إدمان تشات السوشيال ميديا
أنا فتاة ملتزمة إلى حد ما، فأنا أصلي وأحفظ القرآن وأُحفِّظه، وأتعلم وأُعلِّم، وأطوِّر دائمًا من ذاتي ومهاراتي، وأحاول استغلال الوقت بصورة جيدة، فأضع الأهداف وأسعى بعد الاستعانة بالله، لكنَّ ثمَّةَ عيبًا لا أدري كيف أتخلص منه، وهو أنني أحادث الشباب على السوشيال ميديا منذ مراهقتي، فقد أصبحت المكالمات والمحادثات شيئًا اعتدتُ عليه، المشكلة الكبرى أنني بعد أن تعرفت على شخص يحبني بصدق، ويريد خِطبتي، ولم يقصر معي في أي شيء، وأشعر معه بالأمان، فهو يحترمني جدًّا، ومطابق لأحلامي في شريك حياتي - بعد كل هذا خُنتُه، لا أدري لمَ فعلتُ هذا، أخشى خسارته بصورة مفزعة.
أقول - وليس تكبرًا والعياذ بالله - إنني أمتلك شخصية تجعل كل ذي شخصية قوية يضعف أمامي، وهذا من ابتلاءاتي فيما أظن، فقلبي في فوضى عارمة، فأنا كالمراهِقة الصغيرة، يحبني الشباب، فأنا أسمع مشاكلهم وأحلها لهم، وأحنو عليهم، فأجد نفسي في كل مرة عالقة مع شخص جديد، لمَ أنا هكذا؟ أريد أن أستبدل بعلاقاتي المحرمة علاقة تكون حلالًا، أرجو أن تتكلموا معي بلينٍ، فأنا أعلم الأحكام الدينية جيدًا في كل هذا، وأسأل الله العافية، لكني غارقة في هذا السوء منذ زمن،
فساعدوني في إيجاد طوق للنجاة
بذكر أسباب وحلول على المستوى النفسي.
16/09/2021
رد المستشار
مرحبا بكم أخت حنان، وكيف لا نتكلم معك بلين وأنت تسعين لتحسين حياتك وتدعيم الصواب والالتزام به قدر المستطاع.
والأمر ليس متعلقا بالأحكام الشرعية فقط أو العادات والتقاليد بل النفس البشرية دهاليزها عميقة ولا يدرك حقيقتها المطلقة سوى خالقها وعلماء النفس يحاولون فقط فهم وتفسير جوانب من نفوسنا.
على كل حال، أحييك على وعيك بمشكلتك وبحثك عن حل نحوها.
أولا عليك أن تعلمي أن ما تخشين حدوثه وهو الدخول في علاقات رغم كونك ارتبطت عاطفيا بشخص له مداخل يمكن تحديدها والبحث في أسبابها، فمثلا ربما حرصك على سماع مشكلات الآخرين وتقديم حلول يجعلك تشعرين أكثر بالرضا عن نفسك وعن أهمية دورك، فهل كنت تفتقدين هذا الدور بين قريناتك من الفتيات أو الأسرة؟
ربما تشعرين بالتقدير عندما يعجب بكلامك الشاب، وطبيعي أن يعجب أي شاب بفتاة تحدثه خاصة وإن كانت متميزة في بعض الأمور، فكيف تفسرين هذا الإعجاب؟ وربما تشعرين بالمسؤولية عن الآخرين وأهمية مساعدتهم ويكون هذا بداية تطور العلاقات والمحادثات. ربما طبيعة المرحلة العمرية التي أنت فيها لم تتأكدي من كفاءتك فتكون هذه هي البداية في بدء محادثات؟ وربما تكون بداية في صغرك كنت تقومين بذلك لهدف ما ثم صار التواصل مع الشباب هو الهدف وليس وسيلة.
حاولي رصد مكاسب وعيوب هذا السلوك جيدا فمثلا حددي كل المكاسب التي تحصلين عليها بصدق مع النفس من المحادثات التي لا ترضين فيها عن نفسك مع الشباب (انبساط بنظرات الإعجاب – كلمات المديح – تقديم يد العون – تسلية – اكتشاف الآخرين....) أكملي ذلك الجانب جيدا بنفسك وحسب إحساسك.
حاولي رصد سلبيات هذا التصرف بالتفصيل (غير مناسب ثقافيا – قد يفسد علاقتي بمن ارتبط به في مشروع زواج – يشعرني بالإثم – يشغل تفكيري إلى متى يستمر – يشتت تفكيري.......) أكملي ذلك الجانب جيدا بنفسك وحسب إحساسك.
هل يمكن تحقيق المكاسب السابقة بطرق أخرى (مع أشخاص آخرين فتيات مثلا – عمل خيري – التركيز في مهام أخرى...)
كيف أتصرف إن وقعت في هذا الخطأ؟ حاولي التسامح مع نفسك واعتبارها علاقات مؤقتة وعابرة لك ولمن تحادثيه، قللي من التعلق والنظر في وسائل التواصل قدر المستطاع، وكوني علاقات مع الفتيات وتحمليها إن كانت ثقيلة عليك، واعلمي أن تقديرك لذاتك يأتي من داخلك ومهما تلقيت كلمات مديح وإعجاب فلن تكفيك إلا إذا أدركت مميزاتك الحقيقية في عمل تنجزيه وخير تقديمه وليس كونك قوية والشباب يضعف أمامك، فلا تكرري الدخول في هذا الاختبار لتتأكدي من قوتك وسيطرتك وتأثيرك.
وكوني دائما في تواصلك مع الآخرين لا تقدمين أكثر مما يستحق الموقف خاصة وأنت مقبلة على مرحلة نضج والزواج للفتاة في بيئتنا أنت قريبة منه.