.أي سمات جعلتك تظنين أنك تحبينه، هل حبه لأخته أو قربه منها، بين سطورك يبدو أنه عابث وهي دون وعي منها تساعده حين يسأل عمن يحبه من صديقاتها وكأنه أمر مفروغ منه أن يكون محبوبا.
مشاعرك ليست حبا بل تعلق عقلك وفضوله نحو المزيد ممن سمعت عنه، فاصرفي عنك فكرة انشغال قلبك به. قد يثير سماعنا صفات البعض مشاعر الإعجاب أو التقدير ولكن ليس الحب، الحب يعتمد على التفاعل والتفاهم والانجذاب وكذلك الالتزام والحرص على مصلحة الطرف الآخر فأي من هذه الأمور تجدين فيما تصفينه حبا.
إن كنت معجبة بما سمعت عنه وتميلين لمنحه فرصة فلا بأس أن تقترح أخته اسمك كزوج صالحة ولكنها سبق وأخبرتك بأنه غير جاهز للارتباط ولا جاد فأي جدوى ستعود عليك إن أحرجت صديقتك بطلبك منها إقناعه بك إن كان أساسا لا ينوي الارتباط وغير مناسب لك. هو لا يعمل أي لا يملك قدرة مادية مستقلة للإنفاق على أسرة وهذا أمر لا يجعله خاطبا مناسبا لك ولا لغيرك، كما أنك لا تقبلين مواصفات أخرى لديه مثل التدخين ومكان السكن.تعيشين مع نفسك حكاية حب وهمية اعملي على الخروج منها حفاظا على طاقتك النفسية، والتفتي إلى ما هو جاد وحقيقي من فرص للاستقرار والسكن من بين خاطبيك الجادين.