البكاء المستمر بسبب أو بدون
السلام عليكم، أنا شخص أحب الانطوائية ولا أحب الاختلاط بالناس كثيرا أو الخروج من المنزل هذه طبيعتي منذ كنت صغيرة.
ابتدت نوبات بكاء منذ 5 سنوات كانت بدون سبب بعد ذلك أصبحت أبكي لأنني لم أستطع دخول الجامعة التي أريدها ولكن تقبلت الأمر بعد ذلك توفي أبي وزاد عندي البكاء فأصبحت أبكي كل يوم بالساعات حتى الآن (توفي أبي منذ سنة ونصف) بعد ثلاث أشهر توفي خطيب أختي.
كل ما أريده هو حل للبكاء المتواصل
لقد تعبت وأصبحت أشعر أني مرهقة دائما وأتمنى الموت
31/8/2021
رد المستشار
موضوع الاستشارة: بكاء واكتئاب
تعليق الموقع:
البكاء رد فعل فسيولوجي لعواطف قوية يشعر بها الإنسان وفي ذات الوقت لا يستطيع السيطرة عليها. يبكي الإنسان مع الفرح والاكتئاب والغضب.
أولاً هناك الشخصية والشخصية الانطوائية عموماً لا تميل إلى البكاء وإنما تتجنب الآخرين وبالتالي تتجنب أي عواطف لا تقوى عليها. في ذات الوقت لا يُعرف الإنسان نفسه بشخصية انطوائية ويعيش في هدنة لأجل غير مسمى مع سماته الشخصية. لذلك لا يمكن القول بأن شخصيتك هي سبب بكائك.
ثانيا الإنسان الذي يبكي بكثرة وفي عزلته إنسان غير سعيد لسبب أو لآخر. هناك من البشر من ينتكس في حياته ويشعر بعجزه عن تحقيق طموحاته بدلا من تأهيل نفسه لمواجهة التحديات ويبدأ بالشعور بالأسى ويوجه دفاعاته النفسية صوب ذاته. هذا ما حدث معك مع عدم دخول الجامعة المفضلة. رد فعلك هذا يعكس البعد العصابي في شخصية هشة لا تقوى على مواجهة التحديات.
وثالثاً هناك الحداد، والذي قد يطول أمره لعامين، وعلى الإنسان أن يتعامل معه ولا يتجنبه. لا توجد تفاصيل أخرى عن الحداد ولكن فقدان الأب حدث جسيم لا يرسل الإنسان صوب الحداد فقط وإنما صوب اكتئاب جسيم.
ورابعاً الفقرة الأخيرة من الاستشارة، وكل من يتحدث عن أمنية نهاية الحياة ويراسل الموقع فعليه قبل أن يكتب إلى الموقع أن يتوجه صوب مركز للصحة النفسية لتقييم الحالة العقلية واستلام العلاج اللازم الذي قد يكون علاجاً نفسانيا أو عقاقير أو كلاهما.
الحل هو أن تراجعي طبيبا نفسانيا هو الذي سيقرر إن كنت تعانين من اكتئاب جسيم لا بد من علاجه أم أن هناك بعد عصابياً في شخصيتك لا بد من تجاوزه لكي يتوقف البكاء وتعودين إلى الشعور بالسعادة.